Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الاختراق الأوكراني للحدود الروسية يؤجج معارك جبهة الشرق

10 قتلى بضربة لموسكو على "سوبر ماركت" في كوستيانتينيفكا وكييف تطلب إجلاء 20 ألف شخص من سومي

ملخص

أعلن الجيش الأوكراني اليوم الجمعة أنه ضرب "بنجاح" قاعدة جوية عسكرية روسية في منطقة ليبتسك على بعد نحو 300 كيلومتر من الحدود مع أوكرانيا.

ارتفعت حصيلة الضربة الروسية على سوبرماركت في بلدة كوستيانتينيفكا في شرق أوكرانيا إلى 10 قتلى وإصابة آخرين. فيما قال الحاكم الأوكراني لمنطقة دونيتسك، فاديم فيلاشكين على "تيليغرام"، إن عمليات الإنقاذ "تتواصل".

وأعلن الجيش الأوكراني اليوم الجمعة أنه ضرب "بنجاح" قاعدة جوية عسكرية روسية في منطقة ليبتسك على بعد نحو 300 كيلومتر من الحدود مع أوكرانيا، في منطقة تعرضت لهجمات بمسيرات.

وقالت هيئة الأركان الأوكرانية في بيان على "تيليغرام"، "الليلة الماضية هاجمت قوات الدفاع الأوكرانية قاعدة ليبتسك" مضيفة أنها ضربت "مستودعات بقنابل جوية موجهة وعدداً من المنشآت الأخرى واندلع حريق كبير وسمع دوي انفجارات عدة".

واقتحمت قوات موالية لكييف منطقة كورسك بجنوب غربي روسيا صباح الثلاثاء ونشرت أكثر من 1000 جندي وأكثر من 20 دبابة ومدرعة، بحسب الجيش الروسي، في ما تبدو أكبر عملية توغل أوكرانية داخل روسيا منذ بدء الحرب بين البلدين مطلع عام 2022.

ووفق تقديرات محللين، تقدمت القوات إلى عمق 10 كلم داخل الأراضي الروسية. ومع مواصلة المسؤولين الأوكرانيين التزام الصمت حيال هذه العملية، قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي في تصريحه اليومي "روسيا جلبت الحرب إلى أراضينا ويجب عليها أن تشعر بما قامت به".

شاحنات روسية محترقة

بدوره، قال إيغور كوربونكوف المسؤول في منطقة كورسك الروسية في منشور على "تيليغرام" اليوم إن القتال مستمر على بعد "عشرات الكيلومترات" من بلدة كورتشاتوف في جنوب روسيا حيث توجد محطة كورسك النووية.

وأظهر مقطع مصور منشور على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم وتحققت منه "رويترز" قافلة من الشاحنات العسكرية الروسية المحترقة على طريق بمنطقة كورسك جنوب روسيا حيث نفذت القوات الأوكرانية توغلاً كبيراً هذا الأسبوع. وبدا أن بعض الشاحنات تحوي جثثاً.

وتمكنت "رويترز" من التحقق من الموقع الذي اتضح أنه في قرية أوكتيابرسكوي، استناداً إلى المباني والأشجار وتخطيطات الطرق، لكن دون التمكن من تحديد توقيت تصوير المقطع المصور.

واخترقت قوات أوكرانية الحدود الثلاثاء الماضي في هجوم مضاد مفاجئ، بعد أشهر من التقدم الروسي التدرجي في شرق أوكرانيا، في إطار الحرب المستمرة منذ عامين ونصف العام تقريباً منذ بدأت روسيا غزو جارتها.

وقال فاليري غيراسيموف رئيس هيئة الأركان العامة للجيش للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أول من أمس الأربعاء، إن قوات من الجيش وجهاز الأمن الاتحادي أوقفت التقدم الأوكراني وستعيد قوات كييف إلى الحدود.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن بيانات رسمية وروايات لمدونين عسكريين ومقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى أن روسيا لا تزال تكابد من أجل تحقيق هذا الهدف منذ ما يقارب 48 ساعة.

وقالت وزارة الدفاع في بيان إن قواتها "تواصل صد محاولة غزو القوات المسلحة الأوكرانية لأراضي روسيا الاتحادية".

 من جانبها، أعلنت وزارة الطوارئ الروسية حالة الطوارئ الاتحادية في منطقة كورسك اليوم بعد توغل أوكراني كبير هذا الأسبوع.

حريق

ونقلت الوكالتان عن الوزارة الإقليمية لحالات الطوارئ أن "حريقاً اندلع في مطار عسكري في منطقة ليبيتسك"، من دون تحديد ما إذا كان الحريق اندلع بسبب هجوم أوكراني أم لا.

كما أُبلِغ عن هجوم أوكراني آخر بطائرات من دون طيار في منطقة بيلغورود، قرب الحدود الأوكرانية. ووفقاً للحاكم الإقليمي فياتشيسلاف غلادكوف، أسقط الدفاع الجوي الروسي 29 طائرة من دون طيار، وتسبب الهجوم في أضرار مادية لكن لم تُسجل إصابات.

وفي سيفاستوبول، في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، أبلغ الحاكم ميخائيل رازفوجاييف عن هجمات بمسيرات جوية وبحرية.

إجلاء من مناطق حدودية

وطلبت الشرطة الأوكرانية اليوم إجلاء "نحو 20 ألف" شخص من منطقة سومي الواقعة في شمال أوكرانيا على الحدود مع كورسك الروسية التي توغلت فيها قوات كييف قبل أربعة أيام.

وذكرت الشرطة على "تيليغرام"، أن عمليات الإجلاء هذه ضرورية لتجنيب المدنيين "نيران العدو"، مؤكدة مشاركة أجهزة الطوارئ فيها.

"جلبت الحرب"

وسط هذه الأجواء، اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي أمس الخميس أن روسيا "جلبت الحرب" إلى بلاده وعليها أن تشعر بتداعيات ما قامت به، وذلك في وقت يحاول الجيش الروسي لليوم الثالث على التوالي التصدي لتوغل أوكراني حدودي.

ولم يتطرق الرئيس الأوكراني بشكل مباشر إلى التوغل في كورسك الروسية، مكتفياً بالإشارة إلى أنه تلقى تقارير من قائد الجيش، ووصف العمليات العسكرية بـ"الفعالة" و"ما تحتاج إليه البلاد بالتحديد حالياً".

 

 

وأضاف "يعرف الأوكرانيون كيف يحققون أهدافهم. ونحن لم نختر تحقيق أهدافنا في الحرب" التي بدأتها روسيا في فبراير (شباط) 2022.

استدعاء قوات احتياط

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن قواتها "تواصل تدمير" الوحدات الأوكرانية وتلجأ إلى الضربات الجوية والقصف الصاروخي والمدفعي للتصدي لها.

وذكرت بأنها استدعت قوات احتياط على وجه السرعة و"تحبط محاولات التوغل" بشكل أعمق في منطقة كورسك.

وأفاد "معهد دراسة الحرب" المستقل ومقره الولايات المتحدة بأن أوكرانيا حققت مكاسب ميدانية كبيرة في أول يومين من التوغل.

وقال "حققت القوات الأوكرانية تقدماً مؤكداً لمسافة تصل إلى 10 كيلومترات في كورسك أوبلاست في روسيا في ظل العمليات الهجومية الآلية المتواصلة على الأراضي الروسية".

وأضاف "يشير الحجم الحالي المؤكد وموقع التقدم الأوكراني في كورسك أوبلاست إلى أن القوات الأوكرانية اخترقت خطي دفاع روسيين في الأقل ومعقلاً".

لم تعلن كييف رسمياً مسؤوليتها عن العملية لكن زيلينسكي حمل موسكو مسؤولية التوغل.

 

وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك على وسائل التواصل الاجتماعي الخميس إن "السبب الأساسي لأي تصعيد وقصف وتحركات عسكرية وعمليات إجلاء قسرية وتدمير أشكال الحياة الطبيعية - بما في ذلك ضمن أراضي روسيا الاتحادية مثل منطقتي كورسك وبيلغورود، ليس إلا عدوان روسيا الواضح".

"استفزاز واسع النطاق"

من جهته، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العملية بأنها "استفزاز واسع النطاق" من قبل كييف فيما تعهدت موسكو بسحق التوغل.

وأعربت الولايات المتحدة عن دعمها حليفتها كييف، من دون أن تعلق بصورة مباشرة على العملية الجارية حالياً.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحافيين الخميس "نحن ندعم بقوة جهود أوكرانيا للدفاع في مواجهة العدوان الروسي".

الهجوم فاجأ الجيش الروسي

لم ترد تفاصيل كثيرة عن تطورات الوضع الميداني من جانب المسؤولين الروس. وبدا أن الهجوم المباغت فاجأ الجيش الروسي، مما أثار انتقادات لكبار قادته من قبل المدونين العسكريين النافذين في البلاد.

تركز التقدم الأوكراني على سودجا، وهي بلدة تعد نحو 5 آلاف نسمة وتعد مركزاً لوجيستياً تقع على بعد ثمانية كيلومترات من الحدود الأوكرانية. وذكر مدونون عسكريون روس على ارتباط بالجيش الخميس بأن كييف حققت تقدماً كبيراً.

وقال المدون يوري بودولياكا في منشور على "تيليغرام" إن "الوضع معقد ويواصل تدهوره... تمت خسارة سودجا بالكامل". وذكرت قناة "دفا مايورا" على "تيليغرام" بأن روسيا "ترسخ مواقعها مما يدل على أن القتال سيكون طويل الأمد على الأرجح".

وأفادت تقارير لم يتم التمكن من التحقق من صحتها بأن القوات الأوكرانية تقدمت باتجاه بلدة كورينيفو الواقعة على بعد أكثر من 25 كيلومتراً عن الحدود الأوكرانية.

وذكرت مجموعة الطاقة الروسية العملاقة "غازبروم" الخميس بأنها ستواصل شحن الغاز عبر محطة القياس في سودجا، آخر نقطة عبور للغاز الروسي المتجه إلى أوروبا عبر أوكرانيا.

وأعلنت موسكو أيضاً بأن قواتها دمرت عربة قتالية أميركية الصنع من طراز "برادلي" كانت أوكرانيا تستخدمها في التوغل.

وحملت وزارة الدفاع في البداية "مجموعة تخريبية" موالية لأوكرانيا مسؤولية العملية، لكنها تفيد مذاك بأن الجيش الأوكراني هو من ينفذها.

ونفذت ميليشيات مؤيدة لكييف، بما فيها تلك المكونة من مواطنين روس يقاتلون ضد موسكو، عدة هجمات سابقة عبر الحدود.

أهداف التوغل

لكن التوغل الأخير في منطقة كورسك يبدو المحاولة الأنجح والأكثر تنظيماً من قبل أوكرانيا لاختراق الأراضي الروسية.

ما زالت أهداف كييف غير واضحة، إذ يشير بعض المحللين إلى أنها محاولة لإنهاك الجيش الروسي وإجباره على نقل وحدات من منطقة دونيتسك الشرقية حيث يتقدم.

وأفاد البيت الأبيض الأربعاء بأنه يتواصل مع أوكرانيا لمعرفة مزيد عن "أهداف" التوغل. وأعلن حاكم منطقة كورسك عن "وضع طارئ" في المنطقة مساء الأربعاء، في خطوة تتيح للسلطات فرض قيود على الحركة في مسعى إلى السيطرة على الوضع. وتم إجلاء آلاف السكان على جانبي الحدود.

المكسيك ترفض طلباً من أوكرانيا باعتقال بوتين

من جانب آخر، رفض الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور الخميس طلباً من حكومة أوكرانيا باعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إذا تحدى مذكرة اعتقال دولية وشارك في حفل تنصيب الرئيسة المكسيكية المنتخبة في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وقال الرئيس المكسيكي في مؤتمر صحافي اعتيادي "لا يمكننا فعل ذلك... الأمر لا يرجع إلينا".

وطلبت أوكرانيا من المكسيك اعتقال بوتين إذا حضر مراسم تنصيب الرئيسة المنتخبة كلوديا شينباوم في الأول من أكتوبر المقبل. وأشار الطلب في بيان صادر عن السفارة الأوكرانية في المكسيك بتاريخ السابع من أغسطس (آب) الجاري إلى مذكرة اعتقال صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية التابعة للأمم المتحدة.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات