Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سبب تأخير الهجوم الإيراني على إسرائيل: الخوف أو الصفقة أو تكتيك؟

يرى المحللون أن الخوف من احتمال اندلاع حرب مباشرة مع تل أبيب وحلفائها هو السبب الرئيس وراء تأخر طهران في الرد عسكرياً

صورة لخامنئي وهنية بطهران في ظل توترات إقليمية ومخاوف من التصعيد (أ ف ب)

هدد الأمين السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، في تغريدة له على منصة "إكس" إسرائيل بهجوم عسكري. 

وكتب علي شمخاني على منصة "إكس" قائلاً إن "الهدف الوحيد للكيان الصهيوني من قتل مصلي مدرسة التابعين في غزة واغتيال (...) إسماعيل هنية في إيران هو إشعال الحرب وإفشال مفاوضات وقف إطلاق النار. وتمت العمليات القانونية والدبلوماسية والإعلامية اللازمة لإنزال عقاب شديد على كيان لا يفهم إلا لغة القوة". 

ويبدو تأكيد شمخاني إتمام العمليات القانونية والدبلوماسية إشارة إلى الجهود المبذولة لمنع الرد العسكري على مقتل إسماعيل هنية في طهران، وهذا ما حصل بالفعل في الأيام الأخيرة. 

كما أن المرشد الأعلى علي خامنئي بعد مقتل هنية أكد أن النظام "سينتقم لدم ضيفه". ومنذ الـ31 من يوليو (تموز) الماضي، شدد المسؤولون الإيرانيون على الرد السريع والواسع النطاق. 

إلا أن محللين اعتبروا القلق من تزايد التوتر واحتمال بدء حرب مباشرة مع إسرائيل وحلفائها هو السبب في تأخر النظام الإيراني في الرد عسكرياً. 

وبحسب المحللين فإن التناقض في مواقف المسؤولين الإيرانيين هو محاولة للاستفادة من هذه الحادثة كفرصة لفتح أبواب المفاوضات مع الغرب والحصول على بعض التنازلات لرفع العقوبات. 

اتصالات ولقاءات دبلوماسية

أما الرئيس مسعود بزشكيان الذي وقع مقتل إسماعيل هنية في أول يوم رسمي لرئاسته، فأجرى اتصالات ولقاءات دبلوماسية عدة في هذا الخصوص خلال الأيام القليلة الماضية. 

وفي اتصال هاتفي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع بزشكيان، طالب ماكرون بأن تتجنب إيران تصعيد التوتر، لكن بزشكيان رفض هذا الطلب. 

وتحدثت وسائل الإعلام أن ماكرون طلب في هذا الاتصال من بزشكيان أن يبذل الأخير كل جهوده لمنع حدوث توتر عسكري جديد لأنه لن يفيد أحداً. 

الرواية الإيرانية تحدثت أن بزشكيان انتقد دعم الدول الغربية لإسرائيل بشدة، مؤكداً أن بلاده تحتفظ بحق الرد على هذا الهجوم. 

تجنب الرد العسكري بعد مرور 10 أيام من وفاة هنية جاء في ظل استمرار وتأكيد المسؤولين السياسيين وقادة الحرس الثوري بمهاجمة إسرائيل. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"رد حازم"

وفي هذا السياق، أكد قائد الحرس الثوري حسين سلامي، في الخامس من أغسطس (آب)، أنه "إذا ما تلقى الإسرائيليون رداً حازماً، فسوف يفهمون أنهم ارتكبوا خطأ في اغتيال هنية". 

وأما رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف فكتب على صفحته في منصة "إكس" في الـ31 من يوليو الماضي، قائلاً إن "إيران وجبهة المقاومة لن تتنازلا عن دم أخيهما (...)".

النشاط العسكري في المواقع الصاروخية الإيرانية ونشر الأخبار المتعلقة بإغلاق المجال الجوي غرب البلاد، التي كانت في كل مرة تشير إلى بداية هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل، ظلت مجرد مناورة إعلامية. 

التوغل الأوكراني

يبدو أن التطورات العسكرية في الحرب الروسية الأوكرانية ودخول القوات الأوكرانية إلى أجزاء من الأراضي الروسية، دفعت بالنظام الإيراني إلى إعطاء الأولوية للحصول على الدعم والتنازلات من روسيا مقابل خدمات عسكرية تقدمها طهران إلى موسكو. 

وزعمت بعض وسائل الإعلام الجمعة الماضي أن عسكريين روساً وصلوا إلى إيران لتسليم صواريخ من نوع "فتح". 

ونشرت هذه الأخبار بعد أن أشارت بعض وسائل الإعلام إلى أن روسيا وافقت على تسليم إيران أنظمة دفاعية متطورة من نوع S-400. 

وأعلن مندوب إيران في الأمم المتحدة رداً على هذه الأخبار بالقول إن "إيران وروسيا لديهما اتفاقات تعاون استراتيجي طويلة الأمد في مختلف المجالات، بما في ذلك العسكرية". 

ويربط البعض تراجع اللهجة الحادة لكبار المسؤولين في الحكومة الإيرانية بزيارة سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي إلى طهران واجتماعاته مع المسؤولين الإيرانيين. 

رسالة بوتين

وبحسب بعض الشائعات، فإن الرسالة التي وصلت من فلاديمير بوتين أن تتجنب طهران اتساع الصراع في المنطقة. 

لكن بحسب المحللين فإن السبب الذي جعل النظام الإيراني يتردد في الرد العسكري هو استمرار الهجمات التي تقوم بها إسرائيل على القوات الموالية لطهران، وهذا يدل على أن إسرائيل لا تخشى المواجهة العسكرية المباشرة وأن تهديدات إيران لا تشكل رادعاً. 

في الوقت نفسه فإن احتمال وجود اختراق واسع في الأجهزة الأمنية والعسكرية الإيرانية وإمكانية شن إسرائيل وحلفائها، بخاصة الولايات المتحدة، هجوماً واسع النطاق على إيران، هي العوامل الأخرى التي أثرت في القرار الإيراني بمهاجمة إسرائيل. 

وبعد العملية الرمزية التي عرفت بـ"الوعد الصادق"، اعتقد قادة النظام الإيراني أن هذه العملية الاستعراضية التي اتفق الأطراف عليها ستمنع إسرائيل من شن مزيد من الهجمات على إيران وهذا ما لم يحدث عملياً. 

الحرب ليست في مصلحة النظام

وحذر محللون عسكريون في المنطقة من أن استهداف ولو جزء بسيط من البنية التحتية الصناعية ومحطات الطاقة الإيرانية في مواجهة عسكرية سيتسبب في أضرار جسيمة سيستغرق تعويضها سنوات عدة. وهذه حقيقة يعرفها المرشد علي خامنئي أيضاً، ومن الممكن معرفة حجم القلق من حدوثها في تصريحات بعض أئمة الجمعة الذين ذكروا بأن الحرب ليست في مصلحة النظام. 

وفي هذا السياق قال رئيس مكتب التوجيه السياسي والأيديولوجي التابع لخامنئي إن هناك ثلاثة خيارات أمام النظام الإيراني "الخيار الأول هو الحرب وهذا ليس في مصلحتنا، لأننا لا لا نريد الحرب ولا نبحث عنها. وأما الخيار الثاني فهو الاستسلام، وهذا يعني أن نفقد جميع الانتصارات والنجاحات التي حصلنا عليها. وأخيراً، الخيار الثالث فهو استراتيجية المقاومة النشطة". 

وكما يبدو فإن "المقاومة النشطة" والاستفادة من الوكلاء في المنطقة تتيح للنظام الإيراني أن يبتعد عن الصراع المباشر مع إسرائيل وفي الوقت نفسه يخلق حالة من عدم الاستقرار والتوتر الدائم لإسرائيل.

ولا ينبغي أن ننسى أن تداعيات اغتيال الضيف الخاص في مراسم تنصيب مسعود بزشكيان في قلب طهران شكلت إذلالاً أمنياً وعسكرياً للنظام الإيراني. ومن ثم، إذا ما تركت هذه العملية من دون رد فهذا يعني الاعتراف بعجز النظام عن حفظ الأمن حتى داخل البلاد. 

نقلاً عن "اندبندنت فارسية"

المزيد من تقارير