Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف قلصت إسرائيل مساحة "المنطقة الآمنة" في غزة في الحرب؟

على 36 كيلومتراً مربعاً يعيش 1.7 مليون نازح

على 36 كيلومتراً مربعاً يعيش 1.7 مليون نازح (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

على 10 في المئة من إجمال مساحة قطاع غزة يعيش 1.7 مليون نازح، وإسرائيل تهدد بتقليص مساحة القطاع.

بعد أوامر الإخلاء الأخيرة التي أصدرها الجيش الإسرائيلي ويطلب فيها تفريغ جزء واسع من المنطقة الإنسانية، اضطر 1.7 مليون نازح إلى العيش في مساحة لا تتجاوز 10 في المئة من إجمال أراضي قطاع غزة.

وخلال الأسبوع الماضي أصدر الجيش الإسرائيلي سبعة أوامر إخلاء جديدة، ومع كل إخلاء كانت المؤسسة الأمنية في تل أبيب تجري تقليصاً على مساحة منطقة الخدمات الإنسانية التي خصصتها لاستيعاب النازحين.

 

تسلسل زمني

وبدلاً من أن يعيش سكان غزة على مساحة 356 كيلومتراً مربعاً، قلص الجيش الإسرائيلي مساحة المنطقة إلى 36 كيلومتراً مربعاً، وبات نحو 1.7 مليون نازح يعيشون على 10 في المئة فقط من إجمال مساحة القطاع، لكن كيف حدث ذلك؟ وما انعكاس هذا الأمر على سكان القطاع؟

في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 صنفت إسرائيل النصف الجنوبي من القطاع بأنه مساحة إنسانية آمنة. ويقول رئيس المكتب الإعلامي الحكومي الفلسطيني إسماعيل الثوابتة، "بهذا الإجراء يكون الجيش قد قلص مساحة غزة إلى 230 كيلومتراً مربعاً، وهذا يعني أن النازحين باتوا يعيشون على 63 في المئة من إجمال مساحة القطاع".

وفي النصف الجنوبي من غزة، كانت المنطقة تشمل أراضي زراعية وخدماتية وتجارية واقتصادية وطرقات وشوارع، وكان الناس يعيشون في بيوت بدلاً من معسكرات الخيام، لكن هذا الوضع لم يستمر طويلاً.

في ديسمبر (كانون الأول) 2023 قلصت إسرائيل المناطق الإنسانية، وأزالت مدينة خان يونس منها، حيث بدأ الجيش عملية عسكرية. ويضيف الثوابتة "أصبحت مساحة المنطقة الآمنة 170 كيلومتراً مربعاً، أي 38 في المئة من إجمال مساحة القطاع".

وعلى رغم تقليص المساحة ما زالت المنطقة الإنسانية المعدلة تشمل أراضي زراعية وخدماتية وتجارية واقتصادية ومقابر وطرقات وشوارع، ولكن بات السكان يعيشون في معسكرات خيام للنازحين بسبب الضربات العسكرية على المنازل. وفي مايو (أيار) 2024 أجرت إسرائيل تقليصاً جديداً للمنطقة الإنسانية.

 

ويوضح الثوابتة أن الجيش بدأ في اجتياح محافظة رفح، أقصى جنوب القطاع، وحصر النازحين في 79 كيلومتراً مربعاً، أي على 20 في المئة إجمال مساحة القطاع.

وعلى رغم هذا التقليص الكبير، فإن المساحة الجديدة للقطاع ما زالت تشمل أراضي زراعية وخدماتية وتجارية واقتصادية ومقابر وطرقات وشوارع، ولكن معظم النازحين باتوا يعيشون في معسكرات خيام وأصبح الحصول على وحدة سكنية شبه مستحيل.

أما في يونيو (حزيران) الماضي فقلصت إسرائيل المنطقة الإنسانية الآمنة إلى 60 كيلومتراً مربعاً، أي 16 في المئة من إجمال مساحة القطاع. ويشير الثوابتة إلى أن هذه المناطق تفتقر إلى الأراضي الزراعية والخدماتية، ولكن فيها مقابر وتجارة وطرقات وشوارع.

وفي يوليو (تموز) الماضي أجرت إسرائيل تقليصاً جديداً على المناطق الآمنة، وحشرت السكان في 48 كيلومتراً مربعاً فحسب، أي على 13 في المئة من مساحة القطاع، وهذه المناطق تحولت إلى معسكرات خيام، ولا توجد فيها مناطق خدمات، وباتت عبارة عن مقابر وسوق تجارية وقليل من الشوارع.

الأعلى كثافة بشرية

التقليص الأخير للمنطقة الإنسانية، الذي كان في الـ21 من أغسطس (آب)، يتيح لسكان غزة العيش على مساحة 36 كيلومتراً مربعاً، أي ما نسبته 10 في المئة من إجمال أراضي قطاع غزة، ولا تشمل هذه المناطق أية خدمات.

المساحة الآمنة الجديدة يقع معظمها في محافظة دير البلح وسط القطاع، وجزء بسيط في منطقة المواصي الإنسانية، وبسبب النزوح تحولت محافظة الوسط إلى بؤرة سكانية لا مثيل لها في العالم ولا في التاريخ.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويبلغ إجمال مساحة محافظة دير البلح 14 كيلومتراً مربعاً، لكن ليس كل هذه البقعة ضمن المنطقة الإنسانية، إذ أجبر الجيش سكان نصف المدينة على الإخلاء بسرعة نحو غربها.

ويشير الثوابتة إلى أن الجيش تجاهل تكدس النازحين في تلك المنطقة وضغطهم بكثافة عالية في نصف الأرض الغربي. وبسبب أوامر إسرائيل العسكرية تحولت دير البلح إلى المنطقة الأعلى كثافة سكانية على وجه الأرض، إذ يعيش على نصف مساحتها مليون نسمة تقريباً، وفي كل كيلومتر مربع يوجد 137 ألف شخص، ويعد هذا التعداد الأعلى كثافة سكانية مقارنة بالمساحة على وجه الأرض.

انعكاس على السكان

ويقول المستشار الإعلامي للأمم المتحدة في غزة عدنان أبو حسنة "تقليص المناطق الآمنة في غزة يقوم به الجيش الإسرائيلي بطريقة دراماتيكية، لكن على أرض الواقع خلف ذلك أياماً سوداء، فلا مكان على الإطلاق ليذهبوا إليه وينصبوا خيامهم فيه"، ويضيف "نتحدث عن تسونامي بشري، نحن أمام مئات الآلاف من الهائمين على وجوههم في الشوارع، يسكنون العراء الآن بلا أدنى مقومات الحياة، نتحدث عن 1.7 مليون فلسطيني يعيشون في مساحة أقل من 36 كيلومتراً مربعاً"، ويوضح أبو حسنة أن المساحة الآمنة لم تعد كذلك في وجه النازحين، وأن التقليص المتكرر لهذه المنطقة تسبب في إشاعة حالة من الخوف والذعر بين النازحين، لافتاً إلى أن تقليص المساحة الإنسانية لهذا الحد يمثل اختراقاً واضحاً للحق في السكن وفي الحياة، ويثير تساؤلات عن مدى فعالية وأخلاقيات أوامر الإخلاء الإسرائيلية.

رأي إسرائيل

وفي إسرائيل هناك رأيان، الأول عسكري يوضحه المتحدث باسم الجيش بيتر ليرنر قائلاً "نقاتل 'حماس' ونحاول تجنب المدنيين، مقاتلو الفصائل يطلقون الصواريخ من المنطقة الإنسانية ولا يرحمون الفلسطينيين، كما أنهم يختبؤون بين المدنيين، ويجب تحييد قدراتهم، لهذا نطلب الإخلاء".

أما الرأي السياسي فيتحدث عنه وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين قائلاً "في نهاية هذه الحرب، لن يتم القضاء على 'حماس' في غزة فحسب، بل سيتم تقليص مساحة غزة أيضاً".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات