ملخص
مثلت فترات غياب نجم خط الوسط الإسباني رودري عن مانشستر سيتي لحظات الضعف القليلة التي تتيح لمنافسيه الفرصة للتفوق عليه لكن مع تألق بديله كوفاسيتش قد يتغير كل شيء
هذا هو أحد قوانين كرة القدم الثابتة، الفرق التي تضم رودري لا تخسر بينما الفرق المحرومة من رودري كانت تميل إلى الخسارة.
لقد كان الرجل الخارق الإسباني والضمان الشخصي للنجاح ليس فأل خير بقدر ما كان نجماً لا هوادة في تألقه ثم خرج رودري في الشوط الأول في نهائي "يورو 2024" والمباراة من دون أهداف، ولعب بديله مارتن زوبيمندي بشكل أفضل وفازت إسبانيا ثم تسيد مانشستر سيتي خط الوسط في مباراة درع المجتمع بثلاثي يضم المبتدئين نيكو أوريلي وجيمس ماكاتي، ثم جاءت المباراة الثالثة وهي نوع المباريات التي خسرها سيتي الموسم الماضي ضد تشيلسي الذي بدأ المباراة بثلاثي خط وسط دفاعي بقيمة 280 مليون جنيه استرليني (364.21 مليون دولار).
لم يكن لدى سيتي أي من هؤلاء لكن كان لديهم ماتيو كوفاسيتش، لاعب تشيلسي المنبوذ الذي يحمل الرقم "8" على ظهره كمؤشر على دوره المفضل، وكان لديهم كوفاسيتش الذي استلم تمريرة ويسلي فوفانا الضالة، وفي لحظة رمزية رائعة شق طريقه متجاوزاً الثنائي مويسيس كايسيدو وإنزو فرنانديز اللذين بلغت قيمتهما 222 مليون جنيه استرليني (288.76 مليون دولار) ليسجل هدفاً من تسديدة بعيدة من مسافة 20 ياردة ويكمل فوزاً بنتيجة (2 - 0) إذ تحدث هذه الأشياء لتشيلسي كعقوبات لإنفاقهم.
لكن هذه الأشياء لم تحدث لمانشستر سيتي، الانتصارات من دون رودري في الموسم الماضي، فعندما تم إيقاف الإسباني، ربما كان كوفاسيتش هو أسوأ مباراتين له مع سيتي، بينما كان يسعى لتثبيت قدميه في خط الوسط أمام ولفرهامبتون وأرسنال وخسر سيتي المباراتين، تماماً كما خسر أمام أستون فيلا من دون رودري، وخرج من كأس "كاراباو" أمام نيوكاسل من دونه.
فازوا بخمس مباريات من دون رودري في الموسم كاملاً، مباراتين ضد لوتون، وواحدة ضد كل من يونغ بويز في برن، وريد ستار بلغراد وأمام هدرسفيلد.
لقد مر عامان تقريباً منذ الفوز بنتيجة (6 - 3) على مانشستر يونايتد، إذ تغلب مانشستر سيتي على أي فريق نخبوي في غياب رودري ولو لمرة واحدة، وكان ذلك عندما كان لديهم إلكاي غوندوغان.
ربما وجد مانشستر سيتي أخيراً علاجاً لحالته الحادة من الاعتماد على رودري. وقال غوارديولا، "رودري مهم للغاية بالنسبة لنا، لكن الموسم الماضي كان الأول لكوفا وهذا هو الموسم الثاني ولدينا بديل آخر، من المهم الفوز من دون رودري، إنه ضروري للغاية، إنه مهم حقاً، عندما يقول شخص ما إن مانشستر سيتي لا يستطيع الاستغناء عنه فإننا نحطم كل الآراء والأرقام القياسية وقد حطمنا هذا الرقم أيضاً ونتمنى عودته في أسرع وقت ممكن ولكن في الوقت نفسه الأمر يتعلق بالبقاء على قيد الحياة في هذه الفترة".
والآن ظهر كوفاسيتش كخطة بديلة، عندما بدت الإستراتيجية ببساطة تأمل أن يكون رودري غير قابل للتدمير.
بعد فشل فترة كالفين فيليبس في مانشستر وخسارة ديكلان رايس، فإن اختيار عدم التعاقد مع برونو غيماريش، حتى مقابل 100 مليون جنيه استرليني (130.07 مليون دولار) كان مهدداً بالظهور بشكل مكلف وغريب، ثم جاء انتصار كوفاسيتش في "ستامفورد بريدج".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كان متواضعاً للغاية لدرجة أنه لم يعلن نفسه استنساخاً لرودري وقال، "ألعب اليوم نوعاً ما في مثل دوره لكننا نفتقد رودري دائماً لأن، إن لم يكن أفضل لاعب فهو أحد أفضل اللاعبين في العالم".
يختلف كوفاسيتش لكنه يعطي ثقة في الاستحواذ إذ أكمل 62 من 64 تمريرة، والقدرة على الاحتفاظ بالكرة مع وجود الخصوم حوله.
وكان إجمالي ستة تدخلات أكثر غرابة إذ يتمتع الكرواتي بإصرار لكنه يفتقر إلى الحضور البدني لرودري.
وباعترافه فهو ليس مرتاحاً بشكل خاص كلاعب وحيد في خط الوسط فهو معتاد أكثر على التناغم مع الفائز بالكرة سواء كان نغولو كانتي في تشيلسي أو مارسيلو بروزوفيتش لكرواتيا أو رودري.
بدأ تكريم غوارديولا له مع جيل سابق من كوفاسيتش، وقال "جودته ومعظم الصفات تأتي من والدته ووالده، لقد قدموا إنساناً لا يصدق، إنه شخص من الدرجة الأولى، إنه محبوب بشكل لا يصدق وهو مهم للغاية في مجموعتنا". "لقد تكيف بشكل جيد حقاً في الموسم الماضي وهو لاعب ذو خبرة وعندما تلعب [لريال] مدريد وتشيلسي ولنا ولمنتخب كرواتيا الوطني وعديد من المباريات يجب أن تكون شخصاً مميزاً".
ما تلا ذلك أوضح إهدار تشيلسي في التخلص من الفائز بدوري أبطال أوروبا 2021 ولاعب العام في (2019 - 2020) وقال غوارديولا، "لم يكن من السهل المجيء إلى هنا لأنه كان مرتبطاً جداً بتشيلسي".
"إنه يتحدث بشكل كبير عن تشيلسي، يأتي إلى هنا ويؤدي ثم يسجل هدفاً رائعاً، الهدف هو أهم صفاته، عندما يكون قادراً على القيادة بالكرة ومهاجمة الخطوط الأخيرة فهو مخيف بالكرة عندما يكون تحت الضغط، إنه يحافظ على الاتساق وثبات المستوى، نحن بحاجة إليه، من دون رودري، نحتاج إلى أن يكون الفريق بأكمله في حالة جيدة قدر الإمكان".
ولقد كانت آمال بعض منافسيهم في الإطاحة بمانشستر سيتي معلقة على هاتين الكلمتين: من دون رودري.
وإذا تعرض لاعب كرة قدم لعب 172 مباراة من أصل 190 مباراة ممكنة في الدوري منذ انضمامه إليهم لإصابة خطرة، فربما تتحول الميزة إلى مكان آخر. وكما هو الحال، فمن المتوقع عودة رودري قريباً.
قد يكون رودري لاعب كرة القدم المتميز في الدوري ولكن إذا استمر كوفاسيتش في اللعب كما فعل في "ستامفورد بريدج"، فقد لا يكون اللاعب الأكثر أهمية أو لا يمكن استبداله بعد الآن.
© The Independent