ملخص
البحار والمحيطات ليست مجرد حدود طبيعية، بل هي شرايين حياة تتيح التبادل الثقافي والتجاري، وتُشكل مصدر إلهام للعديد من الكتاب، لذا جسدت الحياة البحرية جزءاً لا يتجزأ من المجتمعات العربية الساحلية، سواء من خلال صيد الأسماك، الغوص للبحث عن اللؤلؤ، أو التجارة الممتدة نحو الموانئ البعيدة. هذه الأنشطة الحيوية شكلت ثقافة بحرية غنية، مليئة بالقصص والتجارب التي انتقلت من الواقع إلى صفحات الكتب.
تاريخياً، منذ مغامرات السندباد البحري في ألف ليلة وليلة، وصولاً إلى الرواية الحديثة، كان لجغرافية البلدان العربية تأثيرها في السرد الروائي، بسبب وقوع هذه البلاد على طول سواحل متعددة متاخمة لبحار ومحيطات: البحر الأبيض المتوسط، البحر الأحمر، بحر العرب والخليج العربي، المحيطين الأطلسي والهندي. هذا الامتداد البحري الواسع أثر بشكل كبير في ثقافة وحياة سكان هذه المناطق، مما انعكس بوضوح في الأدب والرواية العربية.
البحار والمحيطات ليست مجرد حدود طبيعية، بل هي شرايين حياة تتيح التبادل الثقافي والتجاري، وتُشكل مصدر إلهام للعديد من الكتاب، لذا جسدت الحياة البحرية جزءاً لا يتجزأ من المجتمعات العربية الساحلية، سواء من خلال صيد الأسماك، الغوص للبحث عن اللؤلؤ، أو التجارة الممتدة نحو الموانئ البعيدة. هذه الأنشطة الحيوية شكلت ثقافة بحرية غنية، مليئة بالقصص والتجارب التي انتقلت من الواقع إلى صفحات الكتب.
استلهم العديد من الروائيين العرب أعمالهم من هذا التراث البحري، حيث نجد روايات تحكي عن مغامرات البحارة، تحديات الغوص، وأساطير البحر؛ مما أسهم في إثراء الرواية العربية بقصص وحكايات، تعكس عمق وتنوع التجربة الإنسانية في هذه المجتمعات.
رائحة البحر
في الرواية العربية، يُعتبر حنا مينه من أهم الأدباء الذين تناولوا في أعمالهم قضايا البحر والبحارة، وقد أثرى المكتبة العربية بالعديد من الروايات، التي أصبحت من الكلاسيكيات. عمل حنا مينه في شبابه كبحار، وكانت هذه التجربة جزءاً مهماً من حياته، وشكلت مصدر إلهام كبير لأعماله الأدبية. تلك الفترة التي قضاها في البحر وبين الصيادين والبحارة انعكست بوضوح في رواياته، حيث نقل من خلالها تفاصيل الحياة البحرية، وصعوباتها والتحديات التي تواجه البحارة.
من أبرز رواياته التي تناولت حياة البحر، "الشراع والعاصفة"، "الياطر"، و"حكاية بحار". تدور أحداث رواية "حكاية بحار" حول شخصية سعيد حزوم ابن صالح حزوم، البحار الذي اختفى في ظروف غامضة، وكان يتسم بالقوة والشجاعة في مواجهة تحديات البحر والمجتمع، وتجارب البحارة اليومية، بما فيها من كفاح وصراع ضد قسوة البحر وضغوط الحياة.
تغوص الرواية في أعماق حياة الصيادين والبحارة، على سواحل البحر الأبيض المتوسط، كما تتناول قضايا اجتماعية وسياسية، وتبرز العلاقة بين الإنسان والطبيعة، وكيف يمكن للبحر أن يكون مصدر رزق وأمل، ومصدر خطر ومأساة. يقول في بداية الرواية: "وداعاً أيها البحر، علي أن أودعه كبحار، لقد انتهى كل شيء الآن، ولم يعد البحر ملعبي ومملكتي، لقد كابرت كثيراً، ورفضت تقبل الحقيقة، أصررت على أنني لن أهرم، وسأظل ذلك البحار الذي كنته، لكن الأعوام الطويلة أوهنت قواي، لقد تعب البحار ولم يتعب البحر. وها هو كعهدي به يترقرق، وديعاً، رقيقاً، حيياً، مختزناً قواه للشتاء، البحر يجدد شبابه، والبحار يمضي إلى الشيخوخة".
النواخذة والبحريات
يتشكل البناء الروائي في "النجدي"، للكاتب الكويتي طالب الرفاعي، من حكاية النوخذة علي ناصر النجدي. وتستند الرواية إلى وقائع حقيقية جرت له يوم الإثنين في 19 فبراير (شباط)، من عام 1979، كما يرد في مقدمتها.
بطل الرواية النوخذة علي النجدي، الذي يُعبر عن شغفه العميق بالبحر منذ طفولته. هذا البحار المتمرس، يجد نفسه وسط عاصفة عنيفة أثناء إبحاره. الموج يعصف به، والصندوق الذي يحمله معه يمتلئ بالماء، ومع ذلك يظل متمسكاً بالصندوق، مؤمناً بأن البحر هو صديقه الأوفى.
يستعرض علي ذكرياته مع البحر، مشيراً إلى المرات العديدة التي خاض فيها مغامرات بحرية ونجا منها. يُعبر عن حبه الكبير للبحر، وكيف أصبح جزءاً لا يتجزأ من هويته. تتصاعد الأحداث مع تزايد قوة العاصفة، يجد نفسه في مواجهة مباشرة مع قوى الطبيعة، يعاني من البرد والمطر الذي ينهال عليه، ولكنه يرفض الاستسلام. يتذكر عائلته وأحباءه الذين ينتظرونه في الكويت، ويتحدى العاصفة بإرادة قوية. يقول: "الموج سيحملني، أحفظ ذلك، منذ كنت صغيراً أنام على ظهري وأفرد ذراعي، وأترك للبحر أن يأخذني، آه. برد، لا أرى... السماء تغطي وجهي بقماش الظلمة. الصندوق صار ثقيلاً. لن أبقى معلقاً به. سأتركه. سيهرب السمك، سمكة السبيطي كانت كبيرة، البحر صاحبي سيحملني إلى بيتي. شمة تنتظرني وعيالي، وأبناء أخواتي. أنا النوخذة علي النجدي، لن أستسلم ولن يلوي أحد ذراعي. سأسبح، ستمر العاصفة، وأعثر بالشاطئ أو يعثر بي. لن أذل نفسي، لن أركب مع غريب... لماذا يا بحر؟ النجدي ولدك، فلماذا؟ مؤكد أنك تريدني إليك، لنبق معاً".
الرواية تتناول أيضاً ذكريات علي مع أصدقائه ورفاقه في البحر، وكيف كان البحر دائماً المكان الذي يجد فيه السلام والراحة. يظهر الحوار الداخلي للبطل كم هو متمسك بالأمل، على رغم الظروف الصعبة. تتضمن الرواية تأملات فلسفية حول الحياة والموت، والقدرة على الصمود أمام التحديات الكبرى. أراد الرفاعي، عبر هذا العمل، تسليط الضوء على تحديات البحارة القدامى وصراعاتهم مع البحر، مما يعزز الطابع المأساوي والملحمي للرواية، كما يبرز الروح القوية والمثابرة للبحار علي، الذي يرى في البحر ملاذاً ورفيقاً أبدياً.
ومن الكويت أيضاً، تخوض الكاتبة الكويتية فوزية شويش السالم في روايتها "النواخذة" مغامرة تتحدى الأنماط التقليدية المألوفة بنموذج مبتكر، يستمد من عالم البحر ورجاله حيوية سردية وشيقة. منذ البداية تهدي الكاتبة عملها إلى "أسطورة الخليج"، وهم النواخذة، ربابنة السفن الشراعية الكبيرة التي كانت تبحر في المحيط الهندي، من الخليج إلى الهند شرقاً، وحتى سواحل أفريقيا غرباً. هؤلاء البحارة، وربابنة السفن، هم أبطال هذا العمل الذي أرادت له السالم أن ينغمس في أجواء تاريخية حافلة. تقدم الرواية قصة ثلاثة أجيال متعاقبة، بدءاً من عصر الرق وخطف العبيد والإماء من غابات أفريقيا، وبيعهم في أسواق النخاسة، وصولاً إلى عصر انبثاق النفط، وأثره على تحولات الحياة.
ويمثل البحر دلالة رمزية في رواية "البحريات" للكاتبة السعودية أميمة خميس، إذ قدمت في روايتها سرداً عن مجموعة من النساء القادمات من مدن بحرية بعيدة، يستقر بهن المقام في مدينة نجد. تتسلل خميس إلى عالم هؤلاء النساء، وتعمل على تشريح تفاعلاتهن مع المجتمع الجديد وانفعالاتهن النفسية، كما تتعقب تلك النقلة الصادمة السريعة، التي دفعت بالمجتمع الصحراوي من البداوة إلى المدنية، في حقبة الستينيات والسبعينيات في مدينة الرياض، ومن خلال بطلاتها البحريات، تكشف عن صورة المرأة والتغير الاجتماعي الذي صاحب تعليم المرأة.
ثلاثية بحر العرب
تبدأ رواية "سِماهوي"، للكاتب البحريني حسين المحروس، بوصف قرية ساحلية واقعة على الشريط المائي الضحل. تمتاز قرية سِماهوي بصخورها المخضرة بطحالب البحر، وتحيط بها قصص البحارة الذين كانوا يرونها كما لو أنها مدينة تحت الماء. تتحدث الرواية عن الهجرات القسرية للرجال من دون النساء، حيث يبقى النسوة والأطفال في القرية بعد رحيل رجالهم. تُحكى الأساطير عن عيون الماء الثلاثة التي تنبع في أعماق البحر، والتي يقال إنها انعكاس لهجرات الرجال المتكررة.
تعيش النساء والأطفال في "سِماهوي" في زمن متوقف، لا يكبرون ولا يشيخون ولا يعرفون الموت. بل إنهم أصبحوا كالحوريات في البلدة المائية. تتميز النساء بأعمالهن المنزلية البسيطة، حيث يغسلن ثيابهن وحوائج بيوتهن بماء العيون الثائر الذي يحرر معاصمهن من الحلي.
تستمر الرواية في سرد قصة "غانم بن علي" وأولاده الثلاثة، عيسى ومحمد وعبدالله، الذين يعملون في البساتين والبحر. تظهر تفاصيل الحياة اليومية في القرية، حيث تُبنى البيوت من سعف النخيل وتتصل بممرات مظللة تقي من التعب. يحوم الأطفال بين النخيل ويمارسون ألعابهم، بينما يعمل البحارة والفلاحون بجد في أراضيهم وبساتينهم. تصور الرواية الحزن والفرح في عيون النساء، ويبرز دورهن المحوري في الحفاظ على الحياة اليومية في القرية، كما في شخصية "خزنة". يتسم السرد بتشابك الأحداث مع الأساطير والتقاليد التي تعكس عمق الروابط الاجتماعية والثقافية في القرية.
يقدم الكاتب العماني يوسف الأخزمي في روايته "بر الحكمان، ثلاثية بحر العرب" رحلة ممتدة عبر الزمان والمكان. يرصد فيها تحولات اجتماعية ومكانية عميقة، تمتد بين البحر والبر، وبين الصيادين البسطاء وأعدائهم من السفن العملاقة التي غزت مياههم فجأة، كأنها لعنة حلت عليهم. تتناول الرواية التطور الهائل والسريع الذي أنتجته الحداثة العمرانية، واحتلال البحر من قبل الموانئ والسفن الضخمة، والمباني الإسمنتية التي حجبت الشمس والهواء؛ كما تغوص في تاريخ غرق السفن قرب مناطق البدو، واستفادة البدو منها، متسائلة عن مدى صحة عدوانية البدوي.
تبدأ الأحداث مع غرق السفينة شانتي، لنقرأ: "غرقت شانتي، انطلق صوت صالح العامري أحد صيادي قرية حج، أكبر قرى بلدة محوت، الساكنة بهدوء على رمال بحر العرب... علت الدهشة وجوه كل من سمع بغرق السفينة حينها، فكيف لمثلها، والتي اعتبرها كل من رآها وهي تُبنى أنها أكبر خشبة غنجة، صُنعت في بلدان صحراء بحر العرب، أن تغرق بسهولة، حتى في صور التي بنيت فيها المئات من السفن العملاقة، لم يتم بناء غنجة بهذا الحجم. كم هي المرات التي أبحر فيها مبخوت إلى الهند وحدها لشراء المعدات والأخشاب اللازمة لصنع السفينة! وكم هي المرات التي عرض فيها نفسه ومن معه من نواخذة وبحارة للأخطار، من أجل أن تصبح شانتي جاهزة قبل نهاية الصيف! ها هي شانتي، تغرق مع بداية إبحارها، ويدرك أهل البحر أن أموراً كثيرة اجتمعت وأغرقت السفينة".
رباعية بحري
تُعتبر رواية "رباعية بحري" للكاتب المصري محمد جبريل واحدة من أبرز الأعمال الأدبية، التي تتناول تاريخ الإسكندرية بعبقها التاريخي والحضاري، وامتداد علاقتها مع البحر المتوسط.
في هذه الرباعية، التي تتألف من أربعة أجزاء هي: "أبو العباس"، "ياقوت العرش"، "البوصيري"، و"علي تمراز"، ينسج الكاتب تاريخ المدينة الساحلية العريقة من زوايا مختلفة، مع التركيز على التأثيرات الثقافية والاجتماعية التي شكلتها على مر العصور. ويعرض جبريل بدقة تفاصيل الحياة اليومية لسكان المدينة، يصور تجاربهم الإنسانية من خلال شخصيات متنوعة تجسد طبقات المجتمع المختلفة، جامعاً بين الواقعية والتاريخية في سرده.
في الجزء الأول، "أبو العباس"، يقدم جبريل لمحة عن الحياة الدينية والثقافية حول مسجد أبو العباس المرسي، وكيف يرتبط هذا المعلم الديني بحياة الناس اليومية. وفي "ياقوت العرش"، ينتقل إلى استكشاف العلاقة بين المدينة والبحر، وكيف تؤثر هذه العلاقة في تشكيل الهوية الثقافية والاجتماعية للسكان، يتناول مع شخصية السخاوي مشاهد من حياة الصيادين وعلاقتهم بالبحر. كما أنه اختار عند عتبة الرواية، مقولة كاشفة من مخطوط مصري قديم، تقول: "دعني أخبرك أن صياد السمك يقاسي أكثر من غيره من أصحاب الحرف الأخرى. إنه يتعرض لخطر التماسيح وللغرق. وعندما يلقي بطراحته في الماء، فإن رزقه يصبح معلقاً بيد القدر، هل توجد حرفة أخرى أقسى من ذلك؟".
الغربة والسفينة
جذب البحر الكاتب الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا، فكتب روايته "السفينة"، التي يجتمع على متنها مجموعة من الأبطال المسافرين من بيروت إلى روما، تتقاطع مصائرهم في هذه الرحلة البحرية، وتفتح المجال لرحلة داخلية أعمق، تكشف ماضيهم وآمالهم وأحلامهم. يكشف جبرا عن تعقيدات تجربة الاغتراب التي يشعر بها الكثير من المثقفين العرب، الذين يعيشون مشتتين بعيداً من أوطانهم. كما ترمز السفينة هنا إلى حالة التنقل المستمر وعدم الاستقرار، ومرحلة العبور من ضفة إلى أخرى، أيضاً تشير إلى حلم الوصول والبحث عن مرسى آمن.
يمضي جبرا في تفسير انكسار عاطفة الحب والعلاقات الإنسانية المعقدة بين شخصياته، وتشابكات الحياة وسحقها للاختيارات الفردية. الجملة الأولى في رواية السفينة تبدأ بمهادنة الموج، يقول: "البحر جسر الخلاص، البحر الطري الناعم، الأشيب العطوف، وقد عاد البحر اليوم إلى العنفوان، البحر خلاص جديد... ما كنت أعرف أن لمى.. لمى الباكية، الغادرة بأهلها من أجلي ستكون أيضاً على هذه السفينة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
رمزية البحر
في رواية "دلشاد" للكاتبة العمانية بشرى خلفان، يرتحل بطلها الذي تحمل الرواية اسمه من ميناء إلى آخر، وتحضر رمزية البحر في كثير من المشاهد، فالبحر في الرواية مشارك فاعل في الحدث. إنه الشاهد الأزلي على التاريخ العماني العريق، حين كان لعُمان أسطول بحري ضخم لا تبزّه قوة إلا الأساطيل البحرية الأوروبية. هذه الرمزية تتجلى في مسيرة حياة البطل دلشاد، يوم كانت التجارة البحرية أساس الاقتصاد العماني، بين موانئ الهند وآسيا وأفريقيا. لذا نجد في النص ظلال حكايات ألف ليلة، وعالم السندباد الرحالة الذي يمثّله البطل الرئيس وأبطال آخرون. لكن دلشاد بطل واقعي من لحم ودم، يقول: "أقف في مقدمة الباخرة الإنجليزية، وورائي مدخنتها العظيمة تنفث دخاناً أسود ما يلبث أن يتلاشى في الهواء".
في رواية "خضراء كالبحار"، للكاتب الأردني الراحل هاني الراهب، تحضر دلالات عاطفية مؤثرة للبحر، في علاقة الحب المركبة بين نورما المرأة المتزوجة من مهند، الواقعة في حب الرسام فراس. يُشبه البطل حبيبته بأنها خضراء كالبحار، البحر أخضر لأنه هائج وعكر، أعماقه خرجت إلى السطح، وكذلك حبهما، يطلب من نورما أن تعطي مكاناً في حياتها لهذا الحب الحقيقي، أن تتخلى عن زواج بائس لتكون معه، فالحب يحتاج إلى هواء نقي، إلى مساحة مفتوحة، تُطل على البحر، والغروب والليل وشوارع المدينة.
ومن على شاطئ البحر المتوسط في لبنان، تأتي رواية الكاتبة حنان الشيخ "امرأتان على شاطئ البحر"، لتحكي عن جولة الصديقتين هدى وإيفون على الشاطئ، ومن خلال رحلتهما تمر الكاتبة على الصداقة بين امرأتين تنحدران من طائفتين مختلفتين، وكيف تواجه كل منهما مجتمعها. يحضر البحر ليشكل بعداً رمزياً معبراً سواء في حواراتهما معاً، أو في المونولوج الداخلي. هدى لا تعرف كيف تتعامل مع الأمواج، بينما إيفون سباحة ماهرة، تقول: "اندفعت إيفون إلى البحر، تعثرت بالحصى والأحجار الناتئة، جرحت فخذها لكنها لم تبال، رمت بنفسها على الموج وعامت وهي تخبط الماء كمن يود التأكد بأنها فعلاً في البحر، في المتوسط، إذ كل البحار مزيفة ما عداه".