Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قصة تأهل اللاعبة السعودية دنيا أبو طالب لأولمبياد باريس

يكشف المدرب محمد النعماني عن التحول الجذري في حياتها التي أصبحت حافزاً للفتيات في البلاد

ملخص

أكد رئيس الاتحاد السعودي للتايكوندو شداد العمري أن البطلة دنيا أبو طالب خضعت لفترة إعداد طويلة وشاقة قبل أولمبياد باريس 2024

فكيف بدأت رحلتها مع التايكوندو؟

من دون خريطة وجهها والدها الراحل إلى طريق مميز وفريد. دنيا أبو طالب أول لاعبة تايكوندو سعودية تتأهل لأولمبياد باريس في حدث استثنائي وضع الإناث السعوديات على خريطة الرياضة العالمية بعد تصنيفها ضمن التسع الأفضل دولياً.

وانطلقت الجمعة الماضية  دورة الألعاب الأولمبية الصيفية الـ33 المعروفة باسم أولمبياد باريس 2024 التي تقام في العاصمة الفرنسية، وستستمر حتى الـ11 من أغسطس (آب) بمشاركة 32 رياضة عالمية.

وانتزعت دنيا النجاح بالإصرار، فلم تولد موهوبة بالفطرة، وإن كانت مهيأة لاكتسابها. ولم تولد معها الإمكانات والاستعدادات، لكن القدر هيأها لها، وأتى نجاحها اليوم واضحاً كضوء الشمس، كما يقول مدربها اليمني الدولي محمد النعماني الذي أكد في ظهوره الإعلامي الأول "أن للقدر دوره في قصة دنيا التي أصبحت بين رؤية والدها ومدربها جزءاً من رؤية 2030".

قصة دنيا

من أين تبدأ القصة؟ قال النعماني "من الضيق ومحدودية الإمكانات، فضلاً عن إصرار والدها على تدريبها إلى جانب شقيقها لاعب التايكوندو عبدالباسط". وأضاف "طلب مني والدها تدريبها إلى جانب شقيقها عام 2014، فلم أتردد تقديراً له". وواصل "كانت في الـ15 من العمر، ووجدتها تتمتع بوزن وطول مناسبين للعبة، أي إن البداية كانت جيدة. بدأنا ممارسة التمارين في صالة منزلها، بحضور أسرتها. لفتني مستوى تركيزها وقوة ركلاتها، وبدا لي أن رؤية والدها استبقت مستقبلها بمسافة بعيدة".

من القمة إلى اليأس

ومضى النعماني قائلاً "كانت البداية مذهلة، إذ اتحدنا كفريق واندمجت قوانا. إن تأهل دنيا لأولمبياد باريس 2024 ليس فقط إنجازاً للمرأة السعودية، بل هو ثمرة جهدنا المشترك. كنت الدافع الذي حال دون انسحابها مرات عديدة، إذ أسهمت في تثبيت عزمها بفضل إيماني بموهبتها وبالمستقبل، على رغم أن المعالم لم تكن واضحة آنذاك، وفي قمة الاندفاع وحيوية اللعب، صنعت لها معسكراً خاصاً في بيتها. مارست التمارين مرة مع شقيقها عبدالباسط، ومرة مع اللاعبين الذين أشرفت على تدريبهم في النادي، ومرات معدودة مع اللاعبة السعودية ترتيلا الطويل. أظهر ذلك حماساً بالغاً في نشاطها، وفجأة قررت الانسحاب من اللعبة، لأن اللعب من دون المشاركات أو تمثيل البلاد في البطولات والمحافل يحبط شغفها وعزيمتها. حدث ذلك بصورة لافتة لحظة وفاة والدها، إذ عاشت دنيا إحباطاً، وأرادت البحث عن مستقبل آخر. وبالفعل، عملت لفترة، ثم تركت الوظيفة لتستعيد نشاطها وقواها وحماستها في اللعبة، حتى نجحت في ثنيها عن قرارها وعدنا لممارسة التدريبات".

بصيص الأمل

أضاف النعماني "لاحقاً طلبت مني البحث عن نادٍ تمارس من خلاله التمارين. لمست من قولها اتساع أفقها ورغبتها في ممارسة فنها على بساط أكثر رحابة. وبعد مرور أعوام من التدريب، بدأت آفاق رؤية 2030 تتضح".

ماذا حدث؟ قال النعماني "انطلقت بوادر رؤية 2030، وكان إيجاد بطلات رياضيات سعوديات إنجازاً كبيراً. حينها رفعت سماعة الهاتف وتحدثت مع الزملاء في الاتحاد السعودي لرياضة التايكوندو عن دنيا، فأخبروني لاحقاً عن موعد زيارة مستشارهم عثمان دردار منزلها في جدة، زارها في منزلها، وشاهد الصالة التي كنا نمارس من خلالها التمارين. أذكر أنه شرح لي طريقة الاستفادة من تلك المساحة في رفع لياقتها وتنظيم عملية تنفسها. عقب تلك الزيارة، استقبلنا مسؤولة بريطانية من الاتحاد زارتها في منزلها في جدة أيضاً، وبعد ما دار بينهما من حديث، التحقت دنيا بصالة تدريبات رياضية في جدة، فبدأت تتنفس ملامح حلمها وتشعر بذلك البصيص الذي استشعرناه أنا ووالدها".

الفصل الأول للنجاح

وتابع المدرب اليمني الدولي "بمرور خمسة أعوام على تدريبها حصلت على الحزام الأسود، وانطلقت مع المنتخب السعودي الذي وفر لها سبل الدعم والتشجيع كافة للمشاركة في البطولات وتمثيل البلاد". وأشار إلى حصولها على المركز الأول خلال مشاركتها ضمن بطولة "الحسين الدولية" في الأردن، وأنها (أي البطولة)، "فتحت الستار على الفصل الأول من نجاحها التاريخي كسعودية، ما منحها دفعة نشاط لا متناهية، حيث انضمت إلى لاعبي النخبة، وانخرطت في المعسكرات التدريبية وقدمت لها وزارة الرياضة متمثلة في الاتحاد السعودي للتايكوندو دعماً كبيراً". وتابع أيضاً "حينها سألتني عن الالتحاق بنادٍ، وبين مفاوضات النادي الأهلي ونادي الاتحاد وقعت عقدها مع النادي الأهلي الذي انتهى قبل نحو شهر، وخاضت أبو طالب مواجهات عدة، وحصلت من خلالها على مراكز متقدمة أبرزها حصولها على الذهب في وزنها من خلال مشاركاتها ضمن دورتي الألعاب السعودية، وتعد أول لاعبة ملاكمة سعودية تحصل على برونزيتين عالميتين من خلال مشاركتها ضمن بطولة العالم التي أقيمت في مدينة تشنتشون في كوريا الجنوبية وبطولة العالم في المكسيك، ولا يزال الوقت أمامها لاختطاف الذهب العالمي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووصف النعماني أبو طالب بـ"الطموحة القيادية"، وأن تحقيق البطولة والنجاح "شغلها الشاغل في الحياة"، وبأنها "مرحة وتتقبل النقد".

وفي مقطع فيديو شكرت دنيا مدربها النعماني وقالت "كان يحفزني على الاستمرار وقال إنني سأكون بطلة رياضية، وسأصل يوماً للأولمبياد". وتابعت "محمد النعماني لم يكن مجرد مدرب، بل كان الأقرب لي، بخاصة أنه رافق مسيرتي الرياضية منذ بدأت التدريبات في المنزل، وهو من سعى إلى انضمامي في المنتخب السعودي".

وأكد رئيس الاتحاد السعودي للتايكوندو شداد العمري أن البطلة دنيا أبو طالب تنتظرها فترة إعداد طويلة وشاقة قبل أولمبياد باريس 2024. وقال العمري "بدأت فترة الإعداد من أبها (جنوب السعودية)، ثم ستتجه إلى تركيا، ومنها إلى كوريا، ثم إلى تونس، وبعد ذلك إلى باريس للمشاركة في الأولمبياد". وأبدى العمري ثقته بقدرة دنيا على خطف إحدى الميداليات الأولمبية "الحمد لله لدينا دنيا أبو طالب التي دخلت التاريخ كونها أول رياضية سعودية في جميع الرياضات تتأهل للأولمبياد من طريق آلية التأهل المباشر، كما أننا حققنا أول ميداليتين ذهبيتين للمملكة خلال البطولة الآسيوية من طريق دنيا ورياض ظافري".

المزيد من رياضة