ملخص
زاد واحد من كل أربعة إسرائيليين من استهلاكه للمنتجات المسببة للإدمان، بينما خلال عام 2022 أي قبل الهجوم كان واحد فقط من كل سبعة إسرائيليين يعاني اضطرابات مرتبطة بتعاطي المخدرات.
ارتفع استهلاك المخدرات وازداد السلوك الإدماني في إسرائيل بصورة حادة بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة "حماس" خلال السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بحسب العاملين في مجال الصحة.
وقال الطبيب النفسي شاؤول ليف ران مؤسس المركز الإسرائيلي للإدمان والصحة النفسية في نتانيا بوسط إسرائيل لوكالة الصحافة الفرنسية "في رد فعل طبيعي على الضغط النفسي وبحثاً عن الراحة، نشهد ارتفاعاً كبيراً في تناول مختلف المواد المهدئة المسببة للإدمان، سواء كانت أدوية عبر وصفة طبية أو مخدرات غير مشروعة أو كحول وأحياناً في السلوك الإدماني مثل لعب الميسر".
ولتأكيد هذا الاستنتاج أجرى فريقه دراسة شملت نحو ألف شخص يمثلون مختلف شرائح سكان إسرائيل، كشفت عن "وجود صلة بين التعرض غير المباشر لأحداث السابع من أكتوبر وارتفاع استهلاك المواد المسببة للإدمان"، بنسبة 25 في المئة تقريباً.
هرباً من الواقع
وزاد واحد من كل أربعة إسرائيليين من استهلاكه للمنتجات المسببة للإدمان، بينما خلال عام 2022 أي قبل الهجوم كان واحد فقط من كل سبعة إسرائيليين يعاني اضطرابات مرتبطة بتعاطي المخدرات.
واندلعت الحرب في قطاع غزة خلال السابع من أكتوبر إثر شن "حماس" هجوماً غير مسبوق داخل إسرائيل أسفر عن مقتل 1198 شخصاً معظمهم مدنيون، حسب حصيلة لوكالة الصحافة الفرنسية تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
واحتجز المهاجمون 251 رهينة ما زال 111 منهم في غزة وتوفي 39 منهم، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وردت إسرائيل بشن حرب ضد "حماس" في قطاع غزة خلفت نحو 40 ألف قتيل، وفق وزارة الصحة التابعة لـ"حماس".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
عقب هذا الهجوم والحرب الذي تلته زاد نصف الناجين منهما من تعاطيهم للعقاقير المسببة للإدمان، وبلغت النسبة لدى النازحين 33 في المئة، بحسب الدراسة التي أجريت خلال نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول).
وفي إسرائيل ارتفع تناول الحبوب المنومة والمسكنات بنسبة 180 في المئة و70 في المئة على التوالي.
وقال الطبيب إن مرضاه طلبوا منه "شيئاً" وبرروا ذلك بالقول "ابني يقاتل في غزة ويجب أن أنام، وإلا فلن أتمكن من الذهاب إلى العمل".
قام يوني (اسم مستعار) الذي استدعاه الجيش بتأجيل خدمته العسكرية لأنه كان على وشك البدء بالعلاج من أجل التخلص من إدمانه للمخدرات الذي تزايد خلال الأشهر الأخيرة.
وقال الشاب البالغ 19 سنة "بدأت بتعاطي المخدرات خلال جائحة "كوفيد 19" ومع الحرب ازداد الأمر سوءاً. إنها وسيلة للهرب من الواقع".
حرب غير مجدية
وخلال هجوم السابع من أكتوبر فقد يوني صديقه نيك بيزر (19 سنة) الذي ووري بالمقبرة العسكرية في بئر السبع جنوب إسرائيل، على بعد نحو 100 متر من الحديقة التي التقى فيها فريق وكالة الصحافة الفرنسية وقد بدا ضائعاً.
وللتغلب على "الملل" و"الخوف" ارتاد مع أصدقائه حفلات موسيقى الـ"تكنو" على غرار "نوفا"، المهرجان الموسيقي الذي حضره آلاف الشباب على أطراف قطاع غزة، إذ قتل 364 شخصاً على يد المهاجمين الفلسطينيين خلال السابع من أكتوبر.
وفي الأشهر الأولى تناول يوني مجموعة مخدرات للترفيه عن النفس مثل حبوب الـ"إكستاسي" وعقار "أم دي أم أي" وعقار "إل أس دي"، التي كان الحصول عليها سهلاً ثم أصبح يتعاطاها "وحده في المنزل".
وأقر يوني "أعرف أنني مدمن، والآن أعلم أن علي الذهاب إلى مركز إعادة التأهيل للاعتناء بنفسي". وينوي أداء الخدمة العسكرية بعد تلقيه العلاج "لكي أثبت لنفسي ولعائلتي أنني قادر على الإسهام في المجتمع".
وأشار ماتان وهو جندي في القوات المنتشرة داخل غزة، التقاه فريق الوكالة في إحدى حانات القدس إلى أن "المخدرات تسمح لي بالنسيان"، مضيفاً "أعلم أنها غير مجدية (الحرب)، ولكن علينا أن نشارك فيها".
وخلص الطبيب ليف ران إلى أنه بالاستناد إلى الدراسة "من الواضح بالفعل أننا على أعتاب وباء يظهر أن شرائح واسعة من السكان ستجنح إلى الاعتماد على مواد" مسببة للإدمان.
وبالنسبة إلى السكان الفلسطينيين، أشارت السلطة الفلسطينية لوكالة الصحافة الفرنسية إلى عدم وجود بيانات تتعلق بالصحة النفسية والإدمان على المخدرات بسبب نقص الموارد.