Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"مصانع" الذكاء الاصطناعي لإنتاج دراسات علمية "زائفة"

سجلت في الآونة الأخيرة حالات متزايدة لإعداد المنشورات باستخدام التكنولوجيا على حساب جودتها

يظهر نموذج مصغر لروبوت أمام كلمة البحث الدوائي عبر الذكاء الاصطناعي (رويترز)

ملخص

لاحظ عدد من المتخصصين أن هناك أخطاء محرجة سها عنها المسؤولون عن قراءة الدراسات قبل نشرها، لا تزال نادرة، ولم تكن لتمر على لجان مراجعة الأبحاث في المجلات المرموقة إذ تم إنتاجها بمساعدة الذكاء الاصطناعي.

سجلت في الآونة الأخيرة حالات متزايدة اعتمدت على استخدام الذكاء الاصطناعي في إعداد المنشورات العلمية على حساب جودتها، من بينها احتواء دراسات في بعض المجلات المتخصصة عبارات تفضح إنتاجها بواسطة البرامج القائمة على هذه التكنولوجيا، أو تضمنها مثلاً صوراً تفتقر إلى الدقة.

ومع أن المتخصصين الذين تحدثوا إلى وكالة الصحافة الفرنسية أقروا بأهمية استخدام أدوات مثل "تشات جي بي تي" للمساعدة في كتابة المحتوى، لا سيما في ما يتعلق بالترجمة للباحثين الذين لا تكون الإنجليزية لغتهم الأم، فإن سحب بعض المجلات العلمية في الآونة الأخيرة عدداً من الدراسات التي نشرتها سلط الضوء على وجود ممارسات غير نزيهة.

ففي بداية العام الحالي، أدت صورة لفأر بعضو تناسلي كبير الحجم تم تداولها على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، إلى سحب دراسة نشرت في مجلة تابعة لدار النشر الجامعية "فرونتيرز" المرموقة في هذا القطاع.

وفي يوليو (تموز) الماضي، سحبت دراسة أخرى لتضمنها صورة لساق بشرية تحوي عدداً من العظام أكبر مما يفترض أن تحوي فعلياً.

ولا يقتصر الأمر على هذه الصور المغلوطة، إذ يبدو أن المشكلات الأبرز في هذا القطاع متأتية من "تشات جي بي تي"، أداة المحادثة التي طورتها شركة "أوبن أي آي" الأميركية والقائمة على الذكاء الاصطناعي.

بحلول مارس (آذار) الماضي، شهدت شبكات التواصل الاجتماعي تداولاً على نطاق واسع لدراسة نشرتها مجموعة النشر العلمي البريطانية "إلسيفير"، كان مطلعها عبارة "بالطبع! إليك مقدمة لموضوعك"، وهي صيغة نموذجية لأجوبة "تشات جي بي تي".

ولاحظ عدد من المتخصصين أن هذه الأخطاء المحرجة التي سها عنها المسؤولون عن قراءة الدراسات قبل نشرها، لا تزال نادرة، ولم تكُن لتمر على لجان مراجعة الأبحاث في المجلات المرموقة، وغالباً ما يصعب اكتشاف استخدام الذكاء الاصطناعي ولكن يبدو بوضوح أنه يتزايد في الأدبيات العلمية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأجرى أمين مكتبة جامعة "يونيفرسيتي كولدج" اللندنية أندرو غراي بحثاً في ملايين المقالات العلمية عن كلمات تكثر أدوات الذكاء الاصطناعي من استخدامها، مثل "دقيق" أو "معقد" أو "جدير بالثناء". وتبين له أن الذكاء الاصطناعي استخدم على الأرجح في 60 ألف مقالة علمية عام 2023، أي بنسبة واحد في المئة من الإنتاج السنوي، متوقعاً "زيادة كبيرة" في هذه الأرقام سنة 2024.

أما جمعية "ريتراكشن ووتش" الأميركية، فلاحظت أن حالات سحب المقالات العلمية بلغت رقماً قياسياً عام 2023 هو 13 ألفاً، ورأى أحد مؤسسيها إيفان أورانسكي أن الذكاء الاصطناعي بات يوفر ما يشبه "المصانع" لإصدار الدراسات "الزائفة" بكثافة.

وتنتج هذه الجهات عدداً كبيراً من المقالات الرديئة الجودة أو المنحولة أو الكاذبة، على ما أفادت عالمة الأحياء الدقيقة الهولندية المتخصصة في الكشف عن الصور المزيفة إليزابيث بيك.

ويُعتقد بأن هذه "المصانع" التي يدفع لها الباحثون الذين يتم حضهم على إنتاج المزيد، هي مصدر نحو اثنين في المئة من الدراسات المنشورة سنوياً، لكن هذا الرقم يشهد زيادة كبيرة بفعل استخدام الذكاء الاصطناعي، وفقاً للخبيرة نفسها.

ورأى إيفان أورانسكي أن الذكاء الاصطناعي يفاقم "مشكلة ساحقة" تتمثل في أن طلب الناشرين والجامعات النهم على المقالات يشكل ضغطاً على الباحثين الذين يصنفون وفقاً لإنتاجهم، مما يؤدي تالياً إلى "حلقة مفرغة"، وفي الوقت نفسه لا تزال الضوابط الهادفة إلى مكافحة "مصانع" الدراسات غير كافية.

وكان استحواذ شركة "وايلي" الأميركية على دار "هنداوي" للنشر عام 2021 العامل الأبرز في الكشف عن مشكلة عمليات الاحتيال الضخمة، إذ أعقبه سحب نحو 11300 مقالة سبق أن نشرتها "هنداوي". وسعياً إلى حل هذه المشكلة المتنامية، وفرت "وايلي" خدمة "رصد مصانع المقالات" للكشف عن إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي، وهذه الخدمة نفسها قائمة على تلك الآلية التكنولوجية.

إلا أن باحثاً أميركياً اكتشف الأسبوع الماضي في مجلة "وايلي" ما يبدو أنه نسخة من إحدى مقالاته أعيدت كتابتها بواسطة "تشات جي بي تي".

وقال أستاذ المعلوماتية الحيوية في جامعة بريغهام يونغ الأميركية سامويل باين إنه كلف في مارس الماضي التحقق من صحة هذه الدراسة، وعندما أدرك أنها عبارة عن "سرقة أدبية" لدراسته التي أعيدت كتابتها بواسطة الذكاء الاصطناعي، رفض الموافقة على النشر، مضيفاً أنه صدم عندما اكتشف أن مجلة أخرى تولّت نشر الدراسة المسروقة بدلاً من سحبها.

اقرأ المزيد

المزيد من علوم