ملخص
أقيم حفل افتتاح أولمبياد باريس تحت المطر وفي ظل إجراءات أمنية مشددة بعد ساعات من تعرض شبكة القطارات السريعة لأعمال "تخريب"
احتجت كوريا الجنوبية اليوم السبت على تقديم رياضييها المشاركين في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية باريس 2024 أمس الجمعة على أنهم من كوريا الشمالية مما دفع اللجنة الأولمبية الدولية الى الاعتذار عن هذا الخطأ.
ولدى مرور القارب الذي ينقل رياضيي الجنوب في نهر السين تم تقديمهم على أنهم من "جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية" باللغتين الفرنسية والإنجليزية، وهو الاسم الرسمي لكوريا الشمالية التي لا تزال جارتها الجنوبية تقنياً في حالة حرب معها.
وأعربت وزارة الرياضة في سيول عن "أسفها للإعلان الذي حصل في حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024، وجرى من خلاله تقديم الوفد الكوري الجنوبي على أنه الفريق الكوري الشمالي"، وطلبت من وزارة الخارجية "الاحتجاج بشدة لدى الجانب الفرنسي" المنظم على هذا الخطأ، بينما طلبت نائبة وزير الرياضة الكورية الجنوبية جانغ مي - ران المتوجة بذهبية أولمبية في رفع الأثقال خلال دورة بكين 2008، لقاء رئيس اللجنة الدولية الألماني توماس باخ للبحث في هذه المسألة، وأشارت الوزارة الى أن اللجنة الأولمبية الكورية الجنوبية ستطلب اتخاذ إجراءات لتفادي تكرار هذا الخطأ من قبل اللجنة المنظمة واللجنة الأولمبية الدولية. وتقدمت الأخيرة باعتذار عما حصل جاء فيه "نعتذر بشدة عن الخطأ الذي حصل عند تقديم الفريق الكوري الجنوبي خلال بث حفل الافتتاح"، وذلك في منشور عبر حسابها باللغة الكورية على منصة "إكس".
عرض غير مسبوق
وبعرض مذهل غير مسبوق على نهر السين شارك فيه 6800 رياضي من 205 دول أمام معالم تاريخية في العاصمة الفرنسية افتتح أولمبياد باريس 2024 رسمياً أمس الجمعة، على رغم هطول أمطار عكرت الأجواء وتعرض شبكة القطارات لعملية تخريب. وامتزجت الأغاني والموسيقى وعروض الأزياء والمفرقعات النارية مع قوارب وعبارات نقلت الرياضيين، فتحولت "مدينة النور" إلى مسرح مفتوح بللته الأمطار المفاجئة.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجملة البروتوكولية تحت الأمطار أمام برج إيفل "أعلن افتتاح دورة الألعاب الـ33 للألعاب الحديثة"، وذلك بعد 100 عام على استضافة باريس الألعاب للمرة الثانية. وللمرة الأولى في التاريخ أقيم حفل الافتتاح خارج الملعب الرئيس، شاهده 320 ألف متفرج من مدرجات بنيت خصيصاً على ضفاف النهر، ونحو 200 ألف من على شرفات المباني المجاورة.
القارب الأول
وكما تجري التقاليد ضم القارب الأول بعثة اليونان التي تعد مهد الألعاب الحديثة واستضافت نسختها الأولى في 1896، قبل أن تتبعه قوارب الوفود الأخرى في احتفال مهيب افتتحته نجمة البوب الأميركية الشهيرة ليدي غاغا. واختتم بعد أربع ساعات بإيقاد المرجل الأولمبي الذي حلق عبر منطاد فوق وسط المدينة، عبر بطلة ألعاب القوى السابقة ماري - جوزيه بيريك والجودو الحالي تيدي رينر، على وقع الصوت الرائع والمؤثر للفنانة الكندية سيلين ديون التي تحدت المرض.
صدح صوت المغنية الغائبة عن الحفلات منذ 2020 بأغنية "L'hymne a l'amour" (نشيد الحب) لإديت بياف، من الطبقة الأولى لبرج إيفل. وتعاني ديون مرضاً نادراً يعرف باسم متلازمة الشخص المتيبس، وهو أحد أمراض المناعة الذاتية لا علاج شافياً له.
وكانت ليدي غاغا أدت أغنية "مون تروك أن بلوم" (Mon truc en plumes) لزيزي جانمير، أحد الأعمال الشهيرة في المسرح الاستعراضي الفرنسي.
وقدمت الفرنسية - المالية آية ناكامورا المغنية الناطقة بالفرنسية الأكثر استماعاً في العالم عرضاً غنائياً ارتدت خلاله ملابس باللون الذهبي، بعد أن أثارت أنباء هذه المشاركة التي بدأت تتردد منذ الربيع استياء لدى أوساط اليمين المتطرف الفرنسي.
وفي الساعة السابعة والنصف مساءً بالتوقيت المحلي (17:30 ت غ)، بدأ الحفل بمقطع فيديو للكوميدي جمال دبوز في ملعب استاد دو فرانس يمرر الشعلة لنجم كرة القدم السابق زين الدين زيدان الذي سلمها في مترو الأنفاق لثلاثة أطفال يظهرون مجدداً على نهر السين تم إرشادهم بعد ذلك من جانب رجل مقنع غامض مرر بعد ذلك الشعلة وصولاً إلى وجهة المرجل النهائية.
العرض النهري
بدأ بعدها العرض النهري من جسر أوسترليتز إلى تروكاديرو بحضور الرئيس ماكرون وإلى جانبه رئيس اللجنة الأولمبية الألماني توماس باخ.
وعمل مخرج العرض توما جولي منذ 18 شهراً على العرض مركزاً على الإرث الفرنسي، ومسوقاً للتنوع والمساواة بين الجنسين والتاريخ الفرنسي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وسلط الضوء على مجتمع المثليين من خلال قبلة رجلين أو رجال يرتدون ملابس نسائية، من ضمن 12 لوحة نفذها ألفا فنان (راقص وموسيقي وكوميدي وأكروباتي) على ضفاف النهر ومعالم بينها كاتدرائية نوتردام التي أتى حريق ضخم عام 2019 على أجزاء واسعة منها، وكان لورشة ترميمها حضور في إحدى فقرات الحفل.
وشارك في حمل الشعلة نجوم سابقون وحاليون على غرار زين الدين زيدان، الإسباني رافايل نادال، والأميركيين كارل لويس وسيرينا وليامس والرومانية ناديا كومانتشي.
ويشارك في الدورة 10500 رياضي بالتساوي بين الرجال والسيدات، بعد ثلاث سنوات من أولمبياد طوكيو الذي أقيم من دون جماهير، بسبب جائحة "كوفيد-19".
تساؤلات وتقلبات
أثار العرض عدة تساؤلات وتقلبات منذ نشوء فكرة ترك موقع الملعب "الآمن" لمصلحة زرع المدرجات على ضفاف النهر. وتراجع العدد الأساس المقترح تدريجاً ليصبح 320 ألف متفرج، 220 ألفاً منهم على ضفاف النهر مجاناً و100 ألف ببطاقة مدفوعة بالقرب من النهر.
ودخل أصحاب التذاكر المجانية قبل الساعة السابعة و45 دقيقة، بحسب ما أكد مصدر في الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية الذي أضاف أن "أي حادثة" لم تحصل في مطلع الحفل.
وضعت أرميل لانسي (54 سنة)، مديرة مدرسة وصلت باكراً، معطفاً مشمعاً في حقيبتها وكانت سعيدة بالحضور "الأجواء جميلة جداً هنا، نسمع الناس تتكلم في كل اللغات". وقالت بولين بريت (69 سنة) القادمة من شيكاغو مع عائلتها "هذه فكرة رائعة. العروض مذهلة. ليتها لم تمطر".
إجراءات أمنية مشددة
وأقيم الحفل في ظل إجراءات أمنية مشددة بعد ساعات من تعرض شبكة القطارات السريعة لأعمال "تخريب".
وقبل ساعات من مراسم الافتتاح، تعرضت شبكة القطارات السريعة لهجوم ضخم واسع النطاق يهدف إلى شل شبكتها، تسبب باضطرابات شديدة وطاول 800 ألف راكب مع إلغاء 25 في المئة من رحلات أيضاً لقطارات يورسوتار بين لندن وباريس. وقال مشغل القطارات في بيان "الحالة ستكون مماثلة" يومي السبت والأحد.
وكتب رئيس الحكومة غابريال أتال على منصة "إكس"، "تحركت أجهزة استخباراتنا وأجهزة إنفاذ القانون للعثور على مرتكبي هذه الأعمال الإجرامية ومعاقبتهم".
وسيستخدم منتخب الأحلام الأميركي في كرة السلة قطاراً سريعاً للانتقال من باريس، حيث يشارك في حفل الافتتاح ويرفع علم البلاد نجمه ليبرون جيمس، إلى ليل، حيث يلعب مع صربيا الأحد.
45 ألف شرطي
وكانت قوى الأمن في حالة تعبئة غير مسبوقة مع نشر 45 ألف عنصر من الشرطة والدرك. يضاف اليهم ألفاً عنصر أمن خاص وألف شرطي من بلدية باريس. كذلك، ستقوم فرقة قوامها عشرة آلاف عسكري بدعم هذا الانتشار الأمني. وتريد فرنسا تعزيز صورتها من خلال هذه الألعاب، عبر استضافة نحو 100 رئيس دولة أو حكومة، لمواصلة نشاط دبلوماسي مكثف بينما تشتعل الصراعات في أوكرانيا وغزة، مروراً بالسودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغائب الأكبر، علماً أن بلاده موقوفة، ولن يعزف نشيدها بحال تتويج بعض الرياضيين المشاركين تحت علم محايد وبشروط صارمة خصوصاً عدم دعم الحرب ضد أوكرانيا.
شهداء الجزائر
ألقى الوفد الأولمبي الجزائري وروداً في السين تكريماً للجزائريين الذين ألقتهم الشرطة الفرنسية في هذا النهر في الـ17 من أكتوبر (تشرين الأول) عام 1961 لمطالبتهم باستقلال بلدهم، في لفتة نادرة بالنسبة لحفل افتتاح أولمبي.
وقال أحد أعضاء الوفد الجزائري في مقطع فيديو بثته قناة تلفزيونية جزائرية على حسابها في منصة "إكس" إن "هذه اللفتة هي تكريم لشهداء الـ17 من أكتوبر 1961. تحيا الجزائر، تحيا الجزائر، تحيا الجزائر".