ملخص
يعتقد البعض أن ثمة اختراقاً أمنياً داخل إيران وتحديداً الحرس الثوري على مستوى رفيع، وهو ما يفسر قدرة إسرائيل على قتل هنية داخل مقر إقامته شديد الحراسة
عقب مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، التي شارك فيها ضيوف رفيعو المستوى من نحو 80 بلداً حول العالم، قتل قائد حركة "حماس" إسماعيل هنية، في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء داخل مقر إقامة خاص لقدامى المحاربين شمال طهران في ضربة صاروخية استهدفت المبني التابع للحرس الثوري الإيراني. عملية الاغتيال المتهم فيها بصورة أساسية إسرائيل، أثارت كثيراً من التساؤلات في شأن فشل طهران في تأمين قيادي "حماس" المطلوب من إسرائيل، وذهبت تحليلات إلى اختراق أمنى محتمل داخل الحرس الثوري الإيراني وذهب آخرون إلى ما هو أبعد من ذلك، بالتساؤل عن احتمال تورط إيران في صفقة مع واشنطن وتل أبيب.
يقول الأستاذ لدى مركز الشرق الأدنى للدراسات الاستراتيجية في جامعة الدفاع الوطني في واشنطن ديفيد دي روش، في مقابلة صوتية مع "اندبندنت عربية" إن مقتل إسماعيل هنية يمثل خرقاً هائلاً للأمن من جانب إيران، خصوصاً الحرس الثوري الذي يتحمل مسؤولية إدارة وتوجيه وإصدار الأوامر لجميع وكلائه، سواء في سوريا أو لبنان أو اليمن. وأضاف "ما رأيناه هو أن إيران والحرس الثوري غير قادرين على حماية أساسات إيران من الاختراق الإسرائيلي، ويرجع هذا إلى حد كبير إلى الفساد وعدم الكفاءة. أعتقد أن الجزء الأكبر من ذلك هو الفساد".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوضح دي روش الذي عمل سابقاً مدير عمليات "الناتو" لدى مكتب وزير الدفاع الأميركي، أن هناك عديداً من الشركات التي يسيطر عليها الحرس الثوري، فوفقاً لبعض التقديرات فإنه "يسيطر على ما يصل إلى 45 في المئة من الاقتصاد الإيراني، ومن المؤكد أن ثمة بعض الأشخاص الذين يريدون حصة أكبر وعندما لا يحصلون على ذلك يكون ردهم محاولة العثور على المال بطرق أخرى، وإحدى الطرق للقيام بذلك هي تقديم المعلومات إلى دول مثل إسرائيل. وهو ما نراه في سلسلة من النجاحات (الإسرائيلية)، مقتل رئيس برنامج الأسلحة النووية الإيراني في طهران، ونجح الإسرائيليون في استخراج طنين من الوثائق النووية من منشأة آمنة داخل طهران وإخراجها من البلاد من دون أن يتم اكتشافها. لذا فإن ما لدينا في الأساس هو نظام غير كفء فاسد ويوجه كثيراً من جهوده الأمنية ليس نحو الأمن المادي للبلاد، بل نحو التأكد من أن النساء لا يكشفن شعرهن".
وتابع "أعتقد أن ما تراه هو أن الفساد ينتشر في جميع أنحاء إيران ككل، ولكن في الحرس الثوري بصورة عامة، يميل الناس عموماً إلى التركيز على مصالحهم التجارية ويهملون عملهم اليومي، وهو الأمن. لذا لن أتفاجأ إذا اكتشفنا أن إسرائيل لديها عملاء داخل الحرس الثوري". وذهب دي روش إلى الاعتقاد أن اثنين في الأقل من كبار الجنرالات في الحرس الثوري يزودون إسرائيل بالمعلومات. قائلاً "عندما تنظر إلى حجم الفشل... هذا مجرد إحساسي كمحترف في مجال الأمن القومي، عندما أنظر إلى اتساع وطبيعة التصفيات المستمرة، أعتقد أن المعلومات تأتي على مستوى ضباط كبار، وما كان لديك هنا كان في الواقع صاروخاً وفقاً لمعظم الروايات، وما زلنا غير متأكدين منه ولكن أعتقد أنه من المرجح أنه تم إطلاقه من مسيرة داخل إيران".
Listen to "اختراق أمنى إسرائيلي وراء مقتل هنية" on Spreaker.