Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إيران تعيد ترتيب مواقع قواتها في سوريا تحسبا لضربات إسرائيلية

عمليات الإخلاء شملت مقار لـ"حزب الله" في مناطق القنيطرة جنوب البلاد على الحدود الإدارية مع الجولان

يعتقد المراقبون أن الأيام المقبلة حبلى بالمفاجآت أو بمعارك ضارية (اندبندنت عربية)

ملخص

وسط هذا الاحتقان الحاصل في المنطقة والمؤشرات التي تفضي إلى اشتعال الجبهة السورية واللبنانية بالتوازي مع المعركة الدائرة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023 تحاول طهران تأييد ما يسمى "وحدة الساحات"، وهو الوصف الذي أطلقه الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله في أحد خطابته.

تعرضت مواقع عسكرية تابعة للجيش النظامي السوري والمتخصصة بالدفاع الجوي للقصف ليل الإثنين الماضي عبر صواريخ استهدفت قواعد في تل الجايبة وقاعدة للدفاع الجوي وتل أم حوران في ريف درعا الغربي جنوب سوريا، مع محاولة الدفاعات الجوية التصدي لطائرات مسيرة كانت تحلق بالأجواء.

هذه الضربة جاءت بعد اتهامات تل أبيب لـ"حزب الله" اللبناني بارتكاب مجزرة أودت بحياة 12 شخصاً في ملعب رياضي بقرية مجدل شمس السبت الـ27 من يوليو (تموز) الجاري، بينما نفى "حزب الله" مسؤوليته عن الحادثة، وأفادت قياداته بأن صاروخاً إسرائيلياً اعتراضياً سقط على القرية.

وعلى رغم تقاذف الاتهامات حول المجزرة التي أدمت قلوب أهالي قرية مجدل شمس، الواقعة في الجولان المحتل من إسرائيل منذ عام 1967 سارع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إدانة مصرع المدنيين، ودعا كل الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب أي تصعيد، ووقف تبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق الفاصل.

يأتي ذلك وسط تحركات مكثفة للفصائل الإيرانية والموالية لها تحسباً لهجمات إسرائيلية، وهذا ما كشف عنه مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن من تفاصيل إخلاء إيران بعض مواقعها في الأراضي السورية خشية هجمات إسرائيلية متوقعة بعد الهجوم على الجولان في قرية مجدل شمس.

وبحسب عبدالرحمن فإن المناطق التي أخلتها القوات الإيرانية والفصائل الموالية لها تحركت إلى تغيير من تموضع انتشارها، وشملت إخلاء مقار في ريف حمص الجنوبي الغربي عند حدود سوريا ولبنان، وفي أقصى شرق سوريا عند معبر البوكمال الحدودي مع العراق حيث أخلت مجموعات مسلحة من جنسيات سورية وغير سورية مقارها.

وكانت إيران شاركت بصورة فعلية في الميدان السوري عام 2013 عبر إرسال مستشارين عسكريين وخبراء، واقتصر دورها بالبداية على تدريب القوات الرديفة إلى أن تطور المشهد وانخرط عشرات الآلاف من المقاتلين من الحرس الثوري ومن جنسيات إيرانية ولبنانية وعراقية وأفغانية بحرب لإعادة السيطرة على مناطق ومحافظات في أرياف حمص وحماة وحلب وجنوب البلاد في ريف العاصمة بالشراكة مع الحليف الروسي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في غضون ذلك شملت عمليات الإخلاء بحسب مدير المرصد السوري مقار لـ"حزب الله" في مناطق محافظة القنيطرة جنوب البلاد على الحدود الإدارية مع الجولان، وكذلك في ريف دمشق الجنوب الغربي عند حدود لبنان، أي المناطق الموجودة فيها قوات النخبة حيث أعيد تموضعها.

في المقابل حذرت الخارجية الإيرانية إسرائيل من الإقدام على أية خطوة باتجاه مهاجمة إيران أو مغبة الإقدام على هجمات توعدت تل أبيب بتنفيذها، وجاء في بيان باسم المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني "نحذر من تداعيات غير متوقعة لأية مغامرات جديدة من الكيان الصهيوني تجاه لبنان بذريعة حادثة مجدل شمس، وأية خطوة حمقاء يمكن أن تؤدي إلى توسيع رقعة الأزمة والحرب".

في هذه الأثناء اتشحت قرية مجدل شمس ذات الغالبية من طائفة الموحدين الدروز باللون الأسود حداداً على مصرع أبناء قريتهم، وعلقت أسيرة محررة من السجون الإسرائيلية عام 2021 بالقول إن القرية تعيش حزناً جراء هذا المصاب، ويتقاطر المعزون من القرى الفلسطينية، وأفادت بأن القرية بأكملها رفضت مجيء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بذريعة تقديم التعزية، في حين يجد مراقبون أن وصوله إلى القرية ليكسب ود الدروز في المنطقة، بخاصة أنه يعيش حالاً من التوتر بأعقاب حرب غزة.

 

ورفضت الهيئة الدينية في الجولان السوري المحتل أن تراق قطرة دم واحدة تحت مسمى "الانتقام لأطفالنا"، وجاء في بيان للهيئة وصلت إلى "اندبندنت عربية" نسخة منه "تحرم عقيدتنا القتل والانتقام بأية صفة أو هدف، والتصريحات الخارجة عن الإجماع الجولاني سواء أكانت من داخل الجولان أم خارجه لا تمثل إلا صاحبها فقط، وثوابتنا التي أعلناها في موقف التأبين نؤكدها في كل وقت، ولن نتخلى عنها مع تقادم الزمن وتقلب الأحداث".

ووسط هذا الاحتقان الحاصل في المنطقة والمؤشرات التي تفضي إلى اشتعال الجبهة السورية واللبنانية بالتوازي مع المعركة الدائرة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023 تحاول طهران تأييد ما يسمى "وحدة الساحات"، وهو الوصف الذي أطلقه الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله في أحد خطابته.

ويرى مراقبون للتطورات الأخيرة بأنها بوابة لحرب مرتقبة وعلى وشك الاندلاع، وهذا ما يدفع القوات الإيرانية إلى إعادة تمركزها، ويجزم الناشط السياسي أحمد الحوراني أن تحركات القوات المقاتلة على الأرض تمت ملاحظتها من خلال نقل مجموعات تتمركز في جنوب البلاد، وفي حمص القريبة من الحدود اللبنانية، وهناك تحركات أيضاً في شرق سوريا، مشيراً إلى إزالة الرايات أو أية إشارات دلالية للحزب (حزب الله) أو للفصائل العراقية أو السورية الموالية لإيران.

 

ويعتقد أن الأيام المقبلة حبلى بالمفاجآت أو بمعارك ضارية، وأضاف "تشير المعلومات الواردة من دير الزور إلى ضربات شنتها القوات الإيرانية والموالية لها على قواعد أميركية، منها حقل كونيكو للغاز، ومن المتوقع قصف أميركي تشنه على مواقع في مدينتي البوكمال والميادين الخاضعتين للنفوذ الإيراني بشكل مباشر في حال اشتعلت جبهة الجولان على الحدود السورية - الإسرائيلية".

في غضون ذلك لم تعلق القوات الإيرانية أو الفصائل التابعة لها على الضربات التي استهدفت النقاط الأميركية، بينما قالت مصادر ميدانية إن الضربات شنتها فصائل لا علاقة لها بإيران التي تحاول تجنب الاصطدام مع القوات الأميركية في الميدان لا سيما في هذا التوقيت الحساس والقابل للانفجار، ومرجحة مجموعات مجهولة أقدمت على هذا التحرك، بينما القوات الأميركية ردت على القصف بغارة جوية على حي الجورة في محيط مدينة دير الزور، ودمرت راجمة صواريخ محلية الصنع.

وتوحي الأحداث على الجبهة الجولانية باندلاع مناوشات وتكثيف الضربات على الحدود السورية ولا سيما المقار العسكرية التابعة للفصائل الإيرانية، بينما ترد الأخيرة بإطلاق صواريخ محدودة المسافة أو طائرات مسيرة، وفي حال فشلت الأوساط السياسية الدولية في كبح هذا التطور، وهو ما يرجحه متابعون بعد سحب كبرى الدول الأوروبية وواشنطن لرعاياها من بيروت وتوقف الملاحة بالأجواء فإننا أمام معركة وشيكة الحدوث.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات