ملخص
في مفاجأة مدوية قرر مانشستر سيتي الموافقة على انتقال مهاجمه الأرجنتيني الشامل جوليان ألفاريز إلى أتلتيكو مدريد الإسباني، ليبدأ بطل العالم مرحلة جديدة في مسيرته المدججة بالبطولات.
كان الرجل الذي حصل على كل شيء ممكن في كرة القدم لديه بالفعل كل شيء باستثناء مكان أساس في المباريات الكبرى مع فريقه، إذ تتضمن مجموعة ميداليات جوليان ألفاريز كأس العالم وكوبا أميركا ودوري أبطال أوروبا وكوبا ليبرتادوريس وكأس العالم للأندية وكأس السوبر الأوروبي والدوري الإنجليزي الممتاز والدوري الأرجنتيني الممتاز، وبعضها أكثر من مرة.
أمضى ألفاريز موسمين في مانشستر سيتي وفاز بألقاب أكثر مما حصل عليه النادي خلال أول 85 عاماً من تاريخه.
لذا ربما تشمل الرسوم البالغة 82 مليون جنيه استرليني (103.99 مليون دولار) التي سيتلقاها سيتي من أتلتيكو مدريد الإسباني جزءاً لضمان الألقاب التي يبدو أنها سترافقه إلى إسبانيا.
ومن المؤكد أن هذه الصفقة تمثل برهاناً على قوة سيتي في الأعمال التجارية والتفاوض إذ تم التوقيع مع ألفاريز مقابل 14 مليون جنيه استرليني (17.75 مليون دولار) من ريفر بليت الأرجنتيني، وهو السعر الذي بدا أفضل عندما دفع تشيلسي بعد عام واحد فقط 107 ملايين جنيه استرليني (135.69 مليون دولار) مقابل ضم إنزو فيرنانديز، وهو لاعب آخر من فريق ريفر بليت لكنه انتقل إلى ملعب "ستامفورد بريدج" عبر بنفيكا البرتغالي.
ويمكنهم ملاحظة أن بديل إيرلينغ هالاند سيرحل عن السيتي بمقابل مالي يزيد بنحو 30 مليون جنيه استرليني (38.04 مليون دولار) على كلفة ضم الهداف النرويجي، وفي وقت يبدو فيه عدد من الأندية في أوروبا تعاني ضائقة مالية، فإنهم يضغطون لجعل الصفقة ضمن أكبر 20 صفقة انتقال في تاريخ أتلتيكو.
ومن اللافت للنظر أن هذا المبلغ الضخم سيتلقاه مانشستر سيتي لبيع أفضل مهاجم ثان في كرة القدم حالياً، ذلك الذي يخرج غالباً من حسابات المدرب الإسباني بيب غوارديولا في غالب فترات الموسم، وبعيداً من مباريات الدوري فإن ألفاريز لم يبدأ نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي ولا أي من مباراتي ربع نهائي دوري أبطال أوروبا ضد ريال مدريد أو زيارة فريقه إلى أرسنال، أو المباراة القوية ضد توتنهام، إذ كان اللقب قد حسم تقريباً أو المباراة ضد وست هام عندما حسمها بالفعل.
ولا يزال على رغم ذلك يحوي موسمه 54 مباراة و19 هدفاً و13 تمريرة حاسمة، وكان ألفاريز لا يقدر بثمن في الشهرين اللذين أصيب فيهما هالاند، ومفيداً خلال الأشهر الخمسة التي قضاها كيفين دي بروين على مقاعد البدلاء.
قد يصبح استبداله أمراً صعباً وبخاصة أنه يتألق ليس فقط في ما يخص الحفاظ على مستواه وهو لاعب بديل بل حتى حينما يتغير مركزه من رقم "تسعة" إلى رقم "10" أو حتى إلى رقم "ثمانية"، إذ أظهر ألفاريز براعة واستعداداً لتحويل مهامه إلى أي شيء وكل شيء، ففي غياب دي بروين ظهر -ربما بصورة مفاجئة- كمتخصص في الكرات الثابتة في سيتي.
وكان أكثر لاعبي كرة القدم ثباتاً في المستوى خلال العامين اللذين أعقبا ظهوره الأول مع السيتي إذ شارك ألفاريز في 130 مباراة، 103 منها مع ناديه و27 مع الأرجنتين، وكان يتمتع بأخلاقيات العمل التي من شأنها أن تجعله محبوباً لمدرب أتلتيكو مدريد دييغو سيميوني.
والواقع أن قوة هجوم الأرجنتين الفائزة بكأس العالم كانت تعتمد على كثافة عمل ألفاريز للسماح لليونيل ميسي بالوقوف ساكناً، ومع ذلك فإن رحيله يأتي بسؤال ربما لا يزال بلا إجابة، ما مدى جودة ألفاريز؟
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لقد كان بالتأكيد رجل كل المراكز والمهام في السيتي لكن في أتلتيكو سيكون عليه أن يتقن إحداها فحسب، ففي ملعب "ميتروبوليتانو" ومن قبله "فيسينتي كالديرون" هناك تصور بأن هذا النادي هو موطن المهاجم الهداف رقم "تسعة"، وقد أحب سيميوني نموذج الهداف الحقيقي وبخاصة إذا كان يتمتع بالقوة واللياقة البدنية.
لقد سجل دييغو كوستا ولويس سواريز وألفارو موراتا وماريو ماندزوكيتش أهدافاً كثيرة لفريق أتلتيكو بقيادة سيميوني، حتى وإن كانت مهمة الرجل الذي يقود الخط الأمامي غالباً ما تتمثل في توفير الدعم لأنطوان غريزمان الأكثر غزارة في التسجيل.
وما زال من غير الواضح ما إذا كان ألفاريز يمثل نوعاً من التخطيط لخلافة سيميوني، ولكن سيميوني لم يكن يخشى في كثير من الأحيان الإفراط في الاعتماد على المهاجمين، والآن يتعاقد مع اثنين في كل مرة، مع وصول ألكسندر سورلوث أيضاً.
إذا كان أتلتيكو قادراً على الشعور بأنه نقيض لمانشستر سيتي فقد يحصل ألفاريز على مزيد من المباريات في البداية، ولكن لفريق قادر على خلق فرص أقل.
ومن المفترض أن يبدأ المباريات الكبرى ولكن من غير المرجح أن تتضمن نهائيات دوري أبطال أوروبا.
لقد حافظ على مانشستر سيتي في المنافسة الموسم الماضي عندما كان الآخرون خارج المنافسة، ومع ذلك فإن حظوظ أتلتيكو قد تصمد أو تنهار معه.
وفي الصيف الذي تعاقد فيه ريال مدريد مع كيليان مبابي حصل أتلتيكو على ألفاريز، وإذا كان راتبه سيكون أقل إلى حد ما فإن قيمة انتقاله هي الأكبر خلال عام 2024، وهذا يفرض ضغطاً على الرجل الذي كان احتياطاً مميزاً. والآن أصبح على الفائز بكأس العالم أن يثبت نفسه كواحد من أفضل المهاجمين في العالم، وما زالت هيئة المحلفين في انتظار القرار.
لقد كان له وضع مختلف في سيتي وفقاً للمتطلبات المختلفة للفريق لكنه لم يكن دائماً يتمتع بالفخامة، ونظراً إلى تفضيل فيل فودين للعمل في الوسط فربما لم يكن لألفاريز عدد من الفرص كرقم "10" هذا الموسم لو بقي.
ولكن حتى لو جاء عدد من أهداف ألفاريز الـ19 ضد خصوم أضعف وساعده خط الإمداد الذي يمتلكه سيتي، فإن العثور على بديل مهاجم يتمتع بلياقة بدنية دائمة ومثمر بدرجة كافية كان إنجازاً كبيراً مقابل 14 مليون جنيه استرليني (17.75 مليون دولار)، وقد يكون الأمر أسهل تماماً إذا كان لدى سيتي الآن 82 مليون جنيه استرليني (103.99 مليون دولار) لإنفاقها على خليفة ألفاريز.
© The Independent