ملخص
نظام المجمع الانتخابي في أميركا، الذي يصفه البعض بالمعقد، ليس جديداً ومع كل دورة انتخابية في البلاد تتكرر الدعوات المطالبة بضرورة إنهاء العمل وفق هذا النظام، فلماذا لم يتم تعديله؟
تأسر الانتخابات الأميركية كل أربعة أعوام اهتمام العالم وكثيرة هي المسائل التي يجد المتابعون لهذا الحدث أنها مهمة أو محط بحث ونقاش.
ولعل من أبرز ما يتم البحث عنه في هذه المحطة الأميركية - العالمية، نظراً لتأثير السياسة الأميركية على العالم كله، هو طريقة انتخاب الرئيس الأميركي المقبل، التي تتم عبر المجمع الانتخابي المكون من 538 مندوباً، ينتخبهم الأميركيون ليقوموا هم، أي المندوبين، باختيار رئيس البلاد المقبل.
نظام المجمع الانتخابي الذي يصفه البعض بالمعقد ليس جديداً، ومع كل دورة انتخابية في البلاد تتكرر الدعوات المطالبة بضرورة إنهاء العمل وفق هذا النظام، خصوصاً أنه في بعض الحالات فاز مرشح حاز أكثر من نصف أصوات المجمع الانتخابي، لكنه لم يحصل على أكثرية شعبية، كما حصل في انتخابات عام 2016 عندما فاز الرئيس السابق دونالد ترمب.
فلماذا إذا لم يتغير هذا النظام على رغم كل المطالبات بتعديله؟
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يقول أستاذ القانون الدستوري المقارن الدكتور حازم النمري في مقابلة صوتية مع "اندبندنت عربية" إن المجمع الانتخابي في الولايات المتحدة الأميركية هو أحد الأساليب التي استخدمها الآباء المؤسسون لكبح جماح الشعبوية أو الانتخاب المباشر في النظام الجمهوري للدولة الأميركية. ويعرف هذا النظام قائلاً، إنه مجموعة من المندوبين (538 مندوباً) يقومون بمهمة التصويت للرئيس، يتم تخصيصهم لكل ولاية بناء على عدد نوابها في الكونغرس، في مجلسي النواب والشيوخ.
ويتابع النمري، أن الإشكالية الكبرى في هذا النظام تكمن في مدى صدقيته في تمثيل الإرادة الشعبية للأميركيين، كما أن نظام المجمع الانتخابي عزز الاهتمام بعدد قليل من "الولايات المتأرجحة" على حساب الغالبية العظمى من الشعب الذين يقطنون في ولايات واضحة الميول السياسي.
لكن وعلى رغم هذه الانتقادات القوية لنظام المجمع الانتخابي فإنه لم يتغير، وهنا يفند النمري الأمر لسببين، الأول هو الإيمان القوي لدى شريحة كبيرة من الشعب الأميركي برجاحة هذا التنظيم الدستوري في خلق نوع من التوازن بين الولايات الكبيرة والصغيرة، إذ لا ينصرف التركيز فقط على الولايات ذات الكثافة السكانية العالية، فتستبد هذه الولايات الكبيرة بمصالح الشعب، والسبب الثاني يتعلق بمدى صعوبة إجراء التعديلات الدستورية الأميركية. فالمجمع الانتخابي يستند إلى نصوص دستورية واضحة. نسخ هذه النصوص أو إبطال أحكامها يتطلب تعديلاً دستورياً يكون محل إجماع الغالبية. ويضيف "التعديلات الدستورية الأميركية صعب تنفيذها جداً فهو من أجمد دساتير العالم، إذ يتطلب التعديل موافقة ثلثي الكونغرس، نواباً وشيوخاً، ومن ثم مصادقة ثلاثة أرباع الهيئات التشريعية على هذا التعديل أي 38 من أصل 50، وهذا الحد من التوافق يصعب تكوينه ضد نظام المجمع الانتخابي.
Listen to "المجمع الانتخابي الأميركي لماذا لم يتغير؟" on Spreaker.