Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل كانت "التوبة" ثمن إطلاق الحوثي للبهائيين؟

مسؤول جماعة الطائفة في اليمن يكشف لـ"اندبندنت عربية" تلقي عناصره المفرج عنهم ضغوطاً من "أنصار الله" لتغيير ديانتهم

شنت الجماعة المدعومة من إيران حملات قمعية بحق معتنقي الديانات المختلفة عنها وفي مقدمتهم البهائيون واليهود (اندبندنت عربية)

ملخص

كشف مدير مكتب الشؤون العامة للبهائيين في اليمن نادر السقاف، أن المجموعة البهائية التي أفرجت عنها ميليشيا الحوثي هي "آخر المجموعات المحتجزة في مجموعة الـ 17 الذين تم اعتقالهم ظلماً"

أعلنت الطائفة البهائية إطلاق ميليشيات الحوثي آخر البهائيين المحتجزين في سجونها بصنعاء منذ مايو (أيار) من العام الماضي.

وكشف مدير مكتب الشؤون العامة للبهائيين في اليمن، نادر السقاف، لـ"اندبندنت عربية" أن عملية الإفراج "جاءت بعد تعرض المعتقلين لضغوطات شديدة ومحاولة إكراههم على ترك معتقداتهم البهائية والمشاركة في دورات ثقافية إجبارية".

وقال إن السلطات الحوثية قامت أخيراً بإطلاق سراح أربعة من البهائيين اليمنيين أول من أمس "من أصل مجموعة مكونة من 17 بهائياً تم اعتقالهم في مايو 2023، بعد أن داهمت القوات الحوثية المسلحة منزلاً يجتمعون فيه بشكل سلمي".

والدورات الثقافية هي مراكز طائفية مغلقة يجمع فيها الحوثيون كل من يحاولون إقناعه بأفكارهم من خلال محاضرات مستمرة تلقيها عناصر عقائدية في الجماعة على مدار الساعة وتقوم بتدريس ملازم حسين بدر الدين الحوثي، مؤسس الجماعة، وتحث في مجملها على وجوب اتباع "أعلام الهدى آل البيت" كـ "حق إلهي للحكم" بقيادة زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي، وتصوير الآخر بأنه عدو وعميل صهيوني، وفقاً لشهادات مفرج عنهم.

البقية في السجن الكبير

ومنذ سيطرتها على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات في عام 2014 طاردت الجماعة الحوثية جميع معتنقي الديانات أو المذاهب التي تختلف معها، وفي مقدمتهم البهائيين واليهود الذين اضطر جميعهم لمغادرة البلاد بعد أن هجرت بعضهم بالقوة إلى خارج البلاد.

بالإشارة إلى المجموعة البهائية المفرج عنها يؤكد السقاف "أنهم آخر المجموعات المحتجزة في مجموعة الـ 17 الذين تم اعتقالهم ظلماً". ولكن على رغم الإفراج عن هؤلاء الأربعة، "لا يزال الآلاف من البهائيين في اليمن يتعرضون للاضطهاد المستمر في المناطق الخاضعة للحوثيين، ويُحرمون من حرية الاجتماع وممارسة معتقداتهم كحق أساسي من حقوق الإنسان المكفول لهم بموجب القانون الدولي وحرية الدين والمعتقد".

 

وكانت جماعة البهائيين في اليمن قد رحبت في بيان بإطلاق المعتقلين الأربعة. وأشارت إلى أن إطلاق السراح شمل كلاً من عبد الإله البوني، محمد بشير، إبراهيم جعيل، وحسان ثابت، بعد تعرضهم لضغوط شديدة غير ناجحة لإرغامهم على ترك معتقدهم، شملت إجبارهم على المشاركة في ما يعرف بـ"الدورات الثقافية" التي تنظمها جهات حوثية بهدف إكراههم على ترك دينهم.

وأوضحت الجامعة أن حادثة مداهمة الحوثيين لمنزل خاص للأقلية البهائية في صنعاء في مايو 2023 واحتجازهم لكافة الموجودين فيه أثارت موجات متتابعة من مطالبات المجتمع الدولي للإفراج عن المعتقلين البهائيين، بدعم من برلمانيين وسفراء أوروبيين ومنظمات حقوقية دولية والعديد من زعماء القبائل اليمنية والشخصيات الدينية، مما أسفر عن إطلاق سراح 13 من المعتقلين الـ 17 على مدى الـ 15 شهراً الماضية، كان آخرهم عبدالله العلفي الذي أُطلق سراحه في يونيو (حزيران) 2024.

وبشأن مصير الأربعة المفرج عنهم يقول السقاف إنه على رغم الجهود المبذولة لإطلاق سراحهم، إلا أن الوضع صعب بالنسبة لبقية أفراد الطائفة في اليمن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويستدل على ذلك بما واجهه "الأربعة الذين تم الإفراج عنهم من البقاء لأكثر من سنة في المعتقل لإيمانهم بالدين البهائي فقط وسعيهم لخير وصلاح اليمن".

يؤكد السقاف أن البهائيين يعانون من اضطهاد منهجي من طرف الحوثيين منذ أواخر 2014 يصل إلى حد محاولة الإبادة الصامتة والتطهير الديني.

ويكشف أن "حالات الاعتقالات التعسفية تكررت كثيراً لأسباب دينية، وهو ما يؤكد أن هذه المناطق أصبحت غير قابلة لتحمل مفهوم المواطنة المتساوية والتعايش مع الآخر المختلف" .

يتابع "يجب أن يوقف ما يقوم به الحوثيين من اضطهاد منهجي للبهائيين وغيرهم من الأقليات والمكونات الدينية، بل أن يطلقوا سراح جميع السجناء الأبرياء الآخرين الذين تم اعتقالهم تعسفياً".

ويستدل تاريخياً بما كان "يتمتع به اليمن من غنى ثقافي كبير وهذا التنوع والاختلاف هو مصدر قوة اليمن الذي يجب أن يبنى عليه".

ونشأت الطائفة البهائية في القرن التاسع عشر الميلادي، ويتبع المنتمون لها تعاليم "بهاء الله" المولود في إيران عام 1817 ويعتبرونه أحد الرسل.

نسيج يمني

والعام الماضي طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، بضغط دولي على الحوثيين من أجل الاضطهاد الحوثي بحق البهائيين.

وقالت المنظمة إن "البهائيين وهم طائفة دينية وأقلية في اليمن، يواجهون اضطهاداً مستمراً على يد الحوثيين وسلطات الأمر الواقع في العاصمة صنعاء ومعظم اليمن".

وسبقت ذلك إدانات واسعة أصدرتها منظمات محلية ودولية اتهمت فيها الحوثيين بممارسة "اضطهاد ديني ضد الطائفة البهائية وبقية الأقليات الدينية"، وهو ما تنفيه الجماعة التي سبق وعبرت عن احترامها لحقوق الإنسان.

وعلى رغم ما مروا به "من اضطهاد ممنهج من طرف الحوثيين إلا أن جميع البهائيين مستمرون بمحاولة العمل من أجل توطيد مفهوم المواطنة المتساوية والتعايش بين جميع أطياف مجتمعنا اليمني، لأن اليمن بتنوع شرائح المجتمع، ويمثل البهائيون جزءاً لا يتجزأ من نسيج المجتمع اليمني"، بحسب قولهم.

يشير مدير مكتب البهائيين إلى حالة التضامن التي قوبل بها اعتقال عدد من الطائفة لأن "جمع غفير من اليمنيين الناشطين، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية كانوا في طليعة المدافعين والمطالبين بالأفراج عن جميع البهائيين المعتقلين لدى الحوثيين والوقوف مع حقهم كمواطنين يمنيين".

إلى ذلك، رحبت الجامعة البهائية العالمية- مكتب جنيف بإطلاق سراح الأربعة وأكدت وفقاً للسقاف "أن اعتقال البهائيين كان في الأساس خطأ جسيماً وظالماً، وأبدت ارتياحها للإفراج عنهم وشددت على أهمية احترام حقوق كافة الأقليات بما في ذلك المكونات الدينية، ويشمل ذلك حقهم في ممارسة عباداتهم والالتقاء والاجتماع وخدمة المجتمع".

المزيد من متابعات