Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زيلينسكي يستعد لمفاوضات القمة الثانية للسلام

ليلة الصواريخ والمسيرات في أوكرانيا تسفر عن 29 مصاباً ومقتل 5 مدنيين في قصف لكييف على بيلغورود

لاجئون أوكرانيون يجلسون على الرصيف بالقرب من مأواهم   (أ ف ب)

ملخص

تحيي كييف ذكرى استقلالها عن الاتحاد السوفياتي في وقت وصلت الحرب مع روسيا إلى لحظة حساسة مع شن أوكرانيا هجوماً على منطقة كورسك الحدودية الروسية فيما تحقق موسكو مكاسب إضافية في الشرق الأوكراني.

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأحد، إن المفاوضات جارية مع السعودية وقطر وتركيا وسويسرا بشأن القمة الثانية للسلام.

جاء ذلك في حديث مع صحافيين تم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي اليوم الأحد.

وقال زيلينسكي أيضا إنه أبلغ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بأنه سيدعم استضافة الهند للقمة الثانية للسلام، لكنه أضاف أن كييف لا يمكن أن تنظمها في بلد لم يوقع على البيان الختامي للقمة السابقة.

وذكر الجيش الأوكراني والسلطات المحلية اليوم الأحد، أن روسيا أطلقت عدة صواريخ وطائرات مسيرة خلال الليل مستهدفة شمال وشرق أوكرانيا، الأمر الذي تسبب في إصابة 29 شخصاً في الأقل بجراح.

وقال سلاح الجو الأوكراني عبر تطبيق "تيليغرام"، إن الهجمات استهدفت مناطق على الخطوط الأمامية في تشيرنيهيف وسومي وخاركيف ودونيتسك.

وتوجه روسيا ضربات للمناطق الحدودية الأوكرانية، وتقول كييف إن توغلها المباغت في وقت سابق من هذا الشهر في منطقة كورسك الروسية يستهدف إعاقة قدرة موسكو على شن مثل هذه الهجمات.

الهجمات الروسية

وقال سلاح الجو الأوكراني إن "أغلب الصواريخ لم تصل إلى أهدافها"، مضيفاً أن روسيا أطلقت صاروخاً باليستياً من طراز "إسكندر- إم" وصاروخ "كروز" من طراز "إسكندر- كيه" وستة صواريخ جوية موجهة. ولم يحدد سلاح الجو عدد الصواريخ التي تم تدميرها.

وقالت السلطات المحلية على "تيليغرام" إن هجوماً صاروخياً على منطقة سومي في الشمال أسفر عن مقتل شخص وإصابة 16 آخرين في الأقل بينهم ثلاثة أطفال.

وذكر أوليه سينيهوبوف حاكم منطقة خاركيف في شرق أوكرانيا عبر "تيليغرام"، إن 13 شخصاً في الأقل أصيبوا خلال الهجمات الروسية، بينهم طفل عمره أربعة أعوام.

وقال إيهور تيريخوف رئيس بلدية مدينة خاركيف، إن خط أنابيب لنقل الغاز في المدينة تضرر، كما أسفرت الهجمات عن تدمير منزلين في الأقل وتضرر 10 منازل أخرى.

وقال سلاح الجو الأوكراني إن روسيا أطلقت تسع طائرات مسيرة، ودمرت أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية ثماني منها فوق منطقة ميكولايف.

مصابان ومفقود

وأصيب صحافيان وفقد ثالث تحت الأنقاض بعد غارة روسية على فندق في كراماتورسك شرق أوكرانيا ليل السبت- الأحد، بحسب ما أعلنت السلطات الإقليمية.

وكتب رئيس الإدارة العسكرية والمدنية لمنطقة دونيتسك فاديم فيلاشكين على تطبيق "تيليغرام"، "الضحايا الثلاث هم صحافيون ومواطنون من أوكرانيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة"، مضيفاً أن عمليات الإنقاذ جارية.

في المقابل قال حاكم منطقة بيلغورود الواقعة في جنوب غربي روسيا اليوم الأحد إن خمسة مدنيين لقوا حتفهم وأصيب 12 آخرون في قصف أوكراني لبلدة راكيتنوي.

وأضاف حاكم المنطقة الواقعة على الحدود مع أوكرانيا فياتشيسلاف جلادكوف عبر تطبيق "تيليغرام" للتراسل أن من بين المصابين ثلاثة أطفال. ونقل تسعة من المصابين إلى المستشفى بينهم ستة في حال خطرة.

وتنفي كل من روسيا وأوكرانيا استهداف المدنيين في الحرب التي بدأت بهجوم روسيا على جارتها في فبراير (شباط) 2022.

 

وباتت المناطق الروسية المتاخمة لأوكرانيا مستهدفة بصورة متزايدة منذ أن بدأ الجيش الأوكراني هجومه غير المسبوق في السادس من أغسطس (آب) بمنطقة كورسك قرب بيلغورود.

أعلنت موسكو في منتصف أغسطس عن إرسال قوات إضافية إلى منطقة بيلغورود حيث فُرِضت حال الطوارئ، وعن إخلاء خمس قرى على الحدود مع أوكرانيا اعتباراً من الـ19 من أغسطس.

توعد أوكراني

توعد الرئيس فولوديمير زيلينسكي السبت بردود انتقامية أخرى ضد روسيا، ووقع قانوناً يحظر الكنيسة الأرثوذكسية المرتبطة بموسكو في أوكرانيا، فيما تحيي كييف ذكرى استقلالها عن الاتحاد السوفياتي مع دخول الحرب الروسية عامها الثالث.

وأعلنت موسكو وكييف صفقة تبادل أدت إلى الإفراج عن 230 أسير حرب مناصفة بين الجانبين، بوساطة إماراتية.

تحيي كييف ذكرى استقلالها عن الاتحاد السوفياتي في وقت وصلت الحرب مع روسيا إلى لحظة حساسة، مع شن أوكرانيا هجوماً على منطقة كورسك الحدودية الروسية، فيما تحقق موسكو مكاسب إضافية في الشرق الأوكراني.

في شريط فيديو تم تصويره بمنطقة غابات مهجورة شنت منها كييف هجومها المفاجئ، قال زيلينسكي إن روسيا بشنها الحرب في 2022 "كانت تسعى إلى أمر واحد: تدميرنا. وبدلاً من ذلك، نحتفل اليوم بالذكرى الـ33 لاستقلال أوكرانيا".

وأضاف زيلينسكي أن أوكرانيا "تفاجئ مرة أخرى" متوعداً بأن روسيا "ستعرف ما هو الانتقام". ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "رجل عجوز مريض من الساحة الحمراء يهدد الجميع باستمرار بالزر الأحمر".

منذ أيام هددت موسكو بكارثة نووية في حال شن الجيش الأوكراني هجوماً على محطة كورسك النووية الواقعة في المنطقة التي تشن فيها كييف هجوماً منذ أسبوعين.

صفقة تبادل جديدة

وعلى رغم حدة هذه التصريحات، أعلنت روسيا وأوكرانيا التوصل إلى صفقة تبادل جديدة شملت 230 أسير حرب مناصفة بين الطرفين، من بينهم جنود أسروا خلال الهجوم الأوكراني على منطقة كورسك الحدودية.

تم هذا التبادل، على غرار صفقات التبادل الأخرى، بوساطة من الإمارات العربية المتحدة التي أشارت إلى أنها "وسيط موثوق به" لدى الطرفين، مؤكدة "أن الحوار وخفض التصعيد هما السبيل الوحيد لحل الأزمة".

وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن العسكريين الروس الذين شملتهم عملية التبادل تم أسرهم في كورسك.

وجميع الجنود الروس المفرج عنهم موجودون حالياً في بيلاروس وسيتلقون الرعاية الطبية عند عودتهم إلى بلدهم.

وعبرت الوزارة عن شكرها للإمارات على دورها في تسهيل عملية تبادل الأسرى.

 

ونشر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي صورة مع أسرى الحرب الأوكرانيين وقد التف كل منهم بعلم البلاد بلونيه الأزرق والأصفر وعانق بعضهم بعضاً. وقال إن العائدين هم من أفراد حرس الحدود والحرس الوطني والبحرية والقوات المسلحة.

وعبر زيلينسكي عن امتنانه للقوات الأوكرانية التي ساعدت في توفير أسرى للتبادل.

وقال دميتري لوبينيتس مفوض حقوق الإنسان في أوكرانيا إن 82 من الأوكرانيين العائدين دافعوا عن ميناء ماريوبول في عام 2022.

وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية دورها في تسهيل عملية التبادل، قائلة إن إجمالي عدد الأسرى الذين تم تبادلهم من خلال جهود الوساطة التي بذلتها بلغ حتى الآن 1788.

وهذه الصفقة السابعة من نوعها التي تتوسط فيها الإمارات منذ اجتياح روسيا أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022. وقال مسؤول إماراتي لـ"رويترز" في وقت سابق من أمس إن روسيا وأوكرانيا ستتبادلان أسرى بعد وساطة من بلده.

وحافظت أبوظبي، الشريك الأمني الوثيق للولايات المتحدة، على علاقات ودية مع موسكو خلال الحرب، مما أثار خيبة أمل بعض المسؤولين الغربيين، وعززت علاقاتها مع كييف.

ويقول المسؤولون الإماراتيون إن قدرتهم على التحدث مع جهات دولية فاعلة تجعل باستطاعتهم التوسط بفاعلية بين الأطراف وتعزيز التعاون والأمن.

ذكرى الاستقلال

وشارك زيلينسكي السبت في الاحتفال الرسمي بذكرى الاستقلال في ساحة أيا صوفيا بكييف، في حضور الرئيس البولندي أندريه دودا ورئيسة الوزراء الليتوانية إنغريدا سيمونيت.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكد بهذه المناسبة أن القوات الأوكرانية نجحت في اختبار صاروخ جديد من طراز "بالانيتسيا".

ولمناسبة ذكرى الاستقلال، كرر المستشار الألماني أولاف شولتز تضامن بلاده "الثابت والمستمر" مع أوكرانيا، علماً أن حكومته تستعد العام المقبل لخفض الموازنة المخصصة للمساعدة العسكرية لكييف.

كما أكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال على منصة "إكس" أن "اليوم الذي سيتم فيه الترحيب بانضمام (أوكرانيا) إلى الاتحاد الأوروبي، يقترب".

وأشار مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، من جانبه، إلى أن "المعركة الوجودية" التي تخوضها كييف ضد موسكو "وجودية أيضاً بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي".

حظر الكنيسة الأرثوذكسية

ووقع الرئيس الأوكراني السبت أيضاً قانوناً يحظر الكنيسة الأرثوذكسية المرتبطة بروسيا في أوكرانيا، ونشر القرار على الموقع الإلكتروني للبرلمان الأوكراني.

واتهم رأس الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا البطريرك كيريل الذي أيد علناً الغزو الروسي، كييف بـ"اضطهاد" المؤمنين، داعياً المجتمع الدولي إلى التنديد بهذا القرار.

وأكد أن "مئات الأديرة وآلاف المجتمعات وملايين المؤمنين الأرثوذكس في أوكرانيا سيجدون أنفسهم خارج الإطار القانوني، مع فقدانهم ممتلكاتهم وأماكن عبادتهم".

سعت أوكرانيا إلى إبعاد نفسها من الكنيسة الروسية منذ عام 2014، وتسارعت الجهود منذ الاجتياح الروسي عام 2020.

انفصلت الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية رسمياً عن بطريركية موسكو في عام 2022، لكن المسؤولين الأوكرانيين كثيراً ما يتهمون رجال الدين فيها بالبقاء موالين لروسيا.

وقال زيلينسكي إن هذه الخطوة ستعزز استقلال بلاده.

مناطق ساخنة

لئن حظى الهجوم الأوكراني في منطقة كورسك الروسية باهتمام كبير، إلا أن ثقل القتال لا يزال في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا حيث يحقق الجيش الروسي مكاسب.

ويواصل الجيش الروسي تقدمه باتجاه بلدة بوكروفسك، وهي مركز لوجيستي مهم ويبلغ عدد سكانها 53 ألف نسمة، طلبت منهم السلطات المغادرة بشكل عاجل بعد أن أصبح الجنود الروس على بعد نحو 10 كيلومترات منها الجمعة.

 

وفي كوستيانتينيفكا، وهي بلدة رئيسة أخرى في هذه المنطقة، قتل خمسة أشخاص وأصيب خمسة آخرون السبت في غارة روسية استهدفت مناطق سكنية، بحسب النيابة الأوكرانية.

إلى ذلك، أعلنت كييف أنها نفذت هجوماً السبت على مستودع ذخيرة في منطقة فورونيج بغرب روسيا.

وأوضحت وحدة الاستخبارات الأوكرانية "في الـ24 من أغسطس، نجح عناصر الاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع الأوكرانية في ضرب مستودع ذخيرة يقع بالقرب من أوستروجوسك، في منطقة فورونيج في روسيا".

"منطقة عازلة"

وأكدت السلطات الأوكرانية أن هجومها غير المسبوق في روسيا كان يهدف إلى إنشاء "منطقة عازلة" لحماية نفسها من القصف، وإرغام موسكو على الدخول في مفاوضات "عادلة" ودفع الجيش الروسي إلى نقل قواته من أجزاء أخرى من الجبهة.

منذ بدء الهجوم الأوكراني على روسيا، فر أكثر من 130 ألف شخص من القتال والتفجيرات، بحسب السلطات في منطقة كورسك. وذكرت وكالة "تاس" للأنباء أن 31 مدنياً في الأقل قتلوا وأصيب 143 آخرون بجروح.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات