Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

آلاف الممرضات المتخرجات حديثا في بريطانيا لا يجدن فرص عمل

حكومة "العمال" تعهدت بمعالجة وضع الممرضات "غير المقبول إطلاقاً" الناجم عن تقليص عدد الوظائف في مرافق قطاع هيئة الخدمات الصحية

ممرضة متمرسة تقدم إرشادات لممرضة شابة (غيتي)

ملخص

تواجه الممرضات اللاتي يتخرجن أخيراً صعوبة في العثور على وظائف بسبب تقليص الموازنات في هيئة الخدمات الصحية، مما أدى إلى انخفاض بنسبة 25 في المئة في عدد الوظائف المتاحة في مجال التمريض.

علمت صحيفة "اندبندنت" أن الممرضات اللاتي تخرجن أخيراً يواجهن صعوبة في إيجاد وظائف كمبتدئات، وذلك بسبب تقليص موازنات هيئة الخدمات الصحية "أن أتش أس" NHS، الذي أدى إلى خفض الوظائف المتاحة في مجال التمريض بنسبة 25 في المئة.

وأوضح مديرو مرافق "أن أتش أس" أن القيود المالية المفروضة على القطاع الصحي تسببت بخفض عدد الوظائف في مختلف الاختصاصات، بما فيها وظائف الخطوط الأمامية. ونتيجة لذلك، أفادت ممرضات متخرجات حديثاً بأنهن اضطررن إلى قبول فرص عمل كمساعدات في الرعاية الصحية، بعدما خضن منافسة على عدد محدود من الوظائف الشاغرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقد وصف حزب "العمال" هذا الوضع بأنه "غير مقبول إطلاقاً"، وتعهد بمعالجة القضية.

وفي هذا السياق، دعت نائبة رئيسة التمريض في "الكلية الملكية للتمريض" Royal College of Nursing (RCN) (وهي أكبر نقابة تمريض مهنية في العالم، تمثل أكثر من نصف مليون ممرضة وطالبة تمريض وقابلة قانونية في بريطانيا)، الدكتورة نيكولا آشبي، هيئة الخدمات الصحية في إنجلترا (أن أتش أس إنغلاند) NHS England وأرباب العمل في قطاع الرعاية الصحية، إلى اتخاذ إجراءات فورية لضمان حصول خريجات هذه السنة على فرص العمل التي قمن بالتدرب على أدائها.

"سخط متزايد"

"مجلس عمداء الصحة" Council of Deans of Health (الذي يمثل الجامعات البريطانية التي تتولى تدريب الممرضات والقابلات) أشار إلى أنه على رغم التحديات الأوسع نطاقاً التي تواجهها مرافق "أن أتش أس" في ما يتعلق بالتوظيف، وفيما تتوافر وظائف شاغرة أخرى، فإن طالبات التمريض يواجهن صعوبة في إيجاد فرص عمل لهن.

وفي هذا الإطار، تحدثت طالبتان في مجال التمريض هما على وشك التخرج هذه السنة مع صحيفة "اندبندنت"، وأوضحتا أنهما عندما تبحثان على المنصة الإلكترونية الداخلية لهيئة الخدمات الصحية عن وظائف "للمتخرجات حديثاً"، تجدان أقل من 10 وظائف معروضة.

وأفادت هيذر ماكواي وهي طالبة تمريض في السنة الثانية، أن اثنتين فقط من بين 30 زميلة لها في الدراسة، حصلتا على وظيفة خلال العام الماضي، مما ترك معظمهن أمام خيار العمل كمساعدات في مجال الرعاية الصحية، وذلك إلى حين تمكنهن من العثور على وظائف مناسبة في مجال اختصاصهن.

وقالت ماكواي التي تبحث عن عمل من دون جدوى منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، إنها قلقة من ألا تتمكن من العثور على وظيفة بحلول موعد تخرجها بعد نحو شهرين. وأضافت قائلة: "إن زميلاتي (من الطالبات) يبحثن في الخطوات التالية التي يتعين علينا اتخاذها. وقد يفكر بعضنا في تأجيل مرحلة (التخرج) - وهي خطوة لم نتخيل أبداً أننا قد نقدم عليها - والعمل كمساعدات رعاية صحية في المستشفيات، كي نتمكن لاحقاً من تأمين وظيفة في مجال اختصاصنا. ومن غير المؤكد متى سنتمكن من ذلك".

وعلق متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية البريطانية بالقول إنه "من غير المقبول إطلاقاً أن يجد المتخصصون المؤهلون في الرعاية الصحية صعوبات في العثور على وظائف في مرافق ’أن أتش أس‘، التي تعاني أساساً نقصاً في الموارد البشرية، مما يتسبب في عدم حصول المرضى على الرعاية اللازمة التي يحتاجون إليها. إننا نؤكد التزامنا معالجة هذه المشكلة، وعزمنا على تغيير الوضع".

وصرح الرئيس التنفيذي لـ"مجلس عمداء الصحة" إد هيوز: "علمنا من أعضاء في المجلس أن عدد الوظائف الشاغرة في مناطق واختصاصات معينة هذه السنة هو أقل مقارنة بالأعوام السابقة. ويعود ذلك إلى قيام أرباب العمل في مرافق الخدمات الصحية بإعادة تقييم حاجاتهم من الموظفين في ضوء الوظائف الشاغرة الراهنة ووضعهم المالي".

بيلي بالمر وهو زميل بارز في مؤسسة "نافيلد تراست" Nuffield Trust (مؤسسة بحثية بارزة في مجال الصحة) أكد ذلك لصحيفة "اندبندنت"، مشيراً إلى أن عدد وظائف التمريض التي أعلنت عنها هيئة ’أن أتش أس‘ انخفض من 41600 إلى 31300 خلال العام الماضي. ولا توجد بيانات عن مدى توافر فرص عمل للممرضات المتخرجات حديثاً أو عن توزيعهن الإقليمي في المملكة المتحدة.

وتظهر أرقام شركة البيانات "ستاتيستا" Statista (منصة على الإنترنت متخصصة في جمع البيانات عبر الاستطلاعات والتحليلات)، أن 29080 طالبة تخرجن في مجال التمريض في عام 2022.

ويلفت السيد بالمر إلى أن التراجع في التوظيف لا يعود إلى مسألة استقرار الطلب على خدمات الرعاية الصحية من جانب المرضى، بدليل التأخير في تقديم الرعاية، وتراكم قوائم الانتظار. ورأى أن تقليص فرص التوظيف "ربما يرجع إلى مزيج من إجراءات التقشف في التمويل في هيئة الخدمات الصحية، والقيود في الإمكانات والقدرات المتاحة، بما في ذلك المرافق المادية والأسرة والموارد السريرية والإشراف الطبي". وأضاف: "بغض النظر عن السبب، يجب على هيئة ’أن أتش أس‘ معالجة هذه المشكلة بشكل عاجل. وقد يؤدي الفشل في القيام بذلك، إلى زيادة السخط والإحباط بين الخريجات غير القادرات على العثور على فرص عمل مناسبة، مما قد يعوق الجهود المبذولة لبناء قوة عاملة مستدامة في مجال التمريض".

وتكشف بيانات أخرى قام بجمعها "اتحاد التشغيل والتوظيف" Recruitment and Employment Confederation عن أن أكبر التخفيضات في الوظائف المعلن عنها خلال العام الماضي، كانت في وظائف تمريض الأطفال، التي تراجع عددها بنسبة 25 في المئة، وفي أدوار ممرضات طب الأسنان، التي تقلصت بنسبة 36 في المئة.

كما أن الإعلانات عن فرص عمل للقابلات القانونيات انخفضت بنسبة 19 في المئة، في حين شهدت وظائف ممرضات في المجتمع المحلي تقلصاً بنسبة 23 في المئة.

وشرح الرئيس التنفيذي لـ"اتحاد الخدمات الصحية الوطنية" NHS Confederation (الذي يمثل جميع المستشفيات التابعة للهيئة في إنجلترا وويلز) ماثيو تايلور لصحيفة "اندبندنت": "ليس سراً أن مرافق ’أن أتش أس‘ ترزح تحت ضغوط مالية كبيرة. وقد أظهرت نتائج استطلاع قمنا به في وقت سابق من هذه السنة مدى شدة هذه الضغوط". وأضاف: "نحن ندرك أن بعض المؤسسات الصحية تقلص عدد الوظائف في المجالين الطبي والإداري، أو تعليقها، إضافة إلى خفض بعض الخدمات الخاصة بالمرضى، والنظر في اتخاذ المزيد من الإجراءات الجذرية لموازنة شؤونها المالية".

وأشار إلى أن "من بين التأثيرات غير المباشرة لهذه الضغوط المالية، اضطرار مديرو المستشفيات إلى إجراء تخفيضات فورية في مستويات التوظيف وفي بعض الخدمات، وذلك للامتثال للمعايير المحددة والصارمة للكفاءة في استخدام الموارد".

وقد نبه الرئيس التنفيذي لمنظمة "أن أتش أس بروفايدرز" NHS Providers (التي تمثل المستشفيات ومؤسسات الإسعاف التابعة لـ"الخدمات الصحية الوطنية") سير جوليان هارتلي إلى أن القيمين على القطاع قلقون من طريقة تأثير القيود الراهنة وقصيرة الأجل في مجال التوظيف، على قدرة المؤسسات الصحية على تلبية الطلب على الرعاية في المستقبل.

وذكر أن مؤسسات "أن أتش أس" تبحث في "طرق مختلفة لخفض كلف الموظفين. ويشمل ذلك إعادة النظر في الزيادات المخطط لها في مجال التوظيف، وخفض الإنفاق على استقطاب عاملين موقتين أو متعاقدين مع وكالات توظيف، وفي بعض الحالات، تقليل عدد الموظفين الدائمين".

وخلال الأسبوع الجاري، تواصلت الرئيسة التنفيذية لـ"هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا" أماندا بريتشارد مع قادة القطاع، بعدما أعلنت وزيرة الخزانة البريطانية ريتشل ريفز عن وجود عجز مقداره 22 مليار جنيه استرليني (28 ملياراً و160 مليون دولار أميركي) في حسابات المالية العامة.

أبلغت بريتشارد مديري المرافق الصحية بأن تعليقات وزيرة الخزانة جاءت بمثابة تأكيد أن الحكومة "ليست لديها أموال إضافية متاحة هذه السنة". ورأت أن مرافق "أن أتش أس" ستضطر إلى التركيز على العمل ضمن إمكاناتها وحدود موازناتها.

وأكد متحدث باسم "هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا" أخيراً أن "الممرضات والقابلات يشكلن جزءاً حيوياً من القوى العاملة، وعلى رغم ارتفاع العدد الراهن للوظائف الشاغرة - الذي يبلغ 31 ألف وظيفة - سنواصل جهودنا وتعاوننا مع المؤسسات الصحية والجامعات في مختلف أنحاء البلاد، لمساعدة المتخرجات على العثور على وظائف في المناصب المتاحة في مؤسسات ’أن أتش أس‘".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات