ملخص
بعد الولايات المتحدة وبريطانيا والسويد والأردن والسعودية وفرنسا، أصدرت وزارة الخارجية التركية، مساء الأحد، تحذيراً لمواطنيها من السفر إلى لبنان، نظراً إلى تدهور الوضع الأمني سريعاً في المنطقة.
تزايدت الأحد الدعوات لحض الرعايا الأجانب على مغادرة لبنان في ظل مخاوف من تصعيد عسكري بين إيران وحلفائها من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران في عملية نسبت إلى تل أبيب، واغتيال القيادي البارز في "حزب الله" فؤاد شكر بضربة إسرائيلية قرب بيروت.
وبعد الولايات المتحدة وبريطانيا والسويد والأردن والسعودية وفرنسا، أصدرت وزارة الخارجية التركية، مساء الأحد، تحذيراً لمواطنيها من السفر إلى لبنان، نظراً إلى تدهور الوضع الأمني سريعاً في المنطقة.
ونصحت وزارة الخارجية التركية في بيان مواطنيها "بتجنب السفر إلى لبنان إلا في حال الضرورة القصوى"، كما حثت الموجودين بالفعل هناك على "تجنب محافظات النبطية وجنوب لبنان والبقاع وبعلبك-الهرمل بشكل خاص".
ودعت الوزارة المواطنين الموجودين في لبنان إلى المغادرة، بينما لا تزال الرحلات الجوية التجارية متاحة.
في مواجهة خطر التصعيد العسكري في لبنان، دعت السويد والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والأردن والسعودية خلال الساعات الماضية رعاياها إلى مغادرة هذا البلد فوراً. كما دعت باريس الفرنسيين المقيمين في إيران إلى "مغادرة البلاد موقتاً".
كذلك، دعت كندا رعاياها إلى "تفادي أي زيارة لإسرائيل"، وكانت طلبت نهاية يونيو (حزيران) من رعاياها مغادرة لبنان.
والأحد أعلنت السفارة البريطانية سحب عائلات دبلوماسييها من بيروت بصورة موقتة.
طوابير المغادرة
في مطار بيروت تشكلت طوابير انتظار طويلة وسادت أجواء قلق وعدم يقين بين المسافرين. بين هؤلاء اللبنانية جويل صفير التي اضطرت إلى قطع عطلتها الصيفية في الوطن الأم لتعود إلى فرنسا حيث تقطن وتعمل، مع إلغاء وتأجيل شركات طيران رحلاتها من بيروت وإليها.
من قاعة المغادرة في مطار بيروت تقول صفير الأحد "أنا ذاهبة إلى فرنسا، لأن لدى عملاً هناك، وليست هناك طائرات، طائرتي ألغيت وأرغمت على أن أحجز بطاقة سفر اليوم لأتمكن من العودة".
وتضيف وقد بدت على وجهها ملامح الحزن "لست سعيدة بالمغادرة، كنت أود أن أكمل الصيف في لبنان ثم أعود إلى العمل، لكنني أوجزت زيارتي حتى أتمكن من إيجاد رحلة".
وجاء التصعيد الأخير بعد اغتيال إسرائيل القيادي في "حزب الله" فؤاد شكر بضربة في الضاحية الجنوبية لبيروت. وتلا ذلك اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران في عملية نسبت أيضاً إلى إسرائيل. وتوعدت إيران وحلفاؤها بالرد على الاغتيالين.
ويخشى المغادرون إغلاق المطار في حال حصول رد ثم رد على الرد، كما يخشون اتساع العمليات العسكرية المحصورة إلى حد بعيد منذ قرابة 10 أشهر في الجنوب اللبناني.
وفتح "حزب الله" جبهة في جنوب لبنان مع إسرائيل "إسناداً" لـ"حماس" في حربها المتواصلة مع الجيش الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إثر هجوم غير مسبوق للحركة الفلسطينية على جنوب الدولة العبرية.
في المطار، تظهر ألواح قاعة المغادرة مواعيد الرحلات المتوقعة، منها ما هو إلى إسطنبول، وأخرى إلى عمان أو القاهرة.
شبح الحرب
كما بالنسبة إلى جويل، يخيم شبح الحرب على العطلة الصيفية لكثير من اللبنانيين المهاجرين في الخارج للعمل أو الدراسة، الذين يستفيدون من فسحة الصيف لزيارة عائلاتهم وأصدقائهم كل عام.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وألغت شركات طيران عدة رحلاتها إلى بيروت، من بينها شركة "لوفتهانزا" الألمانية حتى الـ12 من أغسطس (آب)، كما مددت الخطوط الجوية الفرنسية وشركة "ترانسافيا" تعليق الرحلات حتى الثلاثاء، وستقطع الخطوط الجوية الكويتية رحلاتها اعتباراً من اليوم الإثنين. وستلغي شركة الخطوط الجوية القطرية رحلاتها الليلية إلى بيروت موقتاً.
وتقول غريتا مكرزل، التي تدير مكتب سفر قرب بيروت "مع إلغاء الرحلات وارتفاع نسبة التوتر سارع كثر إلى تبكير مواعيد رحلاتهم، منذ أيام أتلقى سيلاً من الاتصالات من زبائن يريدون المغادرة خوفاً من أن يعلقوا في لبنان".
وتضيف "إيجاد أماكن على الطائرات صعب جداً بسبب إلغاء رحلات وكثرة الطلب خصوصاً إلى الدول الأوروبية، نجحت في تدبير عدد منهم".
وتشير إلى أن هذا الأمر "ينعكس سلباً على القطاع أيضاً، لأننا نخسر أموالاً، فقد كان هناك عدد كبير من اللبنانيين الوافدين إلى لبنان للعطلة ألغوا حجوزاتهم".
في المطار، تقول سيرين حكيم (22 سنة) إنها أمضت 20 يوماً في لبنان، مضيفة "كان يفترض أن أغادر بالأمس، لكن رحلتي أرجئت، ينبغي أن أعود لأن لدى عملاً".
"نغادر غصباً عنا"
وداعات وعناقات قبل أن يترك مرافقو المسافرين أحباءهم. وتقول سيدة خلال الوداع "نغادر غصباً عنا، لا برضانا".
أمام قاعة الوصول، عدد قليل من الناس ينتظر القادمين، خلافاً لما يشهده عادة مطار بيروت من اكتظاظ في موسم الصيف.
وأسفر التصعيد بين "حزب الله" وإسرائيل منذ بدء الحرب في قطاع غزة عن مقتل 546 شخصاً في الأقل في لبنان، بينهم 352 مقاتلاً من الحزب و115 مدنياً في الأقل، بحسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية.
في الجانب الإسرائيلي، قتل 22 عسكرياً و25 مدنياً، بحسب السلطات الإسرائيلية.
في عام 2006 قصفت إسرائيل مطار بيروت خلال حرب مدمرة خاضتها مع "حزب الله" فأغلق لأكثر من شهر بين يوليو (تموز) وأغسطس.
وعلى طريق المطار الواقع في منطقة نفوذ لـ"حزب الله" اللبناني، يمكن رؤية لوحة عملاقة تحمل صور إسماعيل هنية وفؤاد شكر والقيادي الإيراني قاسم سليماني الذي قتل عام 2020 في ضربة أميركية في بغداد، مع عبارة "إنا منتقمون".
استمرار التصعيد
وقالت وزارة الصحة اللبنانية في بيان ليل الأحد الإثنين إن غارة إسرائيلية على بلدة حولا "أدت في حصيلة نهائية إلى مقتل شخصين".
وقبيل ذلك، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن "قواته رصدت إرهابياً من (حزب الله) يدخل إلى مبنى يستخدمه التنظيم في منطقة حولا. بعد وقت وجيز من الرصد، قصفت طائرات حربية تابعة لسلاح الجو المبنى الذي كان يوجد فيه الإرهابي". من جهته أفاد "حزب الله" بمقتل اثنين من مقاتليه من دون أن يحدد مكان مقتلهما.
كان "حزب الله" أعلن في بيان ليل السبت الأحد قصف شمال إسرائيل "بعشرات صواريخ الكاتيوشا"، مشيراً إلى أنه قصف للمرة الأولى منطقة بيت هلل، رداً على قصف إسرائيلي أصاب "مدنيين" في جنوب لبنان.