Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صراع الأصوليين على المناصب قد يطيح عمدة طهران زاكاني

بلدية العاصمة الإيرانية عبارة عن مجموعة اقتصادية ومالية واسعة والعمل فيها غير شفاف

قدم زاكاني تقريراً عن أداء بلدية طهران خلال فترة إدارته في اجتماع مجلس الحكومة (أرشيفية - أ ف ب)

ملخص

في نهاية القول، الناس يطالبون بإقالة زاكاني من بلدية طهران من خلال تأكيدهم على أدائه الضعيف والمضر للمدينة، في حين هناك مجموعة من الحكومة وبحجة دعم رغبة الناس يطالبون بإقالته لتأمين مصالحهم الشخصية. من ناحية أخرى، يحاول زاكاني وأنصاره الذين فقدوا كرسي الرئاسة في شارع باستور (مبنى الرئاسة)، الحفاظ على كرسي البلدية الذي يقع في شارع "بهشت".

وصلت الحملة الشعبية لطرد علي رضا زاكاني من رئاسة بلدية طهران إلى 200 ألف توقيع. وبطبيعة الحال زاكاني لا ينوي التنحي عن منصبه، وبعض أعضاء مجلس بلدية طهران، بمن في ذلك برويز سروري ومهدي تشمران، يقفون بقوة إلى جانب عمدة طهران المثير للجدل. في المقابل، حول أنصار قاليباف (محمد باقر قاليباف رئيس مجلس الشورى الإيراني المحافظ محمد باقر قاليباف) الحملة الشعبية لإطاحة رضا زاكاني من رئاسة بلدية طهران إلى فرصة لتصفية الحسابات.

إشاعات

في الأيام الأخيرة ترددت إشاعات بأن بعض أعضاء مجلس بلدية طهران يخطط للاستقالة الجماعية لعل وعسى يتمكن من طرد زاكاني من خلال حل مجلس بلدية طهران. من ناحية أخرى، وقبل أقل من شهر تقريباً، لجأ عمدة طهران الذي كان يرى نفسه أنه الرئيس المستقبلي لإيران إلى أساليب مختلفة من أجل البقاء في أعلى منصب في شارع "بهشت" الذي يقع فيه مبنى بلدية طهران، ومن هذه الأساليب، إطلاق حملة من قبل أنصاره ضد الحملة الشعبية لإقالته من رئاسة بلدية طهران.

وقدم زاكاني في الـ24 من يوليو (تموز) الجاري، تقريراً عن أداء بلدية طهران خلال فترة إدارته في اجتماع مجلس الحكومة، وقال إنه في السنوات الثلاث الماضية، ونتيجة لإجراءاته وبالتعاون مع إبراهيم رئيسي في الحكومة الـ13، حصل انفتاح في مجال النقل الحضري، وعاد أكثر من 10 آلاف طفل من العاملين في الشوارع إلى التعليم، وعالج أوضاع نحو 20 ألف مدمن مخدرات، والانتهاء من عقود البلدية المتعلقة بشراء عربات المترو.

مؤيدو زاكاني

لكن التقرير الذي قدمه رئيس بلدية طهران عن أدائه في الأيام الأخيرة من عمر الحكومة، يتناقض كلياً مع ما يراه سكان العاصمة في الأماكن العامة.

ويشير مؤيدو إقالة زاكاني من البلدية، وجلهم خبراء بيئيون ونشطاء مدنيون ومتخصصون في الشؤون الحضرية، إلى قضايا مثل تجفيف وقطع الأشجار والعقود الغامضة مع الصين وتشييد الأبنية والمساجد في الحدائق العامة والتعينات العائلية في السنوات الثلاث الأخيرة، وطالبوا بإقالته.

وتحدث مخططو حملة إقالته في رسالتهم عن تغيير استخدام الحدائق وتدمير الطرق المخصصة للدراجات الهوائية وبناء الأبراج والمطاعم وأحدث المتنزهات في الحدائق، وأكدوا أن زاكاني غير قادر على إدارة مدينة طهران، لأن التجربة أثبتت أنه الرجل غير المناسب في المكان المناسب.

حملة إطاحته

وبدأت حملة إطاحته في منتصف أبريل (نيسان) الماضي، ووقع عليها حتى اللحظة أكثر من 186 ألف شخص. وفي بداية الأمر لم يعر أعضاء مجلس بلدية طهران للحملة التي أطلقها منتقدو زاكاني أي اهتمام، لكن مع زيادة عدد الموقعين، انقسم الأعضاء إلى مجموعات عدة. وبعض أعضاء مجلس البلدية، مثل الرئيس مهدي تشمران ونائبه برويز سروري، أيد زاكاني، إذ خاطب تشمران منتقديه قائلاً إن "رئيس بلدية طهران لا يتغير ببضعة توقيعات". كما اعتبر سروري أنه الأفضل، وقال إن لديه خطة لإدارة مدينة طهران.

وانضم بعض أعضاء مجلس بلدية طهران، مثل نرجس سليماني، ابنة قاسم سليماني، إلى منتقدي زاكاني، حتى سخرت سليماني منه في أحد اجتماعات مجلس البلدية وقالت إنه "عندما أخذ عمدة طهران إجازة من البلدية للقيام بالحملات الانتخابية الرئاسية، كانت تسير الأمور بصورة أفضل". وأضافت سليماني أن "البلدية في حاجة إلى شخص واع وهادئ، وليس لشخص يطلق شعارات فارغة ولدية رغبة في أن يصبح رئيساً للبلاد".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ابنة سليماني

وأثارت تصريحات ابنة القائد السابق لـ"فيلق القدس" قاسم سليماني غضب أنصار زاكاني ومن بينهم محمد آقا ميري عضو مجلس بلدية طهران الذي هاجم ابنة سليماني وقال إنها "تغلق عينيها وتفتح فمها". هذه العبارة كانت كافية لنزول أنصار محمد باقر قاليباف إلى الميدان بحجة الدفاع عن ابنة سليماني وبرروا على أنهم يدافعون عن رغبة الناس بإقالة زاكاني من رئاسة البلدية.

ومن أهم منتقدي زاكاني في مجلس بلدية طهران، ناصر أماني الذي كان نائباً لشؤون التخطيط والتطوير الحضري في فترة رئاسة قاليباف بلدية طهران، وجعفر تشكري هاشمي الذي كان نائباً لشؤون النقل في البلدية في عهد قاليباف، وأحمد صادقي الذي كان رئيساً لمنظمة إدارة الأزمات في البلدية في فترة رئاسة قاليباف، وحبيب كاشاني الذي كان عضواً في مجلس بلدية طهران في عهد قاليباف أيضاً.

رد الجميل

وقبل ثلاث سنوات، ومع بدء عمل مجلس بلدية طهران، حاول أصدقاء قاليباف انتخاب واحد منهم لمنصب عمدة طهران، لكن إبراهيم رئيسي أراد أن يرد الجميل لزاكاني الذي انسحب من الانتخابات الرئاسية الماضية لصالحه. لذلك، أصبح زاكاني رئيساً لبلدية طهران، على رغم أنه وفقاً للقانون، لم تكن لديه المؤهلات العلمية اللازمة لشغل هذا المنصب، وعلى رغم الانتقادات الكثيرة التي تعرض لها وزير الداخلية في حينها أحمد وحيدي، فإنه صدر مرسوم وأصبح زاكاني رئيساً لبلدية طهران.

الآن، وبعد مرور ثلاث سنوات، لم يعد رئيسي موجوداً، والحكومة الـ13 شارفت على الانتهاء، كما أن أداء زاكاني غير الجيد وكثرة الانتقادات من داخل الحكومة، بخاصة احتجاجات سكان مدينة طهران، أدت إلى أن ينتهز قاليباف وأنصاره في مجلس بلدية طهران الفرصة لتصفية الحسابات.

وفي وقت ساد فيه التوتر في مجلس بلدية طهران في شأن إقالة زاكاني، هدد عدد من الأعضاء بالاستقالة الجماعية. وبناءً على تصريحات عضو مجلس البلدية مهدي إقراريان، يبدو أن 10 أعضاء يعارضون زاكاني و12 يؤيدونه، كما قال إقراريان إن "تكلفة التعامل مع زاكاني وإقالته مرتفعة".

كل الاحتمالات واردة

وبحسب المتحدث باسم مجلس بلدية طهران علي رضا ناد علي، فإن كل الاحتمالات واردة، وعلى سبيل المثال، قد لا يوقع جميع منتقدي زاكاني الـ10 في مجلس البلدية على عزله. وترددت في الأيام الأخيرة إشاعات بأن بعض الأصوليين يخططون لإقالة زاكاني وانتخاب النائب الأول للحكومة الـ13 محمد مخبر رئيساً لبلدية طهران. وبرروا إجراءهم هذا لتحقيق رغبة سكان طهران بإزاحة زاكاني من رئاسة البلدية، في وقت قال فيه الموقعون على حملة إقالته، بصريح العبارة، إنهم يريدون شخصاً واسع المعرفة وخبيراً وكفؤاً وذا خبرة وقادراً وجديراً ليصبح عمدة طهران.

وأداء محمد مخبر، بخاصة خلال إنتاج لقاح "بركت" أثناء جائحة كورونا، أثبت أنه لا يتمتع بمثل هذه الخصائص المذكورة أعلاه، إلا أن القائم بأعمال رئاسة الجمهورية مخبر، الذي يلقبه البعض بـ"محاسب خامنئي"، يحظى بثقة مرشد النظام، وازدادت هذه الثقة خلال فترة رئاسته لجنة تنفيذ أمر الإمام (ستاد إجرايي فرمان أمام).

إن بلدية طهران عبارة عن مجموعة اقتصادية ومالية واسعة ومعقدة والعمل فيها غير شفاف.

وفي نهاية القول، الناس يطالبون بإقالة زاكاني من بلدية طهران من خلال تأكيدهم على أدائه الضعيف والمضر للمدينة، في حين هناك مجموعة من الحكومة وبحجة دعم رغبة الناس يطالبون بإقالته لتأمين مصالحهم الشخصية. من ناحية أخرى، يحاول زاكاني وأنصاره الذين فقدوا كرسي الرئاسة في شارع باستور (مبنى الرئاسة)، الحفاظ على كرسي البلدية الذي يقع في شارع "بهشت".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير