ملخص
جون إيرفينغ من أشهر الروائيين الأميركيين، ترجمت رواياته إلى لغات عالمية، وهي تتميز بدمجها بين النفَس الملحمي والسخرية، واعتمادها الرمزية في محاكاة العالم. ولعل روايته الرابعة "العالم بحسب غارب" فتحت له أفقاً عالمياً بما تحمل من شخصيات ووقائع فريدة.
يُعد جون إيرفينغ (1942) المولود في إكستير في ولاية هامشير من أهم الكتاب الأميركيين وأشهرهم، وأكثرهم انتشاراً وتداولاً عبر العشرات من لغات العالم الحية، وأدقهم تمثيلاً للأدب الذي يخلط فيه الفكاهة بالملحمة، والخفة بالرموز السامية، والهوية بإمكان تضييعها. هو الصانع الحاذق، ومدرب المصارعة الرومانية، وأستاذ اللغة الإنجليزية، وقد توفرت له أخيراً فرصة الاستقلال المادي، بعد رواج روايته الرابعة "العالم بحسب غارب"، واكتسابه شهرة عالمية ترسخت في الزمن، وبفضل إصداراته القصصية والروائية التي تعدت الـ20 عملاً، إلى جانب كونه كاتب سيناريو سينمائي، توج بتحويل روايته "عمل الله، ونصيب الشيطان" إلى سيناريو فيلم بالعنوان نفسه، وإخراج مايكل كاين، عام 1999، وغيره من الأعمال.
غربة الكاتب
سئل الكاتب جون إيرفينغ، في حوار معه أجراه ملحق صحيفة "لوموند ليتيرير" (19-7- 2024) عن مدى تأثره بموطنه الأول، مسقط رأسه نيو إنغلاند، فأجاب بأنها من أولى المناطق التي استوطنها القادمون من إنجلترا إلى الأرض الجديدة، الولايات المتحدة الأميركية في خلال القرن الـ17. ولعل ما يميز هذه المقاطعة عن سائر المناطق في أميركا الشمالية، هو هذا الإحساس بتفوق المواطن فيها على غيره. ولكن جون الفتى، والمراهق، المولود في نيو إنغلاند، ما كان ليغريه ذلك الإحساس، بل زاده غربة على غربته الأولية التي استشعرها، بغياب أبيه البيولوجي عن رعايته، وحياته في سنوات نشأته ونمو شخصيته. ولما انتقل جون إلى ولاية آيوا ليستكمل دراساته في الكتابة الإبداعية (1965-1967) فيها، ازداد شعوره بالغربة. وفي المقابل، تملكه الشعور بالتأقلم في النمسا لدى إقامته في فيينا سنة كاملة، خيراً منه في أميركا. ويمضي الكاتب في تعليل ذلك بأن الروايات نفسها تبعده عن مكان إقامته حيث يحيا، فحين يكتب يحسب نفسه حاضراً في ما يتخيله، بل يبدو أكثر حضوراً مما في الحياة الواقعية.
ولدى سؤاله عن الدافع إلى المباشرة بالكتابة الروائية بدءاً من فيينا، ولكونه بعيداً من نيوهامشير، على ما دونه في سيرته الموجزة "الصديقة المتخيلة الصغيرة" (1996)، فأصدر على أثرها روايته الأولى "الحرية للدببة" عام 1968، فأجاب بأن الفضل يعود إلى جاره اليهودي الذي نبهه إلى معاداة السامية التي كانت لا تزال متنامية ومتصاعدة في النمسا بداية الستينيات من القرن الـ20. وهذا ما حدا به إلى البحث في الوثائق المتعلقة بصعود النازية في النمسا، إبان الحرب العالمية الثانية، حتى تحرير النمسا من النازية، وراح يركز على مسألة واحدة: مصير البهائم في حديقة الحيوانات بالمدينة. فتبين له، بعد التدقيق، أنها صارت طعاماً للناس، أيام المجاعة.
وعلى هذا النحو، انصرف الكاتب إلى تأليف أول رواية له تحكي السنوات الـ50 الأولى من تاريخ النمسا. ويشير في إجابته أيضاً إلى أنه أحب الكتابة التاريخية، أو تلك التي تقوم على إطار زمني وتاريخي مضبوط ومحدد، ربما لأنها تتيح له مزيداً من الحرية في ابتكار مفارقات ومفاجآت في سياق السرد الروائي، الذي كثيراً ما تميزت به كتابته الروائية، على امتداد أعماله القصصية والروائية الـ20، إلى حينه.
وبالعودة إلى رواية إيرفينغ الأولى بعنوان "الحرية للدببة" فإنها تقوم على سرد مغامرات شخصين اثنين هما سيغني وغراف، يرويانها تباعاً، وهما يتجولان في الريف النمسوي، بعيْد الحرب العالمية الثانية، مناضليْن في سبيل تحرير البهائم من حديقة الحيوانات بمدينة فيينا، فيتبين لهما أن الأخيرة صارت طعاماً للجائعين من أبناء المدينة.
عادات الكتابة
ومن ثم يُسأل الكاتب عما أراد بجملة وردت في الرواية المذكورة هي الآتية: "ينبغي لنا أن نكتسب عادات حسنة، حتى التعصب". فيجيب بما معناه أنه يتعين على الكاتب أن يكتسب عادات صارمة في الكتابة تكون معينة له على الإبداع. ومن قبيل ذلك أنه اكتشف موهبته للكتابة منذ سن الـ15، وعنَّ له أن يكتب على طراز تشارلز ديكنز الشائع في القرن الـ19. وكان كثيراً ما اتهم، من قبل المشرفين على تربيته وتقويم كتابته، بأنه كان مخالفاً للموضة حتى قبل أن ينشر كتاباته، وهو لما يزل طالباً.
ولدى سؤاله عن عاداته في الكتابة، أجاب بأنه كان لا يزال أستاذاً للغة الإنجليزية، ومدرباً للمصارعة الحرة، لما أنهى روايته الرابعة "العالم بحسب غارب" وهي حكاية الفتى "ت س غارب"، الابن الطبيعي لأم نسوية تدعى جيني، المسؤولة عن مركز لرعاية النساء كانت ترغب في طفل ولكن من دون زواج. ولما كانت جيني ممرضة، وفي الأشهر الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، التقت جندياً مصاباً بطلق ناري في رأسه أحدث ضرراً بالغاً في دماغه، فقد اختارت أن توقعه في حبائلها وتمارس الجنس معه ليرمي نطفته فيها، فيولد الطفل الذي سمته "ت س غارب". ونشأ الطفل برعايتها، محاطاً بأشخاص من محيط أقل ما يقال فيه إنه مصاب باختلالات هي سمات المجتمع الأميركي لما بعد الأزمات الكبرى (1929) والحربين العالميتين، تزامناً مع الاتجاهات الليبرالية الحديثة. ويكبر غارب، ويحب هيلين، ويتزوجان وينجبان ولدين، ولكنه يصدم لعلاقة زوجته بأحد تلاميذه. وعندئذ يفتعل غارب حادثة سيارة يُقتل، على أثرها، أحد ولديه، وتُفقأ عين الآخر. أما زوجته فتنجو مع حروق في جسمها. في حين يقطع أحدهم قضيب الرجل الذي أقام علاقة مع زوجته. وفي ختام الرواية تقتل جيني على يد أحد المتطرفين الذكوريين في خلال أحد التجمعات السياسية. كما يصاب "ت س غارب" بطلقات نارية عديدة في المركز الرياضي، فيستذكر، في طريقه إلى المستشفى، ما كان من طفولته في مركز رعاية النساء الذي كان في عهدة أمه.
وبما أن الرواية لقيت طيفاً واسعاً من القبول والاستحسان، وبيعت أعداد وفيرة من الكتاب، فقد صار بمقدور الكاتب أن يتفرغ للكتابة، ويستغني عن التدريس وتدريب المصارعة الحرة، ليعيش من قلمه، وهو أمر ما كان ليخطر في حلمه، على ما أقر به. والحالة هذه، فقد صار بوسعه أن ينصرف إلى الكتابة سبع ساعات متواصلة يومياً، على سبعة أيام في الأسبوع. ولعل هذا الإصرار والدأب ما يعنيه بعبارة "التعصب".
التوثيق والتأريخ
ولدى سؤاله عن الملاحظات التي يهيئها الكاتب لرواية قبل تكونها، وعن غزارته في الكتابة أو في التحضير لكتابة الروايات، يجيب داعياً من سأله إلى النظر خلفه، فيرى كدسات من الأوراق غير المنتظمة، مع أنها في حقيقتها ملاحظات مدونة ومنظمة، منها ما يتعلق بشخصيات يتم تحديد مواقعها وأدوارها، في هذه الرواية أو تلك. كما تنطوي هذه الكدسات على مشاهد يمكن إسقاطها في رواية معينة، دون غيرها. وعلى هذا النحو، تكون مشاريع الروائي حاضرة أمام ناظريه، وكل المعلومات التاريخية والاجتماعية وغيرها ماثلة لتستثمر في سياق سردي موات. وفي هذا ما يمكن أن يكون صدى لتراث الرواية الواقعية الفرنسية عند كل من زولا وفلوبير وغونكور.
ولا يُخفي الكاتب جون إيرفينغ، إقراره بفضل كبار آخرين على تكوينه الأدبي، وهو الذي اتضح ميله إلى أن يصير كاتباً منذ الـ15. إذ يحدث أن يصادف، وهو في الـ17 من عمره، كاتباً عظيماً، هو هرمان ملفيل، صاحب ملحمة "موبي ديك"، وهو الذي أتاح له أن يدرك أن على المؤلف أن يعرف خاتمة روايته قبل أن يباشر في تأليفها. أما تشارلز ديكنز فكان يبتدع في عالم الرواية والسرد فيها، كلما تقدم في كتابتها. ولم تكن النهايات في رواياته تشكل نقاط قوة لديه. في حين بدا ملفيل، في روايته "موبي ديك"، ممسكاً بكل خيوط روايته، ماضياً بها إلى خواتيمها الظاهرة لعيانه.
ويقول الكاتب، في هذا الشأن أيضاً، أنه اقتضى منه زمناً حتى أدرك أن الطريقة التي يعتمدها في كتابة رواية هي نتاج لتراكم خبرات، وليست شأناً طارئاً وعفوياً. وبناءً على هذا الكشف، كتب روايته الرابعة التي سبق الكلام عليها (العالم بحسب غارب)، معتمداً طريقة وضع خواتيم الرواية قبل الشروع فيها، وتوجيه كل الأحداث والمشاهد وجهة هذه الخواتيم. وبناء عليه، تتبدى مسارات الرواية أوضح للكاتب وللقارئ على حد سواء. ويضيف لتأكيد هذه الطريقة، أن بعض الروايات لديه استلزم تأليفها 20 عاماً حتى يستجلي كل وقائعها، ويضع خواتيمها الملائمة، تمهيداً للشروع في كتابتها.
اللازمات والأصداء
ولدى سؤال الكاتب إيرفينغ عن ظاهرة ماثلة في رواياته، وهي وجود نوع من اللازمات، أو الجمل المتكررة، على مدى فصول الكتاب، إضافة إلى اعتماد الكاتب على استراتيجية الأصداء، أي جعل الفصول أو المشاهد يجاوب بعضها بعضاً، فيجيب بأنه كثيراً ما أحب أن يقوم النص السردي على نسق من أصداء، وأن تكون جملة فيه متكررة في متنه، ولا بأس أن تُعتمد لازمة، وأن تصير خاتمة للرواية. ولئن أقر بأن هذه اللازمات قد تبدو ثقيلة على القارئ، فإنه انتقى منها ما يقلل من رتابة السرد، وهي نادرة الحدوث في كتابته لكثرة المفاجآت، والأحداث الطارئة التي تقلب مصائر الأبطال على نحو مأسوي. وحتى يتجنب الإفراط في تكرار بعض الكلمات واللازمات، وجد من الأنسب تعيين قارئة أولى، وثانية لأعماله قبل تقديمها للنشر. وهذا كان شأنه قبيل طباعة روايته "عمل الله، ونصيب الشيطان" التي يحكي فيها قصة طبيب يدعى "ويبور لارش"، مولود عام 1850، أُرسل عام 1920، وهو في الـ70، إلى مقاطعة ماين ليشرف على مركز طبي، يفد إليه الأيتام والنساء، فقرر أن يؤسس ميتماً بمعونة ممرضتين، هما آنجيلا وإدنا، فكان ميتم سان كلود. وسرعان ما اختص ذلك الميتم بعمليات الإجهاض، يشرف عليها الطبيب لارش. وصودف أن ولدت امرأة ابناً لها على يد الطبيب، وتركته في عهدة الأخير، فكان لهومر ويلز أن ينشأ في الميتم، ويتلقن من لارش حرفة بتر الأعضاء التي اشتُهر بها الأخير. غير أن الطبيب الشاب ظل يرفض ممارسة الإجهاض، على رغم حبه للارش، ووفائه لذكراه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي خلال عمله، من أربعينيات القرن الـ20والخمسينيات منه، تتعرف أربع عائلات إلى الطبيب الشاب هومر، بهدف تبنيه، إلا أن أحداثاً صادمة وقاتلة تحول دون ذلك. مما يضطر هومر إلى العودة إلى سان كلود، ليستأنف عمليات الإجهاض. وفي الختام يلتقي هومر فتاة تدعى والي، يتزوجها، وينجبان ولداً يسمى آنج (ملاك)، وهذا الأخير، حالماً يقوى عوده، يُسر إلى معارفه بأنه سيكون كاتباً.
بنية الرواية وشكسبير
وحين سئل الكاتب إيرفينغ عن ميله الغالب إلى تقسيم روايته إلى ثلاثة أو خمسة فصول، وإن كان ذلك تأثراً بشكسبير الذي أهدى إليه كتابه "إليّ نفسي العديدَ من الشخصيات" (2013)، أجاب بأن المسرح كان أول نوع أدبي أشعل في نفسه جذوة الكتابة. ذلك أن والدته كانت تعمل ملقنة في المسرح، بينما كان حموه ممثلاً. ويضيف أنه غالباً ما كان يتسلل إلى المسرح، عائداً من المدرسة، حيث ينهي واجباته المدرسية في قاعة المسرح، في خلال التمارين. وكان ذلك المسرح نموذجياً في البلدات الصغيرة حيث تقدم أعمال مقتبسة من مسرحيات شكسبير، ومن أعمال أغاثا كريستي على السواء. ويضيف أنه صار قادراً على التمييز بين المسرحيات الجيدة وتلك الرديئة، وحتى إنه خطر في باله أن يصير ممثلاً، لفرط ما أحب أدوار حميه، وظن أن كتابة الملهاة والرواية خطان متوازيان ومتكاملان، ويمكن إحياؤهما ودمجهما. وبناءً عليه، يمكن تبين كثير من مظاهر المسرح وكتابته، في متون أعماله الروائية.
وحين يُسأل إيرفينغ عن مقولة كان أوردها في كتابه "الصديقة المتخيلة الصغيرة" حول لزوم أن يعتاد الكتاب الحقيقيون على عدم فهم القراء لهم، يجيب بأنه كثيراً ما تملكه الخوف من وقوعه في الإبهام، ولذلك يفضل أن يُتهم بالإشارة الصريحة إلى الأشياء، خيراً من اتهامه بالغموض، أو بالوضوح. وتوكيداً على ذلك، يحيل السائل على قول أستاذه في الكتابة الإبداعية كورت فونيغات (1921-2007) الذي يقول: "يجب على المرء أن يكون واضحاً، ولكن بالقدر نفسه أن يكون لطيفاً حيال الناس، إذ ينبغي لنا أن نشعر بقدر من التعاطف مع الكائنات البشرية الضعيفة".
وبالنظر إلى المصائر المأسوية التي تنتهي إليها أغلب الشخصيات والأبطال في روايات إيرفينغ، يُسأل الكاتب عما إذا كان يمارس شيئاً من السادية حيالهم، فيقول (ضاحكاً) إنه يسعى جاهداً ليجعل القارئ يحب هذه الشخصيات، ويتماهى بها، ويقدرها، ويشفق عليها، عملاً بالمبدأ الدرامي المعمول به في المسرح. وهذا قبل أن يعرضها للتجارب الرهيبة وللأحداث المروعة التي تضع حداً لحياتها أو لحضورها. وفي هذا ما يوحي بأن الروائي تلبس مقام الديان القهار، على حد قوله.
مكانة القارئ
وإذ يُسأل عن مقام القارئ وحضوره في كتابته الروائية يجيب بأن هذه المسألة تُعزى إلى المسرح الذي شغف به طفلاً ثم مراهقاً، حين كان يرى المؤلفين يعنون بالجمهور، ويسعون إلى لفت انتباههم. وفي هذا يقر الكاتب بأن جزءاً من ذوقه الأدبي مستمد من كتاب القرن الـ19 الذين كانوا يتركون مكاناً للقراء. ويقول بأن الأدب المعاصر قد أخطأ حين لم يُعنَ بالقارئ، ومن دون أن يعني ذلك التملق له، أو التنازل عن إبداعية الكتابة الروائية الخاصة بالمؤلف. وحين يقول بأن رواياته مكتوبة على سمت نهاياتها، فهو يعني بأنها موجهة بخيط الأحداث وتداعياتها. وهذا ما يطمح إليه الجمهور والقراء. ذلك أن السرد يقدم للقارئ وعداً، مؤداه "إن تابعتَني، فسيحدث ما كنت تتوقعه". وثمة لعب ههنا، إذ يفترض بالقارئ أن يخمن حدوث شيء ما، وليس كل شيء.
ولدى سؤاله عن الرواية الأخيرة التي يزمع إصدارها، يجيب إيرفينغ، بأن ثمة ثلاث روايات في الأقل ينوي كتابتها، ولكنه لم يباشرها بعد، وقد بلغ الـ82 من عمره، ولا يقوى على القيام بالأمور كما عهده في السابق. ويقول إنه سيختار الأنسب منها وفقاً لمبدأ معرفة خواتيمها قبل الكتابة.
ولمزيد من الإحاطة بأعمال الكاتب نقول إن له ما يزيد على 20 عملاً روائياً وقصصياً، منها: شارع الأسرار، ولي وحدي الكثير من الشخصيات، والليلة الأخيرة في تويستد ريفر، ولسوف أجدك، واليد الرابعة، وعمل الله، ونصيب الشيطان، وسينماي، والأرملة من ورق، وطفل الطابة، وأحلام الآخرين، وصلاة من أجل أوين، وفندق نيو هامشير، والعالم بحسب غارب، وزواج من العيار الوسط، وملحمة شارب المياه، والحرية للدببة، وغيرها.