Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فلسطين تطالب مجلس الأمن بوقف التصعيد الإسرائيلي في غزة

الدفاع المدني يحصي 93 قتيلا بـ"مجزرة التابعين" الأكثر حصداً للأرواح منذ اندلاع حرب القطاع

ملخص

قال مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور إن "إسرائيل لا تريد وقف إطلاق النار ولن تتفاوض بنية صافية"

دعا مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن أمس السبت إلى التحرك لوقف التصعيد الإسرائيلي، الذي وصفه بأنه "تهديد خطر للسلام والأمن الدوليين"، والمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.

وقال منصور، في رسالة إلى المجلس، إنه "يجب على مجلس الأمن والجمعية العامة وجميع الدول المحبة للسلام أن تتحرك الآن لوقف هذا التصعيد من الإرهاب والموت والدمار الذي تسببه إسرائيل للشعب الفلسطيني وللمنطقة كاملة، وهو تهديد خطر للسلام والأمن الدوليين". وأضاف "يجب على مجلس الأمن أن يتخذ إجراءً فورياً للمطالبة بوقف إطلاق النار لوقف المجزرة والمجاعة والنزوح وتدمير شعب بأسره، وإنقاذ ما تبقى من صدقية الأمم المتحدة والنظام القانوني الدولي بالكامل".

وقال المندوب الفلسطيني إن "إسرائيل لا تريد وقف إطلاق النار ولن تتفاوض بنية صافية"، مضيفاً أنه "كل يوم، بالكلمات والأفعال، يثبت السياسيون وقادة جيش الاحتلال الإسرائيلي أنهم يفضلون الاستمرار في قتل وتدمير أي بصيص من الحياة في غزة بدعم سياسي ومادي من أولئك الذين يواصلون تبرير مثل هذا السلوك الوحشي وغير القانوني".

وحذر منصور من أن "الوعود بوقف إطلاق النار هي كاذبة بوضوح، فهي تتناقض مع الأفعال الوحشية لإسرائيل كل يوم على الأرض، حيث تستمر في إرهاب السكان المدنيين الفلسطينيين في غزة وبقية فلسطين المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، ومن خلال تخريبها المتعمد أي تقدم تحققه الوساطات نحو وقف إطلاق النار".

جاءت تصريحات منصور بعد قصف إسرائيلي فجر السبت لمدرسة تؤوي نازحين فلسطينيين بشرق مدينة غزة، مما أسفر عن سقوط أكثر من 100 قتيل وعشرات المصابين بحسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

93 قتيلاً

وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة السبت مقتل 93 شخصاً في الأقل جراء ضربة إسرائيلية جديدة على مدرسة في مدينة غزة بعد يومين من استهداف مدرستين أخريين، وبرر الجيش الإسرائيلي القصف باستهداف مسلحين فيما توالت التنديدات الدولية.

تقع مدرسة التابعين في وسط مدينة غزة، وأفاد الدفاع المدني بأنها تعرضت لضربة إسرائيلية ليل الجمعة السبت.

 

والضربة هي من الأكثر حصداً للأرواح منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق لـ"حماس" في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال الجيش الإسرائيلي "أغارت طائرة بتوجيه استخباري على مخربين عملوا في مقر قيادة عسكري تم وضعه داخل مدرسة التابعين".

وأضاف في بيان منفصل مساء السبت "يمكننا أن نؤكد القضاء على 19 إرهابياً في الأقل من حماس والجهاد الإسلامي"، مرفقاً ذلك برسم بياني يضم أسماء هؤلاء الأشخاص وصوراً شخصية سابقة لهم.

"مجزرة مروعة"

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إن حصيلة قتلى قصف المدرسة الواقعة في حي الدرج بوسط مدينة غزة بلغت 93 شخصاً "بينهم 11 طفلاً وست نساء".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكد بصل أن العشرات أصيبوا بجروح بعضهم في العناية الفائقة وثمة أشلاء كثيرة وعدد كبير من المفقودين. وأضاف أن "ثلاثة صواريخ إسرائيلية أصابت المدرسة التي كانت تؤوي نازحين" في "مجزرة مروعة"، قائلاً إن "النيران اشتعلت بأجساد المواطنين".

ونددت حركة "حماس" بـ"تصعيد خطر" غداة موافقة إسرائيل على استئناف المباحثات حول هدنة في قطاع غزة، في الـ15 من أغسطس (آب) الجاري إثر نداء ملح من دول الوساطة.

عمل مسعفون على رفع الجثث المضرجة بالدماء في المبنى المدمر ونقلها إلى سيارات الإسعاف على ما أظهرت لقطات صورتها الصحافة الفرنسية.

وقال مسعف فضل عدم الكشف عن اسمه "كان الناس في المدرسة يؤدون صلاة الفجر، عند وصولنا فوجئنا بحجم المجزرة، شاهدنا جثثا بعضها فوق بعض وأشلاء بشرية".

وقال أبو وسيم من مكان الضربة "المرء لا يعرف ما يقول، حسبي الله ونعم الوكيل، أشلاء، أطفال مقطعون، نساء محروقة". وأضاف "داخل المسجد لم ينج أحد، المسجد فوقه طابق يضم نساء وأطفالاً نائمين، كلهم احترقوا".

بدوره، قال رجل آخر كان في المكان "هذه مدرسة إيواء، مدنيون أبرياء ليس لهم أي ذنب كانوا يصلون صلاة الفجر". وتابع "أين العالم ساكت؟ يرى هذه الجرائم ويبقى ساكتاً؟".

استنكار فلسطيني وإدانات دولية

واستنكر المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة "المجزرة"، معتبراً أنها "استمرار للمجازر اليومية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة وكذلك في الضفة الغربية، والتي تؤكد مساعي دولة الاحتلال لإبادة شعبنا عبر سياسة المجازر الجماعية وعمليات القتل اليومية، في ظل صمت دولي مريب".

ونددت دول عربية بقصف المدرسة، بينما أعربت الولايات المتحدة، أبرز داعم لإسرائيل، عن "قلق بالغ".

 

وفيما اتهم الأردن إسرائيل بالسعي إلى "عرقلة وإفشال" مباحثات الهدنة المزمع عقدها الأسبوع المقبل، اعتبر البيت الأبيض أن القصف "يؤكد الحاجة الملحة إلى وقف لإطلاق النار وصفقة (للإفراج عن) الرهائن، الأمر الذي نواصل العمل بلا كلل لإنجازه".

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي شون سافيت في بيان "نبدي قلقاً عميقاً حيال تقارير عن مقتل مدنيين في غزة"، موضحاً أن الولايات المتحدة "طلبت الحصول على مزيد من التفاصيل".

كما دانت كل من قطر والسعودية والإمارات بـ"أشد العبارات" القصف.

غارات أخرى

واستهدفت غارة إسرائيلية أخرى مخيم النصيرات للاجئين (وسط) السبت، مما أدى إلى مقتل عدد من الأشخاص، نقلت جثثهم إلى مستشفى في دير البلح.

خلفت الحرب، وفق وزارة الصحة التي تديرها "حماس"، نحو 40 ألف قتيل في القطاع الفلسطيني الصغير والمحاصر، حيث اضطر جميع السكان تقريباً البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة إلى النزوح مرات عدة.

المزيد من الشرق الأوسط