Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الهجوم الأوكراني المفاجئ يشعر بوتين بالإهانة

تكابد القوات الروسية من أجل التعامل مع الهجوم عبر الحدود وفي عمق منطقة كورسك وهو الهجوم الذي وصفه الخبراء العسكريون بأنه أهم توغل من نوعه منذ الحرب العالمية الثانية

الرئيس فلاديمير بوتين يترأس اجتماعاً مع مجلس الأمن في موسكو أول من أمس الجمعة (الصحافة الفرنسية/غيتي

ملخص

شنت أوكرانيا هجوماً مفاجئاً وناجحاً على الأراضي الروسية في منطقة كورسك، مما تسبب في إحراج كبير للرئيس بوتين واستدعائه لتعزيزات عسكرية.

شنت أوكرانيا واحدة من أنجح هجماتها على روسيا حتى الآن بتوغل مفاجئ عبر الحدود، مما جعل فلاديمير بوتين يشعر بالإهانة.

فقد توغل ما يقارب 1000 جندي مدعومين بنيران المدفعية والدبابات لأميال داخل الأراضي الروسية، مما أجبر السكان على الفرار والرئيس الروسي على استدعاء قوات الاحتياط لمساعدة قواته التي فوجئت بالهجوم.

لم تحافظ أوكرانيا على المكاسب التي حققتها خلال الأيام الأخيرة فحسب، بل تقدمت بصورة منهجية عبر القرى والبلدات في منطقة كورسك غرب روسيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 وقد وصف الخبراء العسكريون الهجوم بأنه الأهم على الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية، وهو الهجوم الذي أحرج بوتين إحراجاً بالغاً.

وتشعر أوكرانيا بالسرور لهذا النجاح، وهي حريصة على أن تظهر لحلفائها في الناتو أن دعمهم كان مجدياً بعد أن زودوها أخيراً بمزيد من الأسلحة والطائرات للمساعدة في المجهود الحربي الأوسع.

وقال مصدر دفاعي أوكراني لصحيفة "اندبندنت"، "أذقنا بوتين الإهانة، لقد أحرجنا روسيا مرة أخرى. وأظهرنا للشعب الروسي أن قيصرهم لا يستطيع حمايتهم.

"على مدار عام لم يكن هناك أي أخبار إيجابية من الجبهات. وهذا الهجوم ينعش المجهود الحربي بأكمله بطاقة جديدة".

وقد أظهرت لقطات جرى التحقق منها نشرت أول من أمس الجمعة قافلة محترقة مكونة من 15 شاحنة عسكرية روسية متناثرة على طول طريق سريع في منطقة كورسك، وبعضها يحوي جثث جنود قتلى.

ووصف ريبار وهو مدون عسكري روسي مؤثر ولديه أكثر من مليون متابع، كيف نجحت الوحدات الأوكرانية في نصب مكمن في القرية تلو الأخرى.

وقال القائم بأعمال حاكم منطقة كورسك أليكسي سميرنوف إن موسكو أعلنت حال الطوارئ الفيدرالية في الصباح، إذ أجلي آلاف الأشخاص بالفعل.

وكانت القوات الأوكرانية تتعرض لضغط من التقدم الروسي حول دونيتسك شرقاً، وفي مدينة خاركيف الثانية في الشمال الشرقي، إذ تتقدم قوات موسكو منذ مايو (أيار) الماضي.

وقبل هذا الهجوم الجريء الأخير، كانت أوكرانيا حققت نجاحاً في شن هجمات بعيدة المدى بطائرات مسيرة في العمق الروسي بهدف تدمير الطائرات والصواريخ والقنابل التي تضرب المدن الأوكرانية. وخلال أول من أمس سقط صاروخ أطلقته طائرة روسية على مركز تسوق أوكراني في منتصف النهار، مما أسفر عن مقتل 14 شخصاً في الأقل وإصابة 44 آخرين، بحسب السلطات. ويقع المركز التجاري في كوستيانتينيفكا بمنطقة دونيتسك الشرقية داخل منطقة سكنية في المدينة.

وفي ليلة الخميس الماضي هاجمت طائرات أوكرانية مسيرة منطقة ليبيتسك الروسية التي تبعد نحو 180 ميلاً من الحدود. وقد ضربت هذه الطائرات مطاراً عسكرياً يستخدم كقاعدة للطائرات المقاتلة والمروحيات الروسية ويعتقد أنه يحوي أكثر من 700 قنبلة انزلاقية قوية مخزنة.

وشنت القوات الخاصة الأوكرانية غارة برمائية على منطقة كينبورن سبيت التي تحتلها روسيا شمال غربي البحر الأسود أول من أمس، ودمرت ست عربات مدرعة روسية ونحو 30 فرداً، بحسب ما ذكرت وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية. وكانت القوات الروسية استولت على المنطقة التي تبرز في البحر الأسود ببداية غزوها الشامل خلال فبراير (شباط) 2022.

وينظر إلى موقع موسكو العسكري في سبيت على أنه أحد أسباب عدم قدرة أوكرانيا على إعادة فتح ميناءي ميكولايف وخيرسون وتصدير البضائع منهما عبر ممر الشحن البحري في البحر الأسود.

وبالعودة إلى ما حول كورسك اضطر بوتين إلى استدعاء تعزيزات بما في ذلك دبابات ومدفعية وأنظمة صواريخ إضافية، مع دخول الهجوم يومه الرابع حتى أول من أمس.

وقال مدير برنامج روسيا وأوراسيا في مركز تشاتام هاوس للأبحاث جيمس نيكسى إن المكاسب أثبتت للحلفاء مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أن أوكرانيا لا تزال "عازمة على الانتصار"، مضيفاً أن الأميركيين "يحبون دعم المنتصر".

وقال أحد أبرز الخبراء العالميين في مجال الأمن الروسي مارك غاليوتي إن عنصر المفاجأة في الهجوم كان حيوياً، مضيفاً "إنه أكبر هجوم على روسيا منذ النازيين... لا مفر من قول ذلك. إنه يظهر أن لدى أوكرانيا القدرة والإرادة التي فاجأت الروس. إنه إحراج كبير لبوتين".

لقد أظهر هذا الهجوم الحال النموذجية للأوكرانيين الذين يتمتعون بالسرعة والفطنة والذكاء والمباغتة، والدب الروسي المتثاقل الذي أخذ على حين غرة".

لكنه أضاف ملاحظة تحذيرية لافتاً إلى أن العدوان الأوكراني قد يصب في مصلحة بوتين لحاجته إلى تحفيز شعبه.

وقال باتريك بوري وهو نقيب سابق في سلاح المشاة الهجومي الجوي في الجيش البريطاني وأستاذ مشارك أول في دراسات الحرب في جامعة باث حالياً، إن التوغل قد وجه "ضربة مباغتة" لروسيا.

"أليس إحراجاً لبوتين أن يحدث أكبر توغل في روسيا - ويمكن القول غزو - منذ منتصف الحرب العالمية الثانية؟ نعم، إنه لأمر محرج. أعتقد أننا سنرى محاولة للحد من الأضرار، والتقليل من شأن الأمور على أنها أقل خطورة مما هي عليه".

بالنسبة إلى أوكرانيا فإن الهجوم شيء يدعو إلى الاحتفال. وقال مصدر دفاعي أوكراني "فجأة، أصبحنا في موقف قوي مرة أخرى". و"كانت الصورة قاتمة للغاية قبل هذا التوغل. وكان الروس يتقدمون شيئاً فشيئاً، القرية تلو الأخرى. وبدأوا في خلق وضع كان فيه حتى شركاؤنا، أولئك الذين يدعموننا، والذين يقفون إلى جانبنا، يقولون نحن نثق بكم ولكن الأمر لا يجدي نفعاً".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات