Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بيلاروس تحشد ثلث جيشها على الحدود الأوكرانية

الوقت لا يخدم موسكو و"توازن القوى" في غير مصلحة كييف

أوكرانيا أرسلت وحدات إضافية إلى الحدود خشية أن تتمكن القوات البيلاروسية بالتعاون مع القوات الروسية من الهجوم على كييف (أ ف ب)

ملخص

أعلن رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو عن حشد ثلث تعداد قواته المسلحة على الحدود المشتركة مع أوكرانيا، وقال إن القرار كان لا بد من اتخاذه "لأن كييف لا تحتفظ بأكثر من 120 ألف عسكري قرب الحدود مع بيلاروس فحسب، بل نقلت أيضاً قوات إضافية".

 في قرار فاجأ به السلطات الأوكرانية، أعلن رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو عن حشد ثلث تعداد قواته المسلحة على الحدود المشتركة مع أوكرانيا، وفسر القرار بأنه كان لا بد من اتخاذه "لأن كييف لا تحتفظ بأكثر من 120 ألف عسكري قرب الحدود مع بيلاروس" فحسب، بل نقلت كذلك قوات إضافية".

وقال لوكاشينكو في حديثه إلى قناة "روسيا -1" الإخبارية الرسمية إن أوكرانيا أرسلت وحدات إضافية إلى الحدود خشية أن تتمكن القوات البيلاروسية بالتعاون مع القوات الروسية من الهجوم على أوكرانيا، ولم تكُن تحتفظ بقوات يزيد تعدادها على أكثر من 120 ألفاً، مما ظل قائماً منذ بداية الحرب الروسية- الأوكرانية.

وكان لوكاشينكو وبعد فترة من الغزل الواضح مع بلدان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، عاد وانقلب على هذا التوجه بعد محاولة الإطاحة الفاشلة به في صيف 2020، ليعود ثانية إلى تحالفه السابق مع روسيا في إطار الدولة الاتحادية التي تحالف معها منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي.

لوكاشينكو على يقين بتحرير أراضي كورسك

وأعرب لوكاشينكو عن يقينه بأن روسيا ستحرر منطقة كورسك من الجيش الأوكراني بأي ثمن، فيما أكد أن تصعيد الصراع قد يسفر عن تدمير أوكرانيا بما ينال من وضعيتها كدولة.

وأشار إلى أن كل المقاتلين الأوكرانيين الذين نفذوا الهجوم على منطقة كورسك من المحاربين المحترفين، وجرى جمعهم من الوحدات الموجودة على طول جبهة القتال مع روسيا، فضلاً عن المتطوعين من البولنديين وغيرهم ممن وصفهم بالمرتزقة الذين قال إنه سيتم دحرهم، مضيفاً أن لا أحد استطاع على الإطلاق إلحاق الهزيمة بمثل هذه الإمبراطورية، ولن يهزم أحد روسيا.

وأكد الرئيس البيلاروسي ثقته بقوة وقدرات الجيش الروسي، فشدد على أن الأوكرانيين ومن معهم لا يستطيعون الوقوف أمامها، وأشار بإصبع الاتهام إلى الدوائر الغربية التي ذكر أن لها مصالحها في تأجيج الصراع وعدم توقف الحرب.

وعلى رغم أن لوكاشينكو لم يكشف بعد عن المدى الذي يمكن أن يصل إليه في تعاونه مع روسيا، تظهر المؤشرات أنه مدعو إلى الوقوف جنباً إلى جنب مع روسيا في معركتها مع أوكرانيا ومن يقف إلى جوارها "إلى أبعد مدى"، وهو الذي طلب من الرئيس فلاديمير بوتين نشر أسلحته النووية ليس التكتيكية فحسب، بل الاستراتيجية في أراضي بيلاروس.

وأجرت قواته المسلحة عدداً من المناورات المشتركة مع القوات النووية الروسية، فضلاً عما أكدته المصادر الروسية من استخدام المقاتلات الروسية للمطارات القريبة من الحدود الأوكرانية للوصول إلى كييف والمدن القريبة منها، كما أن العقوبات التي فرضتها الدوائر الغربية عليه مع روسيا، تظل تدفعه من منظور المصير المشترك، إلى البقاء في "خندق واحد" إلى جوارها.

وعلى الجانب الآخر، يؤكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن قواته تسيطر على الموقف في ما وصفها بالمناطق العازلة التي استولت قواته عليها في مقاطعة كورسك، ونقلت قناة "روسيا اليوم" الناطقة بالعربية عن صحيفة "صنداي تايمز" ما أوردته عن الضغوط التي مارسها زيلينسكي على جنرالات قواته المسلحة، وقالت إن "بصماته موجودة في كل مكان، ولم يكُن سراً في كييف منذ أشهر عدة أن الرئيس الأوكراني كان يضغط على القادة لشن هجوم مضاد في الصيف بسبب ما يصادفه من مشكلات مع المواطنين ومع شح المواد ونقصها في الأسواق"، بحسب الباحث في المعهد الملكي للدراسات الدفاعية مايكل كلارك.

وأضافت الصحيفة أن الهجوم على المنطقة الحدودية كان القرار الأكثر خطورة الذي يتخذه زيلينسكي خلال الصراع برمته، إذ توصلت كييف إلى طريقة غير عقلانية لاستخدام مركباتها التي كانوا يحتاجون إليها بشدة أكثر في دونباس.

خيارات موسكو للتعامل مع التوسع الأوكراني

أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الولايات المتحدة بوصفها المسؤولة عن الهجوم الأوكراني على مقاطعة كورسك، وإلى أن "نظام زيلينسكي" لم يكُن ليجرؤ على التوغل داخل الأراضي الروسية من دون تلقي "التعليمات" من واشنطن، واستبعد كذلك الدخول في مفاوضات مع كييف بعد الهجوم على مقاطعة كورسك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأعرب عن شكوكه بقدرة الأوكرانيين على تنفيذ الهجوم الإرهابي على أنابيب نقل الغاز الشمالي من دون مساعدة أميركية، لافتاً إلى أن رفض برلين الرد على أسئلة موسكو عبر القنوات الرسمية ومضيها في تسريب معلومات عبر الصحف المحلية حول تورط قادة أوكرانيين في الهجوم، يهدفان إلى صرف الرأي العام عن هوية الجناة الحقيقيين.

وعن خيارات القوات المسلحة الروسية للتعامل مع اختراق القوات الأوكرانية لمنطقة كورسك، فأشار إليها يفغيني فيدوروف على صفحات مجلة "فوينيه أوبزرينيه" شبه الرسمية الصادرة عن وزارة الدفاع الروسية، في مقالة نشرت قناة "روسيا اليوم" إيجازاً لها تناول "عدم وصول القوات الأوكرانية إلى محطة كورسك للطاقة النووية، في وقت لم ينجح الجيش الروسي في طرد العدو فوراً مما استولى عليه من أراضٍ في مقاطعة كورسك".

ونقلت المجلة عن فيدوروف قوله "الوقت الآن لا يعمل لمصلحة روسيا على الإطلاق، فكل يوم تصبح الخطوط الدفاعية الأوكرانية أقوى"، ومضى ليشير إلى ما وصفه بـ"الوصفة المحتملة للتطهير غير الدموي نسبياً لمقاطعة كورسك من القوات الأوكرانية"، وقال إنها "تتألف من إلحاق أضرار غير مقبولة بالعدو في أحد القطاعات الأمامية، وببساطة يجب أن يتجه خط التماس القتالي نحو الغرب، ومع الأخذ في الاعتبار نقل آلاف المقاتلين الأكثر تسليحاً وخبرة إلى منطقة كورسك، فإن احتياطات أوكرانيا قد لا تكون كافية للتعامل مع التهديدات".

وأردف أن زيلينسكي سيكون مدعواً إلى اتخاذ خيار من اثنين، فإما أن يستمر في الاحتفاظ برأس جسر في مقاطعة كورسك الحدودية، أو المغامرة بسرعة فقدانه لمزيد من الأراضي على الجبهة الشرقية، وفي هذه الحالة "يمكن للقوات المسلحة الأوكرانية في منطقة كورسك أن تقاوم حتى يأتي الروس إليها من جهة سومي".

ماذا عن احتمالات تغير موازين القوى؟

وعلى ضوء ما أعرب عنه الرئيس البيلاروسي لوكاشينكو لجهة يقينه بأن روسيا تملك من القوات والقدرات ما يكفي لدحر "العدو" الأوكراني، أشار مراقبون في موسكو إلى ما بذلته السلطات من جهود لتعزير قدرات البلاد العسكرية، منوّهين بما تقدمه المؤسسة الصناعية العسكرية من معدات وأسلحة حديثة إلى القوات المسلحة الروسية، فضلاً عن دفع القيادة العسكرية لمزيد من القوات ومنها الوحدات الشيشانية التي تحمل اسم الرئيس الراحل أحمد قديروف، والمعروفة بشدة بأسها وقدرتها المتميزة على القتال، في وقت اعترف كثيرون من ممثلي الدوائر الغربية بأن "أوكرانيا تحتاج إلى مزيد من الأسلحة، إذ لا توجد أسلحة كافية متاحة لتنفيذ هجوم وتغيير ميزان القوى في ساحة المعركة".

أما عن الموقف الراهن في مقاطعة كورسك، بعد فشل محاولات القوات الأوكرانية في الوصول إلى محطة كورسك النووية، فتقول المصادر الروسية إنه "تم إيقاف تقدم العدو في منطقة كورسك، لكن لم يُقضَ عليه"، فضلاً عن إشارتها إلى أن الأوكرانيين ومن معهم يستعدون بصورة مكثفة للدفاع.

وثمة ما يشير إلى تكثيف محاولات "تحويل زهاء ألفي مدني في الأراضي المحتلة إلى دروع بشرية خلال عملية طرد القوات المسلحة الأوكرانية"، إلى جانب ما يقال حول أن "الخطوط الدفاعية الأوكرانية تصبح كل يوم أقوى من ذي قبل".

وكان الرهان "إذا لم يكُن من الممكن الاستيلاء على محطة الطاقة النووية، ففي الأقل إجبار الروس على سحب الاحتياطات، أو حتى الوحدات المقاتلة، من الجبهات لإغاثة كورسك، لكن ذلك لم يحدث، وبدلاً مما كان في الحسبان، زاد الروس الضغط على دونباس، واستعادوا مزيداً من البلدات التي سبق ونجح الأوكرانيون في احتلالها".

اغتيال زيلينسكي

وحول ما يتردد عن احتمالات تصفية الرئيس الأوكراني زيلينسكي، نقلت وكالة DEITA.RU عن رئيس بيلاروس أنه قد يتم القضاء عليه على يد قوات الأمن في كييف، وأشارت قناة "روسيا اليوم" الناطقة بالعربية، نقلاً عن بيان صادر عن لوكاشينكو أنه قد يتم القضاء على الرئيس الأوكراني بدافع "الانتقام لخيانة البلاد".

وأشار الرئيس البيلاروسي إلى أن زيلينسكي ليس مستعداً للعمل بالسياسة، لكنه يحب المال، لذا فهو يحاول جذب مزيد من الأموال من الشركاء الغربيين حتى يتمكن من العيش بسعادة في قصر مع عائلته في الخارج"، وأردف أن خططاً كهذه غير قابلة للتحقيق لأنه في أوكرانيا لن يُسمح لزيلينسكي بالمغادرة بهذه السهولة، وعلاوة على ذلك وفقاً له، فإن الغرب الجماعي بعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة قد يرفض وعوده لكييف، مما يحرم السلطات الأوكرانية من الدعم، وهو ما لا يفهمه ممثلو كييف بعد.

وأعاد إلى الأذهان ما سبق وقالته الصحافة الغربية حول صراعات زيلينسكي مع قادة الكتل الأمنية، لا سيما مع القائد السابق للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني الذي تمت إقالته لاحقاً من منصبه وتعيينه سفيراً لبلاده في لندن.

وكان خلص إلى مثل هذا الاعتقاد، آخرون ومن بينهم رئيس دائرة الاستخبارات الرئيسة كيريل بودانوف (المدرج في قائمة الإرهابيين والمتطرفين في روسيا الاتحادية)، والمستشار السابق للرئيس الأوكراني السابق ليونيد كوتشما الذي يتوقع تصفية زيلينسكي بسبب البيانات المتعلقة بخسائر القوات المسلحة الأوكرانية، ووفقاً له، إذا قبل زيلينسكي عرض الانتقال إلى الغرب، فسيصبح خائناً في نظر الأوكرانيين.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير