Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تستخدم قنابل ذكية: رسالة باتجاه أنفاق "حزب الله"

المقذوفات مزودة بحزمة J-DAM وتدار عبر نظام GPS لرفع دقة إصابة الأهداف

القنابل المستخدمة تزن الواحدة نحو 900 كيلوغرام ومزودة برأس حربي ضخم مصمم لاختراق التحصينات العميقة (الجيش الإسرائيلي)

ملخص

استخدم الجيش الإسرائيلي قنابل Mk84 الموجهة بنظام J-DAM لاختراق تحصينات عميقة تابعة لـ"حزب الله" جنوب لبنان، وهذه القنابل الثقيلة يمكنها إحداث دمار واسع، وتُستخدم لاستهداف الأنفاق والمخابئ.

خلال ساعات قليلة سرقت الجبهة في لبنان اهتمام المتابعين عسكرياً لما يحدث في الشرق الأوسط، بعدما نفذت إسرائيل ضربات "قاسية" بين البقاع شرق لبنان وصيدا جنوب العاصمة بيروت، استهدفت ما وصف بأنه أحد أكبر مخازن أسلحة "حزب الله" في البقاع، وكذلك قتل على إثرها عناصر من "حزب الله" إضافة لخليل المقدح، شقيق القيادي الفلسطيني في حركة "فتح"، منير المقدح.

التصعيد العسكري الإسرائيلي على جبهة لبنان لم يقتصر عند توسع رقعة الضربات جغرافياً أو استهداف مزيد من عناصر الحزب والحركات الفلسطينية في لبنان، بل تعداه إلى استخدام الجيش الإسرائيلي صواريخ جديدة ولأهداف عسكرية مختلفة.

لم يمر وقت طويل على استعراض "حزب الله" منشأة "عماد 4" التي قال إنها قاعدة عسكرية ضخمة مرتبطة بشبكة ضخمة من الأنفاق التي تتسع لمرور شاحنات ضخمة، حتى جاءه الرد سريعاً من خلال استخدم الجيش الإسرائيلي للمرة الأولى منذ اندلاع الاشتباكات في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قنابل خارقة للتحصينات من طراز Mk84 مزودة بحزمة توجيه J-DAM، في بلدة كفركلا في جنوب لبنان، حيث أُطلقت ثلاثة صواريخ ارتجاجية ثقيلة على مواقع تابعة لـ "حزب الله" تم إسقاطها من طائرات حربية F35.

اختراق التحصينات

تكشف تقارير إعلامية إسرائيلية ولبنانية أن القنابل المستخدمة في هذا الهجوم تزن نحو 900 كيلوغرام، ومزودة برأس حربي ضخم مصمم لاختراق التحصينات العميقة.

هذا النوع من القنابل يُعرف بلقب "المطرقة" بسبب قدرته العالية على إحداث دمار شامل، إذ يمكنه إحداث حفرة بعرض 15 متراً وعمق يتجاوز 10 أمتار، مع تأثيرات ارتجاجية قاتلة، علماً أن القنابل مزودة بحزمة J-DAM، وهي مجموعة من أجهزة التوجيه التي تحول القنابل غير الموجهة إلى قنابل "ذكية" تُدار عبر نظام GPS، مما يرفع من دقة إصابة الأهداف ويزيد من قدرة القنبلة على اختراق التحصينات شديدة العمق، مما يجعلها مثالية لاستهداف المخابئ والأنفاق التي قد تكون موجودة تحت الأرض.

 

ويبدو أن إدخال هذه القنابل إلى ساحة القتال يحمل رسالة واضحة بأن الحرب، إذا اندلعت بشكل أوسع، ستكون فتاكة ومدمرة، وذلك بالتزامن مع إعلان الجيش الإسرائيلي عن تسلمه من الولايات المتحدة الأميركية قنابل تدمير المخابئ والأقبية (خارقة للتحصينات)، والتي تعرف بـ "أم القنابل" GBU-5 تزن 14 طناً، وتتمتع بقدرة تمنحها اختراق عمق يصل بين 60 إلى 80 متراً تحت الأرض، وهي أكبر قنبلة غير نووية في الترسانة الأميركية، وهي مصممة لإلحاق الضرر بالمنشآت النووية الإيرانية.

سباق التسلح

وبرأي الصحافي عماد محمود، فإن صفقة بيع الولايات المتحدة لإسرائيل قنابل خارقة قادرة على دك التحصينات الأسمنتية والمخابئ، تكشف رغبة أميركا في ترجيح ميزان القوة العسكري في الشرق الأوسط لمصلحة إسرائيل، بالتزامن مع التهديدات الأميركية والإسرائيلية لإيران.

ولفت إلى أن الصفقة قد تكون ورقة ضغط على طهران كي تتعامل بمرونة أكثر في أزمة برنامجها النووي، متخوفاً من أن تؤدي هذه الخطوة إلى سباق تسلح جديد يكون من الصعب كبح جماح القوى الإقليمية الراغبة في تأمين نفسها من أي تهديدات محتملة، معتبراً أن المجتمع الدولي مسؤول عن وقف سباق تسلح في الشرق الأوسط.

شبكة الأنفاق

وفي السياق يشير الخبير العسكري والاستراتيجي إلياس حنا، إلى أن التصعيد بين "حزب الله" وإسرائيل يتزايد ويتحول إلى تصعيد حاد حيث يتم استخدام أسلحة جديدة ومتطورة، إذ يجرب كل طرف قدراته العسكرية، فـ"حزب الله" يختبر الدفاعات الجوية الإسرائيلية، في حين تستعرض إسرائيل قدرتها على استهداف قيادات الحزب، واستخدام القنابل الارتجاجية وغيرها من القدرات التكنولوجية.

وأضاف حنا "نحن الآن على حافة الحرب الشاملة، لكن لم نصل إليها بعد، التصعيد على الجبهة الجنوبية للبنان وحتى في محافظة البقاع أصبح واقعاً يومياً، لكن الانتقام الواسع من (حزب الله) لم يظهر حتى الآن، والتحركات العسكرية الأميركية في المنطقة، مثل نشر حاملات الطائرات وتفعيل منظومات ردعية، تأتي في إطار محاولة منع إيران أو (حزب الله) من الانخراط في حرب شاملة مماثلة لما حدث في السابع من أكتوبر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكشف أن إسرائيل استخدمت أخيراً قنابل خارقة للتحصينات من طراز MK 84 للمرة الأولى، مستهدفة مواقع تحت الأرض لـ "حزب الله" في جنوب لبنان، موضحاً أن "هذه القنابل تُستخدم لضرب أهداف تحت الأرض، مثل شبكة الأنفاق التي يُعتقد أن الحزب يمتلكها، وهي أكثر تعقيداً من أنفاق (حماس)".

وأكد أن "إسرائيل تعتمد على استنزاف (حزب الله) من بعيد عبر الطيران والمدفعية، وتريد رسم ملامح الحرب المقبلة وشروطها، مشيراً إلى أن "إسرائيل تسعى لاستغلال الفرصة الحالية لإعادة ترتيب الوضع الأمني مع (حزب الله)، وهي تدرك أن تحقيق انتصار كامل على منظمات مثل (حزب الله) يعتمد على عدم الخسارة أكثر من تحقيق مكاسب ملموسة".

منشآت وأنفاق

إلا أن الخبير العسكري عمر معربوني المقرب من "حزب الله"، يستبعد أن تتمكن القنابل الخارقة من مجموعة "مارك" التي باتت تمتلكها إسرائيل من تدمير القواعد العسكرية والأنفاق التي أنشأها الحزب تحت الأرض، كاشفاً أن معظمها بعمق يتجاوز 150 متراً تحت الأرض كونها في عمق الجبال ومداخلها عبر الوديان، إضافة إلى طبيعة الأرض الصخرية والصلبة.

وأشار إلى أن الحزب يمتلك العديد من القواعد العسكرية وأن منشأة "عماد 4" ليست سوى واحدة منها، وأن تأثير القنابل الخارقة لا يستطيع أن يطاول سوى بعد المداخل، وهو أمر لن يؤثر كثيراً كون هندستها تسمح بإعادة فتحها مباشرة إضافة لوجود العديد من الفتحات والمداخل السرية، متوقعاً أن يعرض الحزب في المرحلة المقبلة مشاهد لمنشآت أخرى مثل منشأة "فؤاد" أو "محسن".

صيدا والبقاع

وبالتوازي مع دخول القنابل "الخارقة" إلى ميدان المعركة، يبدو أن إسرائيل وسعت بنك أهدافها في لبنان، حيث شنت المقاتلات الإسرائيلية سلسلة غارات في البقاع وصولاً إلى الحدود السورية على مواقع أعلن الجيش الإسرائيلي أنها مخازن أسلحة وبنى تحتية تابعة لـ "حزب الله".

وبحسب مراقبين فإن زيادة وتيرة الاستهدافات الإسرائيلية في محافظتي البقاع والهرمل، يؤكد ضمها إلى جانب الجنوب إلى نطاق العمليات الإسرائيلية، حيث تعتبر تلك المناطق خزاناً بشرياً كبيراً لعناصر "حزب الله" إضافة إلى كونها نقطة الإمداد العسكري كونها تقع على الحدود السورية.

ويتوقف هؤلاء أيضاً على تكرار استهداف المسيرات الإسرائيلية لقيادات من حركة "حماس" في منطقة صيدا، معتبرين أن صيدا دخلت في نطاق العمليات العسكرية الإسرائيلية بسبب مخيم عين الحلوة الذي يتحصن فيه مئات العناصر والمسؤولين في حركة "حماس" والتي حاولت فرض سيطرتها العسكرية على جميع أحياء المخيم، في عدة جولات من القتال مع فصائل تابعة لحركة "فتح".

العد التنازلي

ويشير الصحافي علي حمادة، إلى تصاعد التوترات في لبنان وإسرائيل مع تزايد احتمالات اندلاع حرب شاملة، حيث رفع الولايات المتحدة استعداداتها العسكرية في المنطقة، بخاصة قرب قبرص، حيث تمركزت سفن الإجلاء وحشدت قوات لحماية عمليات الإخلاء المحتملة، كاشفاً أن الوضع الميداني على الحدود اللبنانية- الإسرائيلية خطير، مع تصاعد الاشتباكات والغارات المتبادلة، حيث يرفض "حزب الله" التنازل وسحب عناصره وتفكيك مواقعه قرب الحدود في جنوب لبنان.

 

 

وتوقع أن تفشل الجهود الدبلوماسية في تهدئة التصعيد، حيث لم تثمر زيارة المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين في التوصل إلى اتفاق بين الأطراف، بينما يتزايد الحديث عن حرب شاملة، وتشير الدلائل إلى أن العد التنازلي لهذه الحرب قد بدأ بالفعل، وأضاف أن "دبلوماسيين ومسؤولين أميركيين يتوقعون تصعيداً كبيراً خلال الأسابيع المقبلة، مع احتمالية امتداد المواجهات لتشمل سوريا، في ضوء استهداف إسرائيل لمواقع مرتبطة بإيران في سوريا".

حرب طويلة

في السياق قالت مجلة "فورين بوليسي" في تقرير لها، أن الجميع في لبنان يتفق على أن احتمالات نشوب حرب شاملة مع إسرائيل أصبحت أعلى من أي وقت مضى، ولكن إذا كان هدف إسرائيل يتلخص في الردع الدائم لـ "حزب الله"، فقد لا تكون الحرب أفضل استراتيجية متاحة أمامها، كاشفة أن "إحدى الاستراتيجيات التي يفكر فيها الإسرائيليون الآن هي أن تقتصر الهجمات على المناطق التي يسيطر عليها حزب الله في جنوب لبنان، والضاحية الجنوبية لبيروت، والبقاع، وهذا من شأنه أن يدفع أنصار الحزب إلى مناطق أخرى، وبالتالي زيادة التوترات الاجتماعية.

وأضافت أنه "إذا قامت إسرائيل بقصف المناطق التي يسيطر عليها (حزب الله) بالقنابل الشاملة، فستكون هناك خسائر فادحة في الأرواح، ومع ذلك، فإنها لن تستطيع السيطرة على هذه المناطق ما لم تحتل لبنان، الأمر الذي من المؤكد أن يؤدي إلى حرب طويلة وضربات في عمق إسرائيل".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير