ملخص
بحسب وزارة التعليم السعودية، اللغة الصينية تحتل حالياً المركز الثاني بعد الإنجليزية عالمياً كأكثر اللغات تحدثاً حسب عدد المتحدثين اليوميين في العالم أي الذين تعد لديهم كلغة يومية معتمدة للتواصل، إذ يتحدث الصينية نحو 1.2 مليار شخص حول العالم مما يعني تقريباً واحداً من كل ستة أشخاص في العالم يتحدث الصينية.
يعد هذا العام الدراسي في السعودية هو الأول لبداية تعليم اللغة الصينية بصورة رسمية للمرحلة المتوسطة بعد أن كان مادة اختيارية للمرحلة الثانوية. وباعتبار اللغة الصينية هي ثاني أكثر اللغات استخداماً على مستوى العالم إلى جانب الإنجليزية، ستصبح اللغة الثالثة التي تدرس في نظام التعليم السعودي مما يعكس الاهتمام الكبير بتكوين جيل قادر على التفاعل بصورة مباشرة مع واحد من أضخم الاقتصادات العالمية.
إدخال اللغة الصينية في المناهج التعليمية لا يهدف فقط إلى تحسين مهارات الطلاب اللغوية، بل يتجاوز ذلك ليشمل تعزيز فرصهم في المشاركة بالاقتصاد العالمي.
وتعد الصين لاعبة رئيسة في مجالات التكنولوجيا والابتكار، بالتالي فإن إتقان اللغة الصينية سيمكن الطلاب السعوديين من الدخول إلى هذه الميادين المتقدمة إذ تعد اللغة بوابة لفهم أعمق للثقافة والتكنولوجيا والاقتصاد الصيني.
اللغة الثالثة في السعودية
ومع بدء العام الدراسي الجديد في السعودية تستعد مدارسها لبدء تدريس مقرر اللغة الصينية في الصفوف الدراسية للمرحلة المتوسطة بمعدل ثلاث حصص أسبوعياً خلال الأيام المقبلة، وذلك بعد إعلان وزارة التعليم عن المدارس التي ستقوم بتدريسها في ست إدارات تعليمية داخل السعودية، وهي الرياض وينبع والمنطقة الشرقية وجدة وجازان وتبوك، وبذلك تصبح الصينية اللغة الثالثة في مناهج التعليم السعودي إلى جانب اللغتين العربية والإنجليزية، بعد أن كانت اللغة الصينية مقرراً اختيارياً للمرحلة الثانوية خلال العام الدراسي الماضي.
ومع بداية العام الدراسي، نظمت وزارة التعليم لقاء تعريفياً بالمعلمين والمعلمات القادمين من الصين ضمن برنامج متكامل لإطلاعهم على مهامهم خلال العام الدراسي الحالي.
وعلقت منال اللهيبي مديرة تعليم جدة "هذا العام ستطبق مدارس المتوسطة في تعليم جدة منهج اللغة الصينية لـ41 مدرسة، كما استلمنا مقررات تدريس اللغة الصينية".
وفي هذا الصدد عبر السفير الصيني الذي عين حديثاً لدى السعودية تشانغ هوا عبر حسابه على منصة "إكس" عن رغبته في التواصل مع الطلاب السعوديين بلغته الأم، قائلاً "آمل أن تتاح لي الفرصة للتحدث مع الطلاب باللغة الصينية في المدارس السعودية قريباً".
وبحسب وزارة التعليم السعودية، فإن اللغة الصينية تحتل حالياً المركز الثاني بعد الإنجليزية عالمياً كأكثر اللغات تحدثاً حسب عدد المتحدثين اليوميين في العالم والذين تعد لديهم لغة يومية معتمدة للتواصل، إذ يتحدث الصينية نحو 1.2 مليار شخص حول العالم، مما يعني تقريباً واحداً من كل ستة أشخاص في العالم يتحدث الصينية.
خطة 2019
وخلال فبراير (شباط) عام 2019 وقت زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اللجنة السعودية - الصينية في العاصمة الصينية بكين، اتفق على البدء في وضع خطة لإدراج اللغة الصينية كمقرر دراسي في مختلف المراحل التعليمية داخل المدارس والجامعات السعودية.
"رؤية 2030"
وكان الهدف منها تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين ولتعزيز التنوع الثقافي للطلاب في البلاد، وبما يسهم في بلوغ المستهدفات الوطنية المستقبلية في مجال التعليم على صعيد "رؤية 2030".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبحسب وكالة الأنباء السعودية "واس" فإنه بعد اتفاق إدراج اللغة الصينية بشهر، دشن وزير التعليم السعودي حمد آل الشيخ آنذاك ورشة عمل عن "إدراج اللغة الصينية في التعليم"، دعت فيها الوزارة عدداً كبيراً من الخبراء والأكاديميين والمهتمين بتعليم اللغة الصينية للمشاركة وتقديم مقترحاتهم ومناقشتهم، إضافة إلى وجود عدد من مسؤولي السفارة الصينية.
وخلال عام 2022 وقعت السعودية والصين مذكرة تعاون لتعليم اللغة الصينية بين وزارتي التعليم في السعودية والصين، أبرز مجالاتها توفير المقررات التعليمية والمعلمين الصينيين بحسب الحاجة وتهيئة المعلمين السعوديين، وإقامة الدورات التدريبية وتوفير فرص دراسية للطلاب السعوديين في مؤسسات التعليم العالي بالصين.
وبموجب اتفاق، أقر مجلس الوزراء السعودي الموافقة على مذكرة تعاون لتعليم اللغة الصينية بين وزارتي التعليم في السعودية والصين الشعبية، وبحسب صحيفة "تشاينا ديلي" الحكومية خلال منتصف أغسطس (آب) الجاري فإن السعوديون سيشهدون بدء عمل 175 معلماً صينياً داخل بلادهم، وستكون هذه المجموعة أول دفعة من معلمي اللغة الصينية من أصل 800 سيعملون في السعودية.
خطوات استشرافية
وذكر المؤلف والباحث في الشؤون الدولية والاستراتيجية أحمد آل ضيف الله عبر حسابه على منصة "إكس" أن قرار تعليم اللغة الصينية في المدارس السعودية يعكس رؤية استشرافية في السياسات التعليمية، مستبعداً كونه قراراً قصير الأجل وواصفاً إياه بالاستثمار طويل الأجل في رأس المال البشري "الجيل الذي يتعلم اللغة الصينية اليوم يمكنه أن يلعب دوراً محورياً في تشكيل العلاقات بين البلدين".
يأتي ذلك في ظل اهتمام الدولة بالانفتاح على لغات الدول المتقدمة تكنولوجياً ومنها الصين، التي تمتلك اليوم تكنولوجيا فائقة جعلتها منافسة قوية للولايات المتحدة والدول الغربية وروسيا في مجالات التصنيع وغزو الفضاء والتصنيع العسكري والذكاء الاصطناعي.