ملخص
لتأمين الفوز على ترمب، على حملة كامالا هاريس التركيز على معالجة مظالم الطبقة العاملة من خلال تعزيز كرامة العمل وتحسين الأجور، والاستثمار في الرعاية الشاملة وتقديم رؤية تقوم على التجديد الديمقراطي
تواجه نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية حالياً بعد انسحاب الرئيس جو بايدن تحدي بناء فريق حملتها واختيار مرشح لمنصب نائب الرئيس، وصياغة رسالتها للانتخابات. وفيما تركز حملتها على الدفاع عن الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنجاب والمشكلات القانونية التي يواجهها ترمب وخلفيتها كمدعية عامة، فإن هذه الاستراتيجية وحدها لا تكفي.
ولتحقيق الفوز يجب عليها معالجة المظالم التي يستغلها ترمب، وبخاصة تلك التي يعانيها الناخبون من الطبقة العاملة الذين يشعرون بالإهمال من قبل النخب. وتحتاج هاريس إلى نقل رسالة تعيد ربط الحزب الديمقراطي بهؤلاء الناخبين الساخطين وتعترف بفشل العولمة النيوليبرالية التي أدت إلى توسيع الفجوات الاقتصادية.
هذه ونصائح أخرى يقدمها مايكل ساندل وهو أستاذ الفلسفة السياسية في جامعة هارفرد في مقال له في "نيويورك تايمز"، لحملة هاريس للفوز بالانتخابات. فهو يلفت النظر أيضاً إلى أنه على رغم نجاحات إدارة بايدن - انخفاض معدلات البطالة ونمو الوظائف وارتفاع الأجور – فإن عدداً من الأميركيين يعتقدون أن قادتهم لا يهتمون بآرائهم، مما يؤدي إلى تفاقم الاستقطاب كما يظل التضخم قضية مهمة، ويرمز لكثيرين إلى افتقارهم إلى السيطرة الاقتصادية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعلى نحو مماثل، يزعج ارتفاع عدد المعابر الحدودية غير القانونية الناخبين "ليس لأنهم يصدقون ديماغوجية ترمب حول المجرمين والمغتصبين الذين يتدفقون إلى البلاد، بل لأنهم يعدون أن الدولة العاجزة عن السيطرة على حدودها أشبه بدولة عاجزة عن السيطرة على مصيرها، وكدولة تعامل الغرباء بصورة أفضل من بعض مواطنيها".
ويرى ساندل أنه لاستعادة الثقة يتعين على الديمقراطيين الاعتراف بالضرر الناجم عن السياسات النيوليبرالية السابقة والتي أفادت الأثرياء على حساب الطبقة العاملة، ويتعين على هاريس أن تصيغ رسالة تعيد ربط الحزب الديمقراطي بناخبي الطبقة العاملة، ومعالجة شعورهم بالتجاهل والاستخفاف.
ويوضح ساندل أن إدارة بايدن قطعت خطوات كبيرة في مجال الاستثمارات العامة في البنية الأساس والتصنيع والطاقة النظيفة وإصلاحات العمل، إلا أن سياسات بايدن "تفتقر إلى سرد موحد وتفشل في صياغة رؤية لكيفية مساهمة هذه الاستثمارات في مشروع ديمقراطي جديد".
ويتعين على هاريس أن تسد هذه الفجوة من خلال معالجة الاختلالات الاقتصادية والاجتماعية، ويجب عليها تعزيز السياسات التي تكرم العمالة، وتحسن الأجور وتعزز الاستثمارات المجتمعية.
ويعتقد ساندل أن "مقترحات ملموسة مثل رفع الحد الأدنى للأجور ومراجعة السياسات الضريبية لمصلحة العمالة على رأس المال والاستثمار في رعاية الأطفال الشاملة، قد تجد صدى لدى الناخبين".
ويرى أنه من خلال معالجة هذه القضايا الاقتصادية والاجتماعية يمكن لهاريس أن تقدم بديلاً مقنعاً لخطاب ترمب الانقسامي، لافتاً "يجب أن تسعى حملتها إلى إعادة الاتصال بالناخبين من خلال الاعتراف بنضالاتهم واقتراح حلول ملموسة تعيد لهم شعورهم بالتمثيل والاحترام".
وفي الختام، يدعو ساندل حملة هاريس إلى تجاوز الهجمات الحزبية التقليدية وأن تركز على رؤية التجديد الديمقراطي التي تلقى صدى لدى ناخبين على نطاق أوسع، مضيفاً "من خلال تأكيد كرامة العمل والسياسات الاقتصادية الشاملة، تتمتع هاريس بفرصة توحيد البلاد وتقديم مسار متفائل للمضي قدماً"، ولا يمكن لهذا النهج أن يقاوم جاذبية ترمب فحسب، بل ويستعيد أيضاً الثقة في المؤسسات والعمليات الديمقراطية، مما يوفر الأساس لمجتمع أكثر عدالة وإنصافاً.