ملخص
بموجب القانون الأوروبي الجديد، سيكون على جميع المنصات عبر الإنترنت إنشاء نظام للإبلاغ عن المحتوى الإشكالي والتصرف "على الفور" لإزالة أي محتوى غير مشروع أو جعل الوصول إليه مستحيلاً بمجرد علمها به.
وصف المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترمب محاولة الاغتيال التي تعرض لها بالخطرة، وأضاف في محادثة مع الملياردير إيلون ماسك على منصة "إكس" أن الرصاصة التي استهدفته كانت قريبة من رأسه.
وكشف عن أنه كان قلقاً من إصابة الحشد بسبب التدافع خلال محاولة اغتياله، لافتاً إلى أن ما حدث ينم عن سوء تنسيق بين الشرطة المحلية والفيدرالية.
وقال إنه قرر النهوض لطمأنة الحشود، مشيراً إلى أن الرسم البياني عن الهجرة غير الشرعية أنقذ حياته.
وحذر ترمب من أن الشرق الأوسط يمكن أن يجر العالم إلى "حرب عالمية ثالثة"، مشيراً إلى أنه تعامل أثناء ولايته بقوة وحزم مع إيران ووكلائها.
ترمب اعتبر في نهاية الحوار أن الاحتباس النووي تهديد أكبر من الاحتباس الحراري.
وفيما تبادل الغزل والمديح مع ماسك قال إن المعركة الانتخابية مصيرية لإنقاذ الولايات المتحدة و"إن لم أفز سأشعر بالأسى".
وفي حديثه عن العلاقة مع أوروبا، قال ترمب " نحن نحمي الأوروبيين من خلال الناتو، أعرف الاتحاد الأوروبي بصورة جيدة وهم يستغلون أميركا". وتابع "إنهم يستفيدون من الناتو ونحن من يدفع، فيما مجموعة الاتحاد الأوروبي بنفس حجمنا الاقتصادي".
خلال الحوار عن التضخم والإنفاق الحكومي الأميركي واقتراح ترمب تشكيل لجنة لكبح الإنفاق، أعرب الملياردير إيلون ماسك، عن اهتمامه بالعمل في لجنة تراقب "الإنفاق الحكومي الزائد".
وقال ماسك للرئيس السابق دونالد ترمب "أعتقد أنه سيكون من الرائع أن تكون هناك لجنة كفاءة حكومية تضمن إنفاق أموال دافعي الضرائب بطريقة جيدة". وأضاف "وسأكون سعيداً بالمساعدة في مثل هذه اللجنة".
ورد ترمب بأنه "سيحب" أن يعمل ماسك في مثل هذه اللجنة. قال الرئيس السابق لرجل الأعمال "أنت أعظم قاطع".
وقارن ماسك لاحقاً الولايات المتحدة بفنزويلا عندما تحدث عن الإنفاق الحكومي والتضخم.
وفي سياق آخر، قال ترمب إن الذكاء الاصطناعي يتطلب موارد كبيرة من الطاقة ويتطلب ضعف الطاقة التي تنتجها البلاد تقريباً.
وتطرق إلى التعليم مشدداً على أنه يجب أن تكون هناك منافسة بين الولايات في التعليم. وقال "أريد شخصاً بشجاعة ماسك لتطوير بعض نظم التعليم"، مبدياً نيته بإغلاق وزارة التعليم. وأضاف "بعض هذه الأماكن في الوزارة تدار بشكل سيئ، لكن كما تعلمون، سيجبرهم هذا القرار على العمل بشكل أفضل، ولن يكونوا جيدين في البداية، لكنك لن تفعل أسوأ مما تفعله الآن".
وأشاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، بسيارات شركة "تسلا" التابعة لإيلون ماسك، بوصفها "منتجاً رائعاً"، لكنه في الوقت نفسه قال إنه لا يعتقد أنه يجب أن يمتلك الجميع.
خلال المقابلة التي تطرقت إلى ملفات عديدة من محاولة الاغتيال إلى الحروب والأزمات في العالم، تطرق ترمب أيضاً إلى ملفات اقتصادية وبينها التضخم وتراجع الاقتصاد الأميركي، قائلاً "بايدن وكامالا تسببا في أزمة اقتصادية للولايات المتحدة". ورأى أن التضخم في الولايات المتحدة وصل لمستويات غير مسبوقة. واعتبر أن "التضخم يستنزف مداخيل الأسر بالكامل"، مؤكداً تقلص القدرة على الادخار.
وشدد على أهمية أن يكون هناك خطة لخفض الإنفاق الحكومي، لافتاً إلى أن الأموال الطائلة التي أنفقها بايدن بلا جدوى تسببت في التضخم، وأن بايدن أنفق تريليونات من الدولارات "بشكل غبي".
ترمب، قال خلال لقائه على منصة "إكس" مع الملياردير إيلون ماسك إن الناخبين الأميركيين يعطون الأولوية للاقتصاد والتضخم على القضايا الأخرى.
المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية المرتقبة، وصف الولايات المتحدة بأنها تحت قيادة الرئيس الديمقراطي جو بايدن "في حال سيئة جداً" وأنها لم تكن كذلك خلال إدارته.
وهاجم بايدن قائلاً "معدل ذكاء بايدن كان منخفضاً... ربما الآن بلا ذكاء من الأساس".
تطرق ترمب إلى المناظرة التي جرت بينه وبين الرئيس جو بايدن قائلاً "قدمت الأداء الأفضل أمام بايدن في المناظرة وهو لم يكن رئيساً جيداً". وتحدث عن أزمة أوكرانيا قائلاً إنه لو كان رئيساً لما كانت لتحدث. وأنه يجب أن "نوقف الأزمة في أوكرانيا عند حدها"، مضيفاً "أنا أعرف الرئيس فلاديمير بوتين جيداً والعلاقة معه جيدة، يجب أن نوقف الأزمة في أوكرانيا عند حدها". وشدد على أنه يجب أن تتوقف الحرب التي توشك أن تصبح حرباً نووية وحرباً عالمية.
وأضاف ترمب "هذه الحرب والحرب في الشرق الأوسط قد تقود إلى حرب عالمية ثالثة". وتابع "لو كنت في الرئاسة ما كان قد حدث الهجوم على إسرائيل". وأيضاً "تعاملت مع أزمة كوريا الشمالية بشكل سريع وأسطوري. الزعماء مثل كيم جونغ أون يسمعون لصوت القوة"، مردفاً "لكن إدارة بايدن الغبية تشعل الحروب".
ومما قاله ترمب "قال كيم جونغ أون إن لديه زراً أحمر على مكتبه. قلت إن لدي زراً أحمر على مكتبي أيضاً، لكن زري الأحمر أكبر بكثير وزري الأحمر يعمل!".
وحول إيران قال ترمب إن "إيران الآن مفلسة... كما لا يوجد تدفق للأموال لـ(حزب الله)"، مضيفاً "لقد تعاملت بقوة مع إيران ووكلائها"، و"أخبرت الصين إذا اشترت نفطاً من إيران فلن تتعامل مع الولايات المتحدة. وكنت أعني ذلك".
وفي السياق قال "المشكلة الأساسية هي القوة النووية... مشكلتنا أن هناك خمس دول تمتلك قوة نووية هائلة، لا نريد انتشار التسليح النووي"، لافتاً إلى أن الصين تتطور بوتيرة سريعة في مجال الأسلحة النووية. وأضاف "الحرب النووية ستكون خطرة ومدمرة... لا نريد ذلك".
وتطرق ترمب إلى مسألة المهاجرين متهماً إدارة الرئيس بايدن ونائبته كامالا هاريس بالتسبب في هذه الأزمة الخطرة على البلاد. وقال ترمب إن اللاجئين غير الشرعيين في الولايات المتحدة الشيطانية يأتون من السجون من أفريقيا من الشرق الأوسط، هؤلاء الذين أطلقوا النار على اليهود في إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023. وقال "هؤلاء المهاجرون الذين يتدفقون إلى بلادنا أتوا من السجون".
واتهم هاريس بأنها لم تحرك ساكناً حيال قضية المهاجرين، قائلاً "لقد كانت هاريس مسؤولة الحدود، ولا يمكن للناس أن يسمحوا لهم (الديمقراطيين) بالإفلات من حملة التضليل التي يقومون بها".
وحين سأله ماسك: كيف شعورك بعد محاولة الاغتيال؟ رد ترمب "أنا مؤمن بالله حالياً أكثر من أي وقت مضى، لأن ما حدث كان معجزة بنجاتي من محاولة الاغتيال. كانتا طلقتين مميتتين وكنت قريباً من الموت ونجوت بأعجوبة، ورسالتي لمن لا يؤمن بالرب: يجب عليك مراجعة معتقداتك". وقال "محاولة الاغتيال كانت خطرة والرصاصة كانت قريبة من رأسي لكني تفاديتها في ثوان قليلة".
وأضاف ترمب الذي أشاد بجهود الأمن والحاضرين "كانت المعجزة الكبرى أنني كنت أنظر في الاتجاه المحدد لمطلق النار، لذا أصابني بزاوية كانت أقل ضرراً بكثير من أية زاوية أخرى". وقال إنه حاول النهوض ليطمئن الحشود، لافتاً إلى أن الرسم البياني عن الهجرة غير الشرعية أنقذ حياته.
ومن جانبه، قال إيلون ماسك إن جزءاً من سبب تأييده ترشح ترمب للرئاسة كان بسبب رد فعل الرئيس السابق على محاولة الاغتيال في بنسلفانيا الشهر الماضي، واصفاً ترمب وهو يلوح بقبضتيه بأنه "ملهم بشكل لا يصدق".
هجوم إلكتروني
وكان ماسك قد كشف عن أن مقابلته مع ترمب على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي التي يملكها قد تعرضت للعرقلة بسبب هجوم إلكتروني ضخم استهدف المنصة.
وكتب أغنى رجل في العالم على حسابه في المنصة "يبدو أن هناك هجمات موزعة لحجب الخدمة DDOS ضخمة على (إكس) نعمل على صدها".
وتهدف مقابلة الإثنين إلى المساعدة في إعادة تنشيط حملة ترمب المتعثرة التي تراجعت منذ انسحاب الرئيس جو بايدن من الانتخابات.
وكتب ماسك "اختبرنا النظام مع 8 ملايين مستمع في الوقت نفسه اليوم"، متعهداً بإجراء المقابلة مع عدد محدد من المستمعين ثم نشرها من دون تعديل في وقت لاحق.
الاتحاد الأوروبي يحذر ماسك
من جانبه، وجه مفوض الشؤون الرقمية في الاتحاد الأوروبي تييري بريتون رسالة إلى مالك منصة "إكس" ماسك الإثنين، قبل ساعات قليلة من المقابلة مع ترمب عبر المنصة، لتذكيره بالالتزامات بالاعتدال على الشبكة الاجتماعية لتجنب "تضخيم المحتوى الخطر".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي الرسالة الموجهة إلى الملياردير الأميركي، ذكر تييري بريتون ماسك بالتزاماته في إطار القانون الأوروبي الجديد في شأن الخدمات الرقمية، مشيراً بشكل خاص إلى أن ضرورة الاعتدال هذه تنطبق على كل مستخدمي منصة "إكس"، "بما في ذلك أنتم".
ولدى إيلون ماسك الذي اشترى منصة "إكس" في عام 2022، أكثر من 193 مليون متابع على المنصة.
وماسك المعروف بتصريحاته النارية ضد الديمقراطيين الأميركيين، سيُجري المقابلة مباشرة مع المرشح الجمهوري الذي يدعمه بقوة.
وقال تييري بريتون في رسالته إن هذه المقابلة "ستكون متاحة أمام مستخدمي (إكس) داخل الاتحاد الأوروبي". وأضاف "مكاتبنا وأنا سنكون يقظين للغاية... تحسباً لأي انتهاكات محتملة لقانون الاتحاد الأوروبي في شأن الخدمات الرقمية، ولن نتوانى عن استخدام كل الأدوات المتاحة، بما في ذلك إجراءات موقتة، إذا كان ذلك ضرورياً لحماية المواطنين الأوروبيين".
وبموجب القانون الأوروبي الجديد سيكون على جميع المنصات عبر الإنترنت إنشاء نظام للإبلاغ عن المحتوى الإشكالي والتصرف "على الفور" لإزالة أي محتوى غير مشروع أو جعل الوصول إليه مستحيلاً بمجرد علمها به.
لكن ماسك تجاهل كل التحذيرات، وفي منشور له على منصته "إكس" أرفقه بـ "ميم" ينطوي على إهانة للمفوض الأوروبي، كتب ماسك ساخراً "للصراحة أردت بشدة أن أرد بهذا الميم من (فيلم) تروبيك ثاندر، لكني لن أقدم إطلاقاً على فعل شيء بهذه الوقاحة واللامسؤولية".
في ديسمبر (كانون الأول) 2023 فتحت بروكسل تحقيقاً رسمياً ضد شبكة التواصل الاجتماعي "إكس"، للاشتباه في انتهاكها التزاماتها في مكافحة المعلومات المضللة.
وأشارت المفوضية الأوروبية بشكل خاص إلى انخفاض عدد المشرفين وإلى نظام غير فعال للإبلاغ عن المحتويات غير القانونية. وحينها، أكدت الشبكة الاجتماعية أنها ستبقى "ملتزمة احترام الأنظمة".