ملخص
حول المدير الفني لمانشستر يونايتد إريك تن هاغ النادي الأحمر إلى فريق هولندي في طريق البحث عن إعادة أمجاد أياكس
"مانشستر حمراء" هكذا كانت الرسالة على حساب أحد أندية كرة القدم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى رغم أنها لم تكن من نادي مانشستر الذي يلعب باللون الأحمر لكنها كانت رسالة من أياكس أمستردام الهولندي الذي علق على انضمام اثنين من خريجيه هما ماتيس دي ليخت ونصير مزراوي إلى مانشستر يونايتد في اليوم نفسه.
وهذا يعني أنه في عهد مدرب أياكس السابق إريك تن هاغ أنفق يونايتد الآن نحو ربع مليار جنيه استرليني (322.35 مليون دولار) على لاعبي أياكس.
بالطبع لم تذهب كل العائدات إلى أمستردام إذ انضم دي ليخت ومزراوي من بايرن ميونيخ الألماني، تماماً كما سلك أندريه أونانا الطريق الطويل من هولندا عبر إقامة لمدة موسم واحد في إنترناسيونالي الإيطالي لكن أياكس حقق مكاسب بلغت 56 مليون جنيه استرليني (72.21 مليون دولار) مقابل بيع ليساندرو مارتينيز، وبصورة مثيرة للسخرية 86 مليون جنيه استرليني (110.89 مليون دولار) مقابل أنتوني.
وفي غضون ذلك يمكن أن يظهر دي ليخت ومزراوي للمرة الأولى مع يونايتد ضد فولهام إلى جانب جوشوا زيركزي، وما يهم أن 11 من 20 لاعباً تعاقد معهم المدرب الهولندي تن هاغ سبق لهم اللعب في هولندا وذلك على رغم أن الدوري الهولندي يحتل المركز السادس فقط في تصنيفات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا".
ومن بينهم وات ويغهورست الفاشل في التسجيل - هدفان في 31 مباراة - وتيريل مالاسيا المصاب دائماً، وأيضاً ماسون ماونت من فترة إعارته إلى فيتيس أرنهيم، وكريستيان إريكسن على رغم أنه ترك أياكس قبل تسعة أعوام من انضمامه إلى يونايتد، وسفيان أمرابط الذي لعب مع تن هاغ في أوتريخت.
وإذا كان تن هاغ حصل على ما يريده خلال عام 2022، لكانوا قد ضموا فرينكي دي يونغ أيضاً. وإذا كانت نيويورك يطلق عليها ذات يوم نيو أمستردام فربما كان من الواجب الآن تطبيق هذا الوصف على مانشستر.
ومع ذلك أصر تن هاغ في دفاعه عن إنفاقه على أن التعاقدات لم تكن مدفوعة بالمحسوبية وأن هناك اتفاقاً واسع النطاق في شأنها.
مضيفاً "ليس من أجل المحسوبية، فأولاً وقبل كل شيء إنها قرارات النادي ولا يوجد أي منها قراري وحدي، يتم دعمها دائماً أو حتى طرحها من خلال الكشافة أو التوظيف أو المدير التقني أو المدير الرياضي، إنه قرار يتخذه أكثر من شخص واحد ولكن كما تعلمون يجب أن يتناسب أيضاً مع التمويل".
قد يبدو الأمر غريباً أنه في حين سمح نظام يونايتد القديم للرئيس التنفيذي ريتشارد أرنولد ومدير كرة القدم جون مورتوغ لتن هاغ بالحصول على ما يريده، يبدو أن وسطاء السلطة الجدد قد حذوا حذوه. دخل المالك المشارك السير جيم راتكليف والرئيس التنفيذي عمر برادة والمدير الرياضي دان أشورث والمدير الفني جيسون ويلكوكس، ولا أحد منهم من هولندا وكلهم عازمون على إحداث التغيير ومع ذلك واصل يونايتد العمل على الطريقة الهولندية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إن طاقم تن هاغ المعاون مليء كذلك بالهولنديين مثل رود فان نيستلروي ورينيه هاك وجيلي تين روويلار.
ومع ذلك - هذا العام في الأقل - ربما كان تن هاغ محقاً في الإشارة إلى التمويل، إذ قد يمثل مارتينيز أفضل صفقة له حتى الآن، لكن أنتوني هو الأسوأ في تاريخ يونايتد نظراً إلى السعر الباهظ ومردوده الضئيل.
ومع كل ذلك يبدو أن يونايتد هذا الصيف قد حصل على قيمة أكبر مقابل المال.
دي ليخت هو الأرخص بين المدافعين الذين تعاقدوا معهم ووصل مزراوي بأقل مما استرده يونايتد مقابل آرون وان بيساكا الذي انضم إلى وست مهم مقابل 15 مليون جنيه استرليني (19.34 مليون دولار)، بينما تكلف ضم مزراوي 12.8 مليون جنيه استرليني (16.50 مليون دولار) ضمن الصفقة المزدوجة بقيمة 60 مليون يورو (65.97 مليون دولار).
وتشكل تنوعات المغربي وقدرته على اللعب في مركز الظهير الأيسر جزءاً من جاذبيته. وقال تن هاغ "في كرة القدم الإنجليزية هناك دائماً ضغط على الكرة وأحد سماته الرئيسة أنه من الصعب جداً وضعه تحت الضغط". ومن الصعب قول الشيء نفسه عن وان بيساكا نظراً لضعف قدرته في الاستحواذ على الكرة.
وفي غضون ذلك أبرم يونايتد صفقة دي ليخت بقيمة أرخص مما حدث مقارنة بنادييه السابقين بقيمة 45 مليون يورو (49.48 مليون دولار) مقارنة بـ75 مليون يورو (82.46 مليون دولار) دفعها يوفنتوس و67 مليون يورو (73.67 مليون دولار) دفعها بايرن ميونيخ.
وسيصبح أول لاعب كرة قدم على الإطلاق يلعب لجميع أندية أياكس ويوفنتوس وبايرن ميونيخ ويونايتد، والتي يمكن القول إنها أكبر أربعة أندية في بلدانها.
ومع ذلك فإن الأسعار المتناقصة تحكي قصة، تراجعت قدرات المدافع منذ جعله تن هاغ أصغر قائد لأياكس في سن 18 سنة وقادهم إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، وقال دي ليخت "لقد أخبرني منذ البداية، أنت قدوة للفريق وأريدك أن تكون قائداً، لم أكن أتوقع ذلك في تلك اللحظة لكنه كان شرفاً عظيماً".
لقد انفصلا لمدة خمسة أعوام وهي الفترة التي كان من المتوقع أن يصبح فيها دي ليخت أحد أبرز المدافعين في العالم، لكن بدلاً من ذلك أمضى الصيف خارج تشكيلة هولندا لمصلحة ستيفان دي فري، ووصف دي ليخت ليوناردو بونوتشي وجورجيو كيليني بأنهما "أسياد الدفاع"، وكان من المفترض أن يكون خليفتهما في يوفنتوس، لكن تم بيعه.
في بعض الموسم الماضي كان قلب الدفاع الثالث لبايرن ميونيخ وسمح له المدير الفني فينسنت كومباني - الذي كان مدافعاً بارزاً - بالمغادرة، لذلك ربما لم يتحقق هذا الوعد المبكر بالكامل.
وقال تن هاغ "إنه يتمتع بإمكانات رائعة، لكن ماتيس سيبلغ من العمر 25 سنة هذا الأسبوع وقد خاض ما يقارب 375 مباراة مع أياكس ويوفنتوس وبايرن ميونيخ وهولندا، هذا أمر لا يصدق، والآن هو يتحول إلى أفضل سنواته، لديه مهارات رائعة كلاعب كرة قدم وأيضاً في شخصيته، أنا سعيد جداً لوجوده هنا".
سيرى دي ليخت كثيراً من الوجوه المألوفة بين الهولنديين، وإذا كان أعظم إنجاز لتن هاغ في الإدارة هو قيادة أياكس إلى الدور قبل النهائي في دوري أبطال أوروبا، فربما يكون من المفهوم أنه كان حريصاً على لم الشمل.
يمكن أن يغفر لدي ليخت أيضاً أنه يأمل في إعادة الزمن إلى الوراء، إلى فترة أكثر سعادة لكليهما ولكن مع كل انتقال فإن الأمر يرقى إلى تجربة أكبر. والآن يبقى السؤال، كيف يمكن للاعبي الدوري الهولندي القدامى ونجوم أياكس أن يتصرفوا في كرة القدم الإنجليزية؟
© The Independent