النمسا: "داعشي" وراء التخطيط لهجوم انتحاري في حفل سويفت

قالت السلطات في فيينا إن المشتبه فيه الرئيس بالتخطيط لهجوم على حفل لنجمة موسيقى البوب تايلور سويفت بقنبلة أو سكين، وهو نمسوي الجنسية، يبلغ من العمر 19 سنة، وكان أعلن ولاءه لتنظيم "داعش" المتشدد.

وقال مدير الأمن العام في النمسا فرانز روف خلال مؤتمر صحافي إن المشتبه فيه الرئيس، وتعود أصوله لمقدونيا الشمالية، أدلى باعتراف كامل أثناء احتجازه.

وأضاف روف أنه أعلن ولاءه على الإنترنت لزعيم تنظيم "داعش" واحتفظ بمواد كيماوية وأجهزة تقنية في منزله استعداداً لهجوم.

ونقلت قناة "أيه بي سي" الإخبارية الأميركية عن مصادر إنفاذ القانون والاستخبارات قولها إن السلطات النمسوية تلقت معلومات عن التهديد المحتمل لحفلات سويفت من الاستخبارات الأميركية.

وأضافت المصادر أن واحداً في الأقل من المشتبه فيهم كان أعلن ولاءه لتنظيم "داعش- ولاية خراسان"، فرع التنظيم في أفغانستان، عبر تطبيق "تيليغرام" للتراسل.

وكان المخطط الإرهابي المزعوم مستوحى من أيديولوجية التنظيم، لكنه لم يكن موجهاً بصورة مباشرة من جانب عناصره.

وكانت وكالة الاستخبارات النمسوية أعلنت اليوم الخميس أن الشاب البالغ من العمر 19 سنة الذي أوقف أمس الأربعاء في البلاد كان يحضر لهجوم انتحاري خلال إحدى حفلات المغنية الأميركية تايلور سويفت في فيينا "لقتل عدد كبير من الأشخاص".

وقال مدير وكالة الاستخبارات عمر حيجاوي-بيرشنر خلال مؤتمر صحافي، "لقد أدلى باعترافات كاملة وقال إنه كان ينوي تنفيذ هجوم باستخدام المتفجرات والسلاح الأبيض"، مضيفاً أن "هدفه كان الانتحار وقتل عدد كبير من الأشخاص، إما اليوم أو غداً، خلال الحفلة".

وألغيت ثلاث حفلات للنجمة الأميركية كانت مقرّرة في فيينا هذا الأسبوع، وفق ما أعلن المنظمون أمس بعيد إعلان الشرطة كشف مخطط لهجوم إرهابي.

وقال المستشار النمسوي كارل نيهامر "لقد منعت مأساة"، وكتب على منصة "إكس" "بفضل التعاون المكثف من جانب شرطتنا، ومديرية أمن الدولة والاستخبارات التي تشكلت حديثاً، مع الأجهزة الأجنبية كشف عن التهديد في وقت مبكر ومنعت مأساة".

مساعدة استخبارات دولية

وقال وزير الداخلية النمسوي جيرهارد كارنر اليوم، إن استخبارات دولية ساعدت بصورة كبيرة بالتحقيق في شأن خطط لمهاجمة حفلات سويفت في فيينا، نظراً إلى أن القانون النمسوي لا يسمح بالرقابة على تطبيقات المراسلة. وأضاف كارنر في مؤتمر صحافي، "التحقيقات، وقد أشرت بالفعل إلى هذا في هذه القضية، بدأت أيضاً بصورة خاصة بناءً على اتصالات ومعلومات دولية".

وقالت شركة "باراكودا ميوزيك" في منشور على "إنستغرام" إنه "بعد تأكيد السلطات وجود مخطط لهجوم إرهابي في إستاد إرنست هابيل، لا خيار لدينا سوى إلغاء الحفلات الثلاث حرصاً على سلامة الجميع".

وأضاف البيان أن كل الذين اشتروا تذاكر للحفلات سيستردون ثمنها. وكان يتوقّع أن يحضر نحو 65 ألف شخص كل حفلة من الحفلات الثلاث التي كانت مقرّرة الخميس والجمعة والسبت.

مؤيد لـ"داعش"

وأتى البيان بعيد إعلان السلطات إيقاف الشاب مشيرة إلى أنه مؤيد لتنظيم "داعش".

وأفاد رئيس جهاز الأمن النمسوي فرانز روف في مؤتمر صحافي بأن الرجل الذي "بايع تنظيم داعش في الأسابيع الأخيرة" أوقف صباح أمس بمنطقة النمسا السفلى، التي تبعد نحو ساعة عن العاصمة.

وقال روف إن السلطات تأكدت من وجود "أعمال تحضيرية ومن أن المنفذ البالغ 19 سنة ركز خصوصاً على حفلات تايلور سويفت في فيينا"، وأشار إلى مصادرة مواد كيماوية من منزل المشتبه فيه.

كما أوقف شخص آخر يعتقد أنه على اتصال مع المشتبه فيه في فيينا، وتفيد النتائج الأولية للتحقيق بأن المشتبه فيهما تطرفا عبر الإنترنت.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، أطلق مؤيد لتنظيم "داعش" النار وسط فيينا، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 23 بجروح، قبل أن ترديه الشرطة، وكان ذلك أول هجوم تكفيري دموي تشهده البلاد.

لا تهديدات أخرى

وقال رئيس مديرية حماية الدولة والاستخبارات في النمسا اليوم إنه لا توجد معلومات حالية تشير إلى وجود تهديد محدد لفعاليات وشيكة في النمسا، لكن إجراءات الأمن لا تزال مشددة.

ومن المقرر أن تحيي فرقة الروك البريطانية "كولدبلاي" سبع حفلات في فيينا ابتداءً من الـ21 من أغسطس (آب)، في إطار جولة عالمية تحمل اسم "سفيرز".

وبعد فيينا، من المقرر أن تغني سويفت في لندن، إذ ستحيي ست حفلات بدءاً من الـ15 من أغسطس.

وفي هذا السياق، قالت الشرطة البريطانية إنه لا يوجد ما يشير إلى أن مخطط الهجوم على حفل سويفت في فيينا سيكون له تأثير في حفلاتها في ملعب ويمبلي في لندن الأسبوع المقبل.

وقال متحدث باسم شرطة العاصمة لندن، "لا يوجد ما يشير إلى أن الأمور التي تحقق فيها السلطات النمسوية سيكون لها تأثير في الأحداث المقبلة هنا في لندن".