Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حرائق تجتاح جنوب أوروبا بعد حرارة قياسية في كوكب الأرض

تتفق السلطات مع الخبراء على أن ارتفاع حرارة الجو ناتج من التغير المناخي

سياح يحتمون من الشمس تحت مظلة وسط موجة الحر التي طاولت مدينة قرطبة جنوب إسبانيا (أ ف ب عبر غيتي)

ملخص

سجل كوكب الأرض معدل درجة حرارة هو الأعلى على الإطلاق يوم الأحد الماضي مما تتسبب في موجات حر شديدة في عدد من المناطق في العالم وكثير من الحرائق

صدر عن مرصد "كوبرنيكوس" للتغير المناخي التابع للاتحاد الأوروبي Copernicus Climate Change Service بيانات أولية تفيد بأن الحرارة المسجلة يوم الأحد الماضي كانت الأعلى على الإطلاق حول العالم منذ بداية حفظ السجلات.

فخلال ذلك اليوم بلغ متوسط حرارة سطح الجو عالمياً 17.09 درجة مئوية (62.76 درجة فهرنهايت)، أي أعلى بقليل من الرقم القياسي السابق المسجل في يوليو (تموز) الماضي، إذ بلغ متوسط الحرارة آنذاك 17.08 درجة مئوية (62.74 درجة فهرنهايت).

واجتاحت موجات الحر مساحات واسعة من الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا خلال الأسبوع الماضي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي هذا الصدد أكد مرصد "كوربرنيكوس" أن الحرارة المسجلة يوم الأحد الماضي حطمت معدل الحرارة اليومي القياسي السابق، المسجل العام الماضي.

وشهد العام الماضي تحطيم الرقم القياسي لأربعة أيام متتالية من الثالث إلى السادس من يوليو، إذ أدى تغير المناخ المدفوع بحرق الوقود الأحفوري إلى موجات حر شديد عبر نصف الكرة الشمالي.

وأوضح مرصد "كوبرنيكوس" أنه ابتداء من يونيو (حزيران) 2023 - وعلى امتداد 13 شهراً متواصلاً - صنف كل شهر على أنه الأعلى حرارة على الأرض منذ بداية حفظ السجلات، مقارنة بالشهر المقابل من الأعوام السابقة.

وفي سياق مواز أشار بعض العلماء إلى أن الارتفاع المسجل في درجات الحرارة خلال العام الحالي قد يتخطى ما تسجل في العام الماضي، ليكون بالتالي العام الأعلى حرارة على الإطلاق منذ بداية حفظ السجلات. ويعود السبب إلى التغير المناخي الحاصل وإلى ظاهرة "إل نينو" المناخية الطبيعية التي انتهت في أبريل (نيسان) الماضي، ودفعت بدرجات الحرارة إلى الارتفاع أكثر بعد خلال هذا العام.

وفي إسبانيا بقي السكان يتصببون عرقاً طوال الأسبوع الماضي وسط موجة الحر الرسمية الأولى في البلاد خلال هذا العام، إذ وصلت حرارة الجو إلى 40 درجة مئوية في مناطق شاسعة من البلاد. أما إيطاليا واليونان ومناطق أخرى في جنوب أوروبا فقد عانت الأمرين للشعور بأية نسمة برودة.

ويتعذب ملايين الإسبانيين بسبب الحر واللهيب بعد أن كان الربيع معتدلاً نسبياً، مقارنة مع الارتفاع القياسي في درجات الحرارة بين عامي 2022 و2023.

وفي سياق متصل أعلنت هيئة الأرصاد الجوية في البلاد أن المناطق الوحيدة التي ستبقى بمنأى عن اللهيب هي الشمال الغربي [الإسباني] والسواحل الشمالية للمحيط الأطلسي.

ومن جهتهم قال خبراء الأرصاد الجوية إن كتلة الهواء الحار العابرة للبحر الأبيض المتوسط قادمة من شمال أفريقيا، وستستقر فوق وسط إسبانيا وجنوبها.

وإن جمعنا هذه العوامل بأشعة الشمس الحارقة المعتادة خلال الصيف فسيكون تأثير القيظ ملحوظاً في عدد من المدن التي بنيت في القرون الوسطى، ومن بينها إشبيلية وطليطلة وغرناطة.

ومنذ أن بدأت إسبانيا حفظ سجلات عام 1961 تبين أن عام 2022 كان الأكثر حرارة على الإطلاق، فيما حل عام 2023 بعده تماماً على القائمة، مع الإشارة إلى أن موجة الحر الأولى للعام الماضي بدأت خلال شهر يونيو.

وتتفق السلطات مع الخبراء على أن ارتفاع حرارة الجو ناتج من التغير المناخي الحاصل الذي يتسبب بفترات مطولة من القحل والجفاف، ويؤدي إلى حرائق غابات في منطقة البحر الأبيض المتوسط ومناطق أخرى من العالم.

ومن ثم تسببت الرياح الحارة والجافة بإحراق مساحات من الأراضي في اليونان، إذ بلغت موجة مطولة من الحر الشديد ذروتها يومي الأربعاء والخميس الماضيين.

وفي أنحاء كثيرة من البلاد وصلت حرارة الجو إلى 43 درجة مئوية. وفي بعض أرجاء أثينا بقيت الحرارة ليلاً، على امتداد الأيام الـ10 الماضية، عند مستويات تزيد على 30 درجة مئوية.

والخميس الماضي حاول رجال الإطفاء القضاء على حريقين كبيرين نشب أحدهما بمحاذاة قرية في ضواحي مدينة تيسالونيكي الشمالية، في حين كان الحريق الثاني عبارة عن حريق غابات أحرق مساحات حرجية على جزيرة كيا، في جوار أثينا.

وفي هذا السياق، أمرت خدمات الطوارئ بإخلاء منطقتين على جزيرة كيا في حين تداولت وسائل الإعلام المحلية خبراً عن تأذي عدد من البيوت في جوار تسالونيكي.

وأعلن المتحدث الحكومي بافلوس ماريناكس قائلاً "نناشد العموم بتوخي الحذر الشديد في الأيام القليلة المقبلة، بسبب وجود خطر كبير جداً باندلاع حرائق غابات خطرة"، مضيفاً "تكفي شرارة صغيرة واحدة للتسبب بكارثة هائلة".

وأول من أمس الثلاثاء أعلنت شركة الكهرباء الحكومية في صربيا عن ارتفاع معدلات استهلاك الكهرباء في البلاد، وبلوغها مستويات قياسية بسبب استعمال مكيفات الهواء.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة