Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

محمد يونس الحائز "نوبل" للسلام سيرأس حكومة بنغلاديش الموقتة

دعا إلى "الهدوء والاستعداد لبناء البلد" وبلينكن يطالبه باحترام مبادئ الديمقراطية وسيادة القانون

قال يونس في وقت سابق إن بنغلاديش كانت "بلداً محتلاً" في عهد حسينة (غيتي)

ملخص

رسالة رئيس الأركان وقر الزمان للشيخة حسينة كانت واضحة، وهي أنها لم تعد تحظى بدعم الجيش.

أعلنت الرئاسة في بنغلاديش اليوم الأربعاء أن محمد يونس الحائز جائزة "نوبل" للسلام سيرأس حكومة انتقالية بعد حل البرلمان وفرار رئيسة الوزراء الشيخة حسينة إلى الخارج.

ويعود المتخصص الاقتصادي محمد يونس (84 سنة) الذي من المقرر أن يقود الحكومة الموقتة إلى دكا غداً الخميس، وفق ما أعلن مكتبه في بيان.

ودعا يونس، الأربعاء إلى الهدوء وحض الناس على اغتنام الفرصة لبناء أمة أفضل. وقال في بيان عشية عودته المرتقبة إلى بنغلادش من أوروبا، "أناشد الجميع بشدة الحفاظ على الهدوء. رجاء الامتناع عن جميع أنواع العنف". مضيفاً "حافظوا على الهدوء واستعدوا لبناء البلد. إذا سلكنا طريق العنف يُدمّر كل شيء".

واتخذ قرار "تشكيل حكومة انتقالية برئاسة يونس" خلال لقاء بين رئيس الجمهورية محمد شهاب الدين وكبار ضباط الجيش وقادة مجموعة "طلبة ضد التمييز" الحركة التي نظمت التظاهرات في مطلع يوليو (تموز)، بحسب بيان الرئاسة.

وجاء في البيان أن "الرئيس طلب من الشعب مساعدته في تجاوز الأزمة. وإن التشكيل السريع لحكومة انتقالية ضروري للتغلب على الظروف الصعبة".

من أجل بلدي

وأبدى يونس الموجود في أوروبا أمس الثلاثاء استعداده لتولي رئاسة حكومة انتقالية، قائلاً في بيان "لقد ظللت طوال الوقت بعيداً من السياسة. لكن اليوم، إذا كان من الضروري العمل في بنغلاديش من أجل بلدي ومن أجل شجاعة شعبي، فسأفعل".

وكان المتخصص الاقتصادي المعروف بإخراج ملايين الأشخاص من الفقر بفضل مصرفه الرائد للتمويل الأصغر على خلاف مع الشيخة حسينة، التي اتهمته "بامتصاص دم الفقراء".

وقال يونس في وقت سابق في مقابلة مع صحيفة "ذي برنت"، إن بنغلاديش كانت "بلداً محتلاً" في عهد حسينة، مضيفاً "يشعر جميع سكان بنغلاديش اليوم بأنهم صاروا أحراراً".

وأكد قائد حركة "طلاب ضد التمييز" ناهد إسلام القرار أمام الصحافيين بعد اجتماع دام ثلاث ساعات في الرئاسة، ووصف المناقشات بأنها "مثمرة".

وأضاف أن الرئيس شهاب الدين وافق على "تشكيل الحكومة الانتقالية في أسرع وقت ممكن".

وفي مؤتمر صحافي أمس قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن السلطات الجديدة في بنغلاديش "يجب أن تحترم مبادئ الديمقراطية، وأن تحفظ سيادة القانون وتعكس إرادة الشعب".

واليوم، أعلنت باكستان "تضامنها مع شعب بنغلاديش" على أمل "العودة إلى الحياة الطبيعية" و"مستقبل متناغم" لجارتها، في أول رد فعل على الاضطرابات المستمرة في البلاد التي تأسست عام 1971 بعد انفصالها عن باكستان.

وحل الرئيس البرلمان أمس نزولاً عند طلب قادة الاحتجاجات الطلابية وحزب بنغلاديش الوطني المعارض، الذي يطالب بانتخابات في غضون ثلاثة أشهر.

وكانت حصيلة القتلى أول من أمس الإثنين الأعلى خلال يوم واحد منذ بدء الاحتجاجات مطلع يوليو (تموز) ليرتفع إجمال قتلى التظاهرات إلى 432، بحسب تعداد أجرته وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى بيانات صادرة عن الشرطة ومسؤولين حكوميين وأطباء في المستشفيات.

وبلغت الاحتجاجات ذروتها أول من أمس مع فرار الشيخة حسينة (76 سنة) على متن مروحية حطت في قاعدة عسكرية قرب نيودلهي بحسب وسائل إعلام هندية، لكن مصدراً رفيع المستوى أكد أنها "عبرت" البلاد وتوجهت إلى لندن.

لكن دعوة الحكومة البريطانية إلى فتح تحقيق تقوده الأمم المتحدة في "مستويات العنف غير المسبوقة" تثير الشكوك حيال هذه الوجهة.

نيران وأشرار وفوضى

في هذه الدولة الغارقة في أزمة طلبت نقابة الشرطة الرئيسة في بنغلاديش عبر بيان "الصفح عما قامت به قوات الشرطة" التي "أجبرت على إطلاق النار" وتم إظهار عناصرها على أنهم "أشرار"، معلنة الإضراب "إلى أن يتم ضمان سلامة كل فرد من أفراد الشرطة".

وأقال الرئيس قائد الشرطة الوطنية، كما أجرى الجيش تعديلات شملت خفض رتبة عدد من كبار الضباط ممن يعدون مقربين من حسينة.

وأعلن قائد الجيش الجنرال وقر الزمان أول من أمس العمل على تشكيل "حكومة موقتة".

وبعد الإعلان خرج الملايين إلى شوارع دكا واقتحم متظاهرون البرلمان وأحرقوا محطات تلفزيونية وحطموا تماثيل لوالد حسينة، الشيخ مجيب الرحمن بطل الاستقلال.

وبدت شوارع العاصمة هادئة إلى حد كبير أمس بعد أن استؤنفت حركة السير وفتحت المتاجر أبوابها، لكن المقار الحكومية بقيت مغلقة.

وأفاد شهود عيان بأن مكاتب "رابطة عوامي" (حزب حسينة) تعرضت للحرق والنهب في أنحاء البلاد وبأن بعض الأعمال التجارية والمنازل المملوكة للهندوس، وهي فئة يرى البعض في الدولة ذات الغالبية المسلمة أنها كانت مقربة من حسينة، تعرضت لهجمات.

وأعربت الهند والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن قلقها بعد التقارير التي تحدثت عن هجمات على مجموعات دينية وإثنية وأقليات أخرى.

وقال افتخار الزمان مدير منظمة الشفافية الدولية في بنغلاديش إن "هجمات كهذه على الأقليات تتعارض مع الروح الأساس للحركة الطلابية المناهضة للتمييز".

وفازت الشيخة حسينة التي تولت السلطة عام 2009 بولاية خامسة خلال يناير (كانون الثاني) بعد انتخابات من دون معارضة حقيقية.

وبدأت الاضطرابات الشهر الماضي على صورة احتجاجات ضد توزيع الوظائف الحكومية بموجب نظام محاصصة تستفيد منه شرائح اجتماعية وعائلات معينة، قبل أن تتصاعد إلى مطالبة حسينة بالتنحي.

واتهمت مجموعات حقوقية حكومتها بسوء استغلال مؤسسات الدولة لتعزيز قبضتها على السلطة والقضاء على أية معارضة، بما في ذلك عبر قتل ناشطي المعارضة خارج نطاق القضاء.

وأمر الرئيس بالإفراج عن الأشخاص الذين اعتقلوا خلال التظاهرات مساء أول من أمس.

وأفرج عن رئيسة الوزراء السابقة خالدة ضياء (78 سنة) بعد أعوام من الإقامة الجبرية، وفق ما أفاد حزبها. وحكم على المعارضة الرئيسة للشيخة حسينة، زعيمة حزب بنغلاديش الوطني بالسجن 17 عاماً بتهمة الفساد عام 2018.

وقال توماس كيان من مجموعة الأزمات الدولية إن السلطات الجديدة تواجه تحدياً هائلاً "فالحكومة الموقتة تحتاج إلى الشروع في المهمة الطويلة المتمثلة في إعادة بناء الديمقراطية، التي تدهورت بشدة في بنغلاديش خلال الأعوام الأخيرة".

مبادئ الديمقراطية

من جانبه، دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الثلاثاء السلطات الجديدة في بنغلاديش إلى احترام "مبادئ الديمقراطية"، بعد أن أبدى محمد يونس الحائز جائزة "نوبل" للسلام استعداده لتشكيل حكومة انتقالية في دكا.

وقال بلينكن في مؤتمر صحافي إن "أية قرارات تتخذها الحكومة الانتقالية يجب أن تحترم مبادئ الديمقراطية، وأن تحفظ سيادة القانون وتعكس إرادة الشعب".

بدورها دعت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ التي التقاها بلينكن وزارت بنغلاديش أخيراً، جميع الأطراف إلى تجنب العنف.

وقالت وونغ عقب محادثات في أكاديمية سلاح البحرية الأميركية في أنابوليس بولاية ميريلاند "ندعو جميع الأطراف إلى احتواء التصعيد واحترام الحقوق العالمية، ونحض على إجراء تحقيق كامل ومستقل ومحايد في الأحداث التي وقعت في الأسابيع الأخيرة".

وقال ضابطان مطلعان في جيش بنغلاديش لـ"رويترز" إن رئيس الأركان الجنرال وقر الزمان عقد اجتماعاً مع كبار الضباط في الليلة التي سبقت فرار رئيسة الوزراء الشيخة حسينة المفاجئ من البلاد وسط احتجاجات دامية، وقرر أن القوات لن تفتح النار على المدنيين لفرض حظر تجول.

ووفقاً لمسؤول هندي مطلع، اتصل الزمان بعد ذلك بمكتب حسينة وأبلغها بأن الجنود لن يتمكنوا من تنفيذ الحظر الذي طلبته.

رفع حصانة الجيش

وأضاف المسؤول أن الرسالة لحسينة كانت واضحة، وهي أنها لم تعد تحظى بدعم الجيش.

ولم يعلن من قبل عن تفاصيل الاجتماع الذي عقد عبر الإنترنت بين كبار قادة الجيش أو الرسالة التي تلقتها حسينة بأنها فقدت الدعم.

وتساعد هذه التقارير على تفسير سبب انتهاء حكم حسينة بطريقة فوضوية مفاجئة يوم الإثنين عندما فرت من بنغلاديش إلى الهند. واستمر حكم حسينة 15 سنة وقلما تسامحت خلاله مع المعارضة.

وفرض حظر التجول في عموم البلاد بعد مقتل 91 شخصاً على الأقل وإصابة المئات في اشتباكات بأرجاء البلاد يوم الأحد، الذي سقط فيه أكبر عدد من القتلى منذ بدء الاحتجاجات ضد حسينة بقيادة طلاب في يوليو (تموز).

وأكد المتحدث باسم الجيش اللفتنانت كولونيل سامي أود دولا تشودري المناقشات التي جرت مساء الأحد الماضي ووصفها بأنها اجتماع عادي للاطلاع على آخر المستجدات بعد أي اضطرابات. ولم يدل بتفاصيل حين طرحت عليه أسئلة أخرى عن اتخاذ القرار في ذلك الاجتماع.

ولم يتسن الوصول إلى حسينة، ولم يرد ابنها ومستشارها سجيب وازد على طلبات متكررة للتعليق.

عدم ارتياح

ولم يفسر الجنرال وقر الزمان علناً سبب قراره سحب الدعم من حسينة. لكن ثلاثة ضباط سابقين في الجيش البنغالي قالوا لـ"رويترز" إن حجم الاحتجاجات وعدد القتلى الذي بلغ 241 شخصاً على الأقل جعلا دعم حسينة بأي ثمن أمراً غير مقبول.

وقال البريجادير جنرال المتقاعد م. سخاوات حسين "كان هناك قدر كبير من عدم الارتياح وسط القوات. وربما كان هذا هو السبب وراء الضغوط على رئيس أركان الجيش لأن القوات كانت هناك وتراقب ما يحدث".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأظهر الزمان علامات تردد يوم السبت الماضي في دعمه لرئيسة الوزراء عندما خاطب مئات الضباط في اجتماع وهو يجلس على كرسي خشبي مزخرف. وكشف الجيش في وقت لاحق عن بعض تفاصيل تلك المناقشة.

وقال المتحدث باسم الجيش إن الجنرال أكد ضرورة حماية الأرواح، ودعا الضباط إلى التحلي بالصبر.

وكان هذا أول مؤشر على أن الجيش لن يستخدم القوة لقمع التظاهرات العنيفة مما ترك حسينة في موقف ضعيف.

وتحدى ضباط كبار متقاعدون، مثل البريجادير جنرال محمد شاهد الأنام خان، حظر التجول الإثنين الماضي وخرجوا إلى الشوارع.

وقال خان، الذي كان من سلاح المشاة "لم يوقفنا الجيش. لقد فعل ما وعد به".

هروب وإقامة موقتة

ومع خروج الوضع عن سيطرة حسينة (76 سنة)، قررت الفرار من بنغلاديش في صباح يوم الإثنين، وفقاً للمسؤول الهندي ومواطنين من بنغلاديش مطلعين على الأمر.

وبحسب مصدر من بنغلاديش، ناقشت حسينة وشقيقتها، التي تعيش في لندن لكنها كانت في داكا في ذلك الوقت، الأمر وسافرتا معاً جواً إلى الهند في وقت الغداء بالتوقيت المحلي.

وقال مسؤول هندي ثانٍ إنه تم إبلاغ حسينة بالطرق "الدبلوماسية" بأن إقامتها يجب أن تكون موقتة خوفاً من تضرر العلاقات مع الحكومة المقبلة في داكا. ولم ترد وزارة الشؤون الخارجية الهندية على طلب للتعليق.

باكستان تتضامن

من جانبها، أعلنت باكستان اليوم الأربعاء "تضامنها مع شعب بنغلاديش"، بعد فرار رئيسة الحكومة من البلاد عقب أسابيع من الاحتجاجات والاضطرابات المدنية.

وجاء في بيان لوزارة خارجية باكستان التي نالت بنغلاديش استقلالها عنها في عام 1971، "نحن واثقون من أن روح الشعب البنغالي الصامدة ووحدته ستقودانه نحو مستقبل متناغم".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات