Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

90 = 24 - 90

34  عاماً على الغزو العراقي للكويت

اليوم 2 أغسطس يوافق الذكرى الـ34 على غزو العراق للكويت (أ ف ب)

ملخص

استنكر العالم الجريمة النكراء، ورفض الكويتيون العدوان ووقفوا صفاً واحداً في مواجهته والتصدي له، والتفوا حول شرعيتهم الدستورية ممثلة بأميرهم حينها الشيخ جابر الأحمد الصباح (رحمه الله).

 تمر اليوم الذكرى الـ34 للغزو العراقي للكويت، ففي مثل هذا اليوم الثاني من أغسطس (آب) عام 1990، اجتاح الجيش العراقي العربي بقيادة صدام حسين دولة الكويت العربية، فاحتلها وقتل أهلها وشردهم، ونهب وسلب ودمر البلاد على من فيها. جريمة بشعة ومفاجئة من دولة عربية مسلمة على دولة عربية مسلمة جارة كثيراً ما كانت السند والعضد للعراق وجيشه في حربه الضروس مع إيران التي استمرت ثمانية أعوام.

 لم يكُن ذلك الاجتياح حدثاً عادياً من حروب العرب وغزواتهم ضد بعضهم بعضاً، فقد كان غزواً لمحو وجود دولة عربية عضو في مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية ومنظمة العالم الإسلامي والأمم المتحدة.

تسلسلت الادعاءات العراقية الكاذبة لتبرير غزو الكويت واحتلالها:

الكويت والإمارات العربية المتحدة تحاربان العراق في رزقه وتغرقان السوق النفطية لإلحاق الضرر باقتصاده وتجويع شعبه.

الكويت تسرق النفط العراقي عبر الحقول الحدودية.

ثورة شبابية قامت في الكويت ودخل الجيش العراقي لمساندتها بطلب من "الثوار" الكويتيين.

بعد أربعة أيام من الاجتياح، أعلن العراق أنه سيسحب قواته بعد أن ساند الثورة ونجحت في الكويت.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبعد أيام، أعلن العراق ضم الكويت له كمحافظة عراقية بعدما "اكتشف" أن الكويت تابعة له أصلاً.

استنكر العالم الجريمة النكراء، ورفض الكويتيون العدوان ووقفوا صفاً واحداً في مواجهته والتصدي له، والتفوا حول شرعيتهم الدستورية ممثلة بأميرهم حينها الشيخ جابر الأحمد الصباح (رحمه الله)، وانتفضت دول عربية على رأسها دول الخليج برأس الحربة بالنصرة آنذاك الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه، ملك السعودية:

فهد يمام الدين لا منه هدر***اهتز نجد واليمن وهضابها

وقادت الولايات المتحدة الأميركية تحالفاً دولياً عسكرياً من أكثر من 30 دولة بقيادة الرئيس الأميركي الراحل جورج بوش الأب:

يا بوش ما قصرت يا ذرب الإيمان***عرضت جيشك للهلاك بسببنا

كان الكويتيون يدركون أن الولايات المتحدة الأميركية قتلت ملايين البشر في هيروشيما ونغازاكي وكوريا وفيتنام وغيرها، لكنهم مستعدون للتحالف معها آنذاك من أجل تحرير بلادهم. وهم بذلك مثل بعض القيادات الفلسطينية هذه الأيام التي تنضوي تحت الراية الإيرانية التي قتلت ملايين العرب والمسلمين في العراق وسوريا ولبنان واليمن، ولا تزال مستمرة في ذلك، لكن بعض القيادات الفلسطينية مستعدة للتحالف معها والسير وراءها من أجل تحرير بلادهم فلسطين.

تم دحر العدوان خلال 40 يوماً، وتدمر جيش صدام ومعه دمار شامل للكويت البريئة والعراق المنكوب، وحوصر العراق حتى غزاه جورج بوش الابن عام 2003، فأسقط النظام، واستمر العراق في دوامة العنف الدامي بصبغة مختلفة هذه المرة. اقتتال طائفي عراقي- عراقي أشعله الاحتلال الأميركي، وغذّته إيران بولائييها و"دواعشها" إلى يومنا.

 كيف ينظر الكويتيون إلى العراق اليوم بعد 34 عاماً من غزو بلادهم؟.

من نافل القول إن الكويت ترى العراق المستقر والمزدهر، هو العراق الأمن لها الذي يمكن أن يكون رافداً لاستقرارها وتطورها والتعاون بينهما، لكن ثمة أربعة عوامل تلون المشهد العراقي اليوم:

العامل الأول، حكومة عراقية مدنية المظهر حلوة اللسان والتصريحات لكنها ليست الآمر الناهي في العراق.

العامل الثاني، هيمنة إيرانية على تشكيل الحكومات ومراكز القرار واستنزاف الخيرات واستمرار الاقتتال والتطهير الطائفي لإشغال العراق بمشكلاته وحروبه الداخلية.

العامل الثالث، وجود عسكري أميركي يزاحم على مناطق النفوذ في منطقة الهلال الخصيب كلاً من روسيا بغرب سوريا، وتركيا بشمالها وشمال العراق، وإسرائيل بكردستان العراق، وإيران في بقية مناطق العراق.

العامل الرابع، الدولة الشعبوية الموازية للدولة العراقية ممثلة بـ"الحشد الشعبي" الموالي لإيران و"الإطار التنسيقي" الذي عيّن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني. ولعل أقوى شخصية في المشهد الشعبوي العراقي معمم معتوه يشكل بتصريحاته وتصرفاته ضمانة لاستمرار الاحتراب الطائفي داخل العراق، فهو يدفع الآخرين من الطوائف والأديان المختلفة داخل العراق إلى اتباع ما يفرضه من تفاسير وهرطقات يدعي أنها دينية، ويستمر في محاربة طواحين التاريخ الذي يفسره وفق عقله المحدود جداً.

كان الغباء والغطرسة والحمق والجهل والتفرد بالقرار عام 1990 المحرك الأساس وراء جريمة صدام حسين بغزو الكويت وبداية الانهيار لما كان يسمى "النظام الأمني العربي"، وأحسب أن العراق اليوم تعلم مما جرّت الديكتاتورية والطيش والحمق على الكويت والعراق. هكذا يتمنى الكويتيون، وهكذا يترجى المحبون والمخلصون من محبين للخير وللسلام الدائم بين البلدين.

بحديث ديوانية ليلة البارحة حول ذكرى الغزو الغادر، سأل أحدهم، "أما قرأتم بياناً لما يسمى حزب الله في العراق؟ يتهم الكويت بأنها وراء انطلاق طائرات أميركية قصفت الحشد الشعبي بجرف الصخر في العراق الثلاثاء الماضي، ما تعلموا من كوارث صدام عليهم وعلينا؟".

وقال صديق عراقي "ولم تنطلق من القواعد في الكويت والقوات الأميركية ما زالت قواعدها قائمة ومنتشرة ونشطة في العراق نفسه؟".

قال السائل، "90 – 24 = 90"!!.

اقرأ المزيد

المزيد من آراء