Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا تحذر فرنسا بعد اعتقال مؤسس "تيليغرام" وتتهم أميركا

العلاقات بين موسكو وباريس في "أدنى" مستوى والكرملين يطالب بأدلة جدية على الاتهامات "الخطرة"

مؤسس "تيليغرام" بافيل دوروف (أ ف ب)

ملخص

التحقيق يتعلق بالاشتباه في الضلوع بجرائم مختلفة تتضمن إدارة منصة على الإنترنت تسمح بمعاملات غير مشروعة واستغلال الأطفال في المواد الإباحية والاتجار بالمخدرات والاحتيال، فضلاً عن رفض تقديم معلومات إلى السلطات وغسل الأموال وتقديم خدمات التشفير لمجرمين.

حذرت روسيا اليوم الثلاثاء فرنسا من أي "ترهيب" في حق مؤسس تطبيق "تيليغرام" بافيل دوروف الذي يحمل الجنسيات الفرنسية والروسية والإماراتية، بعد توقيفه في مطار قرب باريس في إطار تحقيق على صلة بالجريمة المنظمة.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم إن العلاقات بين روسيا وفرنسا عند "أدنى" مستوى لها بعد اعتقال دوروف.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن "الاتهامات المقدمة (في حق دوروف) خطرة للغاية، وتتطلب إثباتات على القدر ذاته من القوة"، مضيفاً "وإلا سيكون من الواضح أن هذه هي محاولة لتقييد حرية التواصل، وحتى الترهيب المباشر في حق رئيس شركة كبيرة"، أي "تنفيذ بالضبط السياسة التي نفاها (الرئيس الفرنسي إيمانويل) ماكرون بالأمس".

وأكد بيسكوف للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف أن روسيا مستعدة لتقديم كل المساعدة اللازمة لدوروف نظراً إلى أنه يحمل الجنسية الروسية، لكنه قال إن دوروف يحمل أيضاً الجنسية الفرنسية، وهو ما يعقد الوضع.

تمديد فترة الاحتجاز

ويتهم الادعاء الفرنسي الملياردير البالغ 39 سنة بالفشل في الحد من انتشار المحتوى المخالف للقانون على "تيليغرام"، وهو أمر تنفيه شركته.

ونفى ماكرون أمس الإثنين وجود أي أبعاد سياسية لتوقيفه، إذ طرحت تساؤلات كثيرة في شأن توقيت وظروف اعتقال دوروف، فيما أكد مصدر مطلع على القضية بأنه مددت فترة احتجازه حتى الأربعاء.

وأعلنت الإمارات اليوم الثلاثاء أنها طلبت بأن تسمح لها السلطات الفرنسية بتقديم الخدمات القنصلية للملياردير، مشيرة إلى أنها تتابع قضيته عن كثب.

وتستخدم روسيا وأوكرانيا وقنوات الأخبار والدعاية العالمية المتعلقة بالحرب بينهما تطبيق "تيليغرام" بشكل مكثف، ويصفه المحللون بأنه ساحة معركة افتراضية.

اتهام روسي لواشنطن

وقال رئيس مجلس النواب الروسي فياتشيسلاف فولودين إن الولايات المتحدة تحاول فرض سيطرتها على "تيليغرام" من خلال فرنسا، من دون تقديم أدلة على ذلك.

وأضاف في منشور "تيليغرام إحدى المنصات القليلة، وفي الوقت ذاته أكبر منصة إنترنت، لا تمتلك الولايات المتحدة أية سلطة عليها"، وتابع قائلاً "من المهم أن يسيطر (الرئيس جو) بايدن على تيليغرام قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية".

ولم يصدر بعد تعليق من البيت الأبيض على احتجاز دوروف.

و"تيليغرام" الذي يستخدمه ما يقرب من مليار شخص، يوصف بأنه ملاذ آمن لحرية التعبير والمعارضين السياسيين، ويشيع استخدامه بصفة خاصة في روسيا وأوكرانيا وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة.

وحاولت روسيا في السابق حظر تطبيق "تيليغرام"، لكنها لم تتمكن من ذلك، وغرمت الشركة مرات عدة لفشلها في حذف ما اعتبرته موسكو محتوى غير قانوني.

الاتهامات

وكان الادعاء الفرنسي أعلن أمس الإثنين أن دوروف اعتقل في فرنسا كجزء من تحقيق في جرائم تتعلق باستغلال الأطفال في مواد إباحية والاتجار بالمخدرات ومعاملات احتيالية على المنصة.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أول تأكيد رسمي احتجاز دوروف الروسي المولد خارج مطار لو بورجيه على مشارف باريس مساء السبت الماضي إنه لا توجد دوافع سياسية وراء الاحتجاز على رغم كثرة التعليقات على الإنترنت. وأضاف أن فرنسا ما زالت ملتزمة بشدة بحرية التعبير المشروعة.

وكتب ماكرون على منصة "إكس" يقول "إلقاء القبض على رئيس 'تيليغرام' على الأراضي الفرنسية تم في إطار تحقيق قضائي جارٍ... هذا ليس قراراً سياسياً بأية حال من الأحوال. الأمر في يد القضاء".

وفي بيان صدر لاحقاً قالت المدعية العامة في باريس لوري بيكو إن دوروف اعتقل كجزء من تحقيق مع شخص لم يتم الكشف عن اسمه دشنته وحدة الجرائم الإلكترونية التابعة لمكتب المدعي العام في الثامن من يوليو (تموز) الماضي.

وجاء في بيان المدعية العامة أن التحقيق يتعلق بالاشتباه في الضلوع في جرائم مختلفة تتضمن إدارة منصة على الإنترنت تسمح بمعاملات غير مشروعة واستغلال الأطفال في المواد الإباحية والاتجار بالمخدرات والاحتيال، فضلاً عن رفض تقديم معلومات إلى السلطات وغسل الأموال وتقديم خدمات التشفير لمجرمين. وأضاف أن دوروف قد يظل محتجزاً حتى الأربعاء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتصاعد التوتر بين فرنسا وروسيا على مدى أشهر، إذ اتهمت السلطات الفرنسية روسيا بمحاولة زعزعة استقرارها قبل دورة الألعاب الأولمبية في باريس رداً على موقفها الأكثر تشدداً حول الحرب في أوكرانيا، وهي ادعاءات تنفيها روسيا.

ولم يذكر موقع "تيليغرام" أية تفاصيل عن الاعتقال، لكنه قال إن الشركة تلتزم بقوانين الاتحاد الأوروبي، وإن إدارتها "ضمن معايير الصناعة وتتحسن باستمرار".

وقالت شركة "تيليغرام" في بيان "ليس لدى الرئيس التنفيذي لشركة 'تيليغرام' بافيل دوروف ما يخفيه، وهو يسافر كثيراً في أوروبا. ومن السخف أن نزعم أن منصة أو مالكها مسؤول عن إساءة استخدام هذه المنصة".

وقال الكرملين إنه لم يطلع بعد أية اتهامات فرنسية رسمية ضد دوروف.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في إفادة صحافية "لا نعرف حتى الآن ما هو الاتهام الذي يواجهه دوروف تحديداً. وما الاتهامات التي يحاولون إدانة دوروف بها تحديداً؟ ومن دون (معرفة) الاتهام، ربما يكون من الخطأ الإدلاء بأية تصريحات".

المزيد من دوليات