Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف تغتال إسرائيل بالذكاء الاصطناعي؟

تقارير أميركية تشير إلى توظيفه في تحديد أهداف في قطاع غزة والجيش الإسرائيلي ينفي استخدمه وقال إنه يمتلك قاعدة بيانات الغرض منها التحقق من مصادر الاستخبارات

قامت شركة أوكرانية بتطوير سلاح روبوتي مزود برشاش مثبت على آلة متحركة روبوتية (نيويورك تايمز)

ملخص

يشتد الحديث عن اعتماد الجيش الإسرائيلي على الذكاء الاصطناعي، وانعكاسات التقنيات الآلية والتكنولوجيا على تصفية شخصيات بارزة في "حماس" أو "الجهاد الإسلامي" في فلسطين أو في لبنان

قنبلة زرعت في غرفة نومه، هذا ما عرف حتى اليوم حول طريقة اغتيال زعيم الجناح السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية بعد تهريب عبوة ناسفة من طريق الموساد الإسرائيلي قبل شهرين تقريباً فُجرت من بعد حين التأكد من وجوده في مقر ضيافته بإيران.

لكن موقع "أكسيوس" ذكر تفاصيل عن ضلوع عملاء للموساد في عملية الاغتيال، وأن جهازاً عالي التقنية يستخدم بواسطة الذكاء الاصطناعي استخدم في عملية الاغتيال، بينما تقارير لوسائل إعلام إيرانية أفادت بأن الحادثة حصلت عبر قذيفة استهدفت مقر إقامته مع استبعاد أحاديث تتعلق بأن الحادثة جاءت من طريق قنبلة.

وليس بالغريب أن تتعدد الروايات ريثما يخرج تقرير نهائي حول اغتيال هنية لا سيما مع حديث عن وجود اختراق أمني واستخباراتي، في حين تدور التحقيقات مع كبار ضباط الحرس الثوري.

ولعل هذا المشهد يذكرنا باغتيال العالم الذري، محسن فخري زادة مهابادي في الـ27 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، الذي يعد رأس برنامج السلاح النووي، بينما تضاربت آنذاك الأنباء عن طريقة اغتياله بقنبلة من قبل مسلحي "مجاهدي خلق"، إلا أن طهران اتهمت تل أبيب باستخدام مدفع آلي يعمل بالأقمار الاصطناعية.

الذكاء الاصطناعي

في المقابل، يشتد الحديث عن اعتماد الجيش الإسرائيلي على الذكاء الاصطناعي، وانعكاسات التقنيات الآلية والتكنولوجيا على تصفية أعداد وشخصيات بارزة في المقاومة الإسلامية في "حماس" أو "الجهاد الإسلامي" في فلسطين أو في لبنان، وعن الدور الأخلاقي في اتخاذ قرار الضغط على زر تدمير الأهداف وقصفها، وما يسفر عنه من سقوط ضحايا مدنيين أبرياء أو احتمالية حدوث خطأ ما.

وفي حديث مع الأستاذة في جامعة كوين ماري بلندن إلكي شوارتز، التي تدرس أخلاقيات الذكاء الاصطناعي العسكري، أشارت إلى الاعتقاد السائد "أننا ندير التكنولوجيا التي نستخدمها، ولكنها في الواقع تديرنا إلى حد ما". وأضافت في مقابلة مع موقع "فوكس"، "كانت هناك تقارير لسنوات تفيد بأن إسرائيل تمتلك أسلحة مدعمة بالذكاء الاصطناعي من أنواع مختلفة، مع تطويرها هذه القدرات، ويعدون أنفسهم أكثر القوات العسكرية الرقمية تقدماً على مستوى العالم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتشير معلومات استخباراتية عن تطوير وحدة 8200 (وحدة النخبة في الجيش الإسرائيلي تشبه وكالة الأمن القومي الأميركي) النظام "لافندر" الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي، مع القليل من الإشراف البشري، بينما ذكرت مصادر استخباراتية مشاركة في الحرب لمجلة "+972" الإسرائيلية أن الجيش حدد عشرات الآلاف من القاطنين في قطاع غزة، وجعلهم ضمن قائمة أهداف ووضعهم ضمن خطة الاغتيال مع اتباع سياسة متساهلة في ما يتعلق بعدد الضحايا، وفق ما جاء بالمجلة.

وفي أبريل (نيسان) الماضي، أوضح المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي في مقابلة بثتها شبكة "سي أن أن"، عن مراجعة بلاده تقارير تشير إلى استخدام الجيش الإسرائيلي الذكاء الاصطناعي للمساعدة على تحديد أهداف في قطاع غزة قصفتها، في وقت دان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، استعمال أسلحة ذات أثر واسع النطاق مع استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة على اتخاذ القرار العسكري باعتبار ذلك يسهم في جرائم دولية.

 

 

في غضون ذلك، أعلن المرصد "الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان عن إجراء تحقيق على مختلف المستويات المحلية والدولية بعد تورط شركات تكنولوجيا عالمية وتسببها في مصرع مدنيين فلسطينيين في غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وتبحث هذه التطبيقات عن قواسم مشتركة بين عموم الأشخاص، وأعضاء مجموعات مسلحة في القطاع، وتستهدف هدفاً بعينه بسبب تشابه في الشكل أو تقارب في هيئة الجسم أو التشابه بالاسم، وهذا ما أفسح مجالاً ليصل التطبيق إلى قرابة 37 ألفاً كمسلحين مشتبه فيهم حسب تقارير إسرائيلية.

نفي

من جهة ثانية، نفى الجيش الإسرائيلي استخدامه الذكاء الاصطناعي في عمليات الاغتيالات في غزة، وقال إنه يمتلك قاعدة بيانات الغرض منها التحقق من مصادر الاستخبارات.

وورد في بيان له "لا يستخدم الجيش أي نظام للذكاء الاصطناعي لتحديد هوية النشطاء من المسلحين، أو لمحاولة التنبؤ بما إذا كان الشخص إرهابياً من عدمه، ومنظومات المعلومات هي مجرد أدوات للمحللين في عملية تحديد الهدف، وإجراء تدقيق مستقل يتحققون فيه من أن الأهداف المحددة تلبي المعايير ذات الصلة بما يتماشى مع القانون الدولي".

إزاء ذلك، أفاد ستة ضباط بالاستخبارات الإسرائيلية شاركوا جميعاً في أنظمة الذكاء الاصطناعي لتحديد مواقع أفراد ومسؤولين في "حماس" و"الجهاد" وفصائل المقاومة، بأنهم قد سمحوا بقتل أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين بخاصة خلال الأسابيع والأشهر الأولى من حرب غزة، وفق شهادات شاركتها صحيفة "الغارديان" البريطانية.

كما أوضح تقرير إسرائيلي أن قيادة الجيش أعطت موافقة واسعة النطاق للضباط بالاعتماد على قوائم القتل التي وضعها برنامج "لافندر" من دون الحاجة إلى التحقق بدقة أكبر من سبب قيام الآلة بهذه الاختيارات أو فحص بيانات استخباراتية أولية استندت إليها.

ولقد دخل استخدام تل أبيب أنظمة الذكاء الاصطناعي القوية في حربها ضد "حماس" إلى منطقة مجهولة في ما يتعلق بالحرب المتقدمة، مما أثار مجموعة من الأسئلة القانونية والأخلاقية في العلاقة بين العسكريين والآلات بحيث يمنح قرار اتخاذ إطلاق النار خلال 20 ثانية فحسب.

وفي حين يساعد برنامج "لافندر" على تحديد الأهداف البشرية من خلال بيانات تتعلق بشكل الإنسان وصوته وصورته، والتوصل إليها عبر مجموعة بيانات متقاطعة ومخزنة مع الهدف، إلا أن نظاماً ثانياً يعمل بالذكاء الاصطناعي يسمى "جوسبل" يساعد على تحديد الأهداف المكانية كالمباني والهياكل.

ولهذا يذكر اثنان من الضباط أن الجيش قرر مقابل كل ناشط من "حماس" حدده برنامج "لافندر" هدفاً من المسموح قتل بين 15 و20 مدنياً، وفي حال كان الهدف مسؤولاً كبيراً في "حماس" برتبة قائد كتيبة أو لواء فإن الجيش له الإذن بقتل أكثر من 100 مدني في اغتيال قائد واحد.

"فريق الآلة البشرية"

وكان رئيس الوحدة 8200 ومهندس استراتيجية الذكاء الاصطناعي، يوسي ساريئيل، قد أصدر كتابه "فريق الآلة البشرية" قبل ثلاث سنوات ولخص استخدام التعليم الآلي لتحويل الحرب الحديثة بأن تصبح سائدة.

ويشرح عراب الذكاء الاصطناعي في الاستخبارات الإسرائيلية عن نظامي "لافندر" و"جوسبل" وكيفية تطويرهما لمساعدة ضباط الاستخبارات الذين يطلب منهم التحقق من أن المشتبه فيهم العسكريين من الأهداف المشروعة بموجب القانون الدولي.

كما طورت الاستخبارات الإسرائيلية برنامجاً أطلق عليه "أين أبي" يعمل على مسح 90 في المئة من سكان قطاع غزة في فلسطين أي ما يناهز مليون شخص، لذا يمنح كل فرد تقييماً يراوح ما بين فرد واحد و100 ضمن مجموعة احتمالات حول معلومات صغيرة تتجمع لتكون احتمالية أن يكون الفرد عضواً في مجموعات المقاومة الفلسطينية أم لا.

وكشف الصحافي الإسرائيلي يوفال أبراهام عبر تقرير نشره عن حديث مع مصادره الذين أخبروه بأن الجيش كان يعلم مسبقاً أن ما يقارب 10 في المئة من الأشخاص الذين حددتهم الآلة بالقتل هم من غير المنتسبين إلى حركة "حماس"، وكانت الآلة تجلب أشخاصاً لديهم الاسم واللقب أنفسهما وتصنفهم كعناصر مقاتلة أو أشخاص لديهم ملفات تعريف باتصالات مماثلة، قد يكون عامل إسعاف أو رجل شرطة في قطاع غزة.

ويشرح أبراهام في رده على سؤال على هامش مقابلة أجراها معه موقع "ديموكراسي ناو" حيال تكامل الأنظمة العسكرية والأسلحة مع الذكاء الاصطناعي، بأن الأنظمة يتكامل بعضها مع بعض، وفي حال وضعت علامة على شخص ما بأنه سيقتل بواسطة الذكاء الاصطناعي، فيمكن أن يقتل بواسطة طائرة حربية أو طائرة مسيرة أو دبابة على الأرض، معتبراً أن هناك نوعاً من سياسة تبادل المعلومات الاستخباراتية بين مختلف الوحدات ومشغلي أسلحة مختلفين في الوقت ذاته.

وبالنتيجة يدخل الذكاء الاصطناعي ضمن الحروب والمعارك ليتحول إلى أداة قتل، وسريعاً يمكن تحوله إلى آلة لا تتردد في الإجهاز على أي هدف تتوافر فيه المعلومات والبيانات المتطابقة، الآلة تضع الخيار أمام البشر وعليهم خلال 20 ثانية الضغط على زر القتل.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط