Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يؤثر تعيين السنوار على مسار المفاوضات لإيقاف الحرب؟

يلقب بأنه رجل الحركة العنيد وبخاصة في هذه الحرب لكن مهمته هذه المرة هي إيقافها

التعليمات التي بحوزة فريق "حماس" المفاوض هي ذاتها التي كانت قبل عملية اغتيال هنية (أ ف ب)

ملخص

يعتبر السنوار الرئيس الفعلي للحركة حتى قبل تولي منصبه، وصاحب اليد العليا في اتخاذ قراراتها المتعلقة بالحرب والمفاوضات، وتحاط تحركاته بسرية شديدة، إذ لم يشاهد علناً طوال خمسة أعوام في أقل تقدير.

تتفاوت التصريحات المتعلقة بمصير المفاوضات، فبينما تقول الولايات المتحدة إنها تقترب من هدنة في غزة، تؤكد إسرائيل أنها لم تتسلم أي رد من خصمها في القطاع، وسط أحاديث تفيد باستعداد حركة "حماس" للمضي قدماً في التفاوض لإنهاء الحرب.

وبين هذه المواقف تبرز تساؤلات حول مدى تأثير تعيين يحيى السنوار رئيساً لـ "حماس" على مسار المفاوضات، وهل يستطيع قائد الفصيل التوصل إلى اتفاق يوقف الحرب؟

في الواقع إن تعيين السنوار زعيماً لـ "حماس" له تأثير مباشر في مجريات استمرار الحرب أو توقفها، لكن هذا الأثر لا يزال غامضاً وما إذا كانت ارتداداته إيجابية أو سلبية، لكن نتائج تعليمات زعيم "حماس" الجديد ستظهر فور إرسال الحركة فريق التفاوض إلى جولة المحادثات.

استئناف

وقبل أشهر طرح الرئيس الأميركي جو بايدن خريطة طريق لإنهاء الحرب على غزة وسلم مقترحه لـ "حماس" وإسرائيل، وأجرى طرفا النزاع تعديلات مختلفة على المسودة، وقبل التوصل إلى اتفاق نفذت إسرائيل سلسلة اغتيالات بحق قيادات بارزة من حركة "حماس" تسببت في توقف المفاوضات موقتاً.

وضمن الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها الولايات المتحدة، يستعد الوسطاء لاستئناف عملية التفاوض، وهذا ما يؤكده وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قائلاً "نحن داخلون في جهود دبلوماسية مكثفة مع حلفائنا حتى تصل المفاوضات في شأن هدنة غزة إلى خط النهاية".

دور المشرف

وبحسب لوائح "حماس" فإن رئيس المكتب السياسي له صلاحيات اتخاذ قرار الحرب والسلم، وأيضاً هو الذي يشرف بصورة مباشرة على التفاوض مع "أعداء الحركة"، وهذا بالفعل ما يقوم به الفصيل السياسي منذ بدء الحرب.

لكن خلال فترة رئاسة إسماعيل هنية للحركة شكّل فريقاً للتفاوض مع إسرائيل، ووضع هو الخطوط العريضة لعملية التفاوض، وكان دوره إشرافياً في ما يتعلق بنتائج المفاوضات التي تدور في الغرف السرية.

ووفقاً لعضو المكتب السياسي لحركة "حماس" أسامة حمدان فإن التفاوض حول صفقة تبادل رهائن ووقف الحرب سيستمران بعد اختيار السنوار زعيماً للحركة، ويقول "بحسب التعليمات فإنه لن يطرأ أي تغيير على مسار التفاوض ولا يزال الوضع قائماً على القاعدة نفسها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فريق التفاوض نفسه

ومنذ بدء عملية التفاوض بين "حماس" وإسرائيل، تتبع الأولى قاعدة تفاوضية ثابتة تتمثل في وقف دائم للحرب وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وتحديد مستقبل غزة وشكل اليوم التالي للقتال من طريق عملية ديمقراطية وانتخابات نزيهة.

ويضيف حمدان أن "فريق التفاوض ذاته الذي كان في عهد هنية سيواصل العمل مع السنوار، ولن نقوم بأي تغيير في شخصيات التفاوض، كما أن التعليمات التي بحوزتهم هي ذاتها التي كانت قبل عملية اغتيال زعيم الحركة"، ويستبعد أن يكون السنوار معطلاً لأية صيغة تفاهم مقبلة.

ولا يتوقع حمدان أي تغيير جوهري في مفاوضات صفقة وقف الحرب من طرف "حماس"، ويؤكد أن السنوار كان حاضراً في كل تفاصيل عمليات التفاوض السابقة، وهو يؤيد التوصل إلى اتفاق، لكن القيادي الحمساوي متخوف من تلاعب إسرائيل وتغيير مطالبها وتعنت رئيس وزراء تل أبيب بنيامين نتنياهو.

يرغب في اتفاق

وما يفهم من كلام حمدان أن السنوار يرغب في التوصل إلى اتفاق يوقف الحرب، ويقول أستاذ العلوم السياسية رائد نعيرات إن "السنوار يلقب بأنه رجل 'حماس' العنيد وبخاصة في هذه الحرب، لكن مهمته هذه المرة هي إيقافها"، مضيفاً "المفاوضات ستستمر وهذه رغبة دولية لا يستطيع السنوار تغييرها، ووجوده لن يعرقل التوقيع على صفقة أو يسهلها".

ويوضح نعيرات أن السنوار الرئيس الفعلي للحركة حتى قبل تولي منصبه، وصاحب اليد العليا في اتخاذ قراراتها المتعلقة بالحرب والمفاوضات، وتحاط تحركاته بسرية شديدة، إذ لم يشاهد علناً طوال خمسة أعوام في أقل تقدير، ولذا إن أراد نتنياهو أن يتفاوض بعد ذلك فعليه أن يتفاوض مع رجل يقيم تحت الأرض، أو مع إيران.

إسرائيل تنتظر فريق "حماس"

ويقول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "نعتقد أننا أقرب من أي وقت مضى إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل و'حماس' وتبادل الأسرى، والفجوات تقلصت في المفاوضات بين الطرفين، وتعتقد الولايات المتحدة أن الاتفاق يمكن التوصل إليه".

ويضيف، "يتعين على الرئيس الجديد لحركة 'حماس' يحيى السنوار أن يقرر في شأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة مع إسرائيل، فهو كان ولا يزال صانع القرار الرئيس في ما يتعلق بإبرام اتفاق وقف لإطلاق النار".

أما في إسرائيل فيقول نتنياهو إن الحكومة الإسرائيلية لم تتلق أي رد من 'حماس' حول صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، على رغم أن تل أبيب قدمت مقترحاً واضحاً، وأرسلت وفدها المفاوض إلى القاهرة، فيما لم يصل أي وفد من الحركة.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير