Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مغادرة الأجانب وتعليق الطيران... لبنان "في قلب" التوتر بين إيران وإسرائيل

دول تطلب من رعاياها الرحيل "في أسرع وقت ممكن" و"عبر أي تذكرة متاحة" وطهران تعلن تفاصيل اغتيال هنية

اعترضت "القبة الحديدية" صواريخ أطلقت من جنوب لبنان فوق منطقة الجليل الأعلى في شمال إسرائيل، 4 أغسطس 2024 (أ ف ب)

ملخص

إيران تقول إن إسماعيل هنية قتل بـ"مقذوف قصير المدى" ووفد إسرائيل يغادر القاهرة ومطالب نتنياهو تعطل مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة

بات لبنان في قلب التوتر بين إيران وإسرائيل على خلفية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران، واغتيال فؤاد شكر أبرز قيادي عسكري في "حزب الله" بالضاحية الجنوبية لبيروت.

وتتزايد المخاوف من اندلاع نزاع إقليمي واسع النطاق في الشرق الأوسط، مع توعد إيران وحلفائها بالرد على اغتيال هنية وشكر، مع دعوة دول غربية وعربية رعاياها إلى مغادرة لبنان وتعزيز واشنطن وجودها العسكري في المنطقة.

واتهمت إيران وحركة "حماس" و"حزب الله" إسرائيل باغتيال هنية، بعد ساعات على الضربة الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل شكر في ضاحية بيروت الجنوبية.

ووري هنية الثرى الجمعة في مقبرة في مدينة لوسيل شمال الدوحة، بعد أن شارك الآلاف في الصلاة عليه بالعاصمة القطرية حيث كان يقيم في المنفى.

لم تعلق الدولة العبرية على اغتيال هنية، لكنها تعهدت بتدمير "حماس" بعد هجومها غير المسبوق في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على أراضيها، الذي أدى إلى رد عسكري إسرائيلي مدمر في قطاع غزة.

وتعهد القادة الإيرانيون وكذلك "حزب الله" اللبناني و"حماس" الفلسطينية بالانتقام لمقتل هنية وشكر. وتوعد المرشد الإيراني علي خامنئي بإنزال "عقاب قاس" بإسرائيل، متهماً إياها باغتيال "ضيفنا العزيز في بيتنا".

في المقابل، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده على "مستوى عالٍ جداً" من الاستعداد لأي سيناريو "دفاعي وهجومي".

مغادرة الأجانب

على وقع التوترات طالبت دول عدة رعاياها بمغادرة لبنان "في أسرع وقت ممكن" و"عبر أي تذكرة متاحة"، مع إعلان بعض شركات الطيران تعليق رحلاتها.

وحثت سفارة الولايات المتحدة السبت رعاياها على مغادرة لبنان عبر "حجز أي بطاقة سفر متاحة"، كما أعلنت السويد إغلاق سفارتها لدى بيروت ودعت رعاياها إلى مغادرة البلاد.

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في بيان "التوترات مرتفعة والوضع مرشح للتدهور السريع. وبينما نعمل على مدى الساعة لتعزيز وجودنا القنصلي في لبنان فإن رسالتي للمواطنين البريطانيين هناك واضحة وهي: غادروا في الحال".

كما طلبت الحكومة الأردنية السبت من رعاياها مغادرة لبنان "بأقرب وقت ممكن"، وقالت إنها "تهيب بالمواطنين عدم السفر إلى الجمهورية اللبنانية الشقيقة في الوقت الراهن، كما وتطلب من المواطنين الأردنيين المقيمين والموجودين في لبنان مغادرة الأراضي اللبنانية بأقرب وقت ممكن".

ونقل البيان عن الناطق باسم الوزارة سفيان القضاة قوله إن "هذه التوصية تأتي من منطلق التحوط لأي تطورات في ضوء الوضع الإقليمي، والحرص على سلامة المواطنين".

ودعاهم إلى "أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، والالتزام بالتعليمات الصادرة عن الجهات اللبنانية المتخصصة، وإلى التسجيل الفوري على الموقع الإلكتروني للسفارة الأردنية في بيروت".

 

ونصحت كندا، السبت، مواطنيها بتجنب كل أنواع السفر إلى إسرائيل، قائلة إن الصراع المسلح في المنطقة يهدد الأمن.

وقالت الحكومة الكندية في توجيهات للسفر أصدرتها لرفع مستوى التحذير من السفر إلى إسرائيل: "الوضع الأمني قد يتدهور أكثر من دون سابق إنذار". وأضافت "إذا اشتد الصراع المسلح، فربما يؤثر ذلك في القدرة على المغادرة بالوسائل التجارية، وربما يؤدي إلى اضطرابات في السفر، بما في ذلك إغلاق المجال الجوي وإلغاء الرحلات الجوية وتحويل مسارها".

ضبط النفس

دعا وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن إلى "أقصى درجات ضبط النفس" في الشرق الأوسط، وذلك خلال اتصال هاتفي السبت أتى وسط مخاوف من تصعيد واسع بين إيران وإسرائيل.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان إن الوزيرين يتشاركان "القلق في مواجهة تصاعد التوترات" في المنطقة، وأنهما "اتفقا على مواصلة دعوة كل الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس بهدف تفادي أي تصعيد إقليمي قد تكون له تداعيات مدمرة على دول المنطقة".

 

وأكد سيجورنيه وبلينكن مواصلة بذل الجهود "المشتركة" للتوصل إلى وقف "مستدام" لإطلاق النار في قطاع غزة الذي يشهد حرباً متواصلة ومدمرة منذ نحو 10 أشهر بين إسرائيل وحركة "حماس".

وكانت فرنسا دعت مواطنيها غير المقيمين في إيران الذين ما زالوا موجودين في البلاد، إلى مغادرتها في أقرب وقت ممكن، لكن باريس لم تحذ حذو واشنطن ولندن اللتين دعتا رعاياهما إلى مغادرة لبنان في ظل التوتر.

ومنذ اندلاع الحرب في غزة، توصي فرنسا "رسمياً" رعاياها بعدم زيارة لبنان "بما في ذلك لزيارات سياحية وعائلية" ما لم تكن ثمة "أسباب محتمة" لذلك.

رد "في العمق"

أدت الحرب في غزة إلى فتح جبهات ضد إسرائيل من "حزب الله" والحوثيين اليمنيين الذين يشكلون، مع "حماس" وفصائل عراقية، ما تسميه إيران "محور المقاومة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

والسبت، توقعت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أن يرد "حزب الله" بضربات "في عمق" إسرائيل و"لا يكتفي بأهداف عسكرية"، بعد أن أكد الأمين العام للحزب حسن نصرالله أن "الرد آتٍ حتماً" على اغتيال شكر.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية أعلنت الجمعة أنه على ضوء "احتمال التصعيد الإقليمي من جانب إيران أو شركائها ووكلائها"، أمر وزير الدفاع لويد أوستن "بإدخال تعديلات على الموقف العسكري الأميركي بهدف تحسين حماية القوات الأميركية، وزيادة الدعم للدفاع عن إسرائيل، وضمان استعداد الولايات المتحدة للرد على شتى الحالات الطارئة".

وقال "البنتاغون" إن الولايات المتحدة ستنشر مزيداً من السفن الحربية التي "تحمل صواريخ باليستية دفاعية" و"سرباً إضافياً من الطائرات الحربية" لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة.

"مقذوف قصير المدى"

وأعلن "الحرس الثوري" الإيراني في بيان السبت أن هنية قتل بواسطة "مقذوف قصير المدى برأس حربي يزن نحو سبعة كيلوغرامات، أطلق على مقر إقامته".

وتوعد الحرس قائلاً "سيتلقى النظام الصهيوني المغامر والإرهابي الرد على هذه الجريمة وهو العقاب الشديد في الزمان والمكان والكيفية المناسبة".

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت عن مصادر لم تذكرها بالاسم القول إن الانفجار الذي أودى بحياة هنية كان بسبب قنبلة جرى تهريبها قبل شهرين إلى مقر دار الضيافة التي نزل بها هنية في طهران.

واتهم بيان "الحرس الثوري" أيضاً "الحكومة الأميركية المجرمة" بدعم الهجوم، الذي قالت وسائل إعلام إيرانية إنه وقع في إحدى ضواحي شمال طهران.

من جهتها، أوردت صحيفة "كيهان" المحافظة المتشددة السبت أن "مناطق مثل تل أبيب وحيفا والمراكز الاستراتيجية خصوصاً مقار إقامة بعض المسؤولين المتورطين في الجرائم الأخيرة هي من بين الأهداف".

وأقيمت السبت تظاهرات في تركيا والمغرب والأردن تنديداً باغتيال هنية.

ويعيد التوتر الراهن إلى الأذهان المخاوف من التصعيد في مطلع أبريل (نيسان)، حين اتهمت إيران إسرائيل بشن ضربة جوية دمرت مبنى قنصليتها لدى دمشق، مما أدى إلى مقتل ضباط في "الحرس الثوري".

وردت طهران في حينه بهجوم غير مسبوق على إسرائيل باستخدام مئات الطائرات المسيرة والصواريخ. وأكدت إسرائيل وحلفاؤها في حينه أنهم تمكنوا من إسقاط الغالبية العظمى منها.

العنف اليومي

في هذه الأثناء، تستمر دائرة العنف اليومي على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وأعلن "حزب الله" اللبناني، في وقت مبكر من صباح الأحد، تنفيذ ثماني عمليات ضد مواقع وانتشار الجيش الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية الفلسطينية، منذ مساء السبت.
وقالت الجماعة، في بيان على "تيليغرام"، إن العمليات انتهت عند الساعة 11:45 بالتوقيت المحلي (08:45 بتوقيت غرينتش) باستهداف موقع العاصي ‏بقذائف المدفعية وإصابته إصابة مباشرة. وأضافت "تم استهداف ‏مبنى يستخدمه جنود الجيش الإسرائيلي في مستوطنة ‏ميتات ‏بالأسلحة الصاروخية وإصابته إصابة مباشرة، كرد على ‏الاعتداء على القرى الجنوبية والمنازل بخاصة في بلدة عيتا الشعب، كما تم استهداف مبان يستخدمها الجنود في مستوطنة أفيفيم ‏بالأسلحة الصاروخية وإصابتها إصابة مباشرة، كرد على الاعتداءات خصوصاً في بلدة كفركلا".

وشملت العمليات استهداف موقع حدب يارون بالقذائف ‏المدفعية وإصابته إصابة مباشرة، واستهداف مبانٍ في مستوطنة ‏شلومي بالأسلحة الصاروخية وإصابتها إصابة مباشرة، كرد على ‏اعتداءات الجيش الإسرائيلي على القرى الجنوبية والمنازل بخاصة في بلدة طيرحرفا، واستهداف موقع السماقة في تلال ‏كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وإصابته إصابة مباشرة، واستهداف موقع رويسات العلم في ‏تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وإصابته إصابة مباشرة.

وأشارت الجماعة إلى استهداف مبنى يستخدمه الجنود الإسرائيلييون في ‏مستوطنة المطلة بالأسلحة المناسبة وإصابته إصابة مباشرة، كرد على الاعتداءات على القرى الجنوبية.

 

وكانت وزارة الصحة اللبنانية أفادت في وقت سابق السبت عن جرح "ستة مدنيين" بقصف إسرائيلي في جنوب لبنان.

ونعى "حزب الله" السبت عنصرين قضيا بضربات إسرائيلية في جنوب لبنان، وأعلن الحزب مسؤوليته عن إطلاق صواريخ على شمال إسرائيل.

في مؤشر إلى القلق المتزايد، أوقفت العديد من شركات الطيران رحلاتها إلى مطار بيروت، ومن بينها شركة لوفتهانزا الألمانية حتى الـ12 من أغسطس (آب).

ومددت الخطوط الجوية الفرنسية وشركة ترانسافيا تعليق الرحلات حتى الثلاثاء، وستقطع الخطوط الجوية الكويتية رحلاتها اعتباراً من الإثنين. كما علقت لوفتهانزا رحلاتها إلى تل أبيب حتى الثامن من أغسطس.

كما أعلنت الشركة ومجموعة "إيتا" الإيطالية الخميس تعليق رحلاتهما إلى تل أبيب لأيام عدة. وألغت شركة الخطوط الجوية التركية رحلات إلى طهران كانت مقررة بعد الساعة 18:25 (15:25 ت غ)، وأرجأت واحدة منها إلى صباح الأحد، وذلك بحسب جدول الرحلات على الموقع الإلكتروني لمطار إسطنبول الدولي. وهو اليوم الثاني على التوالي الذي تقوم فيه الشركة التركية بإجراءات كهذه، علماً أنها لم تصدر أي بيان رسمي.

الوفد الإسرائيلي

على صعيد المفاوضات، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، السبت، أن وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى غادر القاهرة، بعد إجراء محادثات حول اتفاق لوقف إطلاق النار، وتبادل المحتجزين في قطاع غزة.

وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن مدير الاستخبارات (الموساد) دافيد بارنياع، ومدير جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، عادا إلى إسرائيل بعد محادثات في القاهرة مع رئيس جهاز المخابرات المصرية عباس كامل، ومسؤولين عسكريين مصريين.

ولم تذكر وسائل الإعلام الإسرائيلية مزيداً من التفاصيل عن المحادثات التي ركزت على إطلاق سراح المحتجزين، وقضايا أمنية متعلقة بالحدود بين مصر وقطاع غزة.

نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين قولهما إن المفاوضات في شأن وقف إطلاق النار في غزة، توقفت بعد محادثات بين وفد إسرائيلي رفيع المستوى، ومسؤولين مصريين السبت في القاهرة، وإن الاتفاق المحتمل بات بعيد المنال، وسط مطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجديدة.

وقال الموقع الأميركي إن "الاجتماع عقد في القاهرة تحت ضغط أميركي قوي على كل من مصر وإسرائيل بعد أيام من اغتيال هنية في طهران".

عشرات التعديلات

بدوره، اتهم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت، حركة "حماس" مجدداً بأنها تحاول إدخال عشرات التعديلات على مقترح وقف إطلاق النار، وهي التعديلات التي قال إنها تلغي الاتفاق فعلياً، على رغم موافقة نتنياهو عليه.

وأفاد المكتب، في بيان، بأن الحركة "تواصل المطالبة بإنهاء الحرب، وإطلاق سراح عدد قليل من المحتجزين، والقدرة على تزويد غزة بالأسلحة، والسيطرة عليها من جديد، وتكرار ما حدث في السابع من أكتوبر".

وقال: "رئيس الوزراء مستعد للمضي قدماً في سبيل إطلاق سراح المحتجزين، مع الحفاظ على أمن إسرائيل، رئيس الوزراء لم يضف شيئاً إلى الاتفاق الذي طرحه الرئيس الأميركي جو بايدن، في الـ27 من مايو (أيار)، لكنه مستمر في التزام الشروط الأساسية لأمن إسرائيل، ووفقاً للاتفاق يصر على تعظيم إطلاق سراح المحتجزين الأحياء، والسيطرة على محور فيلادلفيا، ومنع مرور المسلحين والأسلحة إلى شمال القطاع".

المزيد من الشرق الأوسط