Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ارتفاع معدلات السرقة في متاجر بريطانيا

أصحاب المتاجر لصحيفة "اندبندنت": اللصوص من كل حدب وصوب يدمرون تجارتنا

لسان حال تجار متاجر بريطانيا أن السرقة بلغت مبلغاً من السوء حملهم على الكف عن إحصاء الخسائر (مادلين شيرات، اندبندنت)

ملخص

صرخة تجار التجزئة تعلو في بريطانيا جراء السرقة على وقع الأزمة الاقتصادية

أثار تصاعد وتيرة السرقات من المتاجر في شرق لندن قلقاً متعاظماً في أوساط أصحاب المحال التجارية، وذكر وحيد دولتزاي أحد أصحاب المتاجر في المنطقة أن مستويات السرقة من المتاجر بلغت حداً غير مسبوق.

وذكر وحيد البالغ من العمر 52 سنة أن سرقة المتاجر غالباً ما تكون على أيدي أشخاص يتجولون داخل ممرات المتجر بمظهر أنيق، ليقوموا بسرقة منتجات غير متوقعة مثل العسل ومشروبات بروتين والشوكولاتة وقوارير مشروبات الطاقة.

وكشفت أحدث الإحصاءات الصادرة عن مكتب الإحصاء الوطني البريطاني عن ارتفاع معدلات السرقة من المتاجر إلى مستويات قياسية، لم تشهدها البلاد منذ بدء تسجيل هذه البيانات قبل عقدين. وهذه الأرقام المقلقة لم تكن مفاجئة لآلاف تجار التجزئة في جميع أنحاء المملكة المتحدة، الذين يواجهون هذه الظاهرة يومياً.

وأدى ارتفاع حوادث السرقة من المتاجر بنسبة 30 في المئة خلال العام الماضي إلى تسجيل 443,995 جريمة، بزيادة تجاوزت 100 ألف جريمة على العام السابق.

وأكد عدد من أصحاب المتاجر في شرق لندن خلال حديثهم لصحيفة اندبندنت أن ظاهرة السرقات بلغت حداً جعلهم يتوقفون عن حساب كلفة البضائع المسروقة.

وأشار وحيد دولتزاي صاحب متجر "صن ستار إكسبريس" "Sun Star Express" للأغذية والمشروبات الكحولية في شارع أولد ستريت "لقد وصلنا إلى مستوى فقدنا فيه الثقة بالجميع، سواء كانوا يبدون أذكياء أو فقراء أو أثرياء أو مشردين. فبعد الساعة الثانية فجراً، نضطر إلى إغلاق أبواب المتجر المشرعة والاكتفاء بخدمة العملاء عبر نافذة صغيرة. وعلى رغم أننا نعمل على مدار الساعة فإننا اتخذنا قراراً بوقف بيع المشروبات الكحولية بعد الساعة الثانية فجراً لتجنب أية مواقف قد تخرج عن السيطرة. ولكن على رغم هذه الإجراءات لا يزال البعض يركلون الأبواب ويصرخون علينا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكشف وحيد في حديثه لصحيفة اندبندنت عن تحول ملحوظ في طبيعة السرقات، إذ كانت السرقات في الماضي تقتصر غالباً على مراهقين يسرقون منتجات زهيدة كالشوكولاتة ورقائق البطاطا، في حين يشهد المتجر الآن موجة من السرقات تطاول سلعاً باهظة الثمن على يد لصوص من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية، إذ باتوا يستهدفون منتجات ذات قيمة عالية مثل السجائر الإلكترونية ونبيذ التونيك [نبيذ مضاف إليه مادة الكافيين]، وحتى العسل.

وفي خطوة احترازية اضطر صاحب المتجر أخيراً إلى نقل زجاجات نبيذ ماغنوم تونيك Magnum tonic - المعروف بنسبة الكحول العالية فيه والتي تبلغ 16.5 في المئة - إلى خلف منضدة البيع لحمايتها من السرقة.

ووثقت تسجيلات فيديو قدمها أحد العاملين مع وحيد لصحيفة اندبندنت مشاهد لسارقين يستهدفون أحد المتاجر، وظهرت امرأة شابة تنفذ عملية سرقة استولت فيها [نشلت] على سيجارة إلكترونية من تحت الزجاج في غضون ثوان معدودة. وفي مشهد آخر، قام رجل بمظهر أنيق بإخفاء زجاجة مياه فاخرة [من ماركة فاخرة] ودسها في ملابسه بحركة ماكرة. أما المشهد الثالث فأظهر رجلاً مسناً يسرق زجاجة نبيذ بكل وقاحة من رف المشروبات الكحولية.

وقال إيدي باتيل (61 سنة) الذي يعمل في متجر صغير منذ 17 عاماً إن عمليات السرقة تزداد بين الساعة 10 مساءً ومنتصف الليل، وتبلغ ذروتها في عطلات نهاية الأسبوع. وأضاف "لاحظنا استهدافاً متكرراً للشابات أثناء وجودهن خارج المنزل ليلاً، وغالباً ما يقتحم رجل المتجر وينشل بطاقاتهن اللا تلامسية أثناء عملية الدفع ثم يفر هارباً".

وقال إن المتجر لم يعد يقبل الدفع بالبطاقات اللا تلامسية ليلاً ويقتصر الدفع على البطاقات ذات الرقاقة ورقم التعريف الشخصي، وذكر أنه علق لافتة بارزة في المتجر تؤكد ذلك لأن الناس يسرقونها ويجرون عمليات شراء متتالية حتى يصلوا إلى الحد الأقصى المسموح به للبطاقة. وأضاف "تطلب الشرطة منا عدم الاتصال إلا إذا تجاوزت قيمة المسروقات 500 جنيه استرليني."

وأكدت شرطة العاصمة لصحيفة "اندبندنت" عدم وجود حد أدنى لقيمة المسروقات يحدد بدء التحقيق في سرقات المتاجر، وأن كل حالة تقيم بصورة مستقلة.

وفي ظل أزمة غلاء المعيشة التي تعصف بالمملكة المتحدة وارتفاع أسعار السلع الأساس أصبحت سرقة المتاجر ظاهرة متفشية، حتى إن بعض المتاجر لجأت إلى وضع علامات أو علب أمان على منتجات مثل الجبن واللحوم الحمراء.

وأشارت مؤسسة سان جيل St Giles الخيرية إلى أن ارتفاع معدلات سرقة المتاجر والذي وثقته أرقام مكتب الإحصاء الوطني لم يكن مفاجئاً، في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها كثر. وأضافت المؤسسة "دفعت أزمة كلفة المعيشة كثيرين إلى ظروف قاسية، ففي كثير من الأحيان نلتقي بأشخاص يتخلون عن وجباتهم لإطعام أطفالهم، حتى إن 72 في المئة من مستخدمي شبكة مخازن الطعام التابعة لنا خلال فصل الشتاء أفادوا بأنهم لم يتناولوا الطعام ليوم كامل لعدم قدرتهم على تحمل كلفته".

وفي ظل هذه الظروف القاسية لا عجب أن أرقام مكتب الإحصاء الوطني تكشف عن ارتفاع حوادث السرقة، إذ أكد أصحاب المتاجر الذين تحدثت إليهم "اندبندنت" أنهم لاحظوا زيادة في هذه الحوادث خلال عطلات نهاية الأسبوع، وبخاصة خلال نهاية الشهر عندما ينتظر الناس رواتبهم.

وأشار العاملون في المتاجر إلى أن هذه المشكلة بدأت تهز ثقتهم بالمجتمع وتدفعهم لإعادة النظر في مبدأ حسن النية الذي كانوا يطبقونه على العملاء. ويقول السيد باتيل "نحن عادة متساهلون مع الزبائن، ونقدم خصومات في بعض الأحيان ونتغاضى عن جنيه أو اثنين إذا لم يكن لدى الزبون المبلغ الكامل. ولكنه يخشى أنه إذا استمرت الخسائر بسبب السرقة على هذا النحو، فلن يكون قادراً على الاستمرار على هذا المنوال من الكرم [العطاء].

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات