ملخص
شهدت مباريات اليوم الأول لمسابقة كرة القدم في أولمبياد باريس أحداثاً غير مسبوقة دفعت مدرب الأرجنتين خافيير ماسكيرانو لوصفها بـ"السيرك"، بينما تنفس منظمو البطولة الصعداء بعد نهاية مباراة إسرائيل ومالي
تعرضت مسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي تستضيفها العاصمة الفرنسية باريس لضربة قوية في صميم جانبها التنظيمي، إذ شهدت مباراة الأرجنتين والمغرب فوضى غير مسبوقة في الدقائق الأخيرة، قبل أن يتوقف اللعب لوقت طويل ثم يكتشف لاعبو المنتخبين أن المباراة لم تنته على رغم دخولهم إلى غرف تبديل الملابس.
وفاز المنتخب الأولمبي المغربي على نظيره الأرجنتيني أمس الأربعاء بنتيجة (2 - 1) في أولى مباريات المجموعة الثانية، بعدما ظن الجميع أن المباراة انتهت بالتعادل (2-2).
وكان المنتخب المغربي هيمن على المباراة من بدايتها وسجل لاعبه سفيان رحيمي هدفين في الدقيقتين 45 و51 (من ركلة جزاء)، ونجح الفريق الأرجنتيني في تقليص الفارق عبر لاعبه جيوليانو سيميوني في الدقيقة الـ68 ثم سجل كريستيان ميدينا هدف التعادل للأرجنتين في الدقيقة الـ16 من الوقت بدل الضائع، قبل أن تقتحم الجماهير أرض ملعب "جيوفروى غيشار" في مدينة سانت إيتيان وتلقي مقذوفات على اللاعبين مع اندلاع الفوضى، مما استدعى دخول كلا الفريقين نحو غرفة تبديل الملابس.
وبعد مغادرة كلا الفريقين لأرض الملعب، اكتشفا أن المباراة لم تنته وأن حكم اللقاء قرر إيقافها ولم يطلق صفارة النهاية.
وقال مدير الملعب لوكالة "رويترز" أن المباراة توقفت، كما أوضح موقع الألعاب الأولمبية أن المباراة "متوقفة".
واستؤنف اللقاء في تمام الساعة السابعة بالتوقيت المحلي، بعد ساعتين من النهاية الأولى له، وألغى الحكم هدف ميدينا بداعي التسلل.
واستكملت المباراة لمدة ثلاث دقائق و15 ثانية بعد إلغاء الهدف عقب مراجعة حكم الفيديو المساعد، وبحثت الأرجنتين عن التعادل مجدداً، لكن المغرب تمكن من الصمود والفوز بالمباراة.
وقال المنظمون لاحقاً إنهم يعملون لفهم الأسباب التي أدت إلى اقتحام الجماهير لأرض الملعب وتحديد الإجراءات المناسبة، وتعرضت الأرجنتين لصيحات الاستهجان من المتفرجين بسبب جدل أثير بعد فيديو لاعبها إنزو فرنانديز الذي وصفه الاتحاد الفرنسي للعبة بأنه "عنصري وتمييزي".
وقال مدرب الأرجنتين خافيير ماسكيرانو إنه لم يشهد مثل ذلك "السيرك" من قبل، وكشف نجم ليفربول الإنجليزي وبرشلونة الإسباني السابق عن أنه كان هناك نقص في التواصل مع المنظمين في شأن ما سيحدث، بينما جلس الفريق في غرفة تبديل الملابس قبل استئناف اللعب.
وقال ماسكيرانو للصحافيين "لا أستطيع تفسير ما حدث، أمضينا نحو ساعة ونصف ساعة في غرفة تبديل الملابس ولم يخبرونا قط بما سيحدث".
"لم يرغب قادة المغرب في اللعب ولم نكن نريد الاستمرار، وكان المشجعون يرمون الأشياء علينا".
"إنه أكبر سيرك رأيته في حياتي، لا أعرف لماذا استغرقوا ساعة و20 دقيقة لمراجعة هجمة".
"إذا كان هناك تسلل في هدف ميدينا، فإن المباراة كان يجب أن تستمر بالزخم الذي لدينا، لا أعتقد أنه يجب استكمال المباراة لثلاث دقائق بعد مرور ساعة ونصف ساعة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي سياق متصل تنفست اللجنة المنظمة لمسابقة كرة القدم الأولمبية الصعداء بعد نهاية مباراة مالي وإسرائيل التي انتهت بالتعادل (1-1)، التي كانت تعد أول اختبار أمني كبير قبل حفلة الافتتاح الرسمية للألعاب التي تنطلق رسمياً في الـ26 من يوليو (تموز) الجاري وتستمر حتى الـ11 من أغسطس (آب) المقبل.
ونشرت السلطات الفرنسية نحو 1000 من أفراد الأمن مع دعم من جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) لتأمين المباراة التي أقيمت في ملعب "بارك دي برانس" غرب العاصمة الفرنسية، وأقاموا سياجاً أمنياً على بعد بضعة كيلومترات من الملعب.
وتعقد منافسات أولمبياد باريس 2024 وسط مخاوف أمنية جلية وتوترات جيوسياسية متصاعدة من بينها حرب غزة، ويقول مسؤولون إن وحدات أمنية متخصصة ورفيعة المستوى سترافق الرياضيين الإسرائيليين من وإلى جميع المواقع والفعاليات التي سيشاركون فيها، فضلاً عن أنهم سيكونون تحت حماية أمنية على مدار الساعة طوال فترة الألعاب الأولمبية.
لكن مباراة المجموعة الرابعة، التي انتهت بالتعادل (1-1)، وحضرها وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان والرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، نجت من أي حوادث كبيرة وسط سعي مشجعي الفريقين إلى وضع السياسة جانباً.
وكانت الأعلام المالية والإسرائيلية كثيرة واختلطت الجماهير قبل المباراة، وبدا أن المشجعين الماليين يفوقون الإسرائيليين عدداً داخل الملعب، وكان صوتهم أعلى في الغناء.
وأطلقت صيحات الاستهجان على النشيد الوطني الإسرائيلي في البداية، قبل أن تختفي تلك الصيحات، ولوح عدد قليل من الجمهور الموجود في المدرجات بالأعلام الفلسطينية.
ووقفت مجموعة من الأشخاص في بداية المباراة بالقرب من الملعب وهم يرتدون قمصاناً بيضاء كتب على كل منها حرف لتشكيل جملة "فلسطين حرة"، قبل أن يتدخل المنظمون بعد دقيقة.
وقال مايكل ليفي (50 سنة) الذي يلعب ابن أخيه إيثان في الفريق الإسرائيلي "أنا لا أهتم حقاً بالأقلية التي لا تريد إسرائيل هنا"، وأضاف أنه موجود في الملعب للاستمتاع بكرة القدم.
وقال "معاداة السامية مرض ولست هنا لأكون العلاج"، وقال مشجعون إسرائيليون آخرون أيضاً إنهم يريدون هدنة خلال الأولمبياد لنسيان الحرب في غزة والاستمتاع بالاحتفالات.
وقطعت مالي، الدولة ذات الأغلبية المسلمة، علاقاتها مع إسرائيل في 1973 بعد حرب أكتوبر (تشرين الأول).
وبما أن مالي كانت مستعمرة فرنسية في السابق، فإن هناك جالية مالية كبيرة في فرنسا، وتجمع هؤلاء الجماهير بكثافة لدعم فريقهم.
وارتدت عائشة سيسيه الزي التقليدي بألوان مالي الأصفر والأخضر والأحمر، وجاءت من باماكو لتتابع فرق كرة القدم في البلاد في جميع البطولات الدولية، وقالت إنها ببساطة هنا لمشاهدة الفريق وهو يفوز.
وبدا أن الوجود الأمني المكثف يقوض أي أمل في تنظيم احتجاجات ضد مشاركة إسرائيل في الألعاب، بعدما دعا مشرعون فرنسيون ينتمون إلى تيار اليسار المتطرف إلى تنظيم احتجاجات ضد مشاركة إسرائيل.