لا تزال تحذيرات مركز الأرصاد الجوية في السعودية، تشير إلى إمكان تدفق "أمطار غزيرة" على جنوب البلاد، خصوصاً في منطقة جازان التي أدت الحالة المطرية فيها إلى مقتل شخص أمس السبت وإصابة آخرين وانهيار جسر حيوي يربط بين المدن في المنطقة.
وتوقعت الأرصاد في تحديث لها اليوم الأحد "هطول أمطار رعدية متوسطة إلى غزيرة تؤدي إلى جريان السيول مصحوبة بزخات من البرد ورياح نشطة مثيرة للأتربة والغبار على أجزاء من مناطق نجران وجازان وعسير والباحة ومكة المكرمة والمدينة المنورة".
ونبهت إلى أنه "لا يستبعد تكون الضباب على أجزاء من مرتفعات تلك المناطق. في حين تؤثر الرياح النشطة المثيرة للأتربة والغبار في أجزاء من مناطق تبوك والجوف وحائل، الحدود الشمالية والشرقية".
خسائر بشرية ومادية
وقتل شخص وأصيب آخرون أمس بعدما انهار جزء من جسر في منطقة جازان جنوب غربي السعودية إثر سيول غزيرة، بحسب ما أفاد الإعلام الرسمي أمس.
وأعلنت قناة "الإخبارية" وقوع "حالة وفاة وعدد من الإصابات نتيجة انهيار جزء من الجسر الرابط بين محافظة أبو عريش ومحافظة صبيا في جازان" على بعد 1.1 ألف كيلومتر جنوب غربي الرياض.
وأوردت القناة مقاطع فيديو ملتقطة من الجو تظهر انهيار أجزاء من الجسر، وإطباقها على سيارة من اثنتين وجدتا في المكان. كما تظهر مياه السيول المتدفقة وهي تحيط بقواعد الجسر من الاتجاهات كافة.
ويشهد الجسر عادة حركة مرورية كثيفة لكونه يربط جنوب منطقة جازان بشمالها.
وكان المركز الوطني للأرصاد في السعودية حذر أمس من استمرار هطول أمطار رعدية غزيرة تؤدي إلى جريان السيول في منطقة جازان.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتشهد المنطقة منذ مساء الأربعاء الماضي أمطاراً غزيرة وارتفاعاً لمنسوب المياه في الشوارع وصواعق رعدية أدت إلى انقطاع الكهرباء في بعض الأحياء، بحسب تقارير محلية، ومقاطع تداولها السكان على منصات التواصل الاجتماعي في المنطقة.
وعلى عكس حرارة تلامس 50 درجة مئوية في الرياض ومدن أخرى صيفاً، تشهد الأجزاء الجنوبية من السعودية أجواء باردة وتساقطاً للأمطار باستمرار.
ويرجع ذلك إلى تعرض المنطقة صيفاً لرياح موسمية عالية الرطوبة محملة بالغيوم الركامية الرعدية والأمطار الغزيرة.
وحوادث انهيار الطرق والجسور غير شائعة في السعودية التي تتمتع بشبكة طرق جيدة تربط بين مختلف مناطقها في الصحراء العربية الشاسعة، لكن حالات تغير المناخ المتنامية في العالم، تعرض البنية التحتية القوية في البلاد لمزيد من الاختبار، في وقت تشدد فيه هيئات الرقابة في السعودية إخضاع القطاع العام بما فيه الطرق والبلديات لمعايير حوكمة، صارت أكثر شدة من أي وقت مضى.
التحقيق في أسباب الانهيار والوفاة
وعلى إثر تناقل أخبار انهيار الجسر، أعلن مركز "سلامة النقل" في البلاد أنه تلقى بالفعل بلاغاً أمس في شأن حادثة انهيار جزء من الجسر الرابط بين محافظتي أبو عريش، وصبيا في منطقة جازان، أشارت فيه معلومات قال المركز إنها أولية، إلى "تضرر مركبتين جراء الانهيار نتج منه وفاة واحدة وعدد من الإصابات نقلوا من خلال الفرق الإسعافية، لتلقي الرعاية اللازمة".
ولفت في بيان نشره على موقعه على منصة "إكس"، إلى أن المركز إثر تلقيه البلاغ وقف على الحادثة وشرع في "إجراءات التحقق اللازمة، للكشف عن الملابسات ومعرفة المسببات، لإصدار التوصيات الضرورية بالتنسيق مع الجهات المعنية". ولم يحدث أي تطور إضافي معلن حتى اللحظة.
يأتي ذلك في وقت نبه فيه المركز الوطني للأرصاد في تقريره الفصلي إلى أن مراقبته للأحوال الجوية في السعودية، أفضت إلى تأكيده "احتمالية هطول الأمطار على جميع مناطق السعودية بأعلى من المعدل الطبيعي، بفرصة حدوث تراوح ما بين 60 و70 في المئة"، وهي نسبة عالية، أرفقها بتحذير أحمر بأن "الأمطار المتوقعة في يوليو (تموز) الماضي وأغسطس (آب) الجاري غير عادية"، لا سيما في مناطق جنوب البلاد، وهي الباحة وعسير وجازان ونجران، إذ صنف كمية المطر المتوقع فيها بأنها "غزيرة إلى شديدة الغزارة".
تسجيل مئات النقاط الحرجة
في غضون ذلك تفقد أمين جازان، يحيى الغزواني منطقة ارتكاز هطول الأمطار، وأكد لوسائل إعلام رسمية أن البلدية "استنفرت جهودها للعمل على معالجة الأضرار الناجمة عن الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة"، وأن إدارته رصدت في وقت مضى نحو 624 نقطة حرجة في المنطقة، أي إنها مهددة بوقوع الأضرار فيها أثناء تدفق الأمطار بكميات كبيرة، وأنه وقف على معالجة أكثر من نصفها، فيما يجري العمل على إصلاح بقية النقاط الحرجة.
ونفى المرصد الوطني أن تكون الأمطار التي هطلت غير مسبوقة، بحسب تصريحات المتحدث باسمه، لكن مواطنين لدى التعليق على الحالة الجوية، لفتوا إلى أن المشكلة تعود لخلل سابق في التخطيط، أدى إلى "تغيير مجاري السيول"، لا سيما في مناطق الأودية، مثل "وادي مقاب، وعز الدين" وغيرها.