Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من الصعب إقناع نتنياهو بالتخلي عن "فيلادلفيا"

يقول زميل مركز الشرق الأوسط براين كاتليس إن إسرائيل تتفاوض مع من ستقتلهم في كل الأحوال وتريد السيطرة على المحور الاستراتيجي لضمان أمنها

الزميل لدى معهد الشرق الأوسط براين كاتليس

ملخص

تصر إسرائيل على بقاء السيطرة الدائمة على ممري فيلادلفيا ونتساريم الاستراتيجيين في غزة، بينما ترفض "حماس" ذلك بشدة، مما يهدد بانهيار المحادثات التي تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ 10 أشهر

بينما يواصل الوسطاء جهودهم على قدم وساق من أجل التوصل إلى هدنة لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن لدى حركة "حماس"، يصر طرفا النزاع على الجمود في شأن مطالبهما على رغم الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع. فأمس الثلاثاء، اختتم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارته التاسعة للمنطقة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 من دون إتمام اتفاق، وحذّر من أن كل يوم يمر تزيد معه الأخطار التي يتعرض لها الرهائن وتزداد معاناة أهل قطاع غزة من دون مساعدات أو دواء. 

تصرّ إسرائيل على بقاء السيطرة الدائمة على ممري فيلادلفيا ونتساريم الاستراتيجيين في غزة، بينما ترفض "حماس" ذلك بشدة، مما يهدد بانهيار المحادثات التي تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ 10 أشهر، وترفض القاهرة كذلك حفاظ إسرائيل على وجود عسكري في محور فيلادلفيا (صلاح الدين) وهو منطقة عازلة على طول الحدود بين غزة ومصر بطول 14كيلومتراً.

ويقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن السيطرة على منطقة الحدود المصرية ضرورية لمنع "حماس" من تجديد ترسانتها من خلال أنفاق التهريب وإن إسرائيل بحاجة إلى "آلية" لمنع المسلحين من العودة للشمال الذي أصبح معزولاً إلى حد كبير منذ أكتوبر 2023، في حين رفضت الحركة هذه المطالب التي لم يُعلن عنها إلا في الأسابيع الأخيرة، ولم يرِد ذكر لاحتفاظ إسرائيل بالسيطرة على الممرين ضمن المسودات السابقة لمقترح وقف إطلاق النار، وفق وسائل إعلام أميركية. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الزميل الرفيع لدى معهد الشرق الأوسط في واشنطن براين كاتليس تحدث إلى "اندبندنت عربية" حول الإصرار الإسرائيلي على بقاء السيطرة العسكرية على المحور الذي يقع ضمن منطقة عازلة بموجب اتفاق السلام الموقع بين مصر وإسرائيل عام 1979، فيقول إن الولايات المتحدة حاولت لأسابيع عدة، وربما لأشهر، التوسط بين تل أبيب والقاهرة و"حماس" في شأن السيطرة على محور فيلادلفيا.

ويعرب عن اعتقاده بأن "التحدي الرئيس هنا يتلخص في أن إسرائيل ترى نفسها عرضة مجدداً للتهديدات التي ظهرت في السابع من أكتوبر وما قبله خلال الأعوام التي سبقت الهجوم الذي أشعل فتيل هذه الحرب (حرب غزة)"، مضيفاً أن إسرائيل تريد الآن أن تتخذ موقفاً تستطيع من خلاله الحفاظ على أمن شعبها بالداخل.

وأوضح كاتليس الذي عمل في مجلس الأمن القومي الأميركي ووزارتي الدفاع والخارجية، أن موقف الولايات المتحدة في هذا الصدد يتلخص في محاولة سد الفجوة بين هذه الانقسامات، ولكنها في نهاية المطاف لم تتمكن من إرضاء جميع الجهات الفاعلة الرئيسة هنا، قائلاً إن "إسرائيل تسيطر الآن على هذا الممر، ويبدو من الصعب إقناع نتنياهو بالتخلي عن السيطرة، نظراً إلى التاريخ الحديث والماضي لهذا الممر والافتقار إلى السيطرة عليه، مما أدى إلى هذه الحرب المدمرة التي بدأت بهجوم ’حماس‘ داخل إسرائيل".

عندما وُقّعت معاهدة السلام "كامب ديفيد" بين مصر وإسرائيل عام 1979، كانت المنطقة الأمنية والعازلة الممتدة من البحر المتوسط شمالاً حتى معبر كرم أبو سالم جنوباً بطول 14 كيلومتراً، والمعروفة باسم "ممر فيلادلفيا" تحت سيطرة إسرائيل من ناحية الأراضي الفلسطينية وأطلق عليها المنطقة (د)، بهدف منع تهريب الأسلحة وتسلل الإرهابيين، في حين لم يسمح الاتفاق بوجود قوات مسلحة مصرية من ناحية الأراضي المصرية في تلك المنطقة التي أطلق عليها (ه). غير أنه بموجب خطة "فك الارتباط" انسحبت إسرائيل من قطاع غزة، وتم تسليمه إلى السلطة الفلسطينية في أغسطس (آب) 2005، مع احتفاظ إسرائيل بوجود عسكري في "محور فيلادلفيا"، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، وقعت القاهرة وتل أبيب على "اتفاق فيلادلفيا" الذي يسمح بنشر قوات مصرية عند ذلك الشريط الحدودي بهدف مكافحة الإرهاب وعمليات التهريب، وسرعان ما تطورت الأمور مع سيطرة حركة "حماس" على القطاع عام 2007، وبالتبعية فرضت تل أبيب حصاراً ضد سكان القطاع.

ويتحدث كاتليس عن السبب الرئيس وراء تعثر المفاوضات الرامية إلى التوصل لوقف إطلاق النار وصفقة في شأن الأسرى، قائلاً إن الطرفين المتقاتلين الرئيسين، إسرائيل و"حماس"، فشلا في الاعتراف بشرعية بعضهما بعضاً، إذ أعلنت تل أبيب أنها ستحاول القضاء على جميع كبار قادة "حماس" المسؤولين عن هجمات السابع من أكتوبر وقتلهم، بالتالي فإن "إسرائيل تتفاوض مع مجموعة من الشخصيات تقول إنها ستقتلهم في كل الأحوال وتحاول القضاء عليهم. وعلى نحو مماثل فإن ’حماس‘ لا تعترف بشرعية إسرائيل، ولهذا السبب فإنها ترفض في اعتقادي، تفهم عدد من المخاوف التي يشعر بها الإسرائيليون حيال أمنهم"، ومن ثم فإن بعض القضايا المباشرة المتعلقة بالرهائن والإفراج عن السجناء أسهل في التعامل معها من الإطار الأوسع والأطول أمداً لما قد يشكل صفقة مستدامة. 

Listen to "إسرائيل تتفاوض مع من ستقتلهم في كل الأحوال" on Spreaker.

المزيد من متابعات