Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المخيمات الفلسطينية... عش الدبابير وأرق إسرائيل الدائم

يعد "شعفاط" آخر مخيم يبنى منذ النكبة عام 1948 لكنه يفتقر إلى خدمات البنية التحتية والمرافق

تزايد النشاط المسلح في مناطق مثل جنين وطولكرم ونابلس عبر استخدام العبوات الناسفة (اندبندنت عربية)

ملخص

في عمليته العسكرية الأخيرة التي أطلق عليها اسم "المخيمات الصيفية"، هاجم الجيش الإسرائيلي مخيمات الفارعة ونور شمس وجنين شمالاً وقتل ما لا يقل عن 20 فلسطينياً حتى اللحظة، بتزعم أن "التهديد الرئيس والإرهاب الفلسطيني" يأتي من مخيمات اللاجئين شمال الضفة الغربية.

ما إن هدأت المخاوف الإسرائيلية من التصعيد شمالاً مع "حزب الله"، حتى كثفت المنظومة الأمنية والعسكرية إجراءاتها لإعادة ترتيب الوضع الأمني في الضفة الغربية لاجتثاث تهديدات فلسطينية ترى أنها تتمدد من غزة إلى الضفة، فمئات الجنود من وحدات خاصة من حرس الحدود، ووحدات من المستعربين، وقوات النخب، ووحدات من الهندسة العسكرية فضلاً عن الاستعانة بمروحيات وطائرات حربية ومسيرات وجرافات تم تعبئتهم للعملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة التي تستهدف مخيمات في شمال الضفة الغربية، تعد الأكبر من نوعها منذ عملية الدرع الواقي عام 2002، فالمخيمات ومداهماتها ومحاولة اعتقال مطلوبين ومسلحين من بين أزقتها بالنسبة إلى إسرائيل ليس أمراً عادياً كما يفعل الجيش في المدن والقرى كل ليلة تقريباً، بل يحتاج الأمر إلى تخطيط واستعداد واستخبارات عالية المستوى.

ومع تزايد النشاط المسلح في مناطق مثل جنين وطولكرم ونابلس والتطور الملحوظ في استخدام العبوات الناسفة داخل المخيمات خلال عامي 2022 و2023، التي تسببت بمقتل وإصابة عدد من الجنود، باتت تستدعي وفقاً للجيش إستراتيجيات جديدة، وبخاصة أن نحو 150 من هجمات إطلاق النار والهجمات بعبوات ناسفة خرجت من الضفة الغربية على مدار عام 2023، وفقاً لمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي. وفي أعقاب هجوم فلسطيني بعبوة ناسفة في تل أبيب كانت حركة "حماس" تبنته في وقت سابق من أغسطس (آب) الماضي، أكد الجيش أن العبوة التي استخدمت في هذا الهجوم صنعت في شمال الضفة الغربية.

منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 نالت الضفة الغربية نصيباً وافراً من الاقتحامات والاعتقالات التي طاولت أكثر من 10 آلاف فلسطيني، في حين أكدت بيانات رسمية فلسطينية أنه مذاك، قتل ما لا يقل عن 640 فلسطينياً برصاص المستوطنين والقوات الإسرائيلية، فيما قتل ما لا يقل عن 19 إسرائيلياً، بينهم جنود، في هجمات فلسطينية في الضفة الغربية خلال الفترة نفسها، وفقاً لأرقام إسرائيلية رسمية.

مخيمات الضفة

في عمليته العسكرية الأخيرة التي أطلق عليها اسم "المخيمات الصيفية"، هاجم الجيش مخيمات الفارعة ونور شمس وجنين شمالاً وقتل ما لا يقل عن 20 فلسطينياً حتى اللحظة، بتزعم أن "التهديد الرئيس والإرهاب الفلسطيني" يأتي من مخيمات اللاجئين شمال الضفة الغربية.

وبحسب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) يشكل اللاجئون 26 في المئة من سكان الضفة الغربية التي تضم نحو 775 ألفاً من اللاجئين، يعيش ربعهم في 19 مخيماً تعترف بها "الأونروا" في حين يتوزع بقيتهم في خمسة مخيمات في مدن الضفة الغربية وقراها غير معترف بها رسمياً، ويعاني معظم سكان المخيمات، والتي يبلغ نحو 60 في المئة من سكانها دون سن 24 سنة، بنى تحتية متهالكة، وشبكات صحية مدمرة، ونقصاً في المياه. ويعيش سكانها اكتظاظاً هائلاً في بنايات متراصة تفتقر إلى التهوية والخدمات الأساسية، ويكابدون ظروفاً معيشية صعبة وسط نسبة مرتفعة من معدلات البطالة والفقر ونقص في الرعاية الصحية فضلاً عن الاجتياحات الإسرائيلية المتكررة والتدمير المستمر للمنازل والبنى التحتية، والإغلاقات والتضييق.

 

 

يعد مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين في نابلس الذي تأسس عام 1950، أكبر مخيمات الضفة الغربية، وأكثرها كثافة من حيث السكان، إذ تجاوز عدد سكانه عام 2023 أكثر من 23 ألف لاجئ تنحدر أصولهم من اللد ويافا والرملة، اضطروا في ظل ضيق مساحة المخيم التي لا تتجاوز 0.25 كيلومتر مربع، وكثرة عدد اللاجئين فيه وقلة فرص العمل إلى التوسع بصورة عشوائية. فالمدارس والمنازل على حد سواء تعاني الاكتظاظ. ووفقاً للأونروا، يعاني مخيم بلاطة منذ تأسيسه ارتفاع نسبة الفقر والبطالة وتدني المستوى الاقتصادي لعدد من الأسر، إذ تبلغ نسبة البطالة فيه نحو 25 في المئة.

وكما هي الحال في بقية المخيمات الفلسطينية في الداخل والخارج، يعاني مخيم الجلزون الذي تأسس عام 1949 على تلة صخرية تبعد سبعة كيلومترات عن رام الله شمالاً كثافة سكانية عالية ومعدلات عالية من الفقر والبطالة. ووفقاً لتقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن عدد سكان المخيم وصل في منتصف عام 2023 نحو 9228 لاجئاً ينحدر معظمهم من بيت نبالا واللد والعباسية، إلا أن معاناة هذا المخيم تختلف عن غيره بكونه يقع على مقربة كبيرة من مستوطنة "بيت إيل" التي شيدت عام 1977 على أراضي قريتي بيتين ودورا القرع، القريبتين من المخيم، مما ضاعف معاناة اللاجئين فيه مع كثرة الاقتحامات والاعتقالات والمواجهات التي يخوضها شباب المخيم مع القوات الإسرائيلية التي تحرس المستوطنة، والتي أدت إلى بناء جدار خرسان في محيط المستوطنة بارتفاع خمسة أمتار عزل المخيم عن محيطه، وأبقى منزلين فلسطينيين خلف الجدار مع ممر ضيق للوصول إليهما.

ووسط ظروف اقتصادية واجتماعية وأمنية متردية، يعيش سكان مخيم الجلزون على أرض لا تزيد مساحتها على الربع كيلومتر مربع ويشتكون مثل غيرهم من أبناء المخيمات، من اكتظاظ خانق حول شوارع المخيم إلى أزقة تكاد لا تتسع حتى للمشي فيها.

لا متنزهات لا ملاعب

وفوق أرض استأجرتها "الأونروا" من الحكومة الأردنية عام 1949 أسس الصليب الأحمر مخيم الأمعري في رام لله على غرار معظم المخيمات، ليعيش فيه اليوم أكثر من 10 آلاف لاجئ، إلا أنه وبعد 10 أعوام من إنشائه، استبدلت الوكالة الخيم بمنشآت إسمنتية، وحصلت العائلة التي لا يزيد عدد أفرادها على خمسة أشخاص على مسكن مؤلف من غرفة واحدة، في حين حصل من هم أكثر عدداً على مساكن من غرفتين.

 

 

ولا يختلف المشهد في مخيم الأمعري، وسط الضفة الغربية، عن المشهد الموجود في مخيم رقم "1" شمال الضفة المعروف بمخيم العين، الذي يواجه هو أيضاً مشكلات حادة بسبب الاكتظاظ، حيث لا يفصل بين المساكن فيه سوى 0.2 متر فقط بالمعدل، إضافة إلى أن شوارعه ضيقة للغاية مع عدم وجود أرصفة جانبية فيه. وبحسب "الأونروا"، فإن المساحة الضيقة للغاية في المخيم وصلت إلى درجة أن جثامين الموتى يتم نقلها في العادة من خلال شبابيك المنازل للوصول إلى الشارع الرئيس خلال مراسم التشييع، وفي أعقاب إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي عام 1955، أصبح المخيم واقعاً تحت سيطرة السلطة الفلسطينية. وهو يعد مخيم رقم "1" كونه أول مخيم بني للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1948.

عزة ودهيشة

وباعتباره حلاً إنسانياً موقتاً لمشكلة توفير السكن للعائلات الفلسطينية النازحة، أنشأت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين على بعد ثلاثة كيلومترات جنوب مدينة بيت لحم مخيم الدهيشة، الذي تنحدر أصول ساكنيه من 45 قرية من القرى الواقعة غرب منطقتي القدس والخليل، فالمخيم الذي أنشئ عام 1949 لإيواء 3 آلاف لاجئ، بات يضم اليوم نحو 15 ألف لاجئ في منازل متراصة بنيت فوق بعضها البعض، مما دفع عدداً من العائلات ذات الإمكانية مغادرته والإقامة في مكان آخر مجاور، فلا مكان للمتنزهات أو الملاعب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولأن الصفوف المدرسية في الدهيشة تعاني مثل غيرها من مدارس المخيمات اكتظاظاً كبيراً وسوءاً في البنية التحتية، فإن الحصول على تعليم في المخيم أصبح على فترتين صباحية وبعد الظهر. وليس بعيداً من الدهيشة، أنشأت "الأونروا" في قلب مدينة بيت لحم، مخيم بيت جبرين (العزة) عام 1950 الذي يعد أصغر مخيم للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، وفوق مساحته التي لا تتجاوز 0.02 كيلومتر مربع يعيش نحو 1600 لاجئ فقط، يعانون مثل غيرهم من اللاجئين ظروفاً إنسانية صعبة وارتفاعاً في نسب الفقر، وإلى جانب البطالة المرتفعة بين شباب المخيم التي تصل إلى 30 في المئة، يعاني سكان مخيم العزة أزمة متفاقمة في توفر المياه ومشكلات أخرى مثل عدم توفر مرافق صحية فيه، وعدم وجود مكب للنفايات.

على مسافة 15 كيلومتراً إلى الجنوب من بيت لحم وعند واد يسمى "الصقيع" تأسس مخيم العروب عام 1949 على الطريق الرئيس الواصل بين القدس والخليل، الذي يقطنه أكثر من 10.4 ألف لاجئ على مساحة لا تتجاوز 238 ألف متر مربع، ووفقاً لبيانات وكالة الغوث، تصل نسبة البطالة في المخيم إلى 30 في المئة، نتيجة عدم تمكن كثير من الوصول إلى سوق العمالة الإسرائيلية.

جدار وحصار

مثل بقية مخيمات اللاجئين الفلسطينيين أوجدت الوكالة مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين عام 1950، عند المدخل الشمالي لبيت لحم، على مساحة ضيقة من الأرض لا تتجاوز النصف كيلومتر مربع، وتعود أصول أبنائه إلى نحو 27 قرية ومدينة، هجروا منها خلال النكبة عام 1948 والنكسة عام 1967 ويسكنه الآن حوالى 5400، ومما يضاعف معاناة مخيم عايدة عن غيره من المخيمات، أنه محاط من اتجاهات عدة بجدار الضم والتوسع الإسرائيلي، وعدد من الأبراج العسكرية، التي سلبت المخيم جميع الأراضي المفتوحة حوله، والتي كانت تعد المتنفس الوحيد لسكانه، وفصلته كلياً عن مدينة القدس.

ومثل سائر المخيمات الفلسطينية، أنشئ مخيم الفوار، الذي يعد أقصى مخيم في جنوب الضفة الغربية، عام 1949، على أراضي بلدة دورا في الخليل، فوق قطعة أرض قامت وكالة "الأونروا" باستئجارها من الحكومة الأردنية التي كانت تتبع لها الضفة الغربية آنذاك. وبحسب إحصاءات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عام 1997، فإن مساحة المخيم الكلية التي لم تتجاوز مساحة 870 ألف متر مربع، أجبرت السكان للبناء العمودي والعشوائي بهدف التوسع والتمدد. وقدر عدد سكان المخيم عام 2021 بنحو 8.404 نسمة، في حين يعتمدون بصورة كلية تقريباً على العمل داخل إسرائيل وتأثروا بصورة حادة منذ بدء الحرب بسبب عدم إمكانية الوصول إلى أعمالهم، حتى وصلت نسبة البطالة فيه 32 في المئة وما يزيد.

وعلى بعد 20 كيلومتراً شمال غربي مدينة رام الله، وقرب قرية دير عمار تأسس مخيم دير عمار عام 1949 الذي يعد بحسب بيانات "الأونروا" الأكثر اتساعاً من معظم مخيمات الضفة الغربية، وعلى رغم أنه يواجه تحديات في ما يتعلق بالصرف الصحي وجودة الشوارع فإن سكانه وفقاً للوكالة ينعمون بالأماكن العامة مثل الحدائق العامة والملاعب الرياضية خلافاً لبقية المخيمات، ومع ذلك يعاني المخيم العزلة الجغرافية النسبية التي تشكل صعوبة في التنقل لبعض السكان.

 

 

وعلى الحافة الغربية للضفة الغربية تأسس مخيم طولكرم عام 1950 ضمن حدود بلدية طولكرم، وهو ثاني أكبر مخيم للاجئين في الضفة، ينتمي اللاجئون الأصليون فيه إلى القرى والمدن التابعة لمناطق حيفا ويافا وقيسارية، ولكنه يعاني مثل بقية المخيمات تفاقم الفقر والبطالة، فنصف عدد سكانه الذي يبلغ 22 ألف لاجئ فلسطيني عاطلون عن العمل. أما في الشمال الغربي من الضفة يقع مخيم نور شمس الذي يبعد ثلاثة كيلومترات شرق مركز مدينة طولكرم، وأنشئ المخيم عام 1950. وبحسب إحصاء أجري عام 2021 يعيش فيه نحو 7350 لاجئاً فلسطينياً، ويشهد معدلات بطالة مرتفعة، إضافة إلى تدهور البنية التحتية، لا سيما في فصل الشتاء مع هطول الأمطار مما يسبب أضراراً وأخطاراً صحية لسكان المخيم.

اكتظاظ سكاني

أدى الاكتظاظ الشديد في مخيم عسكر الذي تأسس عام 1950 ضمن حدود بلدية نابلس، شمال الضفة الغربية إلى توسع اللاجئين فيه إلى أرض مجاورة، وهو ما بات يعرف باسم "عسكر الجديد"، الذي لا يعتبر مخيماً من الناحية الرسمية. وعلى رغم عملية التوسع، فقد استمر الاكتظاظ السكاني في المخيم، وبلغ نحو 15.9 ألف لاجئ. وعلى بعد ثلاثة كيلومترات إلى الجنوب الغربي من أريحا شرق الضفة الغربية، أسست "الأونروا" مخيم عقبة جبر عام 1948 وكان عدد اللاجئين المسجلين فيه قبل عام 1967 يبلغ 30 ألف لاجئ، وهو ما جعله الأكبر في الضفة الغربية، إلى أن فر عدد من اللاجئين إلى الأردن، ويعمل اللاجئون ممن بقي فيه اليوم بصورة رئيسة في الزراعة في وادي الأردن، أو في المستوطنات الإسرائيلية المجاورة، إلا أن الأمن المائي يعد مشكلة رئيسة في هذه المنطقة الصحراوية، حيث يواجه السكان نقصاً شديداً في المياه مما يترتب عليه صعوبات جمة.

وعلى بعد كيلومتر واحد من مدينة أريحا أسفل جبل قرنطل الذي يسمى أيضاً "جبل التجربة" تأسس مخيم عين السلطان عام 1948 الذي استوعب منذ نشأته ما يقارب 20 ألف لاجئ فلسطيني، إلا أن معظم اللاجئين فيه فروا إلى الأردن أثناء حرب 1967 مما دفع إسرائيل لهدم منازلهم، وبحسب بيانات "الأونروا" فإن أربعة أشخاص من كل 10 في المخيم عاطلون عن العمل. وعلى مقربة من عين الفارعة في التلال السفحية لوادي الأردن، شرق الضفة الغربية تأسس مخيم الفارعة فوق مساحة من الأرض تبلغ 0.26 كيلومتر مربع وينحدر سكانه من نحو 30 قرية تابعة للمناطق الشمالية الشرقية من مدينة يافا. ويعيش فيه نحو 7.600 لاجئ فلسطيني، وعلى رغم أن معظم سكان المخيم يعملون في قطاع الزراعة، تبلغ نسبة البطالة في المخيم نحو 22 في المئة، كما يعاني السكان مثل مخيمي عقبة جبر وعين السلطان نقصاً حاداً في المياه.

جنين وقلنديا

يقع المخيم الذي ينحدر معظم سكانه من منطقة الكرمل في حيفا وجبال الكرمل، التي تم تهجير سكانها خلال نكبة عام 1948، غرب مدينة جنين بمحاذاة "مرج بني عامر" أحد أخصب وأكبر سهول فلسطين، حيث قامت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ببنائه عام 1953 على مساحة 372 ألف متر مربع، اتسعت فيما بعد إلى نحو 473 ألف متر مربع. ووفقاً لتقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بلغ عدد سكان المخيم في منتصف عام 2023 نحو 11674 لاجئاً، ويعد ثاني أكبر مخيم في الضفة الغربية بعد مخيم بلاطة، إذ توجد فيه خمس مدارس ومركز صحي واحد، إضافة إلى مركز شبابي اجتماعي، لكنه يعاني مثل غيره من المخيمات الفلسطينية بنى تحتية منهكة وشبكات صحية مدمرة وشوارع ضيقة وارتفاعاً سنوياً في نسب الفقر والبطالة بين فئة الشباب، إذ لا تقل معدلات البطالة عن 20 في المئة، وقد تتفاقم المشكلة لتصل إلى ما يزيد على 40 في المئة.

 

 

وإلى الشمال من القدس، عبر الطريق الرئيس الواصل بين القدس ورام الله، أسست "الأونروا" عام 1949 مخيم قلنديا الذي تعتبره السلطات الإسرائيلية جزءاً من بلدية القدس الكبرى. وتم استثناء المخيم من مرحلة إعادة الانتشار عام 1995، إذ لا يزال واقعاً تحت السيطرة الإسرائيلية حتى اليوم. وتعود أصول اللاجئين فيه إلى 52 قرية تابعة لمناطق اللد والرملة وحيفا والقدس والخليل. ويبلغ عدد سكانه نحو 11 ألف لاجئ.

آخر مخيم

وبعد أكثر من عقد على تأسيس كافة المخيمات الرسمية الأخرى في الضفة الغربية، تأسس عام 1965 مخيم شعفاط، وهو الوحيد الذي يقع ضمن حدود بلدية القدس، مما سهل على اللاجئين فيه الحصول على بطاقات الإقامة الإسرائيلية (الهوية الزرقاء)، مما ضمن لهم حقوق الإقامة في المدينة، وجعلهم مؤهلين للحصول على بعض الخدمات التي تقدمها المؤسسات الإسرائيلية، بما في ذلك الرعاية الصحية.

وعلى رغم أن سجلات "الأونروا" الرسمية تبين أن عدد اللاجئين في مخيم شعفاط يصل إلى نحو 11 ألفاً، ترجح جهات محلية أن عددهم يبلغ أكثر من 25 ألفاً، يفتقرون لأدنى مقومات الحياة البسيطة من خدمات بنية تحتية ومرافق. وحين أتمت السلطات الإسرائيلية بناء الجدار عام 2011، ليلتف على المخيم من الجهة الشمالية والجنوبية والغربية، حولت حاجز المخيم الذي كان مكوناً من مجموعة من الجنود والمكعبات الإسمنتية والجيبات العسكرية، إلى منشأة ضخمة، فيها مسارات للمشاة وأخرى للسيارات، بحيث أصبح مرور أبناء المخيم اليومي نحو وظائفهم وأعمالهم، مشروطاً بالانتظار ساعات للمرور عبر ذلك الحاجز. ويعد مخيم شعفاط آخر مخيم يبنى من مخيمات النكبة عام 1948.

المزيد من تحقيقات ومطولات