Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عائلة فلسطينية تحاول إخراج مستوطنين من أرضها في الضفة الغربية

رافقهم نشطاء مؤيدون للسلام وإسرائيل تؤكد أن التوسع قائم

ناشطون يواجهون مستوطنين في الضفة الغربية  (أ ف ب)

ملخص

قتل في الضفة الغربية ما لا يقل عن 640 فلسطينياً برصاص الجيش الإسرائيلي أو المستوطنين منذ اندلاع الحرب في غزة، وسقط ما لا يقل عن 19 إسرائيلياً.

"برا، برا"... يصرخ نشطاء مؤيدون للسلام إلى جانب أفراد عائلة قيسية الفلسطينية التي استولى مستوطنون على أرضها بالضفة الغربية المحتلة، في مواجهة القوات الإسرائيلية، وهم يحملون هواتفهم وينقلون ما يجري بصورة مباشرة على شبكات التواصل الاجتماعي.

خيمة "بيت جالا"

نصبت العائلة خيمة في بيت جالا قرب بيت لحم، تحولت نقطة تجمع للفلسطينيين الذين استولى المستوطنون اليهود على أراضيهم، وللناشطين المتضامنين معهم، بمشاركة نواب، وحتى حاخامات.

في الموقع يتحلق أفراد العائلة والمتضامنون معهم يومياً لتناول الطعام والصلاة والغناء أو الحديث عن أساليب المقاومة من دون اللجوء إلى العنف. ويسيرون كل يوم نحو أرض زراعية تبعد 10 دقائق عن الخيمة، وهي حقل عائلة قيسية الذي تمركز فيه مستوطنون اعتباراً من الـ31 من يوليو (تموز) وأقاموا بؤرة استيطانية.

في ذلك اليوم قالت منظمة "السلام الآن" غير الحكومية الإسرائيلية المناهضة للاستيطان، إن مستوطنين هاجموا، برفقة جنود، "الأرض، واعتدوا على عائلة قيسية والناشطين الذين كانوا يحاولون إبعادهم". بعد هذه المواجهة، أقيمت الخيمة.

توسع الاستيطان

ويقول الناشطون إن مصير هذه العائلة الفلسطينية مثال آخر من أمثلة كثيرة على التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967.

وأول من أمس الخميس توجه المتضامنون من جديد مع عائلة قيسية لتفكيك السياج الذي أقامه المستوطنون، بينما حاول أفراد العائلة إخراج ما استطاعوا من الموقع من فرشات وكابلات كهربائية، وحتى ثمار الرمان المتدلية من الأشجار.

وقع شجار بين المستوطنين والناشطين، كما يحدث في كثير من الأحيان، لكن هذا لم يضعف عزيمة أليس قيسية التي قالت لوكالة الصحافة الفرنسية "سنبقى هنا حتى نستعيد أرضنا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

قالت الشابة، وهي في الثلاثينيات من عمرها، إن المستوطنين "استغلوا الحرب" التي اندلعت في قطاع غزة إثر هجوم "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وبينما تستحوذ غزة على اهتمام العالم ويتجنب عديد من الأجانب القدوم إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، بمن فيهم النشطاء المؤيدون للفلسطينيين، "ظن المستوطنون أن الأمور ستجري بصمت"، بحسب أليس قيسية التي تشدد على أن "الحال ليست كذلك".

توتر في الضفة الغربية

قتل في الضفة الغربية ما لا يقل عن 640 فلسطينياً برصاص الجيش الإسرائيلي أو المستوطنين منذ اندلاع الحرب في غزة، استناداً إلى بيانات فلسطينية رسمية. وقتل ما لا يقل عن 19 إسرائيلياً، جنوداً أو مدنيين، في هجمات فلسطينية أو خلال عمليات نفذها الجيش في مناطق خاضعة للسلطة الفلسطينية، وفق بيانات رسمية إسرائيلية.

وفي الفترة من السابع من أكتوبر 2023 إلى الـ12 من أغسطس (آب) الجاري سجلت الأمم المتحدة 1250 هجوماً شنها المستوطنون الإسرائيليون ضد الفلسطينيين في الضفة، بينها 120 تسببت في وقوع ضحايا فلسطينيين و1000 تسببت في أضرار مادية.

وحضرت النائبة العربية في "الكنيست" الإسرائيلي عايدة توما لزيارة عائلة قيسية "ليرى العالم ما يحدث" على أرضهم، وهي من المساحات الخضراء القليلة في المنطقة، والقريبة من قرية بتير الفلسطينية المدرجة على قائمة "اليونيسكو" للتراث العالمي.

وأثار وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش غضباً دولياً لدى إعلانه في منتصف أغسطس عن بناء مستوطنة جديدة فيها. وفي حين تميز إسرائيل بين المستوطنات القانونية وغير القانونية، تعد جميع المستوطنات في الضفة الغربية غير قانونية وفقاً للأمم المتحدة. وحالياً، يقيم فيها 490 ألف مستوطن بين 3 ملايين فلسطيني.

وفي بيت جالا فقدت عائلة قيسية منزلها ومطعمها اللذين هدمتهما القوات الإسرائيلية عام 2019، لكنهم تمكنوا في بداية أغسطس من حشد المتضامنين تحت خيمتهم الكبيرة.

تقول الناشطة الفلسطينية مي شاهين من منظمة "مقاتلون من أجل السلام" غير الحكومية "كنت أتمنى لو كانت لدينا كاميرا عندما بدأنا. كنا نجلس على الكراسي، ولم يكن هناك أي شيء هنا"، لكن تحت الخيمة وحولها "يمكننا أن نفعل ما يعبر عنا، نرتدي الكوفية، ونغني أغانينا بلغتنا مع رفاقنا الإسرائيليين"، تقول أميرة محمد، وهي فلسطينية تبلغ من العمر 25 سنة جاءت من القدس الشرقية التي احتلتها وضمتها إسرائيل، لكن بعض النشطاء يدركون أن تعبئتهم ليس لها تأثير يذكر في مواجهة وزراء اليمين المتطرف، وهم أنفسهم مستوطنون، مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أو سموتريتش.

كتب سموتريتش أخيراً على منصة "إكس"، "لن يوقف أي قرار مناهض لإسرائيل ومعادٍ للصهيونية توسيع المستوطنات. وسنواصل النضال ضد المشروع الخطر المتمثل في إقامة دولة فلسطينية".

وتقول الناشطة تاليا هيرش بأسى إن هذه التصريحات "لا تحمل الأمل لهذه الأرض ولا رؤية لمستقبل أفضل"، لكنها تقول إن كل ذلك لن يضعف عزيمتها "ليس لديَّ أي أمل، لكن لديَّ شعوراً قوياً بالمسؤولية".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات