Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الصواعق" تضاف إلى أسباب الموت الشائعة في اليمن

يمني يروي قصة نجاته من هجمة برق أفقدته وعيه، وضحاياها بالعشرات وسط محاولات ابتكار وسائل بدائية لتفريغ شحناتها الكهربائية

قتلى الصواعق بالعشرات سنوياً في اليمن (رويترز)

ملخص

رصدت "اندبندنت عربية" عبر تتبع بيانات الضحايا وفاة أكثر من 20 شخصاً في محافظة حجة وإصابة العشرات من المواطنين مع حيواناتهم جراء الصواعق الرعدية التي ضربت المحافظة خلال أغسطس (آب) الجاري

"يا مجلجل رعودك أسقنا الغيث يا الله" بهذه الأهازيج والكلمات يعبر اليمنيون عن سعادتهم بسماع صوت الرعد ورؤية توهج البرق، إذ يشير ذلك إلى قدوم أمطار غزيرة ومعها يحل الخير للأرض والإنسان. أما اليوم ومع المنخفض الجوي الذي ضرب اليمن وما رافقه من سيول وفيضانات، أصبحت الصواعق مصدر رعب لا ينتهي للسكان إلا بانتهاء المطر.

ضحايا بالعشرات

وتسببت الصواعق بسقوط وإصابة عشرات الأشخاص في عدد من المحافظات اليمنية تزامناً مع موسم الأمطار الغزيرة التي يشهدها عموم البلاد.

ورصدت "اندبندنت عربية" عبر تتبع بيانات الضحايا وفاة أكثر من 20 شخصاً في محافظة حجة وإصابة العشرات من المواطنين مع حيواناتهم جراء الصواعق الرعدية التي ضربت المحافظة خلال أغسطس (آب) الجاري.

وفي محافظة ريمة الواقعة قرب العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين لقي تسعة أشخاص مصرعهم بالصواعق الرعدية، وفي محافظة مأرب الواقعة (شرق) شهدت المحافظة صواعق رعدية ورياحاً غير مسبوقة منذ سنوات، وأعلنت الوحدة التنفيذية للنازحين عن وفاة ثمانية نازحين وإصابة 13 آخرين جراء الصواعق الرعدية والأمطار التي شهدتها محافظة مأرب (شرق) في منتصف أغسطس الجاري.

وشهدت مناطق عديدة في محافظة الحديدة الواقعة على البحر الأحمر موجة عواصف رعدية خلفت أضراراً وضحايا في عدد من أجزاء المحافظة، وحسب تتبع أخبار الضحايا فقد أبلغ عن خمس وفيات وإصابة أكثر من 10 أشخاص ونفوق عدد كبير من المواشي بالصواعق خلال شهر.

نجا من الموت بأعجوبة

ولا يزال الناجي من الصاعقة الرعدية عبدالرحمن حسني (22 سنة) وهو من سكان محافظة حجة شمال غربي اليمن، يعيش هول الصدمة بعد نجاته من مخالب صاعقة رعدية كادت تودي بحياته.

يروي حسني قصته قائلاً "في ليلة ممطرة كنت أمشي في طريق رملي، ضربت صاعقة رعدية قربي، وتطايرت نار على صورة لهب كبير في المكان، انطفأت الكهرباء في المحيط، ووجدت نفسي مركوناً على مسافة ثلاثة أمتار فاقداً الوعي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويضيف لـ"اندبندنت عربية"، "عندما استعدت إدراكي قمت مذعوراً، وبدلاً من مواصلة السير في الطريق الذي كنت فيه ذهبت في الاتجاه المعاكس وواصلت الركض وأنا لا أعرف وجهتي".

وعن سياق التأثيرات الصحية والنفسية التي أصابته، قال "إن صوت الطنين العنيف الذي سببته الصاعقة في أذني ما زال أثره باقياً، أعاني بسببه القلق وعدم القدرة على النوم في الليل لأكثر من أسبوع، لكنني اليوم وبعد زيارتي المستشفى بدأت أتماثل للشفاء عقب تناولي بعض الأدوية".

أما ذياب الشاطر وهو من أبناء مأرب فيروي في حديثه عن الصواعق الرعدية غير المعهودة التي شهدتها المحافظة أن "أصوات الرعد كانت كانفجارات قوية لم يشهد مثلها في حياته".

مانع للصواعق

وتتكاثف الجهود الفردية للوقاية من خطر الصواعق في ظل غياب كبير للجهود الحكومية جراء حالة الحرب التي تعيشها البلاد.


لبيب القباطي وهو مهندس ينفذ نموذجاً عملياً لتقليل فرصة تعرض المنازل للصواعق، وذلك بعمل حماية وقائية من الرعود لأحد المراكز الطبية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية في شمال غربي اليمن. يقول لـ"اندبندنت عربية"، "إن عملية تركيب مانع صواعق تبدأ من سلك نحاس موصل للكهرباء وصفائح نحاسية يجمع بعضها مع بعض، وتربط مع سلك نحاس آخر وعوازل بلاستيكية حول كامل المبنى، وتربط مباشرة بأعالي السطوح، ويكون ممدوداً إلى حفرة خارج المبنى، إذ تكون الصفائح النحاسية في الحفرة مع العمود النحاسي، وتضاف إلى ذلك مواد ومحاليل تكون جاهزة مسبقاً تصب النحاس مع القواعد في الحفرة، وتبقى القاعدة النحاسية مبللة بالرطوبة لأعوام عدة لتقوم بدورها في تشتيت الشحنات التي تأتي بها الصواعق" كما يحكي المهندس في محاكاة للعملية.

أين تفرغ الصواعق شحنتها؟

وتتكون الصواعق الرعدية أثناء هطول الأمطار، وتكون قوتها الضوئية عالية، وتحتاج إلى تفريغ، قد يحدث التفريغ في السماء نفسها من سحابة إلى أخرى، وقد تفرغ في الجبال والأشجار، وقد تفرغ شحنتها الكهربائية في أشخاص أو أجهزة كهربائية، بحسب ما أفاد المختص.

خطوات السلامة

ويشير القباطي إلى خطوات السلامة من الصواعق بـ"البقاء داخل المنازل وتجنب الخروج إلى الأبواب في أثناء هطول الأمطار وكذلك إغلاق النوافذ، والابتعاد عن الشرفات العالية للمنازل والجبال، لأن الصواعق تضرب هذه الأماكن بكثرة، وعدم استخدام الأجهزة الكهربائية السلكية واللاسلكية، إذ خلال تحريك تلك الأجهزة تتحرك عشرات من الشحنات الكهربائية، وربما تجذب إليك البرق، وتجنب الاستحمام وعدم الخروج إلى المطر إلا للضرورة".

تحذير أممي

وفي وقت سابق من الشهر الجاري حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو" من فيضانات شديدة في اليمن هذا الشهر، قد تؤدي إلى أضرار جسيمة في المحاصيل الزراعية والبنية التحتية، وهو ما قد حدث بالفعل، إذ تسببت فيضانات ناجمة عن أمطار غزيرة في اليمن بمصرع 60 شخصاً في الأقل منذ أواخر الشهر الماضي، وأثرت في 268 ألف شخص، فيما لا يزال 13 في عداد المفقودين.

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة