ملخص
ألقت الشرطة الألمانية القبض على فتى قد يكون على صلة بالهجوم، وبآخر مشتبه فيه لكن الجاني لا يزال طليقا حتى اليوم السبت.
أعلن تنظيم "داعش" اليوم السبت مسؤوليته عن هجوم بسكين في مدينة زولينغن الألمانية تسبب في مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين.
وألقت الشرطة القبض على فتى قد يكون على صلة بالهجوم، وأوقفت مشتبهاً فيه ثانٍ، لكن الجاني لا يزال طليقا حتى اليوم السبت.
وقال التنظيم المتطرف في بيان على حسابه على تيليغرام "منفذ الهجوم على مدينة زولينغن بألمانيا أمس، جندي من (داعش) ونفذه انتقاما لفلسطين".
ولم يقدم التنظيم أي دليل حتى الآن على ضلوعه في الهجوم، كما لم يتضح مدى العلاقة بين المهاجم و"داعش"
دوافع إرهابية
وكان المدعي العام في دوسلدورف قال في وقت سابق من اليوم السبت إن المحققين لا يستبعدون فرضية وجود "دوافع إرهابية" وراء الهجوم الذي نفذ بسكين أمس الجمعة خلال حفل في زولينغن في غرب ألمانيا.
وذكر المدعي العام أركوس كاسبرز للصحافيين أنه لم يتم التعرف بعد على مرتكب الهجوم الذي ما زال فاراً. وأضاف، "لم نتمكن من تحديد الدافع حتى الآن، لكننا نفترض في ضوء كل الظروف أنه لا يمكن استبعاد الاشتباه الأولي بأنه عمل ذو دوافع إرهابية".
وأوضح كاسبرز في مؤتمر صحافي، "لم يتم التعرف على مرتكب الجريمة بعد"، مشيراً إلى أن الشخص الذي أعلنت الشرطة احتجازه هو فتى في الـ15 من عمره أوقف بشبهة "عدم الإبلاغ" عن عمل إجرامي لأن المحققين يشتبهون في أنه كان على اتصال بمنفذ الهجوم.
وظلت السلطات الألمانية في حالة تأهب خلال السنوات الأخيرة في مواجهة تهديد إرهابي مزدوج ذي توجه متطرفين ويمينيين.
وذكرت صحيفة "بيلد" أن المهاجم طعن عدداً من المارة بشكل عشوائي خلال احتفال بمناسبة ذكرى مرور 650 عاماً على تأسيس مدينة زولينغن.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتز عبر منصة "إكس"، "يجب اعتقال مرتكب هذه الجريمة بسرعة ومعاقبته بأقصى حد يسمح به القانون".
وقالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر في منشور على "إكس"، "تبذل سلطاتنا الأمنية كل ما في وسعها للإمساك بالجاني والتحقيق في خلفية الهجوم".
وقال متحدث باسم الشرطة إن المهاجم عمد إلى طعن أعناق الضحايا على وجه التحديد، لكن متحدثاً آخر باسم الشرطة قال لاحقاً إنه ليس بوسعه تأكيد أو نفي هذه المعلومة.
قتلى وجرحى
وقُتل ثلاثة أشخاص وأصيب أربعة آخرون بجروح خطرة جراء هجوم بسكين مساء الجمعة خلال مهرجان في زولينغن بغرب ألمانيا حسبما أعلنت الشرطة، مشيرة إلى فرار المشتبه فيه.
وتجري حالياً "عملية كبيرة" لمحاولة العثور على المشتبه فيه، وفق ما قالت متحدثة باسم شرطة دوسلدورف لوكالة الصحافة الفرنسية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتم "تطويق جزء كبير من المكان" بحسب المتحدثة، بعد الهجوم الذي وقع خلال الاحتفال بالذكرى الـ650 لتأسيس هذه المدينة في شمال الراين وستفاليا.
وكتب رئيس البلدية تيم-أوليفر كورزباخ على الموقع الإلكتروني للمدينة "الليلة نحن جميعاً في حالة صدمة ورعب وحزن شديد في زولينغن"، مضيفاً "أردنا جميعاً الاحتفال بالذكرى السنوية لمدينتنا معاً والآن لدينا قتلى وجرحى نأسف لسقوطهم". وتابع "ينفطر قلبي لوقوع هجوم في مدينتنا. عيناي تدمعان لدى تفكيري في من فقدناهم. أصلي من أجل جميع من يواصلون النضال من أجل حياتهم".
وتقع زولينغن التي يزيد عدد سكانها على 150 ألف نسمة، قرب دوسلدورف شمال كولونيا.
صدمة
وذكرت صحيفة "سولينغر تاغبلات" المحلية أنه بعيد الساعة 22:00 (20:00 توقيت غرينتش)، صعد أحد المنظمين على خشبة المسرح لمقاطعة الحفل الذي بدأ مساء الجمعة بعرض ضوئي مصحوب بحفلات موسيقية في ساحة بوسط المدينة.
وقال المنظم إن ثمة مسعفين يحاولون إنقاذ حياة عدد من الأشخاص. واستجاب آلاف الزوار لدعوته إلى مغادرة المكان بهدوء، حسب الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن فيليب مولر وهو أحد المنظمين قوله إن "الناس غادروا الميدان في حالة صدمة لكن بهدوء".
كما قال شاهد عيان للصحيفة إنه كان موجوداً على بعد أمتار قليلة من الهجوم، ليس بعيداً من مسرح الحفل، وإنه "فهم من تعبير وجه المغنية أن ثمة خطباً ما".
وأضاف الشاهد لارس بريتزك "من ثم، سقط شخص على بعد متر واحد مني". وروى أنه اعتقد في بادئ الأمر أن الأمر يتعلق بشخص مخمور، لكن عندما استدار، رأى أشخاصاً آخرين ممددين أرضاً وشاهد بركاً من الدماء.
وقال الموسيقي الألماني الذي يطلق عليه اسم توبيك إنه كان يعزف على مسرح قريب عندما وقعت الحادثة. وأضاف عبر حسابه على "إنستغرام" أنه علم بوقوع الحادثة لكن طُلب منه الاستمرار في العزف "لتجنب التسبب في نوبة ذعر جماعية" للحضور. وكتب توبيك أنه طُلب منه في النهاية التوقف. وقال، "فر المهاجم (من موقع الحادثة)... اختبأنا في متجر قريب بينما كانت تحلق من فوقنا طائرات هليكوبتر تابعة للشرطة".
وألغت السلطات باقي فعاليات الاحتفال بتأسيس المدينة التي كانت مقررة مطلع الأسبوع.
حالة تأهب
وظلت السلطات الألمانية في حالة تأهب خلال السنوات الأخيرة في مواجهة تهديد إرهابي مزدوج ذي توجه متشدد ويميني متطرف.
ويعود الهجوم المتشدد الأعنف حتى الآن على الأراضي الألمانية إلى ديسمبر (كانون الأول) 2016 حين قتل 12 شخصاً صدماً بشاحنة في سوق لعيد الميلاد في وسط برلين. وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الاعتداء.
وفي نهاية مايو (أيار) الماضي أدى هجوم بسكين في مدينة مانهايم (غرب) واستهدف تجمعاً معادياً للإسلام إلى مقتل شرطي وإصابة خمسة أشخاص آخرين. وفي الـ19 من مارس (آذار)، أوقف في تورينغن بشرق ألمانيا متشددان أفغانيان يشتبه في أنهما كانا يخططان لاعتداء.
وفي نهاية ديسمبر 2023، اعتقل ثلاثة رجال يشتبه في أنهم إسلاميون كانوا يعتزمون تنفيذ اعتداء بواسطة "سيارة" ليلة رأس السنة ضد كاتدرائية كولونيا (غرب).