ملخص
شهدت المملكة المتحدة تغييرات كبيرة في تمثيل المجتمعات الآسيوية في الإعلام والمهرجانات مقارنة مع الماضي، لكن لا تزال هناك تحديات في تقدير مساهماتهم ومعالجة التمييز الذي يعانونه.
خلال فترة المراهقة التي قضيتها في المملكة المتحدة، كنت أمضي أشهراً من دون أن أشاهد وجهاً على شاشة التلفزيون من دول شرق آسيا أو جنوبها الشرقي، المعروفة اختصاراً بـESEA. وكنت أشعر بالفخر بكل ظهور نادر لشخصيات آسيوية على صفحات "نيو ميوزيكال إكسبرس" New Musical Express (NME) (وهي مجلة بريطانية اضطلعت بدور كبير في تشكيل الثقافة الموسيقية والترويج لفنانين ناشئين). وكنت كذلك أحتفظ بالصور كمصدر إلهام لمحاولاتي البائسة في تقليد تسريحة الشعر التي امتازت بها كارين أو المغنية الكورية الأميركية الأولى في فرقة موسيقى الـ"إندي روك" Yeah Yeah Yeahs.
لكن اليوم، أصبح تمثيل مجموعات شرق آسيا وجنوبها الشرقي أكثر وضوحاً في "مهرجان غلاستونبيري" Glastonbury Festival لهذه السنة، الذي قدم فيه مغنيا الـ"راب" المولودان في لندن ناتي وايلاه وجيانبو عروضهما الخاصة، كما نجح منسقو أغان مثل أوه آني أوه وزميلها يينغ في حمل حشود المهرجان على الرقص على أنغامهما.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في غضون ذلك أطلقت المغنية الصينية الجامايكية غريف في شهر يوليو (تموز) الماضي ألبومها الجديد "فرتيغو" Vertigo، الذي لقي استحسان النقاد. كما صدر أخيراً للمغنية الفيليبينية بيبادوبي - التي حققت نجاحاً في مسيرتها الموسيقية من خلال ظهورها في مهرجان Big Weekend (مهرجان موسيقي تنظمه إذاعة "بي بي سي راديو وان") والغناء في افتتاح حفلة لتايلور سويفت - ألبوم ثالث بعنوان: This Is How Tomorrow Moves.
أما سنترال سي الذي يعد في الوقت الراهن أحد أبرز مغني الـ"راب" في بريطانيا، فلديه جذور عرقية تعود لغويانا والصين وإنجلترا. ويشهد سبتمبر (أيلول) المقبل انطلاق مهرجان "مارجينز يونايتد" Margins United، وهو أول مهرجان موسيقي مخصص لإحياء الثقافة البديلة في شرق آسيا وجنوبها الشرقي، إلى جانب مهرجان "ESEA Lit Fest" الذي يقام في منطقة "ساوث بانك" اللندنية.
على شاشة التلفزيون، تركت الممثلة البريطانية اليابانية سونويا ميزونو انطباعاً ملاحظاً من خلال دورها في مسلسل "بيت التنين" House of the Dragon على قناة "إتش بي أو". كما لعب بينديكت وونغ المميز، وهو من مدينة سالفورد الإنجليزية، دوراً رئيساً في ملحمة الخيال العلمي الشهيرة "مشكلة الجسم 3" 3 Body Problem الذي تعرضه "نتفليكس". وحققت شركة الإنتاج التلفزيوني "إي 24" A24 نجاحاً كبيراً بإنتاجات مثل "بيف" Beef و"باست لايفز" Past Lives و"ذا فارويل" The Farewell و"إيفريثيغ إيفروير أول آت وانس" Everything Everywhere All at Once الذي حاز جائزة أوسكار. يشار إلى أن جميع هذه المسلسلات والأفلام سلطت الضوء على التجارب الآسيوية.
للوهلة الأولى قد يبدو هذا تطوراً إيجابياً، إلا أنه يكشف عن واقع آخر مغاير، إذ أظهرت مقاطع فيديو نشرت أخيراً على "إنستغرام"، قام أصحابها بتحدي سكان مدينة لندن أن يسموا لهم ممثلاً أو موسيقياً من شرق آسيا أو جنوبها الشرقي، ليتبين لهم في ما بعد أنه ليس هناك إلمام لدى الناس بالأمر على الإطلاق. وتقول شاين كونو - المعروفة بـ "شاي شاي كونو"، وهي مؤسسة مشاركة لفرقة الأداء "ذا بيتن بيتش" The Bitten Peach (تقدم عروضاً تركز على المجتمعات المحلية غير الممثلة) وراقصة كاباريه استضافت أحد مقاطع الفيديو لمجموعة العمل "ريد فلاغد" Red Flagged (التي تعنى بزيادة الوعي بالقضايا التي تؤثر في المجتمعات الآسيوية) - إن "الأمر لم يكن مفاجئاً، فحتى كثير من الآسيويين الذين قمنا بطرح السؤال عليهم، واجهوا مشكلة في الإجابة".
فيف ياو المؤسسة المشاركة للمنظمة المجتمعية الشعبية "الشبكة البريطانية لشرق آسيا وجنوبها الشرقي" besea.n (التي تركز على دعم المجتمعات المرتبطة أصولها بتلك المنطقة في المملكة المتحدة والدفاع عنها) ما زالت تشعر بأن "أفراد هذه المجتمعات ما زالوا مهمشين وغير مندمجين بشكل كامل في المجتمع البريطاني". وقالت إنها "غالباً ما تضرب مثالاً على ذلك الإذاعة والمنصة الرقمية ’شبكة بي بي سي الآسيوية‘ BBC Asian Network، التي تركز بشكل أساس على ما يريده جمهور جنوب آسيا في المملكة المتحدة". وتشير ياو إنه "لا توجد منصة مماثلة بالنسبة إلينا، على رغم كوننا أيضاً آسيويين".
إن عدم الانتباه لوجودنا - حتى عندما يكون حضورنا أكثر ظهوراً في المجتمع اليوم - إنما يعود لإرث تاريخي مرتبط بتجارب عن الهجرة، لم يتم إلى حد كبير سردها.
دان تسو وهو مدرس ومنظم فعاليات، يرى أنه "غالباً ما يتجاهل تاريخ الهجرة إلى المملكة المتحدة من دول شرق آسيا وجنوبها الشرقي، ولا تزال تداعيات هذا الأمر جلية حتى اليوم". ويشير إلى مثال العمال الصينيين البالغ عددهم 140 ألفاً الذين جندوا خلال الحرب العالمية الثانية، ويقول: "جرى تكليفهم أصعب المهمات وأكثرها إهانة - مثل إزالة الجثث من "المنطقة المحرمة" No Man’s Land (المقابلة لخنادق العدو التي كانت غالباً ما تمتلئ ببقايا الجنود القتلى) – وعلى رغم ذلك، لم يعترف بمساهماتهم بشكل كاف بعد ذلك".
في عودة لفيف ياو، التي نشأت وهي تعمل في مطعم صيني يملكه والداها في وارينغتون، توضح أنها ترى من خلال قراءة كتاب أنجيلا هوي بعنوان: "وجبة سريعة: قصص من الطفولة خلف الكاونتر" Takeaway: Stories from a Childhood Behind the Counter أن تجاربها لم تكن فريدة من نوعها بالنسبة إليها أو إلى أسرتها. وتقول: "كنت أظن بغباء أن كل شخص صيني بريطاني قابلته، جاء من مطعم للوجبات الجاهزة، لأن ذلك كان كل ما أعرفه. وهذا يعكس كيف يؤثر العيش في بلدة صغيرة ذات تواصل محدود مع مجتمعات شرق آسيا وجنوبها الشرقي، في نظرة الفرد وتصوراته".
أما آني* التي انتقلت من سنغافورة إلى المملكة المتحدة لدراسة الصحافة، ثم تولت لاحقاً مناصب بارزة في منشورات مرموقة للموضة مثل "ديزد أند كونفيوزد آي - دي" i-D Dazed and Confused، فتتذكر كيف كان الناس في مسقط رأس زوجها الجديد في شمال شرقي إنجلترا، غالباً ما يخطئون في اعتبارها إما عروساً تايلاندية أو عاملة في مطعم صيني.
لكن هناك جانباً آخر لهذه المسألة - وهو أسطورة الأقلية النموذجية - التي تعكس فكرة أن الآسيويين عموماً يفترض أن يكونوا من ذوي الإنجازات العالية ومن الناجحين، ما يعني أنهم لا يوجد لديهم مبرر للشكوى أو التعبير عن أي مظالم.
غالباً ما يرتبط هذا المفهوم الخاطئ بالصورة النمطية التي تصور الآسيويين على أنهم هادئون ومطيعون وغير مبدعين، وبأننا نفضل العمل في مجالات مثل الطب أو الهندسة (عندما لا نعمل في مطاعم الوجبات السريعة الصينية). وهذا ما واجهته آني عندما التحق أطفالها بمدارس في لندن، وتقول: "فوجئ المعلمون عندما اكتشفوا أن شغف أولادي كان بالفن، وليس بالمواد العلمية مثل الرياضيات والعلوم كما كان متوقعاً".
التجربة هذه ليست وحيدة، وهي تتكرر كثيراً. ففي حين ينظر إلينا باعتبارنا أقلية نموذجية في مجالات معينة، فإننا نعامل كغرباء في مجالات أخرى. إن الاعتماد على مثل هذه الصور النمطية من شأنه أن يحجب التنوع الكبير والاختلافات الفردية داخل مجتمعنا.
وعلى رغم أن الأفراد من أصل صيني يشكلون جزءاً كبيراً من مجتمعات شرق آسيا وجنوبها الشرقي في بريطانيا، فإنه يوجد في المملكة المتحدة أيضاً آخرون من أصول يابانية وكورية وإندونيسية وماليزية وسنغافورية وغيرها. وفيما غالباً ما ينظر إلينا باعتبارنا مجموعة واحدة لا يمكن التمييز بين أفرادها - إلا أن التجارب داخل المجتمع يمكن أن تختلف بشكل كبير -على سبيل المثال قد يكون شخص لديه خلفية مماثلة لياو، وتجربة حياة مختلفة تماماً مقارنة بطالب جديد من الطبقة المتوسطة من الصين أو سنغافورة، مثل آني.
يضاف إلى ذلك أنه غالباً ما نتجاهل في المناقشات المتعلقة بمشكلة الهجرة، وذلك على رغم التحديات الكثيرة التي نواجهها. وفي وقت يكون فيه التركيز في الخطاب المحافظ في بريطانيا على الحد من الهجرة، إذ انتقل نحو 200 ألف شخص من سكان هونغ كونغ إلى المملكة المتحدة منذ عام 2021 بموجب "مخطط التأشيرة للمواطنين البريطانيين (في الخارج)" British National (Overseas) Visa Scheme ، الذي وضعه رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون، رداً على الحملة العنيفة التي شنتها سلطات بكين على المعارضين لها في المستعمرة البريطانية السابقة التي استعادتها الصين.
إن عدم الانتباه هذا - حتى عندما يكون حضورنا أكثر ظهوراً في المجتمع اليوم - إنما يعود لإرث تاريخي مرتبط بتجارب عن الهجرة، لم يتم إلى حد كبير سردها
وانتقل كثيرون مع أطفالهم في سن الدراسة إلى مجتمعات مستقرة في لندن ومدن أخرى منها مانشستر الكبرى وغيرها في منطقة ويست ميدلاندز، إذ شكل الوافدون من هونغ كونغ مجتمعات مميزة في مختلف أنحاء إنجلترا. وعلى رغم أنهم يتمتعون بمستوى تعليمي يفوق تقريباً ضعف متوسط تعليم المقيمين في المملكة المتحدة، إلا أن نحو نصفهم فقط يعملون في الوقت الراهن، وكثير منهم لا يجدون أن وظائفهم تعكس مهاراتهم أو مؤهلاتهم بشكل فعلي.
تعد تجربة التعامل مع تأثير جائحة "كوفيد" إحدى التجارب المشتركة بين عدد من الأشخاص من أصول شرق آسيوية أو جنوب شرق آسيوية في المملكة المتحدة. إذ أحدثت الزيادة في جرائم الكراهية المرتبطة بالوباء تحولاً كبيراً في طريقة إدراكنا لهويتنا، وتفاقمت بسبب الميل الإشكالي إلى ربط تفشي الفيروس وتداعياته بالأشخاص من أصل صيني. على سبيل المثال، أدى استخدام صور لـ"الحي الصيني" في لندن "تشاينا تاون" في وسائل الإعلام، إلى تقديم تقارير مرعبة عن الفيروس، وزيادة النمطية والتمييز ضد هذه الفئة.
ويقول دان تسو في هذا الإطار: "شعرنا بإحباط شديد، وبدأنا نربط ارتفاع معدلات جرائم الكراهية - سجلت زيادة بنحو 70 في المئة في عام 2020 - بالنقص في التمثيل الإيجابي الحقيقي لمجتمعاتنا".
ويصف المدرس كيف أن مناقشته التحديات التي يواجهها أفراد هذا المجتمع، غالباً ما تؤدي إلى ردود فعل متباينة. ويضيف أنه في حين يتفاعل نصف جمهوره مع تجاربه بشكل إيجابي، قائلين "هذه بالضبط تجربتي، شكراً لك على طرح الموضوع"، قد يتساءل النصف الآخر بالقول "لماذا أنت سلبي للغاية؟"، ويوضح أن هذا الانقسام يرجع إلى أن بعض الأشخاص ما زالوا يحاولون التعامل مع هذه القضايا. ويضيف أنه كان سيتجاهل هذا السؤال، لو طرح عليه قبل أكثر من خمسة أعوام، معتقداً أن كل شيء على ما يرام، فيما يقر بأن "الأمر يستغرق وقتاً كي يتمكن الناس من استيعاب هذه الحقائق والتعامل معها بشكل كامل".
إن مواجهة "هذا النوع من القضايا" غالباً ما يكون تجربة مؤلمة وتتطلب مستوى عميقاً من الإدراك والوعي الشخصي، فعندما أسترجع تجربتي الشخصية بانتقالي إلى المملكة المتحدة من سنغافورة، كشابة ساذجة تبلغ من العمر 16 سنة، أستذكر تلك اللحظات التي تعرضت فيها لمجموعة من الإساءات الصغيرة المتعلقة بمهاراتي في اللغة الإنجليزية، سواء في المدرسة أم في الشارع. وأشعر بالأسى على نفسي في تلك الفترة، عندما كنت ما أزال طفلة صغيرة تفتقر للمفردات اللازمة لفهم أن ما كنت أواجهه كان خطأ.
ما زلت حتى الآن أجد نفسي أحياناً أميل إلى التقليل من أهمية الإهانات اللفظية العنصرية التي تعرضت لها. لا بل كان يخالجني شعور بالحرج والخجل، أو بما كان والدي يصفه بلهجته الهوكينية بـpaiseh، في شأن تلك التجربة. وأتساءل عما إذا كان ينبغي علي أن أشعر بالامتنان لأن الأمر لم يكن أسوأ.
لكن الأبحاث تشير إلى أن هذه الحوادث ليست معزولة، إذ أظهرت إحدى الدراسات التي أجرتها "جامعة ليستر" أن 45 في المئة من الأفراد من شرق آسيا وجنوبها الشرقي، تعرضوا لجرائم كراهية في العام الماضي. وكانت الثقة بالسلطات متدنية للغاية، إلى درجة أن 10 في المئة فقط منهم أبلغوا الشرطة عن تلك الحوادث.
إن هذا الشكل من أشكال التمييز ليس سوى غيض من فيض، إذ كشف تقرير صدر في عام 2021 وقدم إلى لجنة الحكومة المعنية بالفوارق العرقية والإثنية، عن أن الأشخاص من أصول شرق آسيوية أو جنوب شرق آسيوية يتولون0.27 في المئة فقط من المناصب العليا، والأكثر نفوذاً في القطاعين الحكومي والخاص، وفي مجال الرياضة والإعلام، وهي نسبة أقل بكثير من حصتنا التقديرية من حيث عدد السكان، التي تبلغ نحو واحد في المئة، وذلك على رغم اعتقاد كثيرين أن هذا العدد قد يكون أقل من الواقع.
وفي مواجهة الحواجز المؤسسية القائمة والنقص في الفرص المتوافرة لهذه الفئة من مجتمعات شرق آسيا وجنوبها الشرقي، أخذ كثير من أفرادها على عاتقهم شق مساراتهم الخاصة بهم. فعلى سبيل المثال، تحتفل الآن مجموعة الأداء "ذا بيتن بيتش" التي أسستها كونو، بالذكرى السنوية الخامسة لها من خلال تعاونها مع شركة الإنتاج "اندربيلي" Underbelly التي أفردت لها مساحة خاصة لأعمالها على منصتها التي تعتبر معلماً بارزاً خلال مهرجان "إدنبره فرينج" Edinburgh Fringe. إضافة إلى ذلك، اضطلع دان تسو الذي يتولى تنظيم مجموعة العروض الموسيقية لمسرح "رام شاك" Rum Shack في "مهرجان غلاستونبيري"، بدور أساس في إبراز أعمال الفنانين الآسيويين، وفي مواصلة التعاون مع مؤسسة ESEA Music، وهي منظمة غير ربحية تهدف إلى دعم الفنانين الآسيويين في قطاع الموسيقى.
وفي هذا الإطار، اختارت "الشبكة البريطانية لشرق آسيا وجنوبها الشرقي" بعدما تقدمت بطلب إلى الحكومة البريطانية للاعتراف رسمياً بشهر التراث الخاص بمنطقة شرق آسيا وجنوبها الشرقي، أن تأخذ الأمور على عاتقها، بتنظيم الحدث بشكل مستقل، وتأمين التمويل له من خلال مساهمات من شركات مملوكة لآسيويين. وتقول فيف ياو: "إن التركيز على حصولنا على الدعم من داخل المجتمع، يشكل أمراً أكثر استدامة وأكثر فاعلية بالنسبة إلينا". وتضيف أن المنظمة تشجع الأفراد الذين يريدون دعم المجتمع على حضور فعالياتها والتطوع والمشاركة فيها بنشاط.
وعلى رغم أن قضايا الأفراد من أصول تعود لشرق آسيا وجنوبها الشرقي، لم تكن واضحة للغاية في المظاهرات المناهضة للعنصرية، إلا أن أعمال الشغب الأخيرة التي قامت بها جماعات اليمين المتطرف قد تلهم الناس للمشاركة بشكل أكبر في مكافحة التمييز، خصوصاً بعد الهجوم على ممرضتين فيليبينيتين أثناء أعمال الشغب التي حدثت في منطقة ساندرلاند.
وحضت منظمة السيدة ياو عبر حسابها على تطبيق "إنستغرام"، متابعيها على التوحد وإظهار التضامن بين المجتمعات المختلفة. وجاء في منشورها: "إن أعمال الشغب ليست أحداثاً معزولة تنشأ من العدم، فالعنصرية متجذرة بعمق في وسائل الإعلام والسياسات المؤسسية لدينا".
وتسعى الجماعات والمنظمات المجتمعية في الوقت الراهن إلى بناء حركة تهدف إلى التوعية في شأن مساهمات الأشخاص من شرق آسيا وجنوبها الشرقي، والاعتراف بإنجازاتهم في المملكة المتحدة. إلا أن فيف ياو تشير إلى أنه على رغم هذه الجهود، غالباً ما يتجاهل كثير من العمل الأساس الذي يجرى خلف الكواليس لدعم هذه القضية، قائلة إن "أولئك الذين يسهمون بهدوء في دعم المجتمع لا يحصلون على التقدير الكافي، ويشكل هذا الافتقار للتقدير جزءاً مهماً من التحدي المستمر الذي يواجه مجتمعنا".
وتختم بالقول: "على رغم هذه الصعوبات التي تواجهها مجتمعاتنا، يبقى هناك أمل في إحراز تقدم بشكل تدريجي، وذلك بفضل المنظمين الذين يعملون بلا كلل على مستوى القاعدة الشعبية، ويتعاونون مع أقرانهم الذين يشاركونهم رؤيتهم، ويدعمون فعاليات المجتمعات من أصول شرق آسيوية أو جنوب شرق آسيوية، والفنانين والشركات. ويبقى هناك تساؤل رئيس يتعلق بما إذا كان المجتمع الأوسع مستعداً فعلاً للمشاركة معنا في نقاش هادف يتناول هذه القضايا".
© The Independent