الخام الإيراني يجد سوقا جديدة بشمال شرقي الصين

قالت شركات تتبع ناقلات النفط ومصادر تجارية إن واردات الخام الإيراني تتدفق منذ أواخر العام الماضي إلى ميناء ومدينة داليان الصينية المشهورة بنشاط التكرير، مما يساعد في الحفاظ على مشتريات البلاد من النفط عند مستويات قياسية تقريباً.

وذكر متعاملون لـ"رويترز" أن هذا التحول حدث مع تراجع الطلب على الخام الإيراني من صغار المشترين في إقليم شاندونغ وهو مركز تكرير مستقل، في مواجهة تدهور هوامش التكرير بسبب ارتفاع أسعار الخام وكانوا أبرز مشترين للنفط الإيراني في الصين منذ عام 2019.
وتخضع إيران ونفطها لعقوبات أميركية أعيد فرضها خلال عام 2018 بسبب مخاوف في شأن برنامجها النووي لكن الصين لم تتوقف عن شراء النفط الإيراني، إذ سدت المصانع المستقلة التي تعمل على زيادة الهامش الفراغ الذي خلفته الشركات الحكومية الحذرة من العقوبات، بحسب ما أفادت "رويترز".

45 مليون برميل

وفي الأثناء قالت شركة "فورتيكسا" الاستشارية التي تتعقب تحركات الناقلات إن 23 شحنة أو ما مجموعه 45 مليون برميل من النفط الإيراني فرغت في داليان، ما بين شهري أكتوبر (تشرين الأول) 2023 ويونيو (حزيران) 2024.

وأوضحت أن هذا يشمل 28 مليون برميل فرغت في جزيرة تشانغشينغ، على بعد نحو 85 كيلومتراً إلى الشمال الغربي من وسط داليان.

الصين استوردت ما بين 1.2 و1.4 مليون برميل يومياً من طهران

ومن جانبها قدرت شركة "كبلر" الاستشارية أن الصين جلبت 34 مليون برميل إلى داليان خلال الفترة نفسها، وتعادل الأرقام ما يراوح ما بين 124 ألفاً و164 ألف برميل يومياً، أي نحو 13 في المئة من إجمال واردات الصين من النفط الإيراني خلال النصف الأول من عام 2024.
ويقدر المحللون أن الصين استوردت ما بين 1.2 و1.4 مليون برميل يومياً من الخام الإيراني خلال تلك الفترة.

وقالت "فورتيكسا" إن "الواردات سجلت مستوى قياسياً بلغ 1.52 مليون برميل يومياً خلال أكتوبر الماضي، بينما لم تتلق داليان قبل هذا الشهر التي تمثل ستة في المئة من قدرة معالجة الخام في الصين سوى شحنات متفرقة من النفط الإيراني في الأعوام القليلة الماضية، وفقاً لـ"فورتيكسا" و"كبلر".
وعند سؤال وزارة الخارجية الصينية عن الواردات إلى داليان قالت إلى "رويترز" إن "الصين وإيران حافظتا دوماً على التجارة الطبيعية والمشروعة في إطار القانون الدولي".
وتقول الصين إنها تعارض العقوبات أحادية الجانب، ومع ذلك يقول متتبعو ناقلات النفط وتجار إن المتعاملين يعيدون تصنيف النفط الإيراني المتجه إلى الصين على أنه من أماكن أخرى، مثل ماليزيا أو سلطنة عمان أو الإمارات، ورسمياً لم تبلغ الجمارك الصينية عن أي واردات من النفط الإيراني منذ يونيو 2022.

إيران تفرج عن شحنة نفط الناقلة سانت نيكولاس

وفي سياق قريب الصلة قال مصدر بقطاع الشحن إلى "رويترز" إن إيران أفرجت عن شحنة النفط الخاصة بالناقلة سانت نيكولاس التي احتجزتها في خليج عمان خلال وقت سابق هذا العام. وأضاف المصدر أن الناقلة المملوكة لجهة يونانية وترفع علم جزر مارشال كانت محملة بمليون برميل من النفط الخام العراقي وأن إيران لا تزال تحتجز السفينة، وكانت السفينة متجهة إلى تركيا عند احتجازها، قائلاً "أفرج عن الشحنة في وقت سابق من هذا الأسبوع بعد مفاوضات".
وقالت شركة تكرير النفط التركية "توبراس" في بيان إن الناقلة سانت نيكولاس كانت محملة بمليون برميل من النفط الخام اشترته من شركة تسويق النفط العراقية "سومو"، وأضافت "توبراس" أنه جرى استرداد الشحنة بأكملها من خلال نقلها من سفينة إلى سفينة فيما بين الـ23 والـ25 من يوليو (تموز) 2024، والنفط الخام في طريقه الآن إلى المصفاة ومن المتوقع أن يصل خلال سبتمبر (أيلول)".

وأظهرت بيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن أن وجهة السفينة هي ميناء الفجيرة الإماراتي وأنها تبحر مبتعدة من إيران منذ الخميس. واحتجزت إيران الناقلة في يناير (كانون الثاني) الماضي رداً على مصادرة الولايات المتحدة لنفس السفينة ونفطها خلال العام الماضي، بحسب ما أوردت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية في ذلك الوقت.