ملخص
أفادت وزارة الصحة أن موسم الخريف أسفر حتى الآن عن مقتل 132 شخصاً في الأقل بالسودان نتيجة السيول والأمطار الغزيرة، وكشفت عن أن إجمالي الولايات المتأثرة 10 ولايات.
قالت الأمم المتحدة، الإثنين، نقلاً عن مسؤولين محليين إن 30 شخصاً في الأقل لقوا حتفهم في انهيار سد في السودان مضيفة أن العدد الإجمالي قد يكون أعلى من ذلك بكثير. وفق "رويترز".
كما دمر انهيار السد 20 قرية وتضررت منازل 50 ألف شخص أو لحق بها الدمار. وقال (تجمع البيئيين السودانيين) في بيان "سد أربعات هو المصدر الرئيسي للمياه لمدينة بورتسودان وانهيار السد يهدد المدينة بالعطش في الفترة المقبلة".
وأفادت وزارة الصحة الاتحادي أن موسم الخريف أسفر حتى الآن عن مقتل 132 شخصاً في الأقل بالسودان نتيجة السيول والأمطار الغزيرة.
وقالت الوزارة في بيان، الإثنين، إن "تقرير (موسم) الخريف كشف أن إجمالي الولايات المتأثرة 10 ولايات، فيما ارتفع عدد الأسر المتضررة إلى 31666 أسرة والأفراد 129650 فرداً". وأضافت "بلغ مجمل حالات الوفاة 132 حالة".
وبلغ عدد المنازل المنهارة كليا 12420 منزلاً، وفق التقرير الحكومي، فيما بلغ عدد المنازل المنهارة جزئيا 11472 منزلاً. وتركزت معظم الأضرار في الولايتين الشمالية ونهر النيل.
وتتوالى الأزمات على السودان حرباً وجوعاً ونزوحاً والعالم يتفرّج وكأن هذه البقعة من العالم لم تعد موجودة على خريطة الاهتمام الدولي.
وغالبا ما يشهد السودان أمطارا غزيرة تسبب سيولاً وفيضانات بين شهري مايو (أيار) وأكتوبر (تشرين الأول) من كل سنة، ما يلحق الأضرار بالبنى التحتية والمحاصيل ويشرّد عائلات بكاملها.
والسبت غمرت سيول وأمطار منطقة "أربعات" شمال مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر ما تسبب في انهيار سد أربعات وجرف قرى بأكملها.
انهيار سد "أربعات"
وفي جديد الأزمات انهار سد "أربعات" نتيجة هطول أمطار غزيرة في شرق البلاد ومقتل العشرات.
وترجع أهمية سد أربعات إلى تخزين مياه الأمطار الموسمية وهو الخزان الذي تعتمد عليه بورتسودان في إمدادها بالمياه.
وفي هذا الصدد قال متطوعون محليون يعملون في إغاثة المتأثرين بالسيول، لوكالة الصحافة الفرنسية في بورتسودان إن انهيار السد جرف 20 قرية بشكل كلي ودمّر 50 قرية جزئياً.
وأشاروا في وقت سابق إلى أن "عدد المتوفين الذين تم العثور عليهم بلغ 13 شخصاً بينهم نساء وأطفال وما زال البحث جاري عن 210 من المفقودين".
وقال عيسى أدروب أحد سكان منطقة أربعات "السيل جرف المنازل والحيوانات. الناس صعدت إلى الجبال لتحمي نفسها".
ولا يعد سقوط الأمطار على ساحل البحر الأحمر في أشهر الصيف أمراً معتاداً، إذ تهطل الأمطار عادة في الفترة ما بين نوفمبر (تشرين الثاني) ومارس (آذار).
وفي وقت سابق من الإثنين أفادت وسائل إعلام محلية بأن 60 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم فيما لا يزال عدد كبير من الأشخاص في عداد المفقودين جرّاء انهيار هذا سد "اربعات".
الكوليرا
كما يهدد انهيار السد بتفاقم انتشار مرض الكوليرا الذي ظهر في البلاد.
وكانت وزارة الصحة أعلنت سابقاً إصابة 556 شخصاً بالكوليرا التي أودت بحياة 27 آخرين في ولايات كسلا والقضارف والجزيرة والخرطوم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
عالقون بالجبال
وقام رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بزيارة ميدانية إلى منطقة أربعات، لتفقد الأوضاع الإنسانية والاطلاع على حجم الأضرار التي خلفتها السيول والأمطار الغزيرة.
وقال ممثل منظمات المجتمع المدني بمنطقة أربعات الواقعة في محلية القنب والأوليب، أوبشار آدم في مقطع مصور، إن العديد من الأشخاص عالقون في الجبال ويحتاجون لمروحيات لإنقاذهم، وتوقع حدوث وفيات جراء مياه السد التي بدأت في حصار القرى منذ يوم السبت.
وختم البرهان جولته بدعوة المواطنين إلى التحلي بالصبر والثقة في قدرة الدولة على تجاوز هذه الأزمة، وأكد أن الحكومة لن تدخر جهداً في تقديم الدعم اللازم لجميع المواطنين في هذه الظروف الصعبة.
تضرر مئات المنازل
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان "أوتشا"، كشف سابقاً عن تأثر 317 ألف شخص وتضرر 58 ألف منزل جراء الأمطار والسيول التي اجتاحت 60 منطقة في 16 ولاية، منذ بدء موسم الخريف في يونيو (حزيران) الماضي.
وأشار أيضاً إلى نزوح 118 ألف فرد من مجموع 317 ألف شخص تأثروا بهذه السيول، وتُعد ولاية شمال دارفور الأكثر تضرراً وفيها تأثر 76095 شخصاً، تليها نهر النيل والولاية الشمالية وغرب دارفور.
وأودت الأمطار والفيضانات بحياة 39 شخصاً وأصابت 112 آخرين، كما دمرت 26918 منزلاً بشكل كلي، وسببت الضرر الجزئي لـ 31236 منزلاً. ويحتمل أن تكون الأرقام الفعلية للضحايا والمنازل المتضررة والأشخاص المتأثرين أعلى من ذلك بكثير، بسبب انقطاع شبكات الاتصال والإنترنت في كثير من مناطق السودان جراء الحرب.