Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خليفة هنية لدى مجلس شورى "حماس" فمتى يعلن؟

يعد أعلى هيئة تشريعية وسياسية في الفصيل لكن رئيسه اغتالته إسرائيل في بداية الحرب

صورىة أرشيفية لقياديي حماس إسماعيل هنية وخالد مشعل (رويترز) 

ملخص

بحسب القوانين الداخلية لـ"حماس" فإن مجلس شورى الحركة يعد الهيئة التي تتولى مهمة اختيار وتنصيب رئيس للفصيل السياسي، لكن هل ما زال المجلس قادراً على تعيين زعيم جديد لها بعد الضربات العسكرية الإسرائيلية الضخمة التي أصابت بنية الحركة وهيكليتها؟

ما أن تواري حركة "حماس" رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية الثرى لن يتأخر مجلس شورى الحركة في تعيين شخصية جديدة لخلافة الراحل في منصبه، ومن المفترض أن يختار رئيس الحركة عن طريق الانتخابات.

ما مجلس الشورى؟

بحسب القوانين الداخلية لـ"حماس" فإن مجلس شورى الحركة يعد الهيئة التي تتولى مهمة اختيار وتنصيب رئيس للفصيل السياسي، لكن هل ما زال المجلس قادراً على تعيين زعيم جديد لها بعد الضربات العسكرية الإسرائيلية الضخمة التي أصابت بنية الحركة وهيكليتها؟

يعد مجلس الشورى في "حماس" أعلى هيئة سياسية في الحركة وهو بمثابة دائرة صنع القرار في الحركة، ويضم ممثلين عن جميع مكاتب وساحات عمل "حماس" في قطاع غزة والضفة الغربية وداخل السجون الإسرائيلية، إضافة إلى القيادة الخارجية المنفية.

ويتكون مجلس الشورى في "حماس" من 50 عضواً، يختارون عن طريق الانتخابات التي تجريها الحركة كل أربع سنوات مرة واحدة، وهؤلاء يرسمون خريطة الطريق للحركة ويقرون سياستها العسكرية والسياسية كما يقررون مع أي البلدان يجب بناء علاقات ومصالح.

 

انتخابات "حماس"

في انتخابات "حماس" يقترع جميع عناصر الفصيل السياسي ممثلين عنهم، ويشارك في العملية الديمقراطية ساحات عمل الحركة الأربع، وبعد أن يختار عناصر "حماس" ممثليهم، يشكل مجلس الشورى المركزي للحركة.

وعقب تشكيل مجلس الشورى في "حماس" يجري هذا المجلس عملية تعيين من بين أعضائه لـ15 فرداً يشكلون أعضاء المكتب السياسي لـ"حماس"، وينعقد مجلس الشورى لحركة "حماس" مرة واحدة كل أربع سنوات وينتخب أعضاؤه الـ50 رئيساً للحركة، وأخيراً كان إسماعيل هنية يشغل هذا المنصب.

اغتيال رئيس مجلس الشورى

بعد رحيل هنية يستعد مجلس الشورى في "حماس" للانعقاد مجدداً لاختيار قائد جديد للحركة، وعادة ما يعين بناء على ترتيبات تجري خلف الكواليس تدرس فيها مصالح الحركة وتوجهاتها لاختيار زعيم للفصيل قادر على تحقيق مصالح "حماس".

 

وفي كل مرة يعين قائد للحركة يجب أن ينعقد مجلس الشورى الذي يشرف على جميع أنشطة الحركة بدءاً من العلاقات الإعلامية إلى العمليات العسكرية، لكن هل ما زال هذا المجلس قادراً على الانعقاد؟

في الـ17 من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أعلنت إسرائيل اغتيال رئيس مجلس شورى "حماس" أسامة المزيني الذي كان يوجد في غزة، وهو يعد أعلى قائد للحركة، الذي من المفروض أنه سيختار رئيساً جديداً لـ"حماس" لخلافة هنية.

هيكلية "حماس" تضررت

أكدت "حماس" مقتل المزيني، ولم يتضح إذا كانت عقدت انتخابات عامة لعناصرها لاختيار بديل عنه، لكن الباحث في شؤون الفصائل الفلسطينية ثابت العمور يؤكد استحالة هذا.

ويقول "من غير المعقول أن تكون ’حماس‘ في ظل الحرب أجرت انتخابات لاختيار رئيس لمجلس الشورى المركزي للحركة، لا بد أنها تركت المنصب فارغاً، لأن هذا الفصيل لا يعتمد على شخوص وإنما يدار بطريقة المؤسسات".

 

ولم تتوقف الاغتيالات الإسرائيلية لهيكلية "حماس"، إذ قضت الضربات العسكرية على قادة بارزين في الحركة، ولعل أبرزهم تصفية نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري، وأخيراً رئيس الحركة نفسه.

ويوضح العمور أن "حماس" تلقت ضربات عسكرية موجعة ومن الصعب تعويض الخسائر بسهولة، خصوصاً أثناء الحرب التي لم تتوقف بعد، وأن عملية اختيار خلفاء لهذه المناصب يجب أن يكون في وضع الاستقرار وليس في ظل القتال، إذ عادة يحتاج الأمر إلى انتخابات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تصفيات بارعة

يستبعد بشدة العمور أن تكون "حماس" المشغولة في القتال وإجراء محادثات وقف إطلاق أعادت بناء هيكليتها، ويشرح أن "إسرائيل بارعة في التصفية، إذ اختارت رئيس مجلس الشورى، وهذا لا يستدعي إيجاد بديل عنه، لأن الحركة في وقتها لم تفقد بنيتها، بعد ذلك قضت على نائب هنية صالح العاروري ووقته لا يستدعى اختيار بديل عنه، لأن رئيس الحركة ما زال حياً في وقتها، ثم قضت على هنية، وبالتالي قضت على جميع هيكلية ’حماس‘".

بالمختصر فإن الباحث السياسي يقول "لا يمكن لمجلس الشورى أن ينعقد لاختيار قائد جديد للحركة عوضاً عن هنية"، وأنه سيتولى بشكل تلقائي خالد مشعل أو خليل الحية منصب القائم بأعمال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" لحين إجراء الانتخابات في الدورة الانتخابية المقبلة.

مجلس الشورى سينعقد

إلا أن مصادر في "حماس" أبلغت "اندبندنت عربية" أن مجلس الشورى المركزي لـ"حماس" ما زال يمارس أعماله لكن من دون رئيس له، كما أنه فقد كثيراً من أعضائه، وتفيد تلك المصادر أنه من المقرر أن يجتمع بعد 24 ساعة من دفن إسماعيل هنية لاختيار رئيس جديد للحركة.

يقول الباحث السياسي أكرم طه "لا يمكن أن تواصل ’حماس‘ عملها من دون مجلس شورى، إنه أعلى هيئة تشريعية في الحركة ويصدر القوانين ويعتمد ويرشح المسؤولين، كما أن أعضاءه مجهولين وليسوا جميعهم في غزة".

ويضيف طه "ربما يكون انعقاد مجلس الشورى طارئاً ويختار رئيساً جديداً للحركة بسرعة ومن دون انتخابات، ولكن في الغالب سيعين خالد مشعل، وهذا ما تريده إسرائيل لأن علاقته متوترة مع إيران، ويقود الحركة بعيداً من مصالح طهران، ولهذا فإن اغتيال هنية يعد تصحيح مسار إجبارياً لـ’حماس‘".

المزيد من متابعات