Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التضخم يضرب السياحة التركية الصيف الحالي

وجهات أخرى في منطقة البحر المتوسط استفادت منها دول عربية

الوجهة التركية شهدت تراجعاً وصل إلى 35.5 في المئة لدى وكالات السفر الفرنسية (أ ف ب)

ملخص

تراهن إسطنبول على مواصلة تدفق السياح الروس بحكم الإشكاليات التي يتعرضون لها في وجهات أخرى

يواجه القطاع السياحي في تركيا أخطاراً مترتبة على ارتفاع الأسعار، مما يهدد الوجهة السياحية المفضلة للروس والألمان بعد عزوف الوافدين بسبب تضخم أسعار الخدمات انطلاقاً من الفنادق وصولاً إلى النقل والمطاعم، يضاف إلى عوامل اعتبرت ثانوية مثل ارتفاع الحرارة خلال الصيف والمضايقات التي تعرض لها سياح من قبل الأتراك واعتبرت عنصرية.

وشهدت مؤشرات الليالي السياحية في تركيا ليوليو (تموز) الماضي وأغسطس (آب) الجاري، تقلصاً في الإقبال لمصلحة وجهات سياحية منافسة أخرى في منطقة البحر الأبيض المتوسط مثل اليونان وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا وتونس، مما فتح باب المناقشة حول مدى إسهام التضخم المرتفع في تركيا في اختيار السياح الأوروبيين لوجهات متوسطية أخرى.

ووفقاً لمتخصصين تحدثوا إلى "اندبندنت عربية"، فإن الفنادق في إسطنبول لم تمضِ فترة الذروة وهي يونيو (حزيران) ويوليو وأغسطس من 2024 بنسب الإشغال  المعتادة عند 100 في المئة، بل كانت الأماكن الشاغرة كثيرة على غير المعتاد في مثل هذه الفترة.

تقلص الإقبال صيفاً

وكشف "بارومتر الأوركسترا" لمبيعات منظمي الرحلات السياحية التي تتم في الوكالات الفرنسية عن المؤشرات الخاصة بيوليو الماضي لجميع الوجهات السياحية، وأوضح أن مبيعات وكالات السفر المباشرة أو عبر الإنترنت انخفضت بصورة طفيفة بنحو 1.3 في المئة،  لكن مع فوارق عدة بحسب البلدان.

وكانت أبرز التراجعات خلال هذه الفترة في تركيا التي شهدت تدنياً بنسبة 35.5 في المئة، إضافة إلى مصر التي سجلت أيضاً نزولاً بنحو 44.2 في المئة تليهما جمهورية الدومينيكان بانخفاض بلغ 20.6 في المئة.

في المقابل، شكلت فرنسا وإسبانيا وتونس أبرز الدول التي تصدرت الحجوزات بنسب تطور بلغت 4.3 في المئة و6.9 في المئة و1.6 في المئة على التوالي، بعدما تقدمت على اليونان التي اعتادت في كثير من الأحيان على اعتلاء الترتيب.

وتراجعت تركيا في وقت واصلت آسيا عودتها القوية التي تجلت في الارتفاع الذي حققته اليابان بنسبة 116.5 في المئة، علماً أن تركيا شهدت زيادة في أسعار الرحلات والحجوزات (المجموعة السياحية المقدمة) مجتمعة بنسبة 9.4 في المئة، بينما صعدت في تونس 6.5 في المئة وإسبانيا تسعة في المئة ومصر 10.2 في المئة وإيطاليا 5.2 في المئة، وهوت لدى الوجهة اليونانية 0.8 في المئة والمغرب 1.9 في المئة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحول أغسطس الجاري،  كشفت "أتالانتي" (إحدى العلامات التجارية لمجموعة ألتاي المتخصصة في السياحة والأسفار) عن تقلص في الإقبال على عدد من البلدان المعرضة لموجات الحر في مقدمتها تركيا، إذ قالت إنه على سبيل المثال، سجلت تركيا نقصاً في الحجوزات بنحو 25 في المئة في أغسطس الجاري مقارنة بالشهر نفسه من عام 2023، في حين نشرت منظمات محلية معدلات عالية لنسبة ارتفاع أسعار المطاعم والفنادق وقالت إنها تجاوزت 90 في المئة في يونيو الماضي مقارنة بالشهر نفسه من 2023، متجاوزة بذلك معدل التضخم الاسمي الذي بلغ 71.6 في المئة.

وتتمسك السلطات التركية بتوقعاتها بعدم تأثر أعداد السياح بالتضخم المسجل في أسعار الخدمات، فقد أعلنت وزارة الثقافة والسياحة التركية أن عدد من زاروا البلاد في النصف الأول من عام 2024 ارتفع 13.9 في المئة مقارنة بـ 2023 ووصل إلى 26.1 مليون شخص وأن إيرادات السياحة زادت خلال الفترة نفسها 9.3 في المئة لتصل إلى 23.7 مليار دولار، بعد أن بلغ متوسط ​​الإنفاق اليومي لكل سائح 98 دولاراً، مع  سعي تركيا إلى استقبال 60 مليون زائر وتحقيق إيرادات بقيمة 60 مليار دولار.

وتواصل روسيا وألمانيا والمملكة المتحدة أكبر الأسواق التقليدية نموها وفق الوزارة، إذ استقبلت تركيا نحو 2.7 مليون سائح روسي بنمو ثلاثة في المئة في الفترة ما بين يناير (كانون الثاني) ويونيو 2024، وتجاوز الوافدون الألمان 2.5 مليون زائر بزيادة تقدر بتسعة في المئة، في حين قفز عدد السياح البريطانيين 19 في المئة فناهز 1.8 مليون شخص خلال النصف الأول من العام الحالي.

وتعمل تركيا على تطوير السوق الصينية واستقبلت أكثر من 187 ألف وافد بزيادة قدرها 111 في المئة مقارنة بالنصف الأول من 2023 وسجلت زيارة أكثر من 56 ألف ياباني بزيادة وصلت إلى 96 في المئة.

 المتوسط حلبة منافسة

إلى ذلك، تراهن إسطنبول على مواصلة تدفق السياح الروس بحكم الإشكاليات التي يتعرضون لها في وجهات أخرى، بينما تحدثت منظمات تركية ممثلة للعاملين في السياحة عن نقص في الحجوزات في الصيف الحالي من قبل الوافدين الروس، مما دفع الفنادق إلى خفض الأسعار، لكن لم تفلح هذه الحوافز في إنقاذ الموسم السياحي من تراجع الحجوزات إلى النصف في فنادق ضمن إسطنبول وبودروم وأنطاليا.

وتسير اليونان منافستها الأولى باتجاه تحقيق نمو قدره 25 في المئة في عدد الوافدين مقارنة بالموسم الماضي الذي استقبلت خلاله 33 مليون سائح، إضافة إلى إيطاليا وإسبانيا والمغرب وتونس ومصر.

وقال المتخصص في القطاع السياحي والرئيس السابق للجامعة التونسية لوكالات السفر جابر بن عتوش إن "المنافسة على أشدها بين هذه الوجهات خلال الموسم السياحي الصيفي"، مرجعاً ذلك إلى طبيعة المادة والخدمات السياحية المقدمة في هذه البلدان خلال الموسم الصيفي، خصوصاً في الشواطئ.

وأضاف أن "البلدان المطلة على الشواطئ المتوسطية شرقاً وغرباً تبذل مجهوداً كبيراً على مستوى الترويج والتسويق بدراسة الأسعار لجذب سياح شمال أوروبا خصوصاً، وبناء على ذلك فمن الطبيعي أن تستفيد هذه البلدان من مستويات التضخم في تركيا".

وأشار إلى أن الموسم الصيفي الحالي، لا سيما خلال يوليو وأغسطس، شهد شغورات ملحوظة بالفنادق في إسطنبول مقابل نمو عرفته أسواق منافسة تقدم سياحة شاطئية وهي اليونان وتونس وإسبانيا وإيطاليا، مستدركاً "لكن يظل من غير المتاح تأكيد استقطاب هذه البلدان لوافدين عازفين عن الوجهة التركية تحديداً".

وتابع أنه "في آخر المطاف تؤكد هذه الوجهات نجاحها في تخطي الصعوبات التالية لأزمة كورونا، بخاصة اليونان التي عادت لتستقطب ملايين الوافدين من أثرياء أوروبا، وتونس التي استعادت السوق الإنجليزية تحديداً، وأسواقاً أوروبية مهمة فقدتها خلال الأعوام الماضية".

أما المستثمر في المجال السياحي محمد علي العنابي، فأشار إلى دور محوري اضطلع به التضخم في تراجع المؤشرات السياحية في تركيا خلال يوليو 2024 من دون تمكن الوجهات العربية مثل المغرب وتونس ومصر من الاستفادة والمنافسة على الأسواق التقليدية لتركيا عكس الوجهات الأوروبية.

وأرجع ذلك إلى صعوبة المنافسة على مستوى جودة الخدمات، مستدركاً "لكن في المقابل تمكنت اليونان والمغرب من الضغط على الأسعار للتمركز الجيد في السوق بخفض المجموعة المقدمة، بينما تعاني تونس بدورها وعلى رغم تطور المبيعات التضخم، إذ حققت نمواً لا يزيد على نسبة 1.6 في المئة في النشاط".

اقرأ المزيد