ملخص
استهل الجناح الكولومبي لويس دياز الموسم الحالي مع ليفربول بتألق لافت تحت قيادة المدرب الهولندي آرني سلوت ليعيد التساؤلات حول دوره في هجوم "الريدز"
بالنسبة إلى آرني سلوت فقد حقق اثنان من لاعبيه الجدد إنجازات بينما كان يحتفل المدرب الهولندي بأول مباراة تنافسية له في ملعب "أنفيلد" بتحقيق الفوز، إذ وصل فيرجيل فان دايك إلى 100 مباراة في الدوري الإنجليزي مع ليفربول على أرضه، انتهت مباراتان فقط بالهزيمة و82 بالفوز، وقال المدافع الذي ينتهي عقده في الصيف المقبل "مهما حدث في المستقبل، فإن أنفيلد مكان خاص في قلبي".
بالنسبة إلى لويس دياز كان إنجازه هو خوض المباراة رقم 100 مع ليفربول، وقد وصل إلى محطته المئوية بأسلوب رائع إذ سجل هدفاً من هجمة مرتدة مدمرة، وقدم تمريرة رائعة لمحمد صلاح الذي سجل الهدف الثاني وفاز بجائزة رجل المباراة، وقد كان الكولومبي مذهلاً كما كان في عديد من تلك المباريات الـ100.
كان الهدف هو الـ25 له بنسبة هدف واحد كل أربع مباريات أو ما يقارب هدفاً واحداً كل ثلاث مباريات، إذ شارك أساسياً في 77 من تلك المباريات.
وأياً كانت الطريقة التي يتم بها تقييمه فإنه يبدو لاعباً محترماً بقدر ما هو رائع كجناح ليفربول، ويأتي ذلك في سياق سلفه الأكثر غزارة، إذ سجل ساديو ماني 120 هدفاً في 269 مباراة، بمعدل هدف واحد تقريباً كل مباراتين، وقد انتهى به الأمر في المركز الثاني في تصويت الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، لذلك فمن الصعب محاكاة مسيرة ماني.
وإذا كانت معدلات أهداف ماني تعكس تكتيكات المدرب السابق يورغن كلوب، إذ كان الجناح أكثر تقدماً من المهاجم، فقد تغير ذلك بعد التوقيع مع داروين نونيز، وفي هذه المرحلة الجنينية من حكم سلوت، يبقى أن نرى على وجه التحديد ما يجب توقعه من جناحه الأيسر.
لكن دياز سجل ضد برينتفورد وسجل مرتين في ظهور غير رسمي في "أنفيلد" في الفوز على إشبيلية.
هل هذه علامة على أنه سيكون أكثر قوة تحت قيادة سلوت؟ أحد التفسيرات هو أن هذه مجرد بداية سريعة سنوية فقد سجل هدف ليفربول الافتتاحي في "أنفيلد" في ثلاثة مواسم متتالية، ولفترات طويلة بدا كما لو أن ليفربول كان ينتظر أن يصبح دياز هدافاً حقيقياً، وقال أليكسيس ماك أليستر الذي عمل مترجماً لدياز في مقابلة بعد المباراة "إنه يعرف كمهاجم وجناح أنه يحتاج إلى التسجيل والتمرير".
وهناك تساؤلات عما إذا كان خطراً على المنافسين بما فيه الكفاية، وقال سلوت "الأمر يتعلق بالتأكد أن هؤلاء اللاعبين مثل لوتشو ومو وكودي غاكبو وداروين وديوغو (جوتا) وجميع المهاجمين يجب أن نستطيع وضعهم في مواقع جيدة ومن ثم يمكنهم إظهار جودتهم".
وعلى مدى مسيرته مع ليفربول، يبلغ متوسط تسديدات دياز أقل لكل 90 دقيقة من نونيز وصلاح، على رغم أنهما مدمنان التسديد، ولكن أكثر من عديد من المهاجمين، لكن معدل تحويل الفرص الخاص به - 10.3 في المئة في الدوري الإنجليزي الممتاز - وهو مخيب للآمال.
في بعض الأحيان قدم دياز كل شيء باستثناء الهدف، وبعد وصوله في يناير (كانون الثاني) 2022، كان التأثير الأولي للكولومبي مذهلاً لدرجة أن ماني أنهى مسيرته مع ليفربول كقلب هجوم.
ومع ذلك كان هناك شيء رمزي في واحدة من أفضل مبارياته المبكرة أن دياز كان رجل المباراة في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي 2022 الذي انتهى بنتيجة (0-0).
وعندما بدأ موسم (2022 - 2023) بصورة مبهرة جاء ذلك مع الشعور بأنه على وشك أن يصبح أكثر غزارة تهديفية، إذ سجل أربعة أهداف في أول ثماني مباريات له.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومع ذلك بعد تعرضه للإصابة كانت عودته بخمسة أهداف في 21 مباراة.
وفي الموسم الماضي كان هناك انقطاع أكثر صدمة عندما اختطف والده، لكنه مع ذلك أنهى الموسم برصيد 13 هدفاً في 51 مباراة، من بينها ثمانية أهداف في 37 مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وبدا أن هناك احتمالاً ألا يصل إلى 100 هدف مع النادي أو أنه إذا فعل ذلك فسيكون بعد خفض مرتبته من لاعب أساسي إلى بديل.
وكان اهتمام ليفربول الصيفي بأنتوني غوردون مثيراً للاهتمام ومفيداً. وكانت هناك تلميحات بأن برشلونة قد يستدرج دياز، ومع ذلك فإن برشلونة يطمع في عديد من اللاعبين الذين لا يستطيع تحمل كلفهم، لذلك بالكاد يشير ذلك إلى مكسب غير متوقع لتجار ليفربول الأذكياء. غوردون من سكان ليفربول ومشجع لليفربول وأصغر سناً ومع ذلك، هل يكون ترقية لهذا المركز؟ وعلى رغم موسمه الممتاز مع نيوكاسل العام الماضي، فقد بدا ذلك مشكوكاً فيه، بالنظر إلى مستوى أداء دياز خلال فترة وجوده في "أنفيلد".
وفي غضون ذلك، دفع أداء كودي غاكبو الممتاز في بطولة "يورو 2024" إلى أحاديث بأنه سيكون الجناح الأيسر المفضل لدى سلوت، وهو الجناح الذي لديه القدرة على تسجيل مزيد من الأهداف.
في الوقت الحالي، يشير أداء دياز إلى أنه يتمتع بميزة واضحة، وقد يناسبه أن بقية الثلاثي الأمامي في ليفربول هم جوتا الذي يعد أفضل هدافيهم حالياً وصلاح الهداف الدائم للفريق، وهذا يعني أن هناك اعتماداً أقل على الجناح الأيسر للتسجيل.
ولكن نسبة تسجيله هدفاً واحداً كل أربع مباريات تكاد تكون متطابقة مع نسبة لويس غارسيا، الذي سجل أهدافاً رائعة ولكنه ليس هدافاً عظيماً، وديرك كويت نموذج التضحية بالنفس والعمل بلا أنانية.
وهناك قواسم مشتركة بين مهاجم قادر على إشعال حماس جماهير "أنفيلد" وآخر قادر على الركض طوال اليوم.
ولكن على رغم تألق دياز في جوانب أخرى، فقد يرغب ليفربول في رؤية مزيد من ماني فيه.
© The Independent