Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"حزب الله"... لاعب عسكري "إقليميا" مدعوم إيرانيا

قوة لبنانية غير رسمية تملك ترسانة أسلحة والأكثر نفوذاً بين تشكيلات "محور المقاومة" الخاضعة لطهران

خلال العقد الأخير تحول "حزب الله" تدريجاً إلى لاعب مهم على مستوى المنطقة وعنصر أساس في "محور المقاومة" (أ ف ب)

ملخص

بنى "حزب الله" مرجعيته على أساس "ولاية الفقيه"، ويقول أمينه العام حسن نصرالله الذي نادراً ما يظهر علناً، والذي يترأس الحزب منذ اغتيال إسرائيل سلفه عباس الموسوي في 1992، إن الحزب يملك 100 ألف مقاتل.

طور "حزب الله" الذي أعلن اليوم الأحد شن هجوم كبير على إسرائيل ترسانته العسكرية منذ الحرب المدمرة التي خاضها صيف 2006 ضد الدولة العبرية واكتسب دوراً إقليمياً متنامياً.

ويعد "حزب الله"، وهو القوة اللبنانية الوحيدة غير القوات الأمنية الرسمية، التي تملك ترسانة سلاح ضخمة، المكون الأكثر نفوذاً بين تشكيلات "محور المقاومة" الذي تقوده طهران، وينضم إلى الحزب حركة "حماس" الفلسطينية والمتمردون الحوثيون في اليمن وفصائل عراقية وأخرى سورية.

ومنذ بدء الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 يشن "حزب الله" هجمات يومية من جنوب لبنان على إسرائيل يقول إنه يستهدف بها مواقع عسكرية، ويرد الجيش الإسرائيلي بقصف ما يصفه بـ"بنى عسكرية" تابعة للحزب ويستهدف قيادييه.

وتوعد "حزب الله" الشهر الجاري بالرد على ضربة إسرائيلية قتلت فؤاد شكر، أحد كبار قادته العسكريين في الـ30 من يوليو (تموز) في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت، وأعلن اليوم الأحد أنه "أنجز" المرحلة الأولى من الرد بـ"نجاح"، مؤكداً استهداف ثكنات ومواقع عسكرية.

وتأسس "حزب الله" بمبادرة إيرانية بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وعرف انطلاقته الأولى في منطقة البقاع قبل أن يتوسع إلى مناطق لبنانية أخرى، وخصوصاً جنوب البلاد والضاحية الجنوبية لبيروت، لكن لم يعلن عن تأسيسه حتى عام 1985.

وبنى الحزب الذي يؤكد أن مرجعيته هي "ولاية الفقيه"، عقيدته السياسية على أساس مقاومة إسرائيل، ويعد "حزب الله" رأس الحربة في انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000 بعد 22 عاماً من الاحتلال.

وخاض الحزب الذي يتلقى المال والسلاح من طهران وتسهل سوريا نقل أسلحته وذخائره حرباً ضد إسرائيل في 2006 اندلعت إثر خطفه جنديين قرب الحدود مع لبنان.

وردت إسرائيل بهجوم مدمر، إلا أنها لم تنجح في تحقيق هدفها المعلن في القضاء على "حزب الله" مما أظهره في نهاية الحرب داخلياً بموقع المنتصر.

وتسببت الحرب على مدى 33 يوماً في مقتل 1200 شخص في لبنان معظمهم مدنيون و160 إسرائيلياً غالبيتهم عسكريون. وانتهت الحرب بصدور القرار الدولي 1701 الذي أرسى وقفاً للأعمال الحربية بين إسرائيل و"حزب الله"، وعزز انتشار قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان، وبموجبه انتشر الجيش اللبناني للمرة الأولى منذ عقود على الحدود مع إسرائيل بهدف منع أي وجود عسكري "غير شرعي" عليها، لكن بقي معروفاً على نطاق واسع أن "حزب الله"، وإن اختفى لفترة وجوده العسكري العلني في المنطقة الحدودية، ظل موجوداً في المنطقة ويسيطر عليها بصورة كاملة.

ومنذ حرب 2006 طور "حزب الله" ترسانته من الأسلحة إلى حد كبير، وباتت تضم صواريخ موجهة وأخرى دقيقة. ويقول أمينه العام حسن نصرالله الذي نادراً ما يظهر علناً، والذي يترأس الحزب منذ اغتيال إسرائيل سلفه عباس الموسوي في 1992، إن الحزب يملك 100 ألف مقاتل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وخلال العقد الأخير تحول "حزب الله" تدريجاً إلى لاعب مهم على مستوى المنطقة وعنصر أساس في "محور المقاومة".

ومنذ الثامن من أكتوبر 2023 يتبادل الحزب القصف مع إسرائيل بصورة يومية "دعماً" لغزة، و"إسناداً" لمقاومتها.

ونزح سكان شمال إسرائيل منذ ذلك الحين، ويهدد مسؤولون إسرائيليون باستمرار بأنهم "سيدمرون" لبنان إذا اقتضى الأمر لوقف الخطر الناجم عن وجود "حزب الله" على حدودهم.

وفي العراق، وخصوصاً بعد سقوط النظام السابق برئاسة صدام حسين، قدم "حزب الله" على مدى سنوات الدعم والتدريب إلى فصائل مسلحة موالية لإيران تبنت منذ أكتوبر الماضي هجمات عدة ضد قوات للتحالف الدولي وقوات أميركية في سوريا والعراق.

وفي اليمن يتهم "حزب الله" بدعم الحوثيين الذين ينفذون منذ بدء الحرب هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها، مما استدعى ضربات من الولايات المتحدة وحلفائها.

وفي عام 2013 أعلن "حزب الله" مشاركته بصورة علنية بالنزاع في سوريا المجاورة إلى جانب قوات النظام، وهناك طور مقاتلو الحزب خبرتهم وقدراتهم العسكرية.

وفي لبنان يشكل "حزب الله" قوة سياسية أساسية، ويتهمه خصومه بأنه يتحكم بـ"قرار السلم والحرب" في البلاد، ويشكل "دولة ضمن الدولة".

وبعد انتهاء الحرب اللبنانية (1975-1990) رفض "حزب الله" التخلي عن أسلحته كما فعلت الميليشيات اللبنانية الأخرى بحجة مقاومة إسرائيل. ويأخذ خصوم الحزب عليه أنه يستخدم السلاح كوسيلة ضغط على الحياة السياسية اللبنانية وللتحكم بالقرارات المصيرية.

وشارك الحزب في الحكومة اللبنانية للمرة الأولى عام 2005، ولا يزال حاضراً في الحكومة وفي البرلمان، حيث لا يحظى أي طرف بغالبية، مما يعوق انتخاب رئيس جديد للجمهورية منذ نحو عامين.

وتصاعدت شعبية "حزب الله" ونفوذه في أوساط الطائفة الشيعية بصورة كبيرة، لا سيما بعد تأسيسه شبكة خدمية واسعة، تضم مستشفيات ومدارس وتعاونيات وجمعيات تابعة له. وتتهم واشنطن الحزب بتفجير مقري القوات الأميركية والفرنسية في أكتوبر 1983 في بيروت، مما أسفر عن مقتل 300 عنصر من هذه القوات، وفي وقت لاحق عن انسحاب هذه القوات من لبنان.

وتصنف الولايات المتحدة "حزب الله"، "منظمة إرهابية" منذ 1997، وفي عام 2013 وضع الاتحاد الأوروبي ما وصفه بـ"الجناح العسكري" لـ"حزب الله" على لائحته لـ"المنظمات الإرهابية".

وأعلنت وزارة العدل الأميركية في يناير (كانون الثاني) 2018 إنشاء وحدة خاصة للتحقيق "حول تمويل (حزب الله) والاتجار بالمخدرات". وتفرض واشنطن عقوبات على عدد من قادة الحزب.

ودانت المحكمة الدولية الخاصة في لبنان عنصرين من "حزب الله" بالتورط في مقتل رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في عملية تفجير استهدفت موكبه في بيروت عام 2005، وحكمت عليهما بالسجن غيابياً عام 2022.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير